خطبة عيد الفطر عام 1434هـ
يوم فضل وتفضل
الحمد لله إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأراضين، ومالك يوم الدين، الذي لا عز إلا في طاعته ، ولا نعيم إلا في قربه ، ولا صلاح للقلب ولا فلاح إلا في الإخلاص له وتوحيده وحبه ، أحمده سبحانه حمدًا يليق بفضله ، وعطائه ونعمه ، امتن علينا بنعمة الإسلام ، وشرح صدورنا بنور الإيمان ، وأفاض علينا من آلائه العظام وأفضاله الجسام ما لا نحصي ، فلا نحصي الثناء عليه هو كما أثنى على نفسه سبحانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة عبد يرجو برَّها وذخرها يوم العرض الأكبر، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صاحب الحوض الأعظم ، والمقام الأكرم ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ومن اقتدى بسنته إلى يوم الفزع الأكبر . أما بعد أيها المؤمنون والمؤمنات :
يناديكم ربكم فأرعوا سمعكم : (( يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ))
الله أكبر. الله أكبر لا إله إلا الله. الله أكبر. الله أكبر. ولله الحمد ، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا .
أيها الناس : يومكم هذا يوم فضل عظيم ويوم تفضل من ربكم ، فضلكم الله به على سائر الملل فلا يشارككم فيه غيركم ، وأبدلكم الله به وبعيد الأضحى عن الأعياد البشرية المخترعة . وتفضل عليكم فيه بأن جعله اليوم الذي تفطرون به من رمضان فتتمون به الصيام الركن الرابع من أركان الإسلام ، وجعله اليوم الذي يبتدئ به ميقات الحج الزماني الركن الخامس من أركان الإسلام ، فيا له من فضل عظيم فحقيق بأن يكون هذا اليوم يوم عيد ، وحقيق بأن يفرح به المسلمون ، وللصائم عند فطره فرحة ، فافرحوا بفضل الله عباد الله (( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا )) يفرح المسلمون هذا اليوم بإتمام النعمة عليهم بإكمال الصيام والقيام ، ويفرحون بما حصلوه من فضائل رمضان ، ويفرحون بما أباحه الله لهم من الطيبات بفطرهم ، فافرحوا يا عباد الله وأبشروا بفضل الله ، وأبشروا بعطاء الله ، وأبشروا عند لقاء الله بالفرح بتوفية أعظم الأجور .
عباد الله : إنكم وإن فارقتم شهر رمضان شهر الفضائل ، فإن الفضائل لازمة لكم ، فدينكم كله فضائل يدلكم على كل فضيلة لذا كان أفضل الأديان ، وقد أمر الله بتبشير المؤمنين بالفضل فقال : (( وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا )) ، نبيكم أفضل الأنبياء والرسل وخاتمها ، وكتابكم أفضل الكتب وناسخها ، وأمتكم أفضل الأمم وأولها يوم القيامة وأكثرها وأكرمها ، وشريعتكم أفضل الشرائع وأسمحها ، والفضل بيد الله (( يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ )) فاشكروا الله على فضله عليكم (( إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ )) .
عباد الله : لقد أمضى المسلمون رمضان صوماً وصلاة وتلاوةً وصدقةً وركوعاً وسجوداً (( يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا )) (( وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ )) ، لكن الذي ينبغي على المؤمنين أن لا يتوقفوا عن طلب فضل الله ومرضاته بالأعمال الصالحة كحال نبيهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه الذين جدوا السير في طلب الفضل والمرضاة فأثنى الله عليهم بقوله : (( تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ )) . فكونوا عباد الله على طريقهم (( وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً )) ، ومن كان قصر في رمضان وطلب فضائله فباب الفضائل مفتوح ، والرحيم جل وعلا يقول : (( اِسْتَغْفِرُوا رَبّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَل مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلّ ذِي فَضْل فَضْله )) .
أيها الناس : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ فقال : ( إيمان بالله ورسوله ) متفق عليه . فالإيمان بالله رباً وإلهاً مستحقا ً للعبادة ، ثم الإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً هو أساس نيل الفضائل ، وما بعده مبناه عليه فلا يقبل عمل بلا إيمان ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة .
وعقيدتنا في الإيمان عقيدة أهل السنة والجماعة الذين بعتقدون أن الإيمان : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأهل السنة وسط في الإيمان بين المرجئة الذين يقولون لا يضر مع الإيمان ذنب ، وبين الخوارج والمعتزلة الذين يقولون : مرتكب الكبيرة كافر خارج عن الإيمان ، فلا إرجاء عند أهل السنة لا مع الحكام ولا مع المحكومين ، ولا تكفير لأحد من المسلمين بلا مكفر توفرت شروطه وانتفت موانعه لا للحكام ولا للمحكومين . فتعلموا إيمانكم وأصول دينكم عباد الله لتكونوا على بينة من عقيدتكم ( فطلب العلم فريضة على كل مسلم ) حديث صحيح ، ولتعصموا أنفسكم من الضلال في زمن الانفتاح وإعجاب كل ذي رأي برأيه ، واعلموا رحمكم الله أنه ليس من الإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم إحياء آثاره الحسية التي تؤدي إلى الغلو فيه وربما إلى فتح باب التبرك غير المشروع ، هكذا قرر علماء أهل السنة حفظهم الله . فاثبتوا على الإيمان (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ )) (( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ )) .
وإن من أجل أفضال الله عليكم يا أهل هذه البلاد ، عقيدة التوحيد وأصول أهل السنة التي تتربون وتربون أولادكم عليها ، ولا يمكَّن لعقيدة غيرها ، وأيضاً اجتماعكم على السنة وعلى ولاة أمر يرفعون راية الحكم بالشريعة ، فوقيتم بسبب الأخذ بهذه الأصول شرورا كثيرة من مضلات الفتن ، فعضوا على هذه الأصول بالنواجذ في منشطكم ومكرهكم وعسركم ويسركم وعلى أثرة عليكم بهذا أوصاكم نبيكم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة .
أيها الناس : أفضل الأعمال وأحبها إلى الله : الصلاة على وقتها ، في الصحيحين سئل النبي صلى الله عليه وسلم : أي العمل أفضل ؟ فقال : ( الصلاة على ميقاتها ) . فحافظوا على الصلوات الخمس تنالوا فضائلها ، فهي نور وبرهان ونجاة يوم القيامة وهي علامة الإسلام وأمارة الإيمان ، واعلموا أن صلاة الرجل في جماعة تفضل عن صلاته وحده بسبع وعشرين درجة فلا تضيعوا الدرجات بالاستجابة لتخذيل مخذل عنها بحكاية خلاف أو اختيار قول لا ينبغي أن يكون له أثر في ابتغاء المؤمن فضل ربه ومرضاته .
واعلموا يا أمة محمد أنكم ( فُضلّتم بصلاة العشاء على سائر الأمم ، لم تصلها أمة قبلكم ) [أحمد وأبو داود وصححه الألباني ] . وراجعوا أنفسكم عباد الله وأصلحوا حالكم مع صلاة الفجر ، فإن كثيراً من المسلمين لا يشهدونها مع أن قرآنها مشهود من الملائكة الذين هم شهود عليكم عند الله ( من صلى الصبح فهو في ذمة الله حتى يمسي ) وسنة الفجر خير من الدنيا وما فيها فكيف بفريضتها ، ( ولو يعلم الناس فضل ما في صلاتي العشاء والفجر لأتوهما و لو حبوا ) هكذا قال صلى الله عليه وسلم .
عباد الله : ( فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء ) [ صحيح أخرجه الخمسة إلا النسائي ] فعلماء الشريعة هم هداة الناس إلى نور الوحيين الكتاب والسنة ، وقد ابتلينا في زماننا بالمتطاولين على مقام العلماء عبر الصحف والنت والفضائيات من مثقفين أو متعالمين أو رويبضة جاهلين ( فليسَ منِّا مَنْ لَمْ يَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ) كما جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، وإذا نقصت قيمة العلماء عند الناس ، اتخذوا رؤوساً جهالا فضلوا وأضلوهم معهم . فحذار حذار من التعرض لمقام علماء الشريعة فإنهم ورثة الأنبياء ، ولسنا نقدس العلماء لأشخاصهم وإنما نجلهم لما حملوه من العلم فإجلالهم من إجلال الله .
عباد الله : (( وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا )) ، وفي الصحيحين قال صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الناس مؤمن يجاهد في سبيل الله بنفسه وماله ) ( ومن مات ولم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق ) . والجهاد ذروة سنام الإسلام ، ومن أسباب ذل الأمة وهوانها ترك الجهاد ، لكن لا بد أن يُتَفَطَّن يا عباد الله إلى أن الجهاد عبادة من أجل العبادات وأفضلها ، لذا كان لا بد أن يتوفر فيه شرطا قبول العبادة ليكون جهاداً شرعياً مقبولاً وهما الإخلاص وموافقة الشريعة بالشروط والأركان والواجبات .
وفي زمن الفتن واشتباه الأمور يتأكد أن لا يؤخذ علم الجهاد الشرعي وفقهه إلا من العلماء الراسخين في العلم ، لأنه قد توجد صورة الجهاد ولا توجد حقيقته الشرعية .
ثم اعلموا عباد الله أن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل نفسه وهواه ) [ حديث صحيح / الديلمي ] وقال : ( والمجاهد من جاهد نفسه في ذات الله عز وجل ) [ حديث صحيح ] وذلك لأن جهاد النفس والهوى من إعداد النفس لجهاد الكفار ، فالذين اشترى الله منهم أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله هم (( التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ )) ، فجاهدوا أنفسكم على الطاعة فأنتم في معركة مع الشيطان والنفس والهوى .
عباد الله : لا تحاسدوا ولا تتمنوا زوال ما فضّل الله به بعضكم على بعض ، فالحسد داء الأمم وحالق الدين ، وهو صفة اليهود وقد عاتبهم الله على حسدهم فقال : (( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ على مَا آتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ )) ، فيا عباد الله اسألوا الله من فضله ولا تمدوا أعينكم إلى ما فضل به غيركم وانظروا إلى من هو أسفل منكم حتى لا تحقروا نعمة ربكم عليكم ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه ) متفق عليه وفي رواية لمسلم : ( فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم ) وما كثرت الإصابة بالعين إلا بسبب نظر الناس لما فضل الله به بعضهم على بعض دون ذكر لله ورضا بالمقسوم ، فارضوا بما قسم الله لكم فـ (( اللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الْرِّزْقِ )) عن حكمة وعلم ، ولكن وجهوا منافستكم إلى الدرجات العلى في الآخرة (( انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً )) .
بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم بما فيها من الآيات والحكمة ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً ، ووسع كل شيء رحمة وعلماً وتدبيراً ، أحمده بجميع محامده حمداً كثيراً ، وأشكره على أفضاله وإنعامه بكرة وأصيلا ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، لم يزل علياً كبيراً ، سميعاً بصيراً ، لطيفاً خبيراً ، شكوراً حليماً ، عفواً غفورا ، رؤوفا رحيماً ، وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، بعثه ربه بالهدى ودين الحق بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً . الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله ، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
عباد الله : ( أفضل الإيمان الصبر والسماحة )، [ حديث صحيح أخرجه أحمد وغيره ] و( أفضل المؤمنين إيماناً أحسنهم أخلاقاً ) [صحيح / ابن ماجه والحاكم ] ( وأفضل المؤمنين إسلاماً من سلم المسلمون من لسانه ويده ) [صحيح / الطبراني] و( ليس لأحد فضل على أحد إلا بالدين أو عمل صالح ) [صحيح / أحمد ] (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) والمؤمنون في تراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد وكالبنيان يشد بعضه بعضاً ، فتراحموا وتسامحوا وتصالحوا وتحابوا واعفوا واصفحوا ولا تحاسدوا ولا تقاطعوا .
عباد الله : (( وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ )) أمرٌ من ربكم ، فالفضل لا ينبغي أن يتلاشى في الأمة ، فأين العفو والتسامح في الخصومات ، وأين إقراض المحتاج ، وإنظار المعسر والعفو عن بعض دينه ، وغيرها من أنواع الفضل التي قلَّت ، وليكن هذا الحديث عنوان ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ومن منع فضل ماء بفلاة عن ابن السبيل ، منعه الله فضله يوم القيامة وقال له : اليوم أمنعك فضلي كما منعت ما لم تعمل يداك ) [أصل الحديث متفق عليه ].
أيتها المؤمنات : (( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ )) فراعين هذه القوامة الممنوحة لهم من الله واحترمنها ، وكن عونا لهم على الإحسان فيها وإليكن ، فالمرأة النبيلة هي التي تصون مكانة زوجها وتصون نفسها وولدها وبيتها ، أفلا تحبين أيتها المؤمنة أن تدخلي الجنة من أي أبوابها شئت ، يقول نبيك صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحصنت فرجها قيل لها ادخلى الجنة من أي أبوابها شئت ) .
واعلمن أن من أبطل الدعوات العصرية : الدعوة إلى مساواة المرأة بالرجل ، يريدون تبديل الفطرة التي فطر الله البشر عليها ، (( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا )) يريدون تبديل كلام الله (( وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ )) ولن يتمكنوا بحول الله وقوته ما دمنا نتواصى بالتمسك بالحق ونصبر عليه .
عباد الله : ( سددوا وقاربوا و أبشروا واعلموا أنه لن ينجو أحد منكم بعمله إلا أن يتغمده الله برحمة منه وفضل ) أخرجه مسلم ، (( وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )) وسيرحمهم يوم القيامة بمئة رحمة كل رحمة منها طباق ما بين السماء والأرض ، حتى لا يبقى في النار أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، (( وَلاَ يزَالُ في الجَنَّةُ فْضل ـ يعني تتسع لأكثر ـ حَتَّى يُنْشِئَ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا، فَيُسْكِنَهُمْ فَضْلَ الجَنَّةِ )) متفق عليه ، فعظموا الرجاء لربكم فهو أرحم الراحمين وكتب عنده في كتاب أن رحمته تسبق وتغلب غضبه .
عباد الله : اعلموا أن أفضل الكلام بعد كلام الله قول : ( سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ) ، و( أفضل الذكر: لا إله إلا الله ، وأفضل الدعاء : الحمد لله ) و( أفضل العبادة الدعاء ) ، فاعمروا أوقاتكم بذكر الله تحوزوا الفضائل ، وادعوا لأنفسكم ولإخوان لكم بحاجة لدعائكم .
تقبل الله طاعتكم ، وصالح أعمالكم وضاعف حسناتكم ، وجعل عيدكم مباركاً اللهم تقبل منا الصيام والقيام . واعف عنا يا عفو يا كريم . اللهم اجعلنا ممن نال الرحمة والرضوان والغفران في رمضان. اللهم اكتبنا فيه من المقبولين المرحومين .
اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام واجزهم خيراً على ما يقدمونه لخدمة الإسلام والمسلمين يا رب العالمين .
اللهم ادفع عن بلادنا مضلات الفتن، اللهم احفظ بلادنا من كيد الكائدين وعدوان المعتدين ومن كل شر وفتنة يا خير الحافظين، اللهم من أراد بلادنا وبلاد المسلمين بسوء وفتنة فاجعل كيده في نحره ، اللهم عليك بالروافض أعداء أهل البيت وخصوم السنة ، اللهم لا ترفع لهم راية واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية . اللهم وفق حكام المسلمين الجدد لتحكيم شريعتك ونصرة توحيدك وسنة نبيك ، اللهم اجعلهم حربا على الشرك والبدعة والضلالة . اللهم عليك بطاغية الشام وأنصاره وأعوانه اللهم عجل بهلاكه ونصرة أهل السنة . اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين، اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين ، اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في الشام وفي بورما ، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم ، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت أقدامهم وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا حيّ يا قيوم .
اللهم تغمدنا ووالدينا برحمتك إنك أنت أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك رحمة تصلح بها قلوبنا وتفرج بها كروبنا وتيسر بها أمورنا وتشفي بها مرضانا ، وترحم بها موتانا يا أرحم الراحمين . اللهم يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث أصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا أنفسنا طرفة عين. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمت أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الدنيا زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات . اللهم اغفر للمسلمين الميتين وجازهم بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفراناً .
ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنُوا ربنا إنك رءوف رحيم . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين .
|