نواقض الإسلام العشرة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا؛ من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْْ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾.﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِين ءَامَنُواْ اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾. أما بعد:
فإنّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار.
عباد الله لقد
من الله علينا بنعم عظيمة ومن أعظمها وأجلها وأكرمها عند الله نعمة الهداية للإسلام
فيجب المحافظة عليها ودعاء الله الثبات على هذا الدين , واعلموا أن هناك نواقض
للإسلام كثيرة أهمها عشرة نواقض يجب على كل مسلم معرفتها
وحفظها وتعليمها من تعولون فإن ثمرة العلم العمل. ليكن هم الواحد منا رفع الجهل عن
نفسه, وحماية معتقده من الخلل والنقص , بخلاف ما قد يتوهمه بعضهم أنه بدراسة هذه النواقض يستطيع الحكم على
الآخرين بالتكفير أو التبديع أو التفسيق فهذا خذلان ونقص وعيب وعُجْب بالنفس ,
وليُعلم أن الحكم على الناس بالكفر خاص بأهل العلم الراسخين الموثوقين إذا توفرت
الشروط وانتفت الموانع.
الناقض الاول : الشرك
في عبادة الله تعالى، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ
يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ﴾ والشرك
أعظم ذنب عُصي الله به وهو مساواة الخالق بالمخلوق .
الناقض
الثاني: عباد الله – هو من جملة الناقض الأول لكنه أخص منه- وهو من جعل بينه
وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة ويتوكل عليهم فقد كفر إجماعاً قال
تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا
نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ﴾ - هذه
حجتهم - فرد الله عليهم بقوله : ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ
كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ فهم كذبة بقولهم ,كفار بفعلهم حيث أنهم شبهوا الله
تعالى بملوك الدنيا الذين لا تسطيع الوصول إليهم إلا عن طريق الواسطة تعالى الله
عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
الناقض
الثالث: من لم يكّفر المشركين مثل اليهود والنصارى وغيرهم أو شك في كفرهم أو صحح مذهبهم :كفر , فهؤلاء كفّرهم الله في غير ما آية فمن
لم يكفرهم فقد كذب القرآن , ومن كذب القرآن كفر قال الله تعالى(:لقد كفر الذين قالوا
إن الله ثالث ثلاثة ) وقال(لقد كفر الذين
قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) قاتلهم الله . و ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: " والذي نفسي بيده لا يسمع بي من هذه الأمة يهودي
ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار ".وقد أفتت
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية في السعودية بما نصه[ وأجمع العلماء على وجوب هدم
الكنائس وغيرها من المعابد الكفرية إذا حدثت في أرض الاسلام وبهذا يعلم أن السماح
لهم في بلاد الاسلام من أعظم الإعانة على الكفر وإظهار شعائره] (467/1)
الناقض
الرابع: من اعتقد أن غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم أكمل من هديه أو مماثل
لحكم الله أو يجوز كالذي يفضل حكم
الطواغيت على حكمه فهو كافر. قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾.
الناقض الخامس
: من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم ولو عمل به كفر
إجماعاً والدليل قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا
أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾، البغض والكراهية لشيء مما جاء
به الرسول مثل الزكاة كأن يكره إخراج الزكاة ويبغضها أو يكره الصلاة ولو صلى
.
الناقض السادس
: من استهزاء بالله أو بالرسول صلى الله عليه وسلم أو بشيء من دين الرسول صلى
الله عليه وسلم أو ثواب الله أو عقابه كفر, من استهزأ بشيء من دين الرسول صلى الله
عليه وسلم وهو السخرية والنقص والاستهزاء بشيء أمر من ما جاء به الرسول صلى الله
عليه وسلم قال تعالى: ﴿ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ
كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ . لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ
إِيمَانِكُمْ ﴾ فهذه الآية صريحة في تكفير من استهزاء بالرسول صلى الله
عليه وسلم وكذلك آياته فكيف بمن استهزاء بدين الله من صلاة وصيام وزكاة أو استهزاء
باللحية لأنها دين أو بالحجاب لأنه دين .
الناقض
السابع: السحر عبارة عن عزائم ورقاء وعقود وأدوية وتدخينات تؤثر في القلوب
والأبدان فتمرض وتقتل وتفرق بين المرء وزوجه , فالساحر يكفر لأنه يستعين بالشياطين
فمن علم السحر أو تعلمه أو فعله أو رضي به :كفر قال تعالى: ﴿ وَمَا
يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا
تَكْفُرْ ﴾،
الناقض الثامن: مظاهرة
المشركين ومعاونتهم على المسلمين والدليل قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ فالتولي ردة وهو
نصرة الكافر على المسلم حبا لدين الكافر وفرحا بإظهاره , وأما الموالاة وهي نصرة
الكافر على المسلم لمصلحة دنيوية بحته فهذا جرم وإثم وعار وشنار ولكنه ليس من
النواقض- وقد يصل-.
أقول هذا القول واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.
( الخطبة الثانية)
الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين أما بعد:
الناقض التاسع
من نواقض الإسلام: من اعتقد بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد كما وسع
الخضر الخروج على شريعة موسى عليه السلام فهو كافر، الخروج عن شريعة محمد يكون
بالفعل أو القول قال تعالى: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي
رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ﴾. الناقض العاشر
: الإعراض عن دين الله تعالى لا يتعلمه ولا يعمل به
والدليل ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ
أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ﴾ وذلك بأن
يكون منسلخاً من الدين بالكلية . فمن وقع في
ناقض من تلك النواقض هازلاً مازحاً أو جاداً قاصداً أو خائفاً فوت مال أو جاه فهو
كافر؛ لا فرق. أما إن أُكره
وقلبه مطمئن بالإيمان فقد عذره الله تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ
مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ
بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ
اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾. فاتقوا الله
عباد الله وعظمّوا شعائر دينكم، واغرسوا في قلوبكم وقلوب من تعولون اتّباع أوامر
ربكم وابتعدوا عن كل طريق فيه يكون سبب لغوايتكم وسخط ربكم، واحذروا نواقض دينكم،
واسألوا ربكم الثبات على دينه والخوف من غضبه وما يوجب عقابه ، نعوذ بالله من
موجبات غضبه، وأليم عقابه.
اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، اللهم وفقنا لما يرضيك عنا وجنبنا ما يسخطك علينا يا حي يا قيوم، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين وأذلّ الشرك والمشركين ودمّر أعداء الدين في كل مكان، اللهم لا تجعل للكافرين منّة على المؤمنين، واجعلهم غنيمة سائغة لهم يا قوي يا عزيز.
اللهم اجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين. اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لرضاك، واجعل عمله في رضاك، اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم هيئ له البطانة الصالحة يا رب العالمين.
اللهم أصلح أحوال المسلمين حكاما ومحكومين ، اللهم أرهم الحقّ حقًا وارزقهم اتباعه، وأرهم الباطل باطلاً وارزقهم اجتنابه، اللهم اجمع كلمتهم على الحق وردهم إلى دينك رداً جميلاً يا سميع الدعاء، اللهم كن للمستضعفين من المسلمين في كل مكان، اللهم آمنهم في أوطانهم وأرغد عيشهم واحقن دماءهم واكبت عدوهم. اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين. اللهم فرّج هم المهمومين من المسلمين ونفس كرب المكروبين واقض الدين عن المدينين وفك أسر المأسورين واشف برحمتك مرضانا ومرضى المسلمين. وارحم موتانا وموتى المسلمين يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم، ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
|