الْفَرَحُ بِالطَّاعَاتِ لَا بِمَلَذَّاتِ الْحَيَاةِ
الْحَمْدُ للهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ، الْخَبِيرِ الْعَلِيمِ ، ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾ ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ : ﴿ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ ﴾ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ ﴾ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْبَشِيرُ النَّذِيرُ ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَحِبَّتِي فِي اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ . أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ : مَا هِيَ إِلَّا بِضْعَةُ أَيَّامٍ ، وَيَسْتَقْبِلُ الْأَحْيَاءُ مِنَّا شَهْرَ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ ، وَهَذَا فَضْلٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى عِبَادِهِ ، يَجِبُ عَلَى مَنْ مَنَّ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ بِهِ ، أَنْ لَا يَفْتُرَ عَنْ حَمْدِهِ وَشُكْرِهِ ، وَأَنْ يَفْرَحَ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ ، وَبِرَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ لَهُ ، وَهَذَا لَيْسَ تَفَضُّلًا مِنْهُ ، إَنَّمَا هُوَ أَمْرٌ أَمَرَهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائَلٍ : ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ، فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فَالْفَرَحُ بِفَضْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَبِرَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ ،أَمْرٌ مَطْلُوبٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ ﴿ هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ ، أَيْ : خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا بِأَمْوَالِهَا وَشَهَوَاتِهَا وَمَلَذَّاتِهَا ، يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَفْرَحَ لِدِينِهِ ، أَكْثَرَ مِنْ فَرَحِهِ لِدُنْيَاهُ ، وَهَذَا أَمْرٌ يَجْهَلُهُ وَيَتَهَاوَنُ بِهِ الْكَثِيرُ ، وَالنَّتِيجَةُ كَثْرَةُ الْمُتَنَافِسِينَ عَلَى الدُّنْيَا ، وَقِلَّةُ وَنُدْرَةُ الْمُتَسَابِقِينَ إِلَى الْفَوْزِ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ ، اسْأَلْ نَفْسَكَ أَخِي ، لَوْ خُيِّرْتَ بَيْنَ آلَافِ الرِّيَالَاتِ ، وَمَلَايِينِ الْحَسَنَاتِ ، مَاذَا سَتَخْتَارُ ؟ ، مَا مِقْدَارُ فَرْحَتِكَ عِنْدَمَا يُودَعُ مَبْلَغٌ فِي حِسَابِكَ ، هَلْ تَفْرَحُ كَذَلِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ النِّدَاءَ لِصَلَاةِ الْجَمَاعَةِ ، فِي بِيتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ؟ اسْأَلْ نَفْسَكَ أَخِي الْمُسْلِمُ ، كَمْ سَتَقْرَأُ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَكَمْ سَتَقْضِي وَتُمْضِي مِنَ الْوَقْتِ لِأَجْلِهِ ، لَوْ تَقَاضَيْتَ عَلَى كُلِّ حَرْفٍ مِنْهُ عَشَرَةَ رِيَالَاتٍ فَقَطْ ، وَاسْأَلْ نَفْسَكَ بِاللهِ عَلَيْكَ ، كَمْ تَقَرَأُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ ؟ بَلِ اسْأَلْهَا مَتَى كَانَ آخِرُ عَهْدِكَ بِهِ ؟! وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ ، فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ، وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، لَا أَقُولُ ﴿ الم ﴾ حَرْفٌ ، وَلَكِنْ أَلْفٌ حَرْفٌ ، وَلَامٌ حَرْفٌ ، وَمِيمٌ حَرْفٌ»، أَيْ ﴿ الم ﴾ بِثَلَاثِينَ حَسَنَةً - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - نَسْأَلُ اللهَ السَّلَامَةَ وَالْعَافِيَةَ مِنْ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ وَضَعْفِ الْإِيمَانِ ؛ لِأَنَّ الْفَرَحَ مِنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَقَامَاتِ الْإِيمَانِ ، يَقُولُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ - رَحِمَهُ اللهُ - : أَرْفَعُ دَرَجَاتِ الْقُلُوبِ ، فَرَحُهَا التَّامُّ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاِبْتِهَاجُهَا وَسُرُورُهَا ، كَمَا قَالَ تَعَالَى : ﴿ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ﴾ ، وَقَالَ تَعَالَى : ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فَفَضْلُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ : الْقُرْآنُ وَالْإِيمَانُ ، مَنْ فَرِحَ بِهِ ، فَقَدْ فَرِحَ بِأَعْظَمِ مَفرُوحٍ بِهِ ، وَمَنْ فَرِحَ بِغَيْرِهِ ، فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ، وَوَضَعَ الْفَرَحَ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ . فَالْفَرَحُ الشَّرْعِيُّ الْمَطْلُوبُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - هُوَ الْفَرَحُ بِمَا يُقَرِّبُ مِنْ رِضَا اللهِ وَمَحَبَّتِهِ ، وَيُبْعِدُ عَنْ غَضَبِهِ وَسَخَطِهِ ، وَلِذَلِكَ يُرْوَى أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، لَمَّا قَدِمَ إِلَيْهِ خَرَاجُ الْعِرَاقِ ، خَرَجَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَمَوْلَىً لَهُ ، فَجَعَلَ يَعُدُّ الْإِبِلَ ، فَإِذَا هِيَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ ، فَجَعَلَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ : الْحَمْدُ للهِ . وَجَعَلَ مَوْلَاهُ يَقُولُ : هَذَا وَاللهِ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ . فَقَالَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : كَذَبْتَ ، لَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَقُولُ : ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ ، فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا ، هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، وَهَذَا مِمَّا تَجْمَعُونَ . فَالْفَرَحُ بِالطَّاعَاتِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - هُوَ الْفَرَحُ الْحَقِيقِيُّ ، وَهُوَ الْفَرَحُ الْمَطْلُوبُ ، يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَفْرَحَ بِكُلِّ أَمْرٍ يُقَرِّبُهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَخَاصَّةً بُلُوغَ رَمَضَانَ ، شَهْرِ الصِّيَامِ ، فَقَدْ أَخْبَرَنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ الصَّائِمَ لَهُ فَرْحَتَانِ ، الْأُولَى فِي الدُّنْيَا وَالثَّانِيَةُ فِي الْآخِرَةِ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ فَرْحَتَيِ الصَّائِمِ : « لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ » . فَحَرِيٌّ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - بِمَنْ فَرِحَ بِالطَّاعَاتِ فِي الدُّنْيَا ، أَنْ يَفْرَحَ بِثَوَابِهَا فِي الْآخِرَةِ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ ، فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا ﴾ .فَلْنَتَّقِ اللهَ ـ أَحِبَّتِي فِي اللهِ ـ وَلْنَسْتَقْبِلْ شَهْرَ رَمَضَانَ فَرِحِينَ مَسْرُورِينَ ، عَازِمِينَ عَلَى فِعْلِ مَا يُقَرِّبُنَا إِلَى رَبِّنَا عَزَّ وَجَلَّ ، وَلْيَكُنْ ذَلِكَ مَا نَتَمَيَّزُ بِهِ عَنْ غَيْرِنَا ، مِنَ الَّذِينَ فَرْحَتُهُمْ وَسُرُورُهُمْ وَعَزْمُهُمْ ، مِنْ أَجْلِ الْمُحَرَّمَاتِ وَالشَّهَوَاتِ وَمَلَذَّاتِ الْحَيَاةِ ، ﴿ الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ ، وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ ، وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ ، أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ، اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ، وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا ، وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ ﴾ ، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الخطبة الثانية الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ : فَالْفَرَحُ بِفِعْلِ الطَّاعَاتِ وَالْقُرُبَاتِ ، وَالْحُزْنُ عَلَى ارْتِكَابِ الْمُخَالَفَاتِ وَالْمُحَرَّمَاتِ ، ثَمَرَةٌ مِنْ ثِمَارِ الْإِيمَانِ ، وَنَتِيجَةٌ مِنْ نَتَائِجِ التَّقْوَى ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُ وَسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فَهُوَ مُؤْمِنٌ » ، فَأَهْلُ الْإِيمَانِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ يَفْرَحُونَ بِمَا يُرْضِي رَبَّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ ، أَمَّا وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ، أَهْلُ النِّفَاقِ لَا يَفْرَحُونَ إِلَّا بِمَا يُلَبِّي شَهَوَاتِهِمْ ، وَيُحَقِّقُ مَلَذَّاتِهِمْ ، حَتَّى لَوْ كَانَ يَغْضَبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يُفْرِحُهُمْ . أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُبَلِّغَنِي وَإِيَّاكُمْ شَهْرَ رَمَضَانَ ، وَأَنْ يَجْعَلَني وَإِيَّاكُمْ فِيهِ مِنَ الْفَائِزِينَ الْمَقْبُولِينَ النَّاجِينَ مِنَ النَّارِ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا » ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَنَصْرَ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ أَمْرِنَا ، وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ بِشَرٍّ أَوْ فَسَادٍ ، فاللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوُيُّ يَا عَزِيزُ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ . عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة عن استقبال شهر رمضان تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=164
|