اَلْثَّمِيْنُ فِيْ عِبَاْدَةِ رَبِّ اَلْعَاْلَميْن ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، ﴿الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ﴾ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ تُبْعَثُونَ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّةُ اللهِ لِعِبَادِهِ ، وَوَصِيَّةُ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِأُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْعَبْدُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، وَلِذَلِكَ أَكَّدَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْهَا فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - ، وَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - بِأَنَّ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - مَا خَلَقَنَا إِلَّا لِعِبَادَتِهِ ، وَمَا أَوْجَدَنَا فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ إِلَّا لِتَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ ، فَمِنْ أَجْلِ عِبَادَةِ اللهِ خَلَقَنَا ، وَمِنْ أَجْلِ تَوْحِيدِهِ وَطَاعَتِهِ أَوْجَدَنَا سُبْحَاْنَهُ ، حَقِيقَةٌ لَا يَجْهَلُهَا مُسْلِمٌ عَاقِلٌ ، بَلْ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ وَهَذَا مِنْ نِعَمِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَيْنَا ، لَوْ سَأَلْتَ طِفْلًا أَوْ طِفْلَةً فِي أَوَّلِ عُمْرِهِ الدِّرَاسِيِّ : لِمَاذَا خَلَقَنَا اللهُ ؟ لَأَجَابَكَ : لِعِبَادَتِهِ . وَلَوْ طَلَبْتَ دَلِيلًا ، لَقَالَ لَكَ : قَوْلُهُ تَعَالَى : ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ ، فَهَذَا أَمْرٌ يَتَعَلَّمُهُ مُنْذُ نُعُومَةِ أَظْفَارِهِ وَللهِ الْحَمْدُ ، وَتِلْكَ مِنْ مَنَاقِبِ وَحَسَنَاتِ وُلَاةِ أَمْرِنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ ، الْمُتَمَيِّزَةِ عَنْ غَيْرِهَا . فَنَحْنُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- لَسْنَا بِحَاجَةٍ أَنْ نُقْنِعَ بَعْضَنَا بِأَنَّنَا مَا خُلِقْنَا إِلَّا مِنْ أَجْلِ الْعِبَادَةِ ، وَلَكِنَّنَا بِحَاجَةٍ مَاسَّةٍ لِمَعْرِفَةِ مَا هِيَ الْعِبَادَةُ الَّتِي خُلِقْنَا مِنْ أَجْلِهَا ، فَيُوجَدُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مَنْ يُخْطِئُ فِي مَفْهُومِهِ لِهَذِهِ الْعِبَادَةِ . يُوجَدُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ الْعِبَادَةَ فَقَطْ مَقْصُورَةٌ عَلَى أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ الْأَرْبَعَةِ ؛ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ وَالزَّكَاةِ . أَمَّا بَاقِي شُئُونِ حَيَاتِهِ ؛ فَلَا دَخْلَ لِلْعِبَادَةِ فِيهِ ، فَهُوَ يَفْعَلُ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ مَا يَشَاءُ ، وَيُوجَدُ مَنْ يَظُنُّ أَنَّ الْعِبَادَةَ فَقَطْ فِي أَمَاكِنَ مُعَيَّنَةٍ ، فَمَثَلًا لَا يَعْرِفُ رَبَّهُ وَعِبَادَةَ رَبِّهِ ، إِلَّا فِي الْمَسْجِدِ فَقَطْ ، أَمَّا فِي السُّوقِ فَلَا ، وَفِي الْبَنْكِ فَلَا ، وَفِي الِاسْتِرَاحَةِ فَلَا . فَقَطِ الْعِبَادَةُ عِنْدَهُ فِي الْمَسْجِدِ ، فَالْمَسْجِدُ هُوَ مَكَانُ الْعِبَادَةِ ، أَمَّا غَيْرُهُ مِنَ الْأَمَاكِنِ ؛ فَمَا دَخْلُ الْعِبَادَةِ ؟! هَكَذَا يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ . بَلْ بَعْضُهُمْ لَا يَعْرِفُ الْعِبَادَةَ إِلَّا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَيَكْتَفِي بِشَهْرٍ وَاحِدٍ فِي السَّنَةِ ، أَمَّا بَقِيَّةُ الشُّهُورِ فَيَجْعَلُهَا لِرَغَبَاتِهِ وَشَهَوَاتِهِ وَمَلَذَّاتِهِ ، الْبَعِيدَةِ كُلَّ الْبُعْدِ عَنْ عِبَادَةِ رَبِّهِ. فَهُنَا الْمُشْكِلَةُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ؛ وَهَذِهِ الظَّاهِرَةُ ، ظَاهِرَةُ الْفَهْمِ الْخَاطِئِ ، وَالتَّطْبِيقِ الْخَاطِئِ لِلْعِبَادَةِ ، ظَاهِرَةٌ مَلْمُوسَةٌ مُشَاهَدَةٌ ، بَلْ صَارَتِ الْعِبَادَةُ عِنْدَ بَعْضِ النَّاسِ ، عَلَى حَسَبِ الظُّرُوفِ وَالْأَحْوَالِ ، صَارَتْ عِنْدَ بَعْضِهِمْ فِي ذَيْلِ الِاهْتِمَامَاتِ ، نَصِيبُهَا مِنْهُ زُبَالَةُ وَقْتِهِ ، هَذِهِ حَقِيقَةٌ إِخْوَتِي فِي اللهِ ، الْأَوْقَاتُ الثَّمِينَةُ ، تُسْتَثْمَرُ لِرَاحَةِ النَّفْسِ ، وَلِتَلْبِيَةِ رَغَبَاتِهَا ، بَلْ وَلِلدُّنْيَا وَحُطَامِهَا ، أَمَّا الْأَوْقَاتُ الضَّيِّقَةُ وَالْقَلِيلَةُ وَالْمَحْدُودَةُ ، فَهِيَ لِلْعِبَادَةِ ، صَارَ بَعْضُ النَّاسِ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - وَاللهِ يُخْشَى عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَنْهُمْ : ﴿ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاؤُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً ﴾ ، وَقَالَ اللهُ عَنْهُمْ : ﴿ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ ﴾ . بَلْ يُخْشَىْ عَلَىْ بَعْضِهِمْ أَنْ يَقَعَ بِحَقْهِ قَوْلُ اَللهِ تَعَاْلَىْ :﴿أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾ . فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى عِبَادَةِ رَبِّكُمْ ، فَالْعِبَادَةُ اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ مِنَ الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْبَاطِنَةِ . أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ : ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - قَالَ : «جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - » ، تَعْرِفُونَ لِمَاذَا يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ؟ يُرِيدُونَ تَطْبِيقَهَا فِي حَيَاتِهِمْ . فَهُمْ لَيْسُوا كَحَالِ بَعْضِ النَّاسِ ، تَقُولُ لَهُ : يَا فُلَانُ ! النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَأْمُرُكَ بِكَذَا وَكَذَا ، النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُحِبُّ مِنْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَكَذَا . فَلَا تَجِدُ مِنْهُ أُذُنًا صَاغِيَةً . حَتَّى وَلَوْ كَانَ أَمْرُ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِشُعَيْرَاتٍ يَتْرُكُهَا ، أَوْ بِقِطْعَةِ قُمَاشٍ يُوَفِّرُ قِيمَتَهَا فِي جَيْبِهِ . أَوْ بِمُحَرَّمٍ يَتْرُكُهُ لِيُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِهِ . فَهَؤُلَاءِ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ - يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُرِيدُونَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَهُ ـ فَلَمَّا أُخْبِرُوا ، كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا ، لِذَلِكَ قَالُوا : «أَيْنَ نَحْنُ مِنَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، وَقَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ » ، فَقَامَ أَحَدُهُمْ وَقَالَ : أَمَّا أَنَا فَأُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا . وَقَالَ الْآخَرُ : وَأَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ أَبَدًا وَلَا أُفْطِرُ . وَقَالَ الثَّالِثُ : وَأَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا . تَأَمَّلُوا أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : مَحَبَّةَ هَؤُلَاءِ لِلْعِبَادَةِ ، عِنْدَهُمُ اسْتِعْدَادٌ بِأَنْ يَنْقَطِعُوا لَهَا ، مَهْمَا كَلَّفَ الْأَمْرُ ، الْأَوَّلُ : يُرِيدُ أَنْ يُصَلِّيَ اللَّيْلَ ، يَجْعَلُ لَيْلَهُ لِلصَّلَاةِ ، لَيْسَ فِيهِ مَجَالٌ لِمُتَابَعَةِ مُبَارَاةٍ أَوْ مُسَلْسَلَةٍ ، وَلَا لَعِبِ وَرَقٍ ، يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ لَيْلَهُ فِي الصَّلَاةِ ، وَالثَّانِي : يُرِيدُ أَنْ يَقْضِيَ نَهَارَهُ بِالصِّيَامِ حَتَّى يَمُوتَ ، وَالثَّالِثُ ؛ يُرِيدُ أَنْ يَعْتَزِلَ النِّسَاءَ لِيَتَفَرَّغَ لِلْعِبَادَةِ ، فَلَيْسَ لَهُ حَاجَةٌ بِامْرَأَةٍ يَذْهَبُ بِهَا لِلْأَسْوَاقِ أَوِ الْمُنْتَزَهَاتِ أَوِ اَلْمَطَاْعِمِ ، أَوْ يَقْضِيَ مَعَهَا شَيْئًا مِنَ اللَّيْلِ . هَكَذَا أَرَادُوا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ ، مِنْ حَمَاسِهِمْ لِلْعِبَادَةِ ، وَلَكِنَّهُمْ أَخْطَئُوا ، وَلِذَلِكَ جَاءَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إِلَيْهِمْ فَقَالَ : « أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ؟ أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي » . أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا لِوَجْهِهِ خَالِصًا ، وَرِزْقًا طَيِّبًا وَاسِعًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ ، وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ احْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ لِهُدَاكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ ، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ ، وَأَبْعِدْ عَنْهُمْ بِطَانَةَ السُّوءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |