أَعْمَالٌ تَنْفَعُ فِي الْمآلِ
الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيمِ الْخَبِيرِ، السَّمِيعِ الْبَصِيرِ، أَحَاطَ بِكُلِّ
شَيْءٍ عِلْمًا ، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ، لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
، أَحْمَدُهُ وَأَشْكُرُهُ ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ، وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ الْبَشِيرُ النَّذِيرُ وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ذَوِي الْفَضْلِ الْكَبِيرِ، وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، } يَوْمَ الْجَمْعِ لَا
رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّةُ رَبِّكُمْ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَاعْلَمُوا -رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ- بِأَنَّ الْأَعْمَالَ فِي الدُّنْيَا
مِنْ عَلَامَاتِ الْمآلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: } يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ
النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ * فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ { ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَجِدُ
الْإِنْسَانُ نَتَائِجَ عَمَلِهِ ، مَهْمَا كَانَ الْعَمَلُ، }يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ
خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا
وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا { . وَفِي صَحِيحِ
مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَرْوِيهِ عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ: (( يَا عِبَادِي ، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا
لَكُمْ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ ،
وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ )).
فَالْمُؤْمِنُ
يَهْتَمُّ بِالْعَمَلِ فِي الدُّنْيَا ؛ لِلسَّلَامَةِ وَالنَّجَاةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ،
وَهُنَاكَ بَعْضُ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَنْفَعُ فِي الْمَآلِ بِإِذْنِ اللهِ تَعَالَى،
يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَحْرِصَ عَلَيْهَا، وَيُجَاهِدَ نَفْسَهُ لِتَحْقِيقِهَا
فِي حَيَاتِهِ لِيَنْجُوَ وَيَسْعَدَ بَعْدَ وَفَاتِهِ، وَهِيَ أَعْمَالٌ سَهْلَةٌ
مُيَسَّرَةٌ وَلَكِنْ يَغْفُلُ عَنْهَا ، مِنْهَا الْحِرْصُ عَلَى تَحْقِيقِ شَهَادَةِ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ خَالِصَةً مِنَ الشِّرْكِ ، وَشَهَادَةِ أَنَّ مُحَمَّدًا
رَسُولُ اللهِ خَالِيَةً مِنَ الْبِدَعِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ
وَابْنُ مَاجَهْ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ – رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (( إِنَّ اللَّهَ
سَيُخَلِّصُ رَجُلاً مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الخَلاَئِقِ يَوْمَ القِيَامَةِ،
فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا ؛ كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ
البَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا ؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي
الحَافِظُونَ ؟ فَيَقُولُ: لاَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ: أَفَلَكَ عُذْرٌ ؟ فَيَقُولُ
: لاَ يَا رَبِّ ، فَيَقُولُ : بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً ، فَإِنَّهُ لاَ
ظُلْمَ عَلَيْكَ اليَوْمَ ، فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا : أَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ،
فَيَقُولُ : احْضُرْ وَزْنَكَ ، فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مَا هَذِهِ البِطَاقَةُ
مَعَ هَذِهِ السِّجِلاَّتِ ؟ فَقَالَ : إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ ، قَالَ : فَتُوضَعُ
السِّجِلاَّتُ فِي كَفَّةٍ وَالبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ
وَثَقُلَتِ البِطَاقَةُ ، فَلاَ يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللهِ شَيْءٌ )) . هَذَا
الْحَدِيثُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يُعْرَفُ بِحَدِيثِ الْبِطَاقَةِ ، وَهُوَ مِنَ
الْأَحَادِيثِ الَّتِي تُبَيِّنُ هَوْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَشِدَّتَهُ عَلَى
النَّاسِ ، وَفِيهِ بَيَانُ عَظَمَةِ كَلِمَةِ التَّوْحِيدِ الَّتِي لَا يَثْقُلُ
مَعَهَا شَيْءٌ ، فَالتَّوْحِيدُ الْخَالِصُ الَّذِي لَا تَشُوبُهُ شَائِبَةٌ ، وَلَا
يُكَدِّرُهُ شِرْكٌ وَلَا تَعَلُّقٌ بِغَيْرِ اللهِ ؛ يُنَجِّي صَاحِبَهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِرَحْمَةِ اللهِ وَفَضْلِهِ . جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ وَوَالِدِينَا
مِنْ أَهْلِ تَوْحِيدِهِ .
وَمِنَ الْأَعْمَالِ
الَّتِي تَنْفَعُ فِي الْمَآلِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَنْ يَكُونَ لَكَ وَمَعَكَ
أُنَاسٌ عَلَاقَتُكَ مَعَهُمْ للهِ وَمِنْ أَجْلِ اللهِ ، الرَّابِطُ بَيْنَكُمْ لَيْسَ
مِنْ أَجْلِ الدُّنْيَا ، كَلِعْبِ وَرَقٍ أَوْ تَشْجِيعِ نَادٍ أَوْ أُنْسِ سَفَرٍ
أَوْ تَمْضِيَةِ وَقْتٍ عَلَى شَهْوَةٍ وَلَذَّةٍ ، إِنَّمَا هُوَ للهِ فَقَطْ ، مَحَبَّتُكَ
لَهُمْ وَمَحَبَّتُهُمْ لَكَ فِي اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، تَوَاصُلُكُمْ لِبَعْضِكُمْ
يَكُونُ فِي ذَاتِ اللهِ ، مِنَ التَّعَاوُنِ عَلَى ذِكْرِهِ ، وَإِقَامَةِ حُدُودِهِ
، وَالْوَفَاءِ بِعَهْدِهِ ، وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِ وَحِفْظِ شَرَائِعِهِ ، وَاتِّبَاعِ
أَوَامِرِهِ وَاجْتِنَابِ مَحَارِمِهِ ، فَصُحْبَةُ أَمْثَالِ هَؤُلَاءِ تَنْفَعُكَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ ، وَرَوَاهُ
الْحَاكِمُ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( قَالَ
اللَّهُ تَعَالَى : حَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ، وَحَقَّتْ
مَحَبَّتِي لِلْمُتَوَاصِلِينَ فِيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَزَاوِرِينَ
فِيَّ ، وَحَقَّتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ )). حَقَّتْ
مَحَبَّتِي ؛ أيْ : وَجَبَتْ مَحَبَّةُ اللهِ تَعَالَى لِكُلِّ مُسْلِمٍ يُحِبُّ أَخَاهُ
الْمُسْلِمَ فِي اللهِ تَعَالَى ، وَلَيْسَ مِنْ أَجْلِ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدُّنْيَا
.
تَفَقَّدْ
مَنْ تُحِبُّ وَيُحِبُّكَ يَا عَبْدَ اللهِ ، تَخَلَّصْ مِنْ حُبِّ الْمَصَالِحِ وَالْأَهْدَافِ
الَّتِي لَا تُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَكُونُ عَدَاوَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، فَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ : } الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ
لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ { ، يَقُولُ ابْنُ
سَعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ : الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ ، أَيْ : يَوْمَ الْقِيَامَةِ
، الْمُتَخَالِّينَ عَلَى الْكُفْرِ وَالتَّكْذِيبِ وَمَعْصِيَةِ اللهِ ، } بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ
عَدُوٌّ{ لِأَنَّ
خُلَّتَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ فِي الدُّنْيَا لِغَيْرِ اللهِ ، فَانْقَلَبَتْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَدَاوَةً . } إِلَّا الْمُتَّقِينَ { لِلشِّرْكِ وَالْمَعَاصِي، فَإِنَّ
مَحَبَّتَهُمْ تَدُومُ وَتَتَّصِلُ بِدَوَامِ مَنْ كَانَتِ الْمَحَبَّةُ لِأَجْلِهِ
.
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ
اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى مَا يُرْضِي اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَخَاصَّةً الْأَعْمَالَ
الَّتِي تَنْفَعُكُمْ فِي الْمآلِ، وَكَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا { .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي تَنْفَعُ فِي الْمَآلِ: السَّلَامَةُ
مِنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ وَدِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ ؛ فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (( أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ؟
)) قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ . فَقَالَ:
(( إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي وَقَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ
هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا؛ فَيُعْطَى هَذَا
مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِذَا فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ
أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ، أَخَذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ
طُرِحَ فِي النَّارِ )) .
فَالسَّلَامَةُ مِنْ حُقُوقِ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا أَمْرٌ مَطْلُوبٌ
شَرْعًا، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( مَنْ كَانَتْ عِنْدَهُ لِأَخِيهِ الْيَوْمَ مَظْلِمَةٌ
مِنْ عِرْضٍ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ
دِرْهَمٌ وَلَا دِينَارٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ
مَظْلِمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ
صَاحِبِهِ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ فِي النَّارِ )) .
وَأَخِيرًا - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مِنَ الْأَعْمَالِ الَّتِي
تَنْفَعُ فِي الْمَآلِ ، وَخَاصَّةً لِمَنْ مَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِالْمَالِ:
التَّيْسِيرُ عَلَى الْمُعْسِرِينَ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، يَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا
قَالَ لِفِتْيَانِهِ تَجَاوَزُوا عَنْهُ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا ،
فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ )) ، وَفِي رِوَايَةٍ : (( قَالَ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ- : نَحْنُ
أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ )) .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَيَسْتُرَ عُيُوبَنَا،
وَيَتَجَاوَزَ عَنْ تَقْصِيرِنَا، وَيَعْتِقَ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا
مِنَ النَّارِ، وَيُدْخِلَنَا جَمِيعًا الْجَنَّةَ مَعَ الْأَبْرَارِ إِنَّهُ قَرِيبٌ
سَمِيعٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ
وَالْغِنَى، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ وَأَمِتْنَا شُهَدَاءَ وَاحْشُرْنَا فِي
زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ
اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى
عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ
{ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ
عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|