اَلْتُّوْحِيْدُ حَقُ اَللهِ عَلَىْ اَلْعَبِيْدِ
الْحَمْدُ للهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ ، الْفَرْدِ الصَّمَدِ ، الَّذِي لَمْ
يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ وَلَا وَالِدَ لَهُ وَلَا وَلَدَ ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ ، وَخِيرَتُهُ مِنْ
خَلْقِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّةُ رَبِّكُمْ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ{ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ، وَاعْلَمُوا رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِأَنَّ التَّوْحِيدَ هُوَ حَقُّ
اللهِ عَلَى الْعَبِيدِ، فَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ، عَنْ مُعَاذٍ -رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ- قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ- عَلَى حِمَارٍ، يُقَالُ لَهُ: عُفَيْرٌ، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (( يَا مُعَاذُ: هَلْ
تَدْرِي حَقَّ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ؟! ))، قُلْتُ:
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: (( فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ وَلَا
يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ
مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ))، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَفَلَا أُبَشِّرُ بِهِ النَّاسَ ؟! قَالَ: (( لَا تُبَشِّرْهُمْ فَيَتَّكِلُوا )).
فَالتَّوْحِيدُ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - حَقٌّ وَاجِبٌ للهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ، وَسَبَبٌ
أَكِيدٌ وَمَضْمُونٌ لِلنَّجَاةِ وَالسَّلَامَةِ مِنْ عَذَابِهِ، وَهُوَ إِفْرَادُ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي رُبُوبِيِّتِهِ وَفِي أُلُوهِيَّتِهِ وَفِي أَسْمَائِهِ
وَصِفَاتِهِ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: }رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا{ ، تُوَحِّدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِأَفْعَالِهِ،
وَتُوَحِّدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِأَفْعَالِكَ ، وَتُوَحِّدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ
بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ -أَخِي الْمُسْلِمُ- مُوَحِّدًا مِنْ
أَهْلِ التَّوْحِيدِ؛ لَا بُدَّ أَنْ تَأْتِي بِمَا سَبَقَ مُجْتَمِعًا؛ أَيْ: تُوَحِّدُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِأَفْعَالِهِ ، كَالْخَلْقِ وَالرِّزْقِ وَالْإِحْيَاءِ وَالْإِمَاتَةِ،
فَلَا خَالِقَ وَلَا رَازِقَ وَلَا مُحْيِيَ وَلَا مُمِيتَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ،
وَنَحْوُ ذَلِكَ مِنْ أَفْعَالِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ . وَتُوَحِّدُهُ بِأَفْعَالِكَ؛
أَيْ: عِبَادَتِكَ ، تَجْعَلُهَا للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ،
فَلَا تَخَافُ إِلَّا مِنْهُ ، وَلَا تَدْعُو مَعَهُ غَيْرَهُ، وَلَا تَسْتَعِينُ
وَلَا تَسْتَعِيذُ إِلَّا بِهِ ، وَلَا تَتَوَكَّلُ إِلَّا عَلَيْهِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ
مِنْ أَفْعَالِكَ الَّتِي تَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ. وَكَذَلِكَ
تُوَحِّدُهُ بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، أَيْ : تُقِرُّ وَتُصَدِّقُ بِأَسْمَاءِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّتِي وَرَدَتْ فِي كِتَابِهِ أَوْ فِي سُنَّةِ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَذَلِكَ تُؤْمِنُ وَتُصَدِّقُ بِكُلِّ صِفَةٍ
وَصَفَ بِهَا عَزَّ وَجَلَّ نَفْسَهُ، أَوْ وَصَفَهُ بِهَا رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ وَلَمْ تُخِلَّ بِشَيْءٍ مِنْهُ، فَقَدْ
قُمْتَ بِمَا يَجِبُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكَ ، وَأَبْشِرْ بِمَا يَجِبُ عَلَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ تَفَضُّلًا وَتَكَرُّمًا لَكَ ، وَهُوَ أَنْ لَا يُعَذِّبَكَ،
كَمَا جَاءَ فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ .
فَالتَّوْحِيدُ
بِأَنْوَاعِهِ الثَّلَاثَةِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - هُوَ حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ،
وَمِنْ أَجْلِهِ أَنْزَلَ عَزَّ وَجَلَّ كُتُبَهُ وَأَرْسَلَ رُسُلَهُ، بَلْ هُوَ
الْغَايَةُ الَّتِي خُلِقَ مِنْ أَجْلِهَا الْجِنُّ وَالْإِنْسُ كَمَا قَالَ تَعَالَى:
} وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ{، يَقُولُ ابْنُ
كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ: إِنَّمَا خَلَقْتُهُمْ لِآمُرُهُمْ بِعِبَادَتِي، لَا لِاحْتِيَاجِي
إِلَيْهِمْ ، وَأَنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ الْعِبَادَ لِيَعْبُدُوهُ وَحْدَهُ لَا
شَرِيكَ لَهُ، فَمَنْ أَطَاعَهُ جَازَاهُ أَتَمَّ الْجَزَاءِ، وَمَنْ عَصَاهُ عَذَّبَهُ
أَشَدَّ الْعَذَابِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
يَجْهَلُ بَعْضُ
النَّاسِ أَهَمِّيَّةَ التَّوْحِيدِ، وَضَرُورَةَ تَحْقِيقِهِ فِي حَيَاتِهِ ، وَذَلِكَ
إِمَّا لِجَهْلِهِ وَإِمَّا لِعَدَمِ وُجُودِ مَظَاهِرِ الشِّرْكِ فِي مُجْتَمَعِهِ،
فَنَحْنُ وَللهِ الْحَمْدُ فِي مُجْتَمَعٍ لَا مَظَاهِرَ لِلشِّرْكِ فِيهِ يَقُولُ
الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ: الشَّعْبُ السُّعُودِيُّ يَعْرِفُ التَّوْحِيدَ أَحْسَنَ
مِنْ كُلِّ الشُّعُوبِ الْإِسْلَامِيَّةِ، وَلِذَلِكَ بَقَاءُ السُّعُودِيَّةِ عَلَى
وَحْدَتِهَا ، وَعَلَى سَلَامَةِ أَرَاضِيهَا مِنْ أَنْ يَحْتَلَّهَا بَعْثِيٌّ أَوْ
كَافِرٌ أَمْرٌ ضَرُورِيٌّ جِدًّا .
وَقَدْ صَدَقَ
رَحِمَهُ اللهُ! مُجْتَمَعُنَا يَدْعُو وَيُشَجِّعُ عَلَى التَّوْحِيدِ ، وَلَكِنْ
يَجِبُ عَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ عَلَى تَوْحِيدِنَا، فَقَدْ خَافَ عَلَيْهِ نَبِيٌّ
مِنْ أَنْبِيَاءِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ
إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ
بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ
وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ{. الْمُوَحِّدُ
حَقًّا يَخَافُ عَلَى تَوْحِيدِهِ؛ لِأَنَّ فِيهِ قَبُولَ عَمَلِهِ ، وَفِيهِ سَعَادَتُهُ
فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : }مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ
فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا
مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا{ ، الْعَاجِلَةُ
الدُّنْيَا ، وَسَعْيُ الْآخِرَةِ يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ: الَّذِي
دَعَتْ إِلَيْهِ الْكُتُبُ السَّمَاوِيَّةُ وَالْآثَارُ النَّبَوِيَّةُ ؛ أَيْ : تَوْحِيدُ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ .
فَاَلْتَّوْحيدُ
ــ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ــ نِعْمَةٌ عَظيمَةٌ ، يَجِبُ شُكْرُ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ عَلَيْهَا، وَاَلْخَوْفُ وَاَلْحَذَرُ مِمَّاْ يُضِرُّ بِهَاْ، وَمِنْ ذَلِكَ
بَعْضُ أَفْكارِ الوَافِدِينَ لِهَذِهِ البِلادِ ، مِنْ بِلادٍ فِيهَا مِنْ
مَظاهِرِ الشِّرْكِ مَا اللَّهُ بِهِ عَليمٌ ، كَتَعْليقِ التَّمائِمِ والْحَلِفِ
بِغَيْرِ اللَّهِ وَشَدِّ الرَّحّالِ إِلَى قُبورِ الأَوْلياءِ والتَّبَرُّكِ
بِالْأَحْجَارِ والْأَشْجارِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَيَجِبُ الحَذَرُ مِنْ هَؤُلَاءِ
وَأَفْكارِهِمْ، والتَّبْلِيْغُ عَمَّنْ يَحْمِلُ مِثْلَ هَذِهِ الأَفْكارِ، خاصَّةً اَلَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ إِلَى هَذِهِ البِلادِ
بِغَيْرِ الطُّرُقِ اَلنِّظاميَّةِ ، فَهَؤُلَاءِ أَشَدُّ خَطَرًا وَضَرَرًا عَلَى
البِلادِ والْعِبادِ ، والْعَقيدَةِ والدّينِ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى تَوْحِيدِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِأَفْعَالِهِ وَأَفْعَالِكُمْ،
وَبِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ، لِتَفُوزُوا فِي دُنْيَاكُمْ وَآخِرَتِكُمْ، وَلِتَسْعَدُوا
فِي حَيَاتِكُمْ وَبَعْدَ مَمَاتِكُمْ ، هَذَا وَعْدٌ مِنَ اللهِ سُبْحَانَهُ ، }الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ
بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ { .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ التَّوْحِيدِ أَمْرُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ أَنْ يَبْدَؤُوا دَعْوَتَهُمْ لِلنَّاسِ
بِهِ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - أَنَّ
رَسُولَ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى
الْيَمَنِ قَالَ لَهُ: (( إِنَّكَ
سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ ، فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ
يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ
عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا
لَكَ بِذَلِكَ، فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً
تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ )) . فَشَهَادَةُ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ هِيَ التَّوْحِيدُ، وَمَعْنَاهَا: لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ
إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَيْسَ مَعْنَاهَا فَقَطْ: لَا خَالَقَ وَلَا
رَازِقَ إِلَّا اللهُ ، كَمَا تَقُولُ جَمَاعَةُ التَّبْلِيعِ، وَلَا فَقَطْ : لَا
حَاكِمَ إِلَّا اللهُ ، كَمَا تَقُولُ جَمَاعَةُ الْإِخْوَانِ. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، تَعَلَّمُوا التَّوْحِيدَ وَاحْذَرُوا مَا يُنَاقِضُهُ وَمَا يَنْقُصُهُ وَهُوَ
الشِّرْكُ، فَقَدْ قَالَ تَعَالَى: } إِنَّ اللَّهَ لَا
يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا{ .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا،
وَرِزْقًا طَيِّبًا وَاسِعًا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ إِنَّا نعُوذُ
بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لَا يُسْمَعُ، وَمِنْ قُلُوبٍ لَا
تَخْشَعُ، وَمِنْ نَفُوسٍ لَا تَشْبَعُ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ
والْمُسْلمينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا تَوْحِيدَنَا
وَوَحْدَتَنَا ، وَإِيمَانَنَا وَأَمْنَنَا، وَمُقَدَّسَاتِنَا وَعَقِيدَتَنَا، وَأَئِمَّتَنَا
وَوُلَاةَ أَمْرِنَا، وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا وَرِجَالَ أَمْنِنَا ، بِرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ
، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ نِيَّاتِنَا وَذُرِّيَاتِنَا
وَشَأْنَنَا كُلَّهَ ، وَلَا تَكِلْنَا لِأَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ: } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{. فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ،
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|