اَلْكَنْزُ اَلْثَّمِيْن بِصَلَاْحِ اَلْدِّيْن
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ ،﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ ، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ .
أَمَّا بَعْدُ ؛ فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ .
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ، عِبَادَ اللهِ :
فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ـ قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا مَعَاشِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتي الَّتي فِيهَا مَعَادِي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ » .
حَدِيثٌ عَظِيمٌ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : « نُصِرْتُ بالرُّعْبِ وأُوتِيتُ جَوَامِعَ الكَلِمِ » ، وَمَعْنَى جَوَامِعِ الْكَلِمِ ؛ أَيْ : يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ كَلِمَاتٍ يَسِيرَةً تَتَضَمَّنُ مَعَانِيَ كَثِيرَةً ، مِثْلَ هَذَا الْحَدِيثِ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ الَّذِي يَشْمَلُ كُلَّ خَيْرٍ يَرْجُوهُ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ وَفَاتِهِ ، فَصَلَاحُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أُمْنِيَّةُ الْأَبْرَارِ ، وَغَايَةُ الْأَخْيَارِ ، وَمَقْصِدُ مَنْ أَرَادَ الْفَوْزَ بِالْجَنَّةِ وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ ، وَلِذَلِكَ يَدْعُو النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي » ، وَالدِّينُ هُوَ الْإِسْلَامُ ، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ﴾ ، وَهُوَ الَّذِي ارْتَضَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ لِعِبَادِهِ ؛ ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ ، وَهُوَ الِاسْتِسْلَامُ للهِ بِتَوْحِيدِهِ ، وَالْخُضُوعِ لَهُ بِفِعْلِ أَوَامِرِهِ، وَتَرْكِ نَوَاهِيهِ ، وَهُوَ الَّذِي يَعْتَصِمُ الْمَرْءُ بِهِ مِنَ النَّارِ ، فَإِنَّهُ لَا يُنْجِي الْإِنْسَانَ مِنْ عَذَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ إِلَّا التَّمَسُّكُ بِدِينِهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، وَإِذَا صَلَحَ دِينُ الْعَبْدِ ؛ عُصِمَ مِنَ الزَّلَلِ وَالزَّيْغِ وَالْفَسَادِ وَالضَّلَالِ ، وَلِذَلِكَ كُلَّمَا قَوِيَ الْوَازِعُ الدِّينِيُّ بَيْنَ النَّاسِ ؛ قَلَّتِ الْمَعَاصِي وَالذُّنُوبُ وَالْآثَامُ ، وَكُلَّمَا ضَعُفَ وَخَفَّ ؛ كَثُرَتِ الْمَعَاصِي وَوُجِدَ الظُّلْمُ وَانْتَشَرَ الْفَسَادُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « - سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ يَومَ القِيَامَةِ في ظِلِّهِ، يَومَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ » ؛ وَمِنْهُمْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ إلى نَفْسِهَا، قالَ: إنِّي أَخَافُ اللَّهَ » ،
فَإِذَا صَلَحَ دِينُ الْمَرْءِ صَلَحَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتُهُ ، وَلَنْ يَصْلُحَ الدِّينُ إِلَّا بِثَلَاثَةِ أُمُورٍ لَا رَابِعَ لَهَا :
أَوَّلُهَا : صَلَاحُ الْعَقِيدَةِ وَتَحْقِيقُ التَّوْحِيدِ وَالْبُعْدِ عَنِ الشِّرْكِ ، وَإِخْلَاصُ الْعِبَادَةِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ ، مِنْ ذَبْحٍ وَنَذْرٍ وَخَوْفٍ وَرَجَاءٍ وَتَوَكُّلٍ وَرَغْبَةٍ وَرَهْبَةٍ وَصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَزَكَاةٍ وَصِلَةِ رَحِمٍ وَبِرِّ وَالِدَيْنِ وَإِحْسَانٍ إِلَى جِيرَانٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ ، فَلَا يَكُونُ الدِّينُ صَالِحًا إِلَّا بِالْبُعْدِ عَنِ الشِّرْكِ وَالرِّيَاءِ وَالنِّفَاقِ ، وَالتَّحَلِّي بِفَضَائِلِ الْأَعْمَالِ وَالْأَخْلَاقِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ .
وَثَانِي الْأُمُورِ الَّتِي يَصْلُحُ بِهَا الدِّينُ : اتِّبَاعُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالسَّيْرُ عَلَى طَرِيقَتِهِ ، وَالِاهْتِدَاءُ بِهَدْيِهِ ، وَالْحَذَرُ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ مُخَالَفَةِ سُنَّتِهِ ، أَوِ التَّقَرُّبِ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِشَيْءٍ لَمْ يَأْمُرْ بِهِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ ، وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : ﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ .
فَصَلَاحُ الدِّينِ يَكُونُ بِسَلَامَةِ الْعَقِيدَةِ وَصِحَّتِهَا ، وَتَحْقِيقِ التَّوْحِيدِ وَالْبُعْدِ عَنِ الشِّرْكِ ، صَلَاحُ الدِّينِ يَكُونُ بِالْإِخْلَاصِ للهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالِاتِّبَاعِ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ ، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
أَمَّا ثَالِثُ الْأُمُورِ الَّتِي يَصْلُحُ بِهَا الدِّينُ : اتِّبَاعُ السَّلَفِ الصَّالِحِ ، أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ ، صَحَابَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واتِّبَاعُهُمْ بِإِحْسَانٍ ، فَيَعْبُدُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا تَعَبَّدُوا بِهِ ، فَمَا كَانَ فِي زَمَانِهِمْ دِينٌ ؛ فَهُوَ الْيَوْمَ دِينٌ وَإِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ دِينٌ ، وَمَا لَمْ يَكُنْ دِينًا فِي زَمَانِهِمْ ، فَلَنْ يَكُونَ دِينًا الْيَوْمَ وَلَنْ يَكُونَ دِينًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ ، وَيَقُولُ تَعَالَى : ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ ، يَقُولُ الْإِمَامُ مَالِكٌ - رَحِمَهُ اللهُ - : « وَلَا يَصْلُحُ آخِرُ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلَّا بِمَا صَلَحَ بِهِ أَوَّلُهَا ؛ فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا لَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا » .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاسْأَلُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُصْلِحَ لَكُمْ دِينَكُمْ ، كَمَا سَأَلَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَنْ صَلَحَ دِينُهُ صَلَحَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتُهُ ، وَمَنْ فَسَدَ دِينُهُ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ﴾ .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا » ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ أَمْرِنَا ، وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا أَوْ أَرَادَ بِلَادَنَا أَوْ شَبَابَنَا أَوْ نِسَاءَنَا بِسُوءٍ ، اللَّهُمَّ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
عِبَادَ اللهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ .
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .