اَلْيَقِيْنُ بِخَطَرِ اَلْإِنْسِ اَلْشَّيَاطِيْنِ
الْحَمْدُ للهِ الْعَلِيمِ الْقَدِيرِ، وَالسَّمِيعِ الْبَصِيرِ،
وَاللَّطِيفِ الْخَبِيرِ . أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ
سُلْطَانِهِ ، } لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، }غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ
الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، الْبَشِيرُ
النَّذِيرُ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ؛ } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللهِ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ
بِأَنَّ شَيَاطِينَ الْإِنْسِ أَشَدُّ خَطَرًا وَأَعْظَمُ ضَرَرًا مِنْ شَيَاطِينِ
الْجِنِّ .
شَيَاطِينُ الْجِنِّ عِنْدَمَا يُسْتَعَاذُ
بِاللهِ مِنْهُمْ، يَخْنَسُونَ وَيَنْدَحِرُونَ وَيُسْلَمُ مِنْ شَرِّهِمْ ، كَمَا
قَالَ تَعَالَى : } وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ
نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ { ، وَكَمَا قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
} الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ {، قَالَ : الشَّيْطَانُ جَاثِمٌ عَلَى قَلْبِ ابْنِ آدَمَ ، فَإِذَا
سَهَا وَغَفَلَ وَسْوَسَ ، فَإِذَا ذَكَرَ اللهَ خَنَسَ .
فَشَيَاطِينُ الْجِنِّ، قِمَّةُ عَمَلِهِمْ ، وَأَقْصَى اسْتِطَاعَتِهِمُ الْوَسْوَسَةُ
بِتَزْيِينِ الْمَلَذَّاتِ الْمُحَرَّمَةِ، لَا يَسْتَطِيعُونَ إِجْبَارَ النَّاسِ
عَلَى فِعْلِ الْمَعَاصِي دُونَ إِرَادَتِهِمْ ، لَا يُمْكِنُ لِشَيْطَانٍ جِنِّيٍّ
إِنْشَاءُ قَنَاةٍ أَوْ فَتْحُ مَوْقِعٍ أَوْ عَمَلُ بَثٍّ مُبَاشِرٍ، لِإِضْلَالِ
النَّاسِ وَإِغْوَائِهِمْ، وَتَمَرُّدِهِمْ عَلَى أَوَامِرِ رَبِّهِمْ ، وَتَرْكِهِمْ
لِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَدَمِ طَاعَتِهِمْ لِمَنْ
وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَهُمْ .
شَيَاطِينُ الْجِنِّ فَقَطْ عَمَلُهُمُ الْوَسْوَسَةُ، وَلَكِنَّ شَيَاطِينَ
الْإِنْسِ يَتَعَدَّى كَيْدُهُمْ وَمَكْرُهُمْ ذَلِكَ، وَتَفُوقُ أَسَالِيبُهُمْ وَحِيَلُهُمْ
وَسْوَسَةَ شَيَاطِينِ الْجِنِّ، فَقَدْ يَأْتِي أَحَدُهُمْ بِلِبَاسِ صَدِيقٍ، أَوْ
حَرِيصٍ عَلَى مَصْلَحَةٍ، أَوْ نَاصِحٍ مُحِبٍّ لِلْخَيْرِ مُشْفِقٍ، أَوْ غَيْرِ
ذَلِكَ مِمَّا يَنْطَلِي عَلَى ضِعَافِ الْإِيمَانِ، قَلِيلِي التَّقْوَى ، الْجَهَلَةِ
بِتَعَالِيمِ الشَّرْعِ وَالدِّينِ، وَكَمْ مِنْ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ زَلَّتْ أَقْدَامُهُمْ
، وَضَلَّتْ أَفْكَارُهُمْ ، وَانْحَرَفَتْ عُقُولُهُمْ، بِسَبَبِ أَمْثَالِ هَؤُلَاءِ،
الَّذِينَ يَفْعَلُونَ أَشْيَاءَ لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ فِعْلَهَا .
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا
لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ
إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ
فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ { ، يَقُولُ ابْنُ بَازٍ - رَحِمَهُ اللهُ وَأَسْكَنَهُ وَوَالِدِينَا
فَسِيحَ جَنَّاتِهِ - قَدَّمَ ذِكْرَ الْإِنْسِ لِعِظَمِ شَرِّهِمْ، وَعِظَمِ خَطَرِهِمْ
عَلَى بَنِي آدَمَ ؛ لِأَنَّهُمْ يَتَّصِلُونَ بِهِمْ، وَيُشَافِهُونَهُمْ، وَيَشْرَحُونَ
لَهُمْ مَذَاهِبَهُمُ الْبَاطِلَةَ وَأَهْدَافَهُمُ الْخَبِيثَةَ ، وَيَدْعُونَ إِلَيْهَا
، فَخَطَرُهُمْ عَظِيمٌ. إِلَى أَنْ قَالَ رَحِمَهُ اللهُ : فَيَجِبُ عَلَى الْمُؤْمِنِ أَنْ يَحْذَرَ شَيَاطِينَ
الْإِنْسِ كَمَا يَحْذَرُ شَيَاطِينَ الْجِنِّ أَيْضًا بَلْ أَشَدَّ .
شَيَاطِينُ الْإِنْسِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - هُمْ مِنْ بَنِي جِلْدَتِنَا ،
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا ، وَقَدْ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَجْلِسُونَ
مَعَنَا، وَقَدْ يَتَصَدَّرُونَ مَجَالِسَنَا، وَلَكِنَّهُمْ ضَلَّتْ أَفْكَارُهُمْ،
وَانْحَرَفَتْ عُقُولُهُمْ ، وَفَسَدَتْ مَقَاصِدُهُمْ، فَصَارُوا دُعَاةً إِلَى جَهَنَّمَ،
بِسَبَبِ كَثْرَةِ ذُنُوبِهِمْ، وَتَأَثُّرِهِمْ بِمَنْ لَا خَلَاقَ لَهُمْ مِنَ
الْكَفَرَةِ وَالْفَجَرَةِ وَالْفَسَقَةِ ، وَقَدْ صَدَقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، يَقُولُ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيح: (( تُعْرَضُ
الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا،
نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا، نُكِتَ فِيهِ
نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ، عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ
الصَّفَا فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ، وَالْآخَرُ
أَسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ
مُنْكَرًا ، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ )) .
فَشَيَاطِينُ الْإِنْسِ بَيْنَنَا أَخْطَرُ مِنْ شَيَاطِينِ الْجِنِّ ، هُمْ وَاللهِ
أَخْطَرُ حَتَّى مِنْ أَهْلِ التَّكْفِيرِ وَالتَّفْجِيرِ، فَتَفْجِيرُ الْمَبَادِئِ
أَشَدُّ وَأَخْطَرُ مِنْ تَفْجِيرِ الْمَبَانِي، وَالْقَضَاءُ عَلَى مَظَاهِرِ الدِّينِ
أَخْطَرُ مِنَ الْقَضَاءِ عَلَى الْمُعَاهَدِينَ، وَنَشْرُ الْفَسَادِ وَالْفَوَاحِشِ
وَالْفُجُورِ فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ أَضَرُّ مِنْ هَدْمِ الْجُسُورِ وَالْقُصُورِ
، وَالْقَضَاءُ عَلَى عَفَافِ الطَّاهِرَاتِ أَخْطَرُ مِنِ اخْتِطَافِ الطَّائِرَاتِ
.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا
تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ
فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ
اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ { .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ عَلَيْكُمْ وَاجِبٌ عَظِيمٌ، وَلَكُمْ دَوْرٌ فَعَّالٌ ، فِي مَجَالِ عَدَمِ
وُصُولِ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ لِغَايَاتِهِمْ، وَقَطْعِ الطَّرِيقِ أَمَامَهُمْ لِعَدَمِ
تَحْقِيقِ أَهْدَافِهِمْ، وَذَلِكَ بِاسْتِقَامَتِكُمْ عَلَى دِينِكُمْ، وَحِرْصِكُمْ
عَلَى الْعَمَلِ بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي قَالَ
فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ
يَئِسَ أَنْ يُعْبَدَ بِأَرْضِكُمْ، وَلَكِنْ رَضِيَ أَنْ يُطَاعَ فِيمَا سِوَى ذَلِكَ
مِمَّا تُحَاقِرُونَ مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَاحْذَرُوا ، إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ
مَا إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ فَلَنْ تَضِلُّوا أَبَدًا: كِتَابَ اللهِ ، وَسُنَّةَ
نَبِيِّهِ )) .
فَاحْرِصُوا - يَا عِبَادَ اللهِ - عَلَى الْعَمَلِ بِنُصُوصِ الْكِتَابِ الْكَرِيمِ
وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ، وَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ، أَوْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ
أَمْرٌ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ كَمَا قَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا { .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلًا
لِوَجْهِهِ خَالِصًا، وَرِزْقًا مِنْ فَضْلِهِ وَاسِعًا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ
. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ ، وَبِالْإِجَابَةِ جَدِيرٌ، أَنْ تُصْلِحَ لَنَا دِينَنَا الَّذِي
هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا، وَأَنْ تُصْلِحَ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا
، وَأَنْ تُصْلِحَ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا ، وَأَنْ تَجْعَلَ
الْحَياةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كُلِّ
شَرٍّ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {.
عِبَادَ اللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ
العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ
اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |