خطبة: فضل السنة وأهل السنة

فضل السنة وأهل السنة

إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد: عباد الله, اتقوا الله , فإن خير الزاد التقوى .

أيها الناس : بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بالهدى, ودين الحق, والهدى هو العلم النافع , ودين الحق هو العمل الصالح , وأنزل عليه الكتاب وعلمه الحكمة , كما قال سبحانه : { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ {164}}آل عمران.

وقال سبحانه : { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ {2}} الجمعة.

وقال سبحانه : { وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً {34}}الأحزاب .

والحكمة هي السنة المحمدية التي نطق بها من لا ينطق عن الهوى , وهي التي قال فيها عليه الصلاة والسلام :" لقد أوتيت القرآن ومثله " رواه أحمد.

وقال فيها عليه الصلاة والسلام :" من رغب عن سنتي فليس مني " متفق عليه

وأوصى بها عند موته, فقال :" تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي " .

وأوصى بالتمسك بها عند حدوث النوازل والفتن, فقال :" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي, تمسكوا بها, وعضوا عليها بالنواجد, وإياكم ومحدثات الأمور " رواه أهل السنة .

وسُمي أهل السنة بهذا الاسم؛ لتمسكهم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم , وبُعدهم عن البدعة وأهلها , وأهل السنة هم نقاوة وصفوة أهل الإسلام , فهم أهل السنة والجماعة , والفرقة الناجية , والطائفة المنصورة, وهم أتباع منهج السلف الصالح, والسائرون عليها . يوالون عليها, ويعادون عليها.

وشبهت السنة بسفينة نوح عليه السلام ؛ من رَكِبها نجا, ومن لم يركب هلك .

وأهل السنة هم الفرقة الناجية من بين الفرق, التي قال فيها صلى الله عليه وسلم : " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة, كلها في النار إلا واحدة , وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة , وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة, قالوا: من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي ".

أيها الناس : إنكم في زمن كثر فيه الفتن, والمحدثات, والبدع, والخرافات, والفرق والجماعات, وكلٌ يدَّعي الحق , فالتزموا أهل السنة, واعرفوا فضلهم , فعلماء أهل السنة هم صفوة العلماء , وحكام أهل السنة هم صفوة الحكام, وعباد أهل السنة هم صفوة العباد, فانظموا للسنة وأهلها , واحذروا البدعة وأصحابها , فالنجاة النجاة لمن أراد النجاة .

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159}}

نفعني الله وإياكم بهدي كتابه, وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .

الخطبة الثانية لم ترد .