تَأْثِيْرُ اَلْذُّنُوْبِ فِيْ قَسْوَةِ اَلْقُلُوْبِ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ فَاتَّقُوا اللهَ ـ عِبَادَ اللهِ ـ ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ ، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾ ، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ قَسْوَةَ الْقَلْبِ مَرَضٌ خَطِيرٌ ، وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ يُصَابُ بِهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، وَلَا يَسْلَمُ مِنْهُ إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ تَعَالَى ، وَمِمَّا يَزِيدُ فِي خُطُورَتِهِ ، وَيُفَاقِمُ فِي شَرِّهِ ؛ أَنَّ الْمُصَابَ بِهِ لَا يَشْعُرُ بِهِ ، وَلَا يُحِسُّ بِوُجُودِ أَلَمِهِ ، وَلِذَلِكَ ضَحَايَاهُ لَا يَهْتَمُّونَ مِنْ أَجْلِهِ ، وَيُهْمِلُونَ عِلَاجَهُ وَلَا يَبْحَثُونَ عَنْ دَوَاءٍ لَهُ ، بَلْ لَا يَسْتَسِيغُونَ حَتَّى الْحَدِيثَ عَنْهُ ، وَيَسْتَبْعِدُونَ أَنَّهُمْ مِنَ الْمُصَابِينَ بِهِ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى عَنْ أَمْثَالِهِمْ : ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ ، فَالْقُلُوبُ الْقَاسِيَةُ كَالْحِجَارَةِ الَّتِي لَا تَلِينُ وَلَا تَتَأَثَّرُ ، أَوْ هِيَ أَشَدُّ قَسْوَةً مِنْهَا ؛ لأَنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ مَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ ؛ وَلأَنَّ مِنْهَا مَا يَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ، وَلِأَنَّ مِنْهَا مَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ؛ يَقُولُ مُجَاهِدٌ - رَحِمَهُ اللهُ - : مَا تَرَدَّى حَجَرٌ مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ ، وَلَا تَفَجَّرَ نَهْرٌ مِنْ حَجَرٍ ، وَلَا خَرَجَ مِنْهُ مَاءٌ إِلَّا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ .
فَصَدَقَ اللهُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا ﴾ ، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا﴾ ؛ ﴿فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ﴾ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ﴾ ، الْجَبَلُ عِبَارَةٌ عَنْ حِجَارَةٍ مُتَرَاكِمَةٍ قَاسِيَةٍ ، لَوْ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى الْجَبَلِ وَتَدَبَّرَهُ وَفَهِمَ مَا فِيهِ ؛ لَخَشَعَ وَتَصَدَّعَ مِنْ خَوْفِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَكِنَّ الْقُلُوبَ الْقَاسِيَةَ ، يَنْزِلُ عَلَيْهَا الْقُرْآنُ ، وَتُتْلَى آيَاتُهُ عَلَى مَسَامِعِ أَهْلِهَا ، وَيُذَكَّرُونَ بِهِ فِي بَعْضِ أَوْقَاتِهِمْ ، وَلَكِنَّهَا لَا تَذِلُّ وَلَا تَخْضَعُ وَلَا تَخَافُ وَلَا تَخْشَى اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .
يُذَكَّرُونَ بِكَلَامِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي مَسَاجِدِهِمْ ، وَيَتَعَلَّمُونَهُ فِي مَدَارِسِهِمْ ، وَقَدْ يَسْمَعُونَهُ فِي بَعْضِ وَسَائِلِهِمْ ، وَفِيهِ الْوَعْدُ وَالْوَعِيدُ ، وَلَكِنَّهُمْ لَا يَتَأَثَّرُونَ ؛ لِأَنَّ قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةٌ ، وَلِذَلِكَ يَتَكَاسَلُونَ عَنِ الطَّاعَاتِ ، وَيَتَأَخَّرُونَ عَنِ الْمُسَابَقَةِ إِلَى الْخَيْرَاتِ ، بَلْ يَتْرُكُونَ الْوَاجِبَاتِ وَيَرْتَكِبُونَ الْمُحَرَّمَاتِ ؛ قَاسِيَةٌ قُلُوبُهُمْ ﴿فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ .
وَأَيُّ ضَلَالٍ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَعْظَمُ وَأَشْنَعُ مِنْ إِيثَارِهِمْ لِلْعَاجِلَةِ عَلَى حِسَابِ الْآخِرَةِ ، وَتَعَلُّقِهِمْ بِالْفَانِيَةِ الزَّائِلَةِ ، وَإِعْرَاضِهِمْ عَنِ الْبَاقِيَةِ الدَّائِمَةِ ، فَهُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ وَاضِحٍ ، لَا يَخْفَى إِلَّا عَلَى أَمْثَالِهِمْ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ﴾ أَيِ : الدُّنْيَا ﴿عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ .
وَمِنْ ضَلَالِهِمْ ضَعْفُ إِيمَانِهِمْ ، وَقِلَّةُ تَقْوَاهُمْ ، وَخُبْثُ نُفُوسِهِمْ ، وَانْحِرَافُ أَفْكَارِهِمْ ، وَلِذَلِكَ لَا يَتَوَرَّعُونَ عَنْ فِعْلِ مَا حَرَّمَ اللهُ ، وَلَا يُبَالُونَ بِمَا يُغْضِبُ اللهَ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ عُودًا عُودًا ، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى يَصِيرَ الْقَلْبُ أَبْيَضَ مِثْلَ الصَّفَا ، لَا تَضُرُّه فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ ، وَالآخَرُ أَسْوَدَ مُرْبَدًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا ، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا ، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا ، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ » ، وَفِي حَدِيثٍ حَسَنٍ ، يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : « إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذي ذَكَرَ اللَّه ؛ ﴿ كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ » .
فَكَثْرَةُ الذُّنُوبِ ، وَعَدَمُ التَّوْبَةِ مِنْهَا ، وَاسْتِبْعَادُ الْمَوْتِ وَطُولُ الْأَمَلِ ، مِمَّا يَتَسَبَّبُ فِي إِصَابَةِ الْقَلْبِ بِمَرَضِ الْقَسْوَةِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِمَّا لَا شَكَّ وَلَا رَيْبَ فِيهِ : أَنَّ لِقَسْوَةِ الْقَلْبِ أَسْبَابًا يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهَا ، وَالْبُعْدُ عَنْهَا ، وَمِنْ أَخْطَرِهَا : الْغَفْلَةُ يَا عِبَادَ اللهِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ﴾ .
وَمِنْ أَسْبَابِ قَسْوَةِ الْقُلُوبِ : كَثْرَةُ ارْتِكَابِ الْمَعَاصِي وَالْمُحَرَّمَاتِ وَعَدَمُ التَّوْبَةِ مِنْهَا ، وَكَذَلِكَ الِانْشِغَالُ بِالدُّنْيَا وَحُطَامِهَا وَزَخَارِفِهَا وَنِسْيَانُ الْمَوْتِ وَسَكَرَاتِهِ وَالْقَبْرِ وَأَهْوَالِهِ وَيَوْمِ الْقِيَامَةِ وَأَحْوَالِهِ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْذَرُوا هَذَا الْمَرَضَ الْخَطِيرَ ، وَتَجَنَّبُوا هَذَا الشَّرَّ الْمُسْتَطِيرَ ، بِكَثْرَةِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَتَدَبُّرِهِ وَالْعَمَلِ بِهِ بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ وَاجْتِنَابِ مَا نَهَى عَنْهُ ، فَقَدْ قَالَ تَعَالَى : ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُؤَلِّفَ بَيْنَ قُلُوبِنَا ، وَأَنْ يُصْلِحَ ذَاتَ بَيْنِنَا ، اللَّهُمَّ أَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِنَا وَأَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَاهْدِنَا سُبُلَ السَّلَامِ ، وَنَجِّنَا مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَجَنِّبْنَا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَبَارِكْ لَنَا فِي أَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُلُوبِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ .
اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ ، وَيَا مُصَرِّفَ الْقُلُوبَ صَرِّفْ قُلُوبَنَا إِلَى طَاعَتِكَ ، وَأَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ ، وَأَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ إِلَيْكَ ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنَ الْقَانِطِينَ ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا هَنِيئًا مَرِيعًا ، سَحًّا غَدَقًا ، مُجَلَّلًا عَامًّا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ ، اللَّهُمَّ غَيْثًا تُحِيي بِهِ الْبِلَادَ وَتَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ .
﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ .
عِبَادَ اللهِ :
﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ ، فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عيبد الطوياوي تجدها هنا: