اَلْاِعْتِبَارُ بِحَدِيثِ بَعْثِ النَّارِ
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ؛ لِيُظْهِرَهُ
عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ؛ إِقْرَارًا بِهِ وَتَوْحِيدًا . وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
مَزِيدًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ
بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ، فَهُوَ الْقَائِلُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ
: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{ ، وَالْقَائِلُ
: } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ
خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى{ فَاتَّقُوا
اللهَ - أَحِبَّتِي فِي اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ
.
عِبَادَ اللهِ :
فِي حَدِيثٍ
صَحِيحٍ، أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ اللهَ عَزَّ
وَجَلَّ يُنَادِي آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ: يَا آدَمُ ، فَيَقُولُ آدَمُ
: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، فَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ لآدَمَ:
أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ، فَيَقُولُ آدَمُ: وَمَا
بَعْثُ النَّارِ؟ فَيَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ
مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ، } وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ
حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ
عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ {. فَنِسْبَةُ أَهْلِ
الْجَنَّةِ إِلَى أَهْلِ النَّارِ مِنْ بَنِي آدَمَ: وَاحِدٌ فِي الْأَلْفِ! مِنْ
كُلِّ أَلْفٍ وَاحِدٌ فَقَطْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ، وَتِسْعُمِائَةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
فِي النَّارِ .
لَمَّا سَمِعَ
الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ هَذَا الْحَدِيثَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ،
وَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ يَبْكُونَ ، وَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ،
أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ؟ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ أَلْفًا وَمِنْكُمْ رَجُلٌ )) ثُمَّ قَالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ
أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الجَنَّةِ )).
يَقُولُ رَاوِي
الْحَدِيثِ: فَحَمِدْنَا اللَّهَ وَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الجَنَّةِ،
إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ البَيْضَاءِ فِي جِلْدِ
الثَّوْرِ الأَسْوَدِ، أَوِ الرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الحِمَارِ )).
حَدِيثٌ عَظِيمٌ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يُبَيِّنُ فَضْلَ وَمَكَانَةَ وَمَنْزِلَةَ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأُمَّةُ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
يَنْقَسِمُونَ إِلَى قِسْمَيْنِ؛ أُمَّةِ دَعْوَةٍ وَأُمَّةِ إِجَابَةٍ :
أُمَّةُ الدَّعْوَةِ:
هُمْ كُلُّ مَنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
النَّاسِ كَافَّةً عَرَبًا وَعَجَمًا، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ
الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي
أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ )) .
وَأُمَّةُ الْإِجَابَةِ: الَّذِينَ أَجَابُوا النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاتَّبَعُوا شَرِيعَتَهُ، الَّذِين أَثْنَى اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ بِقَوْلِهِ: } كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ
أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ
وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ {.
فَالْحَدِيثُ
- أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - فِيهِ بُشْرَى لِأَتْبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِينَ آمَنُوا بِرِسَالَتِهِ وَاسْتَجَابُوا لِدَعْوَتِهِ
وَتَمَسَّكُوا بِسُنَّتِهِ، وَلِذَلِكَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ
بَعْدَ مَا كَانُوا جُثَاةً عَلَى رُكَبِهِمْ يَبْكُونَ، صَارُوا مِنَ الْفَرَحِ يُكَبِّرُونَ
وَيُهَلِّلُونَ؛ لِأَنَّهَا الْجَنَّةُ! سِلْعَةُ اللهِ الْغَالِيَةُ، يَقُولُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ:
(( مَنْ خَافَ أَدْلَجَ، وَمَنْ أَدْلَجَ بَلَغَ
المَنْزِلَ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ اللَّهِ غَالِيَةٌ، أَلَا إِنَّ سِلْعَةَ
اللَّهِ الجَنَّةُ )) .
يَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ
عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ
أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ
فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا
بَعْدَكَ، فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي )) يَقُولُ
الْإِمَامُ الشَّاطِبِيُّ رَحِمَهُ اللهُ : وَلِقَوْلِهِ : قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ"،
وَلَوْ كَانَ الْكُفْرَ: لَقَالَ : "قَدْ كَفَرُوا بَعْدَكَ ، وَأَقْرَبُ مَا
يُحْمَلُ عَلَيْهِ : تَبْدِيلُ السُّنَّةِ، وَهُوَ وَاقِعٌ عَلَى أَهْلِ الْبِدَعِ
.
فَبِالِاسْتِجَابَةِ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَطَاعَتِهِ فِيمَا أَمَرَ، وَتَصْدِيقِهِ
فِيمَا أَخْبَرَ، وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ وَزَجَرَ، وَعِبَادَةِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ بِمَا شَرَعَ ؛ تَكُونُ النَّجَاةُ وَالسَّلَامَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي سُنَنِهِ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (( افْتَرَقَتِ
الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ
وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى ثِنْتَيْنِ
وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي
الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى
ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ
فِي النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ : الْجَمَاعَةُ )) ،
وَالْمَقْصُودُ بِالْجَمَاعَةِ ؛ هِيَ مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَأَصْحَابُهُ، فِي الْعَقِيدَةِ وَالْعَمَلِ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
}وَيَوْمَ
يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ
الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا *
لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ
لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا{ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَجْهَلُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ - بِسَبَبِ ضَعْفِ إِيمَانِهِمْ
وَقِلَّةِ يَقِينِهِمْ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ - مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ الْعَظِيمِ،
الَّذِي يَشِيبُ بِسَبَبِهِ الصَّغِيرُ، } وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ
حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ
عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ { ، وَالدَّلِيلُ
مَا نَرَى مِنْ مُخَالَفَاتٍ وَبُعْدٍ عَنْ دِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَرْكٍ
لِسُنَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاتِّبَاعٍ لِلشَّهَوَاتِ
وَاسْتِجَابَةٍ لِلشُّبُهَاتِ، وَارْتِكَابٍ لِلْكَبَائِرِ وَالْمُوبِقَاتِ .
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَاحْذَرُوا
مُخَالَفَةَ أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى: } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا
وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ
حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ { .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنْ يُفَقِّهَنَا
جَمِيعًا فِي هَذَا الدِّينِ ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ
وَلَا مُضِلِّينَ إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ
وَالنَّارِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ ، بِرَحْمَتِكَ
نَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لَنَا شَأْنَنَا كُلَّهُ ، وَلَا تَكِلْنَا إِلَى أَنْفُسِنَا
طَرْفَةَ عَيْنٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ،
وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ . اللَّهُمَّ يَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبِ
، صَرِّفْ قُلُوبَنَا عَلَى طَاعَتِكَ ، وَيَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا
عَلَى دِينِكَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ
، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ
الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ، } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{. فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ،
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها
هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |