مِنْ ثِمَاْرِ صِلَةِ اَلْأَرْحَاْمِ
وَصَنَاْئِعِ اَلْمَعْرُوْفِ فِيْ اَلْإِسْلَاْمِ
الْحَمْدُ للهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الرَّزَّاقِ ، الْخَبِيرِ الْعَلِيمِ الْحَكِيمِ الْخَلَّاقِ ، الْمُوَفِّقِ لِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ ، وَالْهَادِي لِمَا فِيهِ الْفَلَاحُ يَوْمَ التَّلَاقِ ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ ،وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ أَفْضَلُ الْبَشَرِ عَلَى الْإِطْلَاقِ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِه وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْمَسَاْقِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاَعْلَمُوْا ـ رَحِمَكُمُ اَللهُ ـ بِأَنَّ طُولَ الْعُمْرِ مَعَ سَعَةِ الرِّزْقِ وَالسَّلَامَةِ مِنَ الْكَوَارِثِ وَالْمَصَائِبِ ؛ مَطْلَبٌ لِكُلِّ عَاقِلٍ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ ، فَلَا أَحَدَ يَتَمَنَّى قِصَرَ عُمُرِهِ ، وَلَا ضِيقَ رِزْقِهِ ، وَلَا تَعْرِيضَ نَفْسِهِ لِلْمَصَائِبِ وَالْكَوَارِثِ فِي حَيَاتِهِ ، وَمِمَّا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ فِيهِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ أَنَّ ذَلِكَ بِيَدِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ ﴾، وفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُما ـ قَالَ : كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَوْمًا فَقَالَ : « يَا غُلامُ ؛ إنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ ؛ احْفَظِ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظِ اللَّهَ تَجِدْهُ تِجَاهَكَ ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، وَاعْلَمْ ؛ أَنَّ الأُمَّةَ لَوِ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ ، وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ ، لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ ، رُفِعَتِ الْأَقْلَامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ » .
فَبَسْطُ رِزْقِكَ وَسَعَتُهُ ، وَطُولُ عُمُرِكَ وَزِيَادَتُهُ ، وَسَلَامَتُكَ مِنَ السُّوءِ وَمَصَارِعِهِ ؛ بِيَدِ اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، وَقَدْ جَعَلَ لِذَلِكَ أَسْبَابًا شَرْعِيَّةً يَغْفُلُ عَنْهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، وَقَدْ تَكُونُ غَفْلَتُهُمْ بِسَبَبِ جَهْلِهِمْ وَضَعْفِ إِيمَانِهِمْ وَتَصْدِيقِهِمْ بِمَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ ، فَمِنْ هَذِهِ الْأَسْبَابِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- مَا جَاء فِي قَوْلِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ ، وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ » .
وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ آخَرَ يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : « صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَالصَّدَقةُ خَفِيًّا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي الْعُمُرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ، وَأَهْلُ الْمُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمُنكَرِ فِي الْآخِرَةِ » .
فَصِلَةُ الْأَرْحَامِ مِنَ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ لِبَسْطِ الرِّزْقِ وَسَعَتِهِ ، وَطُولِ الْعُمْرِ وَزِيَادَتِهِ ، وَالْأَرْحَامُ هُمُ الْأَقَارِبُ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ الْآبَاءُ وَالْأُمَّهَاتُ ، وَالْأَجْدَادُ وَالْجَدَّاتُ ، وَالْإِخْوَةُ وَالْأَخَوَاتُ ، وَالْأَعْمَامُ وَالْعَمَّاتُ ، وَالْأَخْوَالُ وَالْخَالَاتُ ، وَأَبْنَاءُ الْإِخْوَةِ وَأَبْنَاءُ الْأَخَوَاتِ ، وَمَنْ يَلِي هَؤُلَاءِ الْأَقْرَبُ فَالْأَقْرَبُ .
فَلِصِلَةِ هَؤُلَاءِ الْأَرْحَامِ أَجْرٌ عَظِيمٌ ، وَفَضْلٌ كَبِيرٌ ، يَكْفِي فِي ذَلِكَ أَنَّهُ مِمَّا يُرْضِي اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَفِيهِ طَاعَةٌ لَهُ سُبْحَانَهُ وَلِرَسُولِهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ .
وَصِلَةُ الْأَرْحَامِ مُيَسَّرَةٌ سَهْلَةٌ ، لَيْسَتْ مِنَ الْأُمُورِ الشَّاقَّةِ وَالصَّعْبَةِ ، تَكُونُ بِالزِّيَارَةِ ، تَكُونُ بِالْهَدِيَّةِ ، تَكُونُ بِالْمُسَاعَدَةِ حَسَبَ الِاسْتِطَاعَةِ ، تَكُونُ بِالاتِّصَالِ أَوْ بِالرِّسَالَةِ ، تَكُونُ بِمُشَارَكَتِهِمُ الْأَفْرَاحَ وَالْأَتْرَاحَ ، الْمُهِمُّ ؛ أَنْ لَا يَكُونَ هُنَاكَ جَفَاءٌ وَلَا انْقِطَاعٌ وَلَا هَجْرٌ وَلَا إِعْرَاضٌ ، فَالْوَاصِلُ يَصِلُهُ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ – وَالْقَاطِعُ يَقْطَعُهُ سُبْحَانَهُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « إنَّ الرَّحِمَ شِجْنَةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ وَصَلَكِ وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَكِ قَطَعْتُهُ » ، وَمَعْنَى شِجْنَةٌ ؛ أَيْ : مُشْتَقَّةٌ ، وَيُوَضِّحُ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « قَالَ اللَّهُ : أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ ، شَقَقتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي ، مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ، وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ » .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، احْرِصُوا عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِكُمْ لِيَصِلَكُمْ رَبُّكُمْ - عَزَّ وَجَلَّ - ، وَيُوَسِّعَ فِي أَرْزَاقِكُمْ ، وَيُطِيلَ فِي أَعْمَارِكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ وَالْقَطِيعَةَ ، فَإِنَّهَا سَبَبٌ مِنْ أَسْبَابِ تَعَاسَةِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ » ، يَعْنِي: قَاطِعَ رَحِمٍ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ * وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَفِي الْحَدِيثِ يَقُولُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : « صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ » ، وَفِي رِوَايَةٍ صَحِيحَةٍ ، يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ :« صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ وَ الْآفَاتِ وَالْهَلَكَاتِ، وَأَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا هُمْ أَهْلُ الْمَعْرُوفِ فِي الْآخِرَةِ » .
فَبَذْلُ الْخَيْرِ لِلنَّاسِ ، وَالسَّعْيُ فِي حَاجَاتِهِمْ ، وَمَدُّ يَدِ الْعَوْنِ لِمُحْتَاجِهِمْ ، سَبَبٌ مِنَ الْأَسْبَابِ الشَّرْعِيَّةِ لِلْوِقَايَةِ مِنْ مَصَارِعِ السُّوءِ وَمِنْهَا مِيتَةُ السُّوءِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ ، مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ » .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، صَلِوا أَرْحَامَكُمْ ، وَاصْنَعُوا الْمَعْرُوفَ فِي إِخْوَانِكُمْ ، وَأَخْلِصُوا فِي عَمَلِ ذَلِكَ لِوَجْهِ رَبِّكُمْ ، مُتَّبِعِينَ لِمَا جَاءَ عَنْ نَبِيِّكُمْ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وَأَبْشِرُوا بِمَا وَعَدَكُمْ سُبْحَانَهُ ، ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ﴾ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوبَنَا ، وَتَسْتُرَ عُيُوبَنَا ، وَتُنَفِّسَ كُرُوبَنَا ، وَتُعِينَنَا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ، اللَّهُمَّ اهْدِنَا وَيَسِّرِ الْهُدَى لَنَا وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ وَجَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .