الْيَقِينُ بِجَرِيمَةِ الْمُتَسَتِّرِينَ
الْحَمْدُ للهِ الْمُتَفَرِّدِ بِالْعَظَمَةِ وَالْجَلَالِ ، الْمُتَفَضِّلِ
عَلَى خَلْقِهِ بِجَزِيلِ النَّوَالِ . أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ ، وَأَتُوبُ
إِلَيْهِ وَأَسْتَغْفِرُهُ ، وَهُوَ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا
إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، الدَّاعِي إِلَى الْحَقِّ ، وَالْمُنْقِذُ بِإِذْنِ رَبِّهِ مِنَ
الضَّلَالِ ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ
خَيْرِ صَحْبٍ وَآلٍ ، وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ
الْمَآلِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ
زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ
عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ
بِأَنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنَا بِطَاعَتِهِ،
وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَاعَةِ مَنْ وَلَّاهُ أَمْرَنَا
، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ [ ، طَاعَةُ اللهِ بِالْعَمَلِ فِي كِتَابِهِ ، وَطَاعَةُ الرَّسُولِ
بِالتَّمَسُّكِ بِسُنَّتِهِ، وَطَاعَةُ وَلِيِّ الْأَمْرِ بِالْعَمَلِ بِتَعَالِيمِهِ
وَأَنْظِمَتِهِ، الَّتِي لَيْسَ فِيهَا مُخَالَفَةٌ لِمَا جَاءَ فِي كِتَابِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، أَوْ مُخَالَفَةٌ لِمَا صَحَّ عَنْ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
: (( مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ،
وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ ، وَمَنْ يُطِعِ الْأَمِيرَ فَقَدْ
أَطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعْصِ الْأَمِيرَ فَقَدْ عَصَانِي )) ، وَفِيْ
حَدِيثٍ صَحِيحٍ أَيْضًا ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( عَلَى الْمَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ
فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ ، إِلَّا أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِنْ أُمِرَ
بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ )) .
فَالْعَمَلُ بِالتَّنْظِيمَاتِ، وَالتَّقَيُّدُ بِالتَّعْلِيمَاتِ، وَالْحِرْصُ
عَلَى التَّوْجِيهَاتِ الَّتِي تَصْدُرُ مِنْ وُلَاةِ الْأَمْرِ، وَفِيهَا مَصْلَحَةٌ
عَامَّةٌ لِلْمُسْلِمِينَ، الْعَمَلُ بِهَا مِمَّا يُقَرِّبُ مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْأَنْظِمَةُ تَضْمَنُ لِلنَّاسِ أَمْنَهُمْ
وَكَرِيمَ مَعِيشَتِهِمْ، وَمُخَالَفَتُهَا وَعَدَمُ الْعَمَلِ بِهَا يَكُونُ سَبَبًا
فِي شَقَائِهِمْ وَتَعَاسَتِهِم، وَمِنْ ذَلِكَ - عَلَى سَبِيلِ الْمِثَالِ - تَمْكِينُ
الْوَافِدِ لِلْعَمَلِ بِاسْمِ الْمُوَاطِنِ، الَّذِي بُلِينَا بِهِ فِي مُجْتَمَعِنَا،
وَانْتَشَرَ انْتِشَارَ النَّارِ فِي الْهَشِيمِ بَيْنَنَا، وَهُوَ مَا يُسَمَّى بِالتَّسَتُّرِ
التِّجَارِيِّ الَّذِي يَسْعَى وُلَاةُ الْأَمْرِ لِلْقَضَاءِ عَلَيْهِ وَالْحَدِّ
مِنَ انْتِشَارِهِ؛ لِأَنَّ لَهُ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً، وَآثَارًا سَيِّئَةً عَلَى
الْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ، وَمِنْ آثَارِهِ الْغِشُّ فِي الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ،
فَالْمُتَسَتَّرُ عَلَيْهِ لَا هَمَّ لَهُ إِلَّا جَمْعُ الْمَالِ وَتَصْدِيرُهُ إِلَى
بِلَادِهِ ، وَيَضَعُ بِاعْتِبَارِهِ الْوَقْتَ ، فَيَعْمَلُ جَاهِدًا لِجَمْعِ كَثِيرٍ
مِنَ الْمَالِ فِي أَقْصَرِ وَقْتٍ مُمْكِنٍ، وَلِذَلِكَ انْتَشَرَ الْغِشُّ فِي
الْبَيْعِ وَالشِّرَاءِ، إِلَى دَرَجَةِ أَنَّهُ صَارَ مِنَ الْمَأْلُوفَاتِ فِي بَعْضِ
أَسْوَاقِ الْمُسْلِمِينَ، زُوِّرَتِ الْعَلَامَاتُ التِّجَارِيَّةُ، وَرُوِّجَتِ
الْبَضَائِعُ الْمُقَلَّدَةُ. وَوُجُودُ الْغِشِّ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَفِي أَسْوَاقِهِمْ كَبِيرَةٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ ، وَمَعْصِيَةٌ
يُعَاقِبُ عَلَيْهَا عَلَّامُ الْغُيُوبِ ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَرَّ
عَلَى صُبْرَةِ طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ يَدَهُ فِيهَا، فَنَالَتْ أَصَابِعُهُ بَلَلاً،
فَقَالَ : (( مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟ ))
، قَالَ : أَصَابَتْهُ السَّمَاءُ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : (( أَفَلَا جَعَلْتَهُ فَوْقَ الطَّعَامِ ؛ كَيْ يَرَاهُ
النَّاسُ ، مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّي )) .
وَمِنْ مَآسِي عَمَلِ الْوَافِدِ بِغَيْرِ مَا جَاءَ مِنْ أَجْلِهِ
: أَكْلُ الْأَمْوَالِ بِالْبَاطِلِ ، الْمُتَسَتِّرُ وَالْمُتَسَتَّرُ
عَلَيْهِ ، يَأْكُلُونَ أَمْوَالًا لَا يَحِلُّ لَهُمْ أَكْلُهَا، وَأَقَلُّ مَا
فِي ذَلِكَ الْكَذِبُ، وَهُوَ مَا خَالَفَ الْوَاقِعَ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((
إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى
الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ
الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا )) .
فَهَؤُلَاءِ يَأْكُلُونَ الْمَالَ بِالْبَاطِلِ ، وَأَكْلُ الْمَالِ بِالْبَاطِلِ
مِنَ الْمُحَرَّمَاتِ فِي الدِّينِ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( أَيُّها النَّاسُ، إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ
إلَّا طَيِّبًا، وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَ المُؤْمِنِينَ بِمَا أَمَرَ بِهِ الْمُرْسَلِينَ،
فَقَالَ: ]يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ
واعْمَلُوا صَالِحًا، إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ [، وَقَالَ: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن
طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ [، ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ
السَّفَرَ أشْعَثَ أغْبَرَ ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا
رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرامٌ، ومَشْرَبُهُ حَرامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرامٌ، وغُذِيَ
بالحَرامِ، فَأَنَّى يُسْتَجابُ لِذَلِكَ؟ )) .
وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ أَيْضًا يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : (( يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ ؛ إِنَّهُ لَا
يَرْبُو لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ إِلَّا كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ ))
.
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْرِصُوا عَلَى طَاعَةِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ ، وَاحْذَرُوا مُخَالَفَةَ مَا أَمَرَكُمْ بِهِ، فَقَدْ قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى
: ]وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ
جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ
الْفَوْزُ الْعَظِيمُ[ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِنْ أَضْرَارِ تَمْكِينِ الْوَافِدِينَ لِلْعَمَلِ بِاسْمِ الْمُوَاطِنِينَ:
كَثْرَةُ الْعَاطِلِينَ، وَتَزَايُدُ عَدَدِ الْمُخَالِفِينَ لِلنِّظَامِ، وَوُجُودُ
بَعْضِ الْأَنْشِطَةِ الْمَمْنُوعَةِ شَرْعًا، وَالْمُضِرَّةِ بِالْفَرْدِ وَالْمُجْتَمَعِ،
كَتَرْوِيجِ الْمُخَدِّرَاتِ، وَصِنَاعَةِ الْخُمُورِ، وَتَزْوِيرِ الْعُمْلَاتِ
النَّقْدِيَّةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ ، بَلْ وَأَخْطَرُ مِنْ ذَلِكَ كَالْكِهَانَةِ وَالشَّعْوَذَةِ
وَالسِّحْرِ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا وَحَذِّرُوا، حَذِّرُوا النِّسَاءَ
خَاصَّةً ، فَأَكْثَرُ الْمُتَسَتَّرِ عَلَيْهِمْ بِأَسْمَاءِ نِسَاءٍ ، وَقَدْ صَدَرَتْ
فَتْوَى مِنَ اللَّجْنَةِ الدَّائِمَةِ لِلْإِفْتَاءِ عِنْدَمَا سَأَلَهُمْ شَابٌّ، حَالَتُهُ الْمَادِّيَّةُ سَيِّئَةٌ، عَرَضَ عَلَيْهِ أَحَدُهُمُ اسْتِخْرَاجَ عَدَدٍ
مِنَ التَّأْشِيرَاتِ بِاسْمِهِ، لِيَسْتَقْدِمَ الْأَخِيرُ عَدَدًا مِنْ أَبْنَاءِ
جِنْسِهِ ، مُقَابِلَ مَبْلَغٍ مِنَ الْمَالِ ، فَأَجَابُوا :
هَذَا الْمَالُ حَرَامٌ؛ لِأَنَّهُ عِوَضٌ عَنِ الْكَفَالَةِ ، وَهِيَ مِنْ عُقُودِ
الْإِحْسَانِ ، وَأَيْضًا كَذِبٌ؛ لِأَنَّهُ مُخَالِفٌ لِلْأَنْظِمَةِ الَّتِي وَضَعَتْهَا
الدَّوْلَةُ لِلْمَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ " انتهى .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاحْذَرُوا التَّسَتُّرَ بِكُلِّ أَشْكَالِهِ وَصُوَرِهِ ، فَهُوَ بَوَّابَةٌ لِلْعَبَثِ وَالْغِشِّ
وَالتَّلَاعُبِ وَالْفَوْضَى ، وَبِيئَةٌ خَصْبَةٌ لِلْفَسَادِ وَالْجَرِيمَةِ وَالْمُخَدِّرَاتِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنَ الشُّرُورِ وَالْمُنْكَرَاتِ .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ
، وَيَرْزُقَنَا جَمِيعًا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ ، وَالْعَمَلَ بِالْكِتَابِ الْمُبِينِ
، وَالتَّمَسُّكَ بِسُنَّةِ خَاتَمِ الْأَنْبِيَاءِ وَإِمَامِ الْمُرْسَلِينَ ، إِنَّهُ
سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
أَلَا وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ
الْمُنِيرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فَقَالَ جَلَّ
مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : ]إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا[ ، فَاللَّهُمَّ صَلَّ
وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، صَاحِبِ الْوَجْهِ الْأَنْوَرِ
وَالْجَبِينِ الْأَزْهَرِ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ صَحَابَتِهِ الْغُرَرِ، أَبِي
بَكْرٍ وَعُمَر وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ، وَعَنْ بَقِيَّةِ الصَّحَابَةِ
أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وتَابِعِي التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ
وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ
الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ،
وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا مُطْمَئِنًّا
وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ،
وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ
خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
] رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ[ .
عِبَادَ اللهِ :
] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[ . فَاذْكُرُوا اللهَ
العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ،
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |