بِاَلْذَّاْتِ لِشُرَّاءِ اَلْسَّيِّئَاْت
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ، وَدَبَّرَ
عِبَادَهُ عَلَى مَا تَقْتَضِيهِ حِكْمَتُهُ وَكَانَ بِهِمْ لَطِيفًا خَبِيرًا ، وَأَشْهَدُ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ وَكَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ، وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ
وَسِرَاجًا مُنِيرًا ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ
عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ
مُسْلِمُونَ{ ، يَقُولُ
الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: } اتَّقُوا اللهَ{ : خَافُوا
اللهَ وَرَاقِبُوهُ بِطَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعَاصِيهِ، } حَقَّ تُقَاتِهِ { : حَقَّ خَوْفِهِ، وَهُوَ أَنْ يُطَاعَ فَلَا يُعْصَى، وَيُشْكَرَ فَلَا
يُكْفَرَ، وَيُذْكَرَ فَلَا يُنْسَى .
فَاتَّقُوا
اللهَ - أَحِبَّتِي فِي اللهِ - وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ السُّؤَالَ
عَنِ الْمَالِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ أَمْرٌ عَظِيمٌ وَخَطْبٌ جَسِيمٌ ، يَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ الصَّحِيحِ
: (( لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَا عَمِلَ
بِهِ ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ ، وَعَنْ
جِسْمِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ )) ، وَقَدْ تَحَدَّثْنَا فِي الْجُمُعَةِ
الْمَاضِيَةِ عَنْ أَهَمِّيَّةِ وَخُطُورَةِ
الْمَالِ ، وَأَنَّهُ عَلَى صَاحِبِهِ إِمَّا نِعْمَةٌ أَوْ وَبَالٌ، فَإِذَا جَمَعَهُ
مِنْ حَلَالٍ وَأَنْفَقَهُ فِي مَشْرُوعٍ أَوْ مُبَاحٍ فَهُوَ نِعْمَةٌ ، وَأَمَّا
إِذَا أَنْفَقَهُ فِي غَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ شَرٌّ وَنِقْمَةٌ وَوَبَالٌ عَلَى صَاحِبِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ ، يَقُولُ أَبُو ذَرٍّ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: خَرَجْتُ لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي، فَإِذَا رَسولُ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَمْشِي وحْدَهُ، وَلَيْسَ مَعَهُ إنْسَانٌ، قالَ:
فَظَنَنْتُ أنَّه يَكْرَهُ أنْ يَمْشِيَ مَعَهُ أحَدٌ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أمْشِي
في ظِلِّ القَمَرِ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: (( مَنْ هَذَا؟)) قُلْتُ: أَبُو ذَرٍّ،
جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاءَكَ، قَالَ: (( يَا أَبَا ذَرٍّ تَعَالَهْ )) قَالَ: فَمَشَيْتُ مَعَهُ سَاعَةً،
فَقَالَ: (( إِنَّ الْمُكْثِرِينَ
هُمُ المُقِلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللَّهُ خَيْرًا،
فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وشِمَالَهُ وَبَيْنَ يَدَيْهِ ووَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ
خَيْرًا )). وَمَعْنَاهُ: أَنَّ الْمُكْثِرِينَ مِنَ الْمَالِ هُمُ الْأَقَلُّ
أَجْرًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ نَفَحَ ؛ أَيْ: أَعْطَى مِنْ مَالِهِ
الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ وَفَرَّقَ مِنْهُ عَلَى مُسْتَحِقِّيهِ ، وَأَنْفَقَهُ فِي
وُجُوهِ الْخَيْرِ .
فَشَأْنُ
الْمَالِ شَأْنٌ عَظِيمٌ ، وَالسُّؤَالُ عَنْهُ وَالْمُحَاسَبَةُ عَلَيْهِ أَمْرٌ
أَكِيدٌ ، وَلَكِنَّ بَعْضَ النَّاسِ لَا يَهْتَمُّ بِهِ وَلَا يَأْبَهُ لَهُ وَلَا
يُشْكِلُ عَلَيْهِ وَخَاصَّةً عِنْدَ إِنْفَاقِهِ ، بَلْ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَحْرِصُ
عَلَى جَمْعِ مَالِهِ مِنْ حَلَالٍ ؛ كَمُكَافَأَةِ عَمَلٍ أَوْ أُجْرَةِ وَظِيفَةٍ
أَوْ قِيمَةِ سِلْعَةٍ ، وَلَكِنَّهُ لَا يُبَالِي فِي إِنْفَاقِهِ فِي حَرَامٍ ،
يُنْفِقُ مَالَهُ فِيمَا لَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَتَصَرَّفُ فِي مَالِهِ
حَسَبَ شَهَوَاتِهِ وَمَلَذَّاتِهِ وَرَغَبَاتِهِ الْمُخَالِفَةِ لِشَرْعِ اللهِ ،
الْمُوَافِقَةِ لِمَا يُزَيِّنُهُ شَيَاطِينُ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ، وَتَسْتَسِيغُهُ
نَفْسُهُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ : (( إِنّ رِجَالاً يَتَخوَّضُونَ فِي مَالِ اللهِ بِغَيْرِ حَقٍّ،
فَلَهُمُ النَّارُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) . وَمَعْنَى يَتَخَوَّضُونَ
، يَقُولُ ابْنُ عُثَيْمِينَ - رَحِمَهُ اللهُ- : يَتَصَرَّفُونَ تَصَرُّفًا طَائِشًا
غَيْرَ مَبْنِيٍّ عَلَى أُصُولٍ شَرْعِيَّةٍ، فَيُفْسِدُونَ الْأَمْوَالَ بِبَذْلِهَا
فِيمَا يَضُرُّ؛ مِثْلُ مَنْ يَبْذُلُ أَمْوَالَهُ فِي الدُّخَانِ ، أَوْ فِي الْمُخَدِّرَاتِ
، أَوْ فِي شُرْبِ الْخُمُورِ ، أَوْ مَا أَشْبَهَ ذَلِكَ .
بَعْضُ النَّاسِ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يَشْتَرِي سَيِّئَاتِهِ بِمَالِهِ ، يَدْفَعُ مِنْ حُرِّ
مَالِهِ لِيَدْخُلَ النَّارَ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ، يَفْعَلُ أَشْيَاءَ لَوْ كَانَ
فَقِيرًا مُعْدَمًا لَمَا فَعَلَهَا ، وَيَصِلُ إِلَى أُمُورٍ لَوْ قُدِرَ عَلَيْهِ
رِزْقُهُ لَمَا وَصَلَهَا ، عَلَى اسْتِعْدَادٍ أَنْ يُنْفِقَ آلَافَ وَمِئَاتِ
الرِّيَالَاتِ عَلَى شَهَوَاتِهِ وَمُتَعِهِ الَّتِي فِيهَا مَعْصِيَةٌ للهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، وَصَدَقَ اللهُ: } كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ
لَيَطْغَى * أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى{ ، أَغْنَاهُ
اللهُ وَيَسَّرَ الْمَالَ لَهُ ، وَوَفَّرَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَاسْتَبْدَلَ شُكْرَهُ
بِكُفْرِهِ وَجُحُودَهُ وَتَجَاوُزَهُ لِحُدُودِهِ .
نَعَمْ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ - كَثِيرٌ هُمُ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ سَيِّئَاتِهِمْ بِأَمْوَالِهِمْ
، وَهَذَا مِنَ التَّبْذِيرِ الَّذِي نَهَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ وَحَذَّرَ
مِنْهُ: } وَلَا تُبَذِّرْ
تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ
الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا { ، يَقُولُ ابْنُ
عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: " لَا تُنْفِقِ الْمَالَ فِي الْبَاطِلِ ؛
فَإِنَّ الْمُبَذِّرَ هُوَ الْمُنْفِقُ فِي غَيْرِ حَقٍّ " . وَيَقُولُ قَتَادَةُ:
"التَّبْذِيرُ: النَّفَقَةُ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ - تَعَالَى -، وَفِي غَيْرِ
الْحَقِّ وَالْفَسَادِ".
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا إِضَاعَةَ أَمْوَالِكُمْ ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا ، وَيَسْخَطُ
لَكُمْ ثَلَاثًا؛ يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا،
وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تَنَاصَحُوا
مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ ، وَكَثْرَةَ
السُّؤَالِ ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ )) . إِضَاعَةُ الْمَالِ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ - وَهُوَ الْإِنْفَاقُ فِي التَّرَفِ، وَالْإِنْفَاقُ فِي الْحَرَامِ
.
أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ . أَقُولُ قَوْلِي
هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
شُرَّاءُ اَلْسَّيِّئَاْتِ فِي الْمُجْتَمَعِ كُثُرٌ، إِمَّا لِسَفَهٍ
وَجَهْلٍ، وَإِمَّا لِعَدَمِ فِقْهٍ وَقِلَّةِ تَقْوَى وَضَعْفِ دِينٍ، وَإِمَّا
لِفَسَادٍ وَانْحِرَافٍ وَضَلَالٍ .
الَّذِي يُنْفِقُ آلَافَ الرِّيَالَاتِ عَلَى وَلِيمَةٍ أَوْ مُنَاسَبَةٍ
مَا ، لِيَحْصُلَ عَلَى مَدْحِ النَّاسِ وَثَنَائِهِمْ، وَيُوصَفَ بِالْكَرَمِ ، هَذَا مِنْ شُرَّاءِ اَلْسَّيِّئَاتِ .
الَّذِي يَشْتَرِي تَذْكَرَةً بِآلَافِ الرِّيَالاتِ، لِيَصِلَ إِلَى
الْمُحَرَّمَاتِ وَيَتَمَكَّنَ مِنَ الْمُنْكَرَاتِ، هَذَا مِنْ شُرَّاءِ السَّيِّئَاتِ
.
الَّذِي يَسْتَأْجِرُ شَقَّةً مَفْرُوشَةً، أَوِ اسْتَرَاحَةً مُؤَثَّثَةً، لِمُمَارَسَةِ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ،
مِنْ زِنًا وَلُوَاطٍ وَخُمُورٍ وَمُخَدِّرَاتٍ ، هَذَا مِنْ شُرَّاءِ اَلْسَّيِّئَاتِ
.
الَّذِي يُدَخِّنُ
أَعَزَّكُمُ اللهُ، حَسَبَ إِحْصَائِيَّةٍ ، يَصْرِفُ خِلَالَ السَّنَةِ الْوَاحِدَةِ
أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةِ آلَافِ رِيَالٍ ، أَيْ فِي ثَلَاثِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ،
يَكُونُ قَدْ أَنْفَقَ عَلَى التَّدْخِينِ مَا يُقَارِبُ مِنْ مِئَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
أَلْفَ رِيَالٍ، قِيمَةُ بَيْتٍ يَسْكُنُهُ ، أَلَيْسَ مِنْ شُرَّاءِ اَلْسَّيِّئَاتِ؟!
بَلَى وَرَبِّ الْكَعْبَةِ .
فَاتَّقُوا
اللهَ أَحِبَّتِي فِي اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يُرْضِي اللهَ، وَاحْذَرُوا مَا
يَكُونُ سَبَبًا فِي غَضَبِهِ وعَذَابِهِ، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى : } وَالْعَصْرِ * إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ { .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ
أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا{ ، فَاللَّهُمَّ صَلَّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ
عَنْ صَحَابَتِهِ الْغُرَرِ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَر وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ
بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وتَابِعِي التَّابِعِينَ
وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ
وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ،
اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ
وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ،
اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ
وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ ، وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَادَ اللهِ:
} إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
{. فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ
اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |