الْقَرِيبَةُ للأَرْوَاحِ الْمُحِبَّةِ وَالْحَبِيبَةِ
الْحَمْدُ للهِ؛ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْجَلَالِ ، الْمُتَفَضِّلِ
عَلَى خَلْقِهِ بِجَزِيلِ النَّوَالِ. أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ، وَأَتُوبُ
إِلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ ، وَهُوَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، الدَّاعِي إِلَى الْحَقِّ ، وَالْمُنْقِذُ بِإِذْنِ رَبِّهِ مِنَ
الضَّلَالِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ خَيْرَ صَحْبٍ وَآلٍ
، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْمَآلِ.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ
اللهِ - وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ جَعَلَ الْجَنَّةَ
جَزَاءً لِمَنْ أَطَاعَهُ وَاتَّقَاهُ ، وَاجْتَنَبَ مَا يُسْخِطُهُ وَيَأْبَاهُ ،
وَيَسَّرَ ذَلِكَ لِمَنْ أَحَبَّهُ وَحَرَصَ عَلَى رِضَاهُ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلَيْهِ،
وَالنَّارُ كَذَلِكَ )). يَقُولُ ابْنُ عُثَيْمِينَ - رَحِمَهُ اللهُ -وَشِرَاكُ
النَّعلِ هُوَ السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ عَلَى ظَهْرِ الْقَدَمِ ، وَهُوَ قَرِيبٌ
مِنَ الإِنْسَانِ جِدًّا ، وَيُضْرَبُ بِهِ الْمَثَلُ فِي الْقُرْبِ .
فَالْجَنَّةُ
قَرِيبَةٌ وَعَمَلُهَا يَسِيرٌ ، وَلَكِنْ يُوجَدُ مَنْ يَجْهَلُ ذَلِكَ ، بَلْ يُوجَدُ
- وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - مَنْ يُكَلِّفُ نَفْسَهُ ، وَيَبْذُلُ مَا بِوُسْعِهِ لِيَدْخُلَ
النَّارَ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ : (( إِذَا صَلَّتِ
الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا، وَأَطَاعَتْ
زَوْجَهَا، قِيلَ لَهَا: ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
شِئْتِ )).
أَرْبَعَةُ
شُرُوطٍ فَقَطْ ، أَعْمَالٌ صَالِحَةٌ ، تُحِبُّهَا النَّفْسُ الْمُؤْمِنَةُ ، إِذَا
حَقَّقَتْهَا الْمَرْأَةُ كَانَتْ مَوْعُودَةً
بِدُخُولِ الْجَنَّةِ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِهَا الثَّمَانِيَةِ شَاءَتْ .
شُرُوطٌ سَهْلَةٌ
وَمُيَسَّرَةٌ ، وَلَكِنْ لِمَنْ وَفَّقَهَا اللهُ تَعَالَى ، وَلَكِنَّ بَعْضَ
النِّسَاءِ لِجَهْلِهِنَّ بِمِثْلِ هَذَا الْأَجْرِ الْعَظِيمِ الْمُتَرَتِّبِ عَلَى
هَذَا الْعَمَلِ الْيَسِيرِ ، تَضِيقُ ذَرْعًا مِنْ طَاعَةِ زَوْجِهَا، إِلَى دَرَجَةِ
أَنَّهَا تَذْهَبُ لِخَلْعِهِ فِي الْمَحَاكِمِ، لَا تُرِيدُ زَوْجًا يَأْمُرُهَا
وَيَنْهَاهَا، تُرِيدُ أَنْ تَتَسَكَّعَ بِالْمُولَاتِ وَالْكَافِيهَاتِ وَالْحَدَائِقِ
، إِلَى سَاعَاتٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَمِثْلُ هَذِهِ الَّتِي تَزْهَدُ
بِمَا يُدْخِلُهَا الْجَنَّةَ ، يُخْشَى عَلَيْهَا مِنْ دُخُولِ النَّارِ وَالْعِيَاذُ
بِاللهِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي
رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ ابْنُ خُزَيْمَةَ
وَابْنُ حِبَّانَ وَحَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ : (( أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا مِنْ غَيْرِ
بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةٍ )) .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
وَمِمَّا يَدُلُّ
عَلَى تَيْسِيرِ دُخُولِ الْجَنَّةِ : مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ــ قِصْةُ
اَلْرَّجُلِ اَلَّذِيْ مِنْ أَهْلِ اَلْبَاْدِيَةِ جَاْءَ يَسْأَلُ ــ عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَفِيهَ قَالَ : فَبِالَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ ،
وَخَلَقَ الْأَرْضَ ، وَنَصَبَ هَذِهِ الْجِبَالَ ، آللَّهُ أَرْسَلَكَ ؟ قَالَ: (( نَعَمْ ))، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ
أَنَّ عَلَيْنَا خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِنَا وَلَيْلَتِنَا، قَالَ: (( صَدَقَ ))، قَالَ : فَبِالَّذِي
أَرْسَلَكَ ، آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : (( نَعَمْ ))، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ
عَلَيْنَا زَكَاةً فِي أَمْوَالِنَا، قَالَ: (( صَدَقَ )) ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ آللَّهُ
أَمَرَكَ بِهَذَا ؟ قَالَ : ((
نَعَمْ ))، قَالَ : وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ عَلَيْنَا صَوْمَ شَهْرِ
رَمَضَانَ فِي سَنَتِنَا، قَالَ: (( صَدَقَ )) ، قَالَ : فَبِالَّذِي أَرْسَلَكَ ،
آللَّهُ أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ: (( نَعَمْ ))، قَالَ: وَزَعَمَ رَسُولُكَ أَنَّ
عَلَيْنَا حَجَّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ، قَالَ: (( صَدَقَ ))، قَالَ: ثُمَّ وَلَّى، قَالَ
: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ
مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ )) .
فَدُخُولُ
الْجَنَّةِ أَمْرٌ سَهْلٌ مُيَسَّرٌ ، يَسْتَحِيلُ أَنْ يَجْعَلَهُ الرَّحِيمُ بِعِبَادِهِ
مُسْتَحِيلًا أَوْ صَعْبًا ، وَلَكِنْ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ
أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ
يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ
كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ { ، يَقُولُ ابْنُ
كَثِيرِ فِي تَفْسِيرِهِ : قَالُوا: كَيْفَ يَشْرَحُ صَدْرَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ
؟ قَالَ : (( نُورٌ يُقْذَفُ
فِيهِ فَيَنْشَرِحُ لَهُ وَيَنْفَسِحُ )) قَالُوا : فَهَلْ لِذَلِكَ
مِنْ أَمَارَةٍ يُعْرَفُ بِهَا ؟ قَالَ : (( الْإِنَابَةُ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ ، وَالتَّجَافِي عَنْ
دَارِ الْغُرُورِ ، وَالِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَبْلَ لِقَاءِ الْمَوْتِ )) .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
يَحْرِصُ بَعْضُ
النَّاسِ عَلَى أَعْمَالٍ شَاقَّةٍ مُتْعِبَةٍ مُكَلِّفَةٍ ، مَآلُ أَصْحَابِهَا
النَّارُ؛ إِنْ لَمْ يَرْحَمْهُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَهُمْ ، وَيَتَجَاهَلُونَ أَعْمَالًا
سَهْلَةً يَسِيرَةً مُيَسَّرَةً، قَدْ يَدْخُلُونَ بِسَبَبِهَا الْجَنَّةَ الَّتِي
مَوْضِعُ سَوْطٍ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَمَا عَلَيْهَا ، كَمَا
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( مَوْضِعُ سَوْطٍ فِي الْجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ
الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا )) .
مُشْكِلَةٌ وَاللهِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ -! ضَعْفُ
الإِيمَانِ وَعَدَمُ التَّصْدِيقِ بِمَا وَعَدَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، وَلِذَلِكَ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ
الصَّحِيحِ : (( وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا
، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ؟ أَفْشِوا
السَّلَامَ بَيْنَكُمْ )) .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
} فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ
خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ
غَيًّا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ
الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا . جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ
الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا { .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي
وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
قُرْبُ الْجَنَّةِ وَيُسْرُ أَعْمَالِهَا ؛ أَخْبَرَنَا بِهِ مَنْ
لَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَيَجِبُ أَنْ نُصَدِّقَهُ وَنُوقِنَ بِهِ ، وَنَحْرِصَ عَلَى كُلِّ عَمَلٍ
يُحَقِّقُ لَنَا ذَلِكَ ، فَقَدْ دَلَّنَا صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ
عَلَى أَعْمَالٍ يَسِيرَةٍ ، قَدْ لَا نَلْتَفِتُ إِلَيْهَا ، وَلَكِنْ نَحْصُلُ مِنْ
خِلَالِهَا عَلَى عَطَاءٍ كَبِيرٍ مِنَ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، يَقُولُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ ، فَمَنْ
لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ )) ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: جَاءَتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِل
ابْنَتَيْنِ لَهَا، فَأَطْعَمْتُهَا ثَلاَثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ
مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلَى فِيهَا تَمْرةً لِتَأْكُلَهَا، فَاسْتَطْعَمَتْهَا
ابْنَتَاهَا، فَشَقَّتِ التَّمْرَةَ الَّتِي كَانَتْ تُرِيدُ أَنْ تأْكُلَهَا بَيْنهُمَا،
فَأَعْجَبَنِي شَأْنُهَا، فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (( إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ ، أَوْ
أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ )) .
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَمَا
حَثَّ عَلَيْهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَمَا قَالَ صَلَوَاتُ
رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ: ((
لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا ، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ
طَلِقٍ )) .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا
، وَرِزْقًا وَافِرًا وَاسِعًا إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ
أَوْ عَمَلٍ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ
أَوْ عَمَلٍ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا
ذُنُوبَنَا كُلَّهَا ، دِقَّهَا وَجِلَّهَا، وَأَوَّلَهَا وَآخِرَهَا، وَعَلَانِيَتَهَا
وَسِرَّهَا، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ، وَنَعُوذُ بِكَ
مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ .
}
رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا
عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
{ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ
عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |