لِلْاِخْوَاْن خَطَر اَلْفِتَنِ
وَإِغَاْثَةُ اَلْشَّعَبِ فِيْ اَلْسُّوْدَاْن
الْحَمْدُ للهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ، الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ ﴿يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ﴾ . أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ تَقَلُّبِ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
اتَّقُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَدْ قَالَ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْ قَائِلٍ :﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ -، وَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ- بِأَنَّ قَتْلَ الْمُسْلِمِينَ لِبَعْضِهِمْ مِنَ الْفِتَنِ الَّتِي تَكْثُرُ آخِرَ الزَّمَانِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ عَلَيْهِ ، أَنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ : «يَتَقارَبُ الزَّمانُ، ويُقْبَضُ العِلْمُ، وتَظْهَرُ الفِتَنُ، ويُلْقَى الشُّحُّ، ويَكْثُرُ الهَرْجُ » ، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ : « الْقَتْلُ ».
أَيْ : يَقْتُلُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ظُلْمًا وَعُدْوَانًا ، يَتَقَاتَلُونَ لِأَهْوَاءِ نُفُوسِهِمْ ، وَلِإِشْبَاعِ خَبِيثِ رَغَبَاتِهِمْ ، وَلِضَلَالِ عُقُولِهِمْ وَانْحِرَافِ أَفْكَارِهِمْ ، وَهَذَا مَا حَذَّرَ مِنْهُ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «والَّذي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ » . فَقِيلَ : كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: « الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» .
وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ آخَرَ ، يَقُولُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولُ؟ قَالَ: «إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ» .
فَمَا أَخْبَرَ بِهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَجِبُ الْإِيمَانُ بِهِ وَتَصْدِيقُهُ ، وَيَجِبُ الْعَمَلُ بِمُقْتَضَاهُ ، وَالْحَذَرُ مِنْ أَسْبَابِ ذِكْرِهِ وَوُرُودِهِ ، فَالنَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ حِينَمَا يَذْكُرُ مِثْلَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ ، لَا لِلتَّسْلِيَةِ وَمَلْءِ صَفَحَاتِ الْكُتُبِ ، وَلَا لِذِكْرِهَا فَقَطْ مِنْ عَلَى أَعْوَادِ الْمَنَابِرِ ، إِنَّمَا لِيَحْذَرَ الْمُسْلِمُ ، وَيَحْرِصَ عَلَى مَا يُسْعِدُهُ فِي الدُّنْيَا وَيُنْجِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؛﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَالَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَاوَيْلَتَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا * وَقَالَ الرَّسُولُ يَارَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ .
فَكَثْرَةُ الْقَتْلِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ ، مِنْ عَلَامَاتِ السَّاعَةِ ، وَمِنْ أَسْبَابِهِ ؛الْإِعْرَاضُ عَمَّا جَاءَ بِكِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالتَّعَلُّقُ بِحُطَامِ دُنْيَا فَانِيَةٍ ، وَالْعَمَلُ بِمَا تُمْلِيهِ أَفْكَارٌ ضَالَّةٌ وَعُقُوْلٌ فَاْسِدَةٌ مُنْحَرِفَةٌ، وَجَمَاعَاتٌ خَارِجَةٌ مَارِقَةٌ ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : «إنِّي قَدْ خَلَّفْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا أَبَدًا مَا أَخَذْتُمْ بِهِمَا، أَوْ عَمِلْتُمْ بِهِمَا : كِتَابَ اللهِ، وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ » .
فَالْفِتَنُ وَاقِعَةٌ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - وَمِنْهَا قَتْلُ النَّاسِ لِبَعْضِهِمْ ، وَمَنْ كَذَّبَ أَوْ شَكَّ فِي ذَلِكَ ، فَقَدْ كَذَّبَ وَشَكَّ فِي أَمْرٍ ثَابِتٍ فِي دِينِ اللهِ تَعَالَى ، وَلَا سَلَامَةَ وَلَا نَجَاةَ مِنَ الْفِتَنِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - بَعْدَ التَّمَسُّكِ بِكِتَابِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَالْعَمَلِ بِسُنَّةِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - ؛ إِلَّا بِلُزُومِ جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ وَطَاْعَةِ إِمَامِهِمْ ، وَاعْتِزَالِ الْفِرَقِ وَالْجَمَاعَاتِ وَالْأَحْزَابِ ، وَهَذَا مَا أَرْشَدَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - صَاحِبَهُ حُذَيْفَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ،حِينَمَا قَالَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - : يَا رَسُولَ اللهِ، فَمَا تَرَى إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ : «تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ»، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : فَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ ؟ قَالَ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - :« فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ عَلَى أَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ »أَسْأَلُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَنَحْنُ نَتَحَدَّثُ عَنِ الْفِتَنِ وَكَثْرَةِ الْقَتْلِ ، يَجْدُرُ بِنَا أَنْ نُشِيرَ إِلَى مَا يَحُلُّ بِإِخْوَانِنَا الْمُسْلِمِينَ فِي دَوْلَةِ السُّودَانِ ، وَقَدْ أَمَرَ وَلِيُّ أَمْرِنَا خَادِمُ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيُّ عَهْدِهِ - حَفِظَهُمَا اللهُ - بِحَثِّكُمْ لِمُسَاعَدَةِ إِخْوَانِكُمُ الْمُسْلِمِينَ فِي السُّودَانِ الشَّقِيقِ ، عَبْرَ مِنَصَّةِ "سَاهِمْ" الرَّسْمِيَّةِ النِّظَامِيَّةِ ، فِي إِطَارِ الْحَمْلَةِ الشَّعْبِيَّةِ الْقَائِمَةِ فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ ، لِتَقْدِيمِ الْمُسَاعَدَاتِ الْإِنْسَانِيَّةِ ، يَقُولُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - :﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ ، وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ ، يَقُولُ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ : « تَرَى المُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وتَعَاطُفِهِمْ، كَمَثَلِ الجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهَرِ وَالْحُمَّى » ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - الصَّحِيحِ ؛ يَقُولُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ ، لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ مَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللهُ بِهَا عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .
فَاللهَ .. اللهَ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - سَاهِمُوا فِي نُصْرَةِ إِخْوَانِكُمْ بِمَا تَجُودُ بِهِ أَنْفُسُكُمْ ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كُلِّهِ اشْكُرُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - عَلَى مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْكُمْ فِي هَذِهِ الْبِلَادِ مِنْ نِعْمَةِ التَّوْحِيدِ وَالْوَحْدَةِ وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ ، وَمُحَارَبَةِ الْجَمَاعَاتِ الضَّالَّةِ وَالْأَحْزَابِ الْمُنْحَرِفَةِ .
أَسْأَلُ اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - أَنْ يُدِيمَ عَلَيْنَا نِعْمَةَ الْأَمْنِ وَالتَّوْحِيدِ ، وَالْعَقِيدَةِ وَالدِّينِ ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَنَا وُلَاةَ أَمْرِنَا وَيُوَفِّقَهُمْ لِهُدَاهُ ، وَيَجْعَلَ عَمَلَهُمْ دَائِمًا فِي رِضَاهُ ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَالْعَمَلَ بِكِتَابِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَهُمْ ، وَصُنْ أَعْرَاضَهُمْ ، وَارْحَمْ مَوْتَاهُمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120