اَلْتَّبْيِيْن لِجُرْمِ اَلْمُرْتَشِيْن
الْحَمْدُ للهِ ﴿رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ ، نَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ ، ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ ، وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِلَى الْجِنِّ وَالْإِنْسِ أَجْمَعِينَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، وَلِذَلِكَ حَثَّ عَلَيْهَا - عَزَّ وَجَلَّ - فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ دَفْعَ مَالٍ مِنْ قِبَلِ شَخْصٍ لِشَخْصٍ آخَرَ ، لِيَخُونَ لَهُ أَمَانَتَهُ ، وَيُعْطِيَهُ مَا لَا يَسْتَحِقُّهُ ، أَوْ يُقَدِّمَهُ عَلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ مِنْهُ ، كَبِيرَةٌ مِنْ كِبَائِرِ الذُّنُوبِ ، تُدْخِلُ صَاْحِبُهَاْ اَلْنَّاْرَ إِنْ مَاْتَ وَهُوَ لَمْ يَتُبْ ، وَهُوَ الرَّشْوَةُ الَّتِي تُعْطَى لِإِبْطَالِ الْحَقِّ وَإِحْقَاقِ الْبَاطِلِ ، الَّتِي لَا يَتَّصِفُ بِهَا ، وَلَا يُقْدِمُ عَلَيْهَا ؛ إِلَّا أَهْلُ الضَّلَالِ وَالْفَسَادِ وَأَتْبَاعُ الشَّيْطَانِ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهَا أَنَّهَا مِنْ صِفَاتِ إِخْوَانِ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ - الْيَهُودِ - يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ ، ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ صِفَاتِهِمْ فَقَالَ : ﴿سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾، يَقُولُ ابْنُ كَثِيرٍ فِي تَفْسِيرِهِ : ﴿أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ﴾ ؛ أَيِ : الْحَرَامِ ، وَهُوَ الرَّشْوَةُ كَمَا قَالَهُ ابْنُ مَسْعُودٍ وَغَيْرُ وَاحِدٍ . فَالرَّشْوَةُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ ، وَصَاحِبُهَا أَخْذًا أَوْ دَفْعًا مَطْرُودٌ مُبْعَدٌ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ - وَالْعِيَاذُ بِاللهِ - فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ أَبُو دَاوُودَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ : لَعَنَ رَسُولُ اللهِ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ» . الرَّشْوَةُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مَأْخُوذَةٌ مِنَ الرَّشَاءِ ، وَهُوَ الْحَبْلُ الَّذِي يُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَى الْمَاءِ فِي الْبِئْرِ . وَالرَّاشِي : هُوَ الَّذِي يَدْفَعُ الرَّشْوَةُ لِلْوُصُولِ إِلَى مَا يُرِيدُ مِنَ الْبَاطِلِ . وَالْمُرْتَشِي : هُوَ الَّذِي يَأْخُذُهَا ، وَكِلَاهُمَا مَلْعُونَانِ مَطْرُودَانِ مُبْعَدَانِ عَنْ رَحْمَةِ اللهِ ، وَمُرْتَكِبَانِ لِكَبِيرَةٍ خَطِيرَةٍ تُغْضِبُ اللهَ ، كَيْفَ لَا ، وَاللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - يَقُولُ :﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ ، وَأَخْذُ الرَّشْوَةِ مِنْ أَكْلِ الْأَمْوَالِ بِالْبَاطِلِ ، أَيْ : بِغَيْرِ حَقٍّ ، وَذَلِكَ مُحَرَّمٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :« كُلُّ المُسْلِمِ علَى المُسْلِمِ حَرامٌ؛ دَمُهُ، وَمَاْلُهُ، وَعِرْضُهُ » ، فَقَتْلُ الْمُسْلِمِ وَالزِّنَا بِحَرِيمِهِ وَالطَّعْنُ بِشَرَفِهِ حَرَامٌ ، وَكَذَلِكَ أَخْذُ مَالِهِ بِسَرِقَةٍ أَوْ غَصْبٍ أَوِ احْتِيَالٍ أَوْ غِشٍّ أَوْ رَشْوَةٍ حَرَامٌ ، وَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَوْ شَيْئًا مِنْهُ وَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَتُوبَ فَهُوَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ ـ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ ـ فَقَدْ ذَكَرَ اللهُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ بَعْدَ نَهْيِهِ لِعِبَادِهِ أَنْ يَأْكُلُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالَهُمْ بِالْبَاطِلِ ، قَالَ بَعْدَهَا مُبَاشَرَةً فِي الْآيَةِ الَّتِي بَعْدَهَا : ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا ﴾ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ : « يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ ! إِنَّهُ لَا يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ » . فَالرَّشْوَةُ مُحَرَّمَةٌ فِي الدِّينِ ، وَقَلَّ مَنْ لَا يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَلَوْ سَأَلْتَ أَدْنَى مُوَظَّفٍ مِنَ الْمُوَظَّفِينَ عَنِ الرَّشْوَةِ ؛ لَقَالَ لَكَ : أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الرَّشْوَةِ فَهِيَ حَرَامٌ ، وَلَكِنْ مِنْهُمْ مَنْ يَأْخُذُ الرَّشْوَةِ وَيَقَعُ فِيهَا وَيَتَوَرَّطُ بِلَعْنَتِهَا وَهُوَ لَا يَدْرِي ، أَوْ يَدْرِي وَلَكِنْ يُزَيِّنُهَا لَهُ الشَّيْطَانُ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الْأُمُورِ بِغَيْرِ مُسَمَّيَاتِهَا ، فَتَجِدُهُ يَقْبَلُ الْهَدَايَا الَّتِي تَتَوَارَدُ عَلَيْهِ أَثْنَاءَ عَمَلِهِ ، وَيُحْرَمُ مِنْهَا قَبْلَ وَبَعْدَ ذَلِكَ ، وَهَذِهِ رَشْوَةٌ مُغَلَّفَةٌ بِغِلَافِ هَدِيَّةٍ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - اسْتَعْمَلَ ابْنَ الْأُتْبِيَّةِ عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ، فَلَمَّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَاسَبَهُ، قَالَ : هَذَا الَّذِي لَكُمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَبَيْتِ أُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا؟!»، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَطَبَ النَّاسَ ، وَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ: « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ رِجَالًا مِنْكُمْ عَلَى أُمُورٍ مِمَّا وَلَّانِي اللهُ ، فَيَأْتِي أَحَدُكُمْ فَيَقُولُ : هَذَا لَكمْ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي ، فَهَلَّا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَبَيْتِ أُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إِنْ كَانَ صَادِقًا؟! فَوَاللهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلَّا جَاءَ اللهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَلَا فَلَأَعْرِفَنَّ مَا جَاءَ اللهَ رَجُلٌ بِبَعِيرٍ لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بِبَقَرَةٍ لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةٍ تَيْعَرَ »، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ: « أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ؟! ». هَدِيَّتُكَ أَخِي الْمُوَظَّفُ ، الَّتِي لَوْ كُنْتَ فِي بَيْتِ أُمِّكَ أَوْ أَبِيكَ لَمْ تُهْدَ إِلَيْكَ ، إِنَّمَا أُهْدِيَتْ مِنْ أَجْلِ كُرْسِيِّكَ الَّذِي تَجْلِسُ عَلَيْهِ ، وَمَنْصِبِكَ الَّذِي تَأْمُرُ وَتَنْهَى وَتُعْطِي وَتَمْنَعُ مِنْ خِلَالِهِ ، هَذِهِ اَلْهَدِيَّة ؛ تَأْتِي حَامِلًا لَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَقَدْ تَكُونُ مَالًا أَوْ سَيَّارَةً أَوْ أَرْضًا أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ . فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاحْذَرُوا مَا يُغْضِبُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - وَمَا يَتَسَبَّبُ فِي الطَّرْدِ وَالْإِبْعَادِ مِنْ رَحْمَتِهِ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : إِنَّ لِلرَّشْوَةِ فِي الْمُجْتَمَعِ آثَارًا سَيِّئَةً ، وَنَتَائِجَ مُؤْلِمَةً ، وَثِمَارًا مُرَّةً ، مِنْ أَخْطَرِهَا وَأَضَرِّهَا : الظُّلْمُ وَأَكْلُ الْأَمْوَالِ بِالْبَاطِلِ وَانْتِشَارُ الْفَسَادِ ، وَضَيَاعُ الْحُقُوقِ ، وَتَمْكِينُ مَنْ لَا يَسْتَحِقُّ التَّمْكِينَ ، وَمَا أَسْوَأَ الرَّشْوَةَ وَمَا أَخْطَرَهَا عِنْدَمَا تَكُونُ عَلَى حِسَابِ مَصْلَحَةٍ لِلْمُسْلِمِينَ ! كَالْأَدْوِيَةِ وَالطُّرُقَاتِ وَالْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ وَالْجُسُورِ وَالصِّحَّةِ وَالتَّعْلِيمِ وَالْقَضَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ، وَلِذَلِكَ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يَجِبُ التَّعَاوُنُ فِي سَبِيلِ الْقَضَاءِ عَلَى الرَّشْوَةِ وَتَطْهِيرِ الْمُجْتَمَعِ مِنْهَا وَمِنْ أَهْلِهَا ، وَذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّعَاوُنِ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى الَّذِي أَمَرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - بِهِ عِبَادَهُ فَقَالَ : ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا جَمِيعًا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ ، إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَهْدِيَ قُلُوبَنَا ، وَتُصْلِحَ أَحْوَالَنَا ، وَتُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَتَحْفَظَ لَنَا أَمْنَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، وَتُعِيذَنَا مِنْ شَرِّ أَنْفُسِنَا ، اللَّهُمَّ آتِ نُفُوسَنَا تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا ، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ . اَلْلَّهمَّ اكْفِنَاْ بِحَلَاْلِكَ عَنْ حَرَاْمِكَ، وَاَغْنِنَاْ بِفَضلِكَ عَمَّنْ سِوَاْكَ ، ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾. عِبَادَ اللهِ :﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|