اَلْثَّمِيْنُ لِزَجْرِ اَلْخَاْرِقِيْن
اَلْحَمْدُ للهِ ، أَعْظَمَ
لِلْمُتَّقِينَ الْعَامِلِينَ أُجُورَهُمْ ، وَشَرَحَ بِالْهُدَى وَالْخَيْرَاتِ صُدُورَهُمْ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَفَّقَ عِبَادَهُ
لِلطَّاعَاتِ وَأَعَانَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيْرُ
مَنْ عَلَّمَ أَحْكَامَ الدِّينِ وَأَبَانَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ أَهْلِ الْهُدَى وَالْإِيمَانِ ، وَعَلَى التَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِيمَانٍ
وَإِحْسَانٍ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا مَا تَعَاقَبَ الزَّمَانُ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا
عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ عَزَّ
وَجَلَّ : (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)، فَاتَّقُوا
اللهَ يَا عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ وُجُودَ الْمَعَاصِي
وَالْمُخَالَفَاتِ، وَتَفَشِّيَ الْكَبَائِرِ وَالْمُنْكَرَاتِ ، وَالْمُجَاهَرَةَ
بِبَعْضِ الْمُحَرَّمَاتِ ، وَتَرْكَ كَثِيرٍ مِنَ الْوَاجِبَاتِ ، لَأَمْرٌ خَطِيرٌ
وَشَرٌّ مُسْتَطِيرٌ وَظَاهِرَةٌ مِنْ أَسْوَإِ الْمَظَاهِرِ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ
، وَمِمَّا لَا شَكَّ فِيهِ أَنَّ وُلَاةَ أَمْرِنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ الطَّاهِرَةِ
الطَّيِّبَةِ ، يَبْذُلُونَ الْغَالِيَ وَالنَّفِيسَ لِمُسَاعَدَةِ النَّاسِ عَلَى
أَنْفُسِهِمْ ، وَفِعْلِ مَا يُرْضِي رَبَّهُمْ ، وَالْقِيَامِ بِشَعَائِرِ دِينِهِمْ
، وَلَكِنْ نَحْنُ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ، عَلَيْنَا وَاجِبٌ عَظِيمٌ ، وَدَوْرٌ مُهِمٌّ
فِي ذَلِكَ ، فَمِنْ أَهَمِّ أَسْبَابِ وُجُودِ الْمُنْكَرَاتِ ، وَانْتِشَارِ الْمَعَاصِي
وَالْمُخَالَفَاتِ : عَدَمُ إِعْطَاءِ الْمُخَالِفِينَ قَدْرَهُمْ ، وَإِنْزَالُهُمْ
فِي غَيْرِ مَنَازِلِهِمْ .
يَقُولُ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغَارُ، وَغَيْرَةُ اللَّهِ أَنْ
يَأْتِيَ الْمُؤْمِنُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ)) ، وَاللهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ ، لَوْ خَالَفَ
أَحَدُهُمْ عَادَةً مِنْ عَادَاتِ قَبِيلَتِهِ ، لَقَامَتِ الدُّنْيَا وَلَمْ تَقْعُدْ
، وَلَكِنَّهُمْ يُخَالِفُونَ أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَا كَأَنْ لَمْ يَكُنْ
شَيْءٌ ، وَهَذَا سَبَبٌ مِنْ أَخْطَرِ أَسْبَابِ انْتِشَارِ الْمُنْكَرَاتِ وَوُقُوعِ
بَعْضِ النَّاسِ فِي كَثِيْرٍ مِنْ اَلْمُخَالَفَاتِ .
فِي عَهْدِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، تَخَلَّفَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ عَنِ الْغَزْوِ مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ
يُهْجَرُوا ، فَمَا هِيَ النَّتِيجَةُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: (وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى
إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ
أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ
تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ).
تَأَمَّلْ : ضَاقَتْ
عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ . فَالْمُخَالِفُونَ
لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يَحْتَاجُونَ لِمِثْلِ هَذَا الْعِلَاجِ ، وَهُمُ الْمُسْتَفِيدُونَ
فِي الدَّرَجَةِ الْأُولَى ، أَمَّا إِذَا لَمْ يَحْصُلْ ذَلِكَ ، فَهُمْ وَمَنْ يُشَجِّعُهُمْ
فِي سُكُوتِهِ عَنْهُمْ ؛ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا
عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ
لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)، يَقُولُ ابْنُ سِعْدِيٍّ ــ رَحِمَهُ اللهُ ــ فِي تَفْسِيرِهِ
: طُرِدُوا وَأُبْعِدُوا عَنْ رَحْمَةِ اللهِ ، بِعِصْيَانِهِمْ للهِ وَظُلْمِهِمْ
لِعِبَادِ اللهِ ، إِلَى أَنْ قَالَ: وَمِنْ مَعَاصِيهِمُ الَّتِي أَحَلَّتْ بِهِمُ
الْمَثُلَاتِ، وَأَوْقَعَتْ بِهِمُ الْعُقُوبَاتِ أَنَّهُمْ: (كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ) أَيْ: كَانُوا يَفْعَلُونَ الْمُنْكَرَ،
وَلَا يَنْهَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيَشْتَرِكُ بِذَلِكَ الْمُبَاشِرُ، وَغَيْرُهُ
الَّذِي سَكَتَ عَنِ النَّهْيِ عَنِ الْمُنكَرِ مَعَ قُدْرَتِهِ عَلَى ذَلِكَ.
فَعَدَمُ إِنْزَالِ الْمُخَالِفِينَ
لِأَمْرِ اللهِ مَنَازِلَهُمْ ، مِنْ أَسْبَابِ اسْتِمْرَارِهِمْ فِي ضَلَالِهِمْ
وَاسْتِمْرَائِهِمْ لِغَيِّهِمْ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ أَنَّ هَذِهِ
الْأُمَّةَ نَالَتِ الْخَيْرِيَّةَ بِالْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ
الْمُنْكَرِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ
بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُدْرِكَ تَارِكُ الْمَعْرُوفِ
، وَمُرْتَكِبُ الْمُنْكَرِ ، أَنَّهُ فِي مُجْتَمَعٍ يَرْفُضُ وَيُبْغِضُ فِعْلَهُ
، وَلَا يَقْبَلُ وُجُودَهُ ، وَيَكُوْنُ ذَلِكَ زَاْجِرَاٍ لَهُ ، وَفِي ذَلِكَ نَجَاتُهُ
وَسَلَامَتُهُ ، وَنَجَاةُ وَسَلَامَةُ مُجْتَمَعِهِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : (( مَثَلُ القَائِمِ في حُدُودِ اللهِ وَالوَاقعِ
فِيهَا، كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَصَارَ بَعْضُهُمْ أَعْلاهَا
وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، وَكَانَ الَّذِينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوا
مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أنَّا خَرَقْنَا في
نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤذِ مَنْ فَوقَنَا، فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا
أرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإنْ أخَذُوا عَلَى أَيدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا
جَميعًا )). فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ
شَبَّهَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُجْتَمَعَ بِالسَّفِينَةِ وَأَفْرَادَهُ
بِرُكَّابِهَا ، وَالْمُجْرِمِينَ فِيهِمُ الَّذِينَ يَخْرِقُونَ هَذِهِ السَّفِينَةَ
، فَإِذَا تُرِكَ هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُمْ سَيَغْرَقُونَ ، وَيَتَسَبَّبُونَ فِي إِغْرَاقِ
غَيْرِهِمْ . وَأَمَّا إِذَا أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ وَمَنَعُوا عَنْ قَبِيحِ
فِعَالِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ سَوْفَ يَنْجَوْنَ وَيُنْجُونَ أَيْضًا غَيْرَهُمْ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَأَنْزِلُوا الْمُخَالِفِينَ
لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَنَازِلَهُمْ ، وَقُومُوا بِمَا أَوْجَبَ اللهُ
عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ لَهُمْ ، (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى
الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا
وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ
عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ،
فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يُوجَدُ بَعْضُ الْعَادَاتِ
الْقَبَلِيَّةِ ، وَالتَّقَالِيدِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ ، الَّتِي يَسْتَحِيلُ أَنْ
يَتَجَرَّأَ أَحَدٌ عَلَى مُخَالَفَتِهَا، أَوِ الْمِسَاسِ بِهَا ، وَلَكِنْ يُوجَدُ
مَنْ يُخَالِفُ أَمْرَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيَتَجَرَّأُ عَلَى حُدُودِهِ، وَلَكِنَّهُ
قَدْ لَا يَجِدُ مَنْ يَزْجُرُهُ أَوْ يَرْدَعُهُ أَوْ يُذَكِّرُهُ بِاللهِ تَعَالَى، وَتِلْكَ وَاللهِ مُصِيبَةٌ عُظْمَى مِنْ مَصَائِبِ الْأُمَّةِ ، فَيَجِبُ التَّعَاوُنُ
عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَخَاصَّةً فِي مَجَالِ إِصْلَاحِ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ
، فَالنَّصِيحَةُ مِنَ الدِّينِ ، وَالْمَوْعِظَةُ مِنَ الدِّينِ ، وَالدُّعَاءُ مِنَ
الدِّينِ ، وَالزِّيَارَةُ فِي اللهِ مِنَ الدِّينِ ، وَالرَّأْفَةُ وَالرَّحْمَةُ
مِنَ الدِّينِ ، وَالتَّبْلِيغُ عَمَّنْ يُخْشَى شَرُّهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ
الدِّينِ ، كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا
عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى
الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ
عَلَيْهِ : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً، صَلَّى الله
عَلَيْهِ عَشْرًا)) ، فَاللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ
، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ ، وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ
عَنْ صَحَابَتِهِ الْغُرَرِ ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ
بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ ، وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ
تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَفَضْلِكَ
وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ
الْمُسْلِمِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا
وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ
عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ
وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ
عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ
مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |