الْمآلُ لِلْمُتَهَاْوُنِ فِيْ حَقِّ اَلْمَاْلِ
الْحَمْدُ للهِ ، الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ، وَقَدَّرَ فَهَدَى ، وَأَسْعَدَ وَأَشْقَى ، وَمَنَعَ وَأَعْطَى . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ الْعَلِيُّ الْأَعْلَى ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ النَّبِيُّ الْمُصْطَفَى ، وَالرَّسُولُ الْمُجْتَبَى ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اهْتَدَى .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، وَلِذَلِكَ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ ؛ بِأَنَّ مُضِيَّ الْحَوْلِ ، شَرْطٌ مِنْ شُرُوطِ وُجُوبِ الزَّكَاةِ ، فَإِذَا سَمِعْتَ أَخِي الْمُسْلِمُ عَنْ مُضِيِّ الْحَوْلِ فِي الزَّكَاةِ ، فَاعْلَمْ بِأَنَّ الْمَقْصُودَ فِي ذَلِكَ ، مُضِيُّ عَامٍ هِجْرِيٍّ كَامِلٍ .
وَنَحْنُ - أَخِي الْمُسْلِمُ - لَا نَعْلَمُ بِمِقْدَارِ مَا عِنْدَكَ مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَلَا نَدْرِي هَلْ دَفَعْتَ الزَّكَاةَ أَمْ بَخِلْتَ بِهَا ، فَهَذَا أَمْرٌ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ ، هُوَ سُبْحَانَهُ الْمُطَّلِعُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى ، وَهُوَ الَّذِي يَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ وَمَا فِي حِسَابَاتِكَ وَأَرْصِدَتِكَ ، فَاتَّقِ اللهَ وَتَفَقَّدْ حَالَكَ مَعَ هَذَا الرُّكْنِ الْعَظِيمِ مِنْ أَرْكَانِ الْإِسْلَامِ.
اَلْزَّكَاْةُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؛ كَانَ يَبْعَثُ السُّعَاةَ لِقَبْضِهَا مِنَ الْأَغْنِيَاءِ وَجِبَايَتِهَا ، ثُمَّ تَوْزِيعِهَا عَلَى مُسْتَحِقِّيهَا ، وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهَا وَعُلُوِّ شَأْنِهَا ، وَلَمَّا تُوُفِّيَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَتَوَلَّى الْخِلَافَةَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، وَمَنَعَ الزَّكَاةَ مَنْ مَنَعَ ؛ قَاتَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ؛ حَتَّى أَخْضَعَ الْمَانِعِينَ لِحُكْمِ اللهِ ، وَهُوَ الْقَائِلُ : وَاللهِ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ؛ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ ، وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عَنَاقًا كَانُوا يُؤَدُّونَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهَا .
نَعَمْ - أَخِي الْمُسْلِمُ - ؛ لَا فَرْقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ ، الَّذِي أَمَرَكَ أَنْ تُصَلِّيَ الْفَجْرَ وَالظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ ، هُوَ الَّذِي أَوْجَبَ عَلَيْكَ أَنْ تَدْفَعَ مِنَ الْأَلْفِ رِيَالٍ : خَمْسَةً وَعِشْرِينَ رِيَالًا لِلْفُقَرَاءِ ، زَكَاةً إِنْ وَجَبَتْ عَلَيْكَ الزَّكَاةُ .
فَشَأْنُ الزَّكَاةِ شَأْنٌ عَظِيمٌ ، وَمَنْ جَحَدَ وُجُوبَهَا - أَيْ : قَالَ : لَيْسَتْ بِوَاجِبَةٍ - فَهُوَ وَالْعِيَاذُ بِاللهِ كَافِرٌ مُرْتَدٌّ عَنْ دِينِ الْإِسْلَامِ ، يُسْتَتَابُ ؛ فَإِنْ تَابَ وَأَقَرَّ بِوُجُوبِهَا وَأَدَّاهَا ، وَإِلَّا قُتِلَ . وَأَمَّا مَنْ مَنَعَهَا بُخْلًا مَعَ إِقْرَارِهِ بِوُجُوبِهَا ، أَيْ : أَقَرَّ بِأَنَّ الزَّكَاةَ وَاجِبَةٌ ، وَلَكِنَّهُ أُصِيبَ بِالْبُخْلِ ، فَهَذَا وَأَمْثَالُهُ تُؤْخَذُ مِنْهُ قَهْرًا وَيُؤَدَّبُ تَأْدِيبًا رَادِعًا ، وَإِذَا رَفَضَ فَإِنَّهَا تُؤْخَذُ مِنْهُ حَتَّى وَلَوْ وَصَلَ الْأَمْرُ إِلَى قِتَالِهِ ، وَهَذَا مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ - فَقَدِ اتَّفَقُوا عَلَى قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ .
هَذِهِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - عُقُوبَةُ مَانِعِ الزَّكَاةِ فِي الدُّنْيَا ، مَعَ مَا قَدْ يُعَاقَبُ بِهِ مِنْ تَلَفِ أَمْوَالِهِ بِآفَةٍ سَمَاوِيَّةٍ مِنْ حَرِيقٍ أَوْ غَرَقٍ أَوْ غَيْرِهِ .
وَأَمَّا عُقُوبَةُ مَانِعِ الزَّكَاةِ فِي الْآخِرَةِ ، فَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى : ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ .
وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ آتَاهُ اللَّهُ مَالًا، فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ مَالُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، ثُمَّ يَأْخُذُ بلِهْزِمَتَيْهِ - يَعْنِي بشِدْقَيْهِ - ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا مَالُكَ أَنَا كَنْزُكَ " ، ثُمَّ تَلَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ﴿ لَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ﴾ الآيَةَ.
وَيَقُولُ اللهُ تَعَالَى عَنْ مَانِعِي الزَّكَاةِ : ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ ؛ أَيْ : يَجْمَعُونَ الْأَمْوَالَ وَتَجِبُ فِيهَا الزَّكَاةُ ، وَلَكِنَّهُمْ يَبْخَلُونَ بِزَكَاتِهَا ، يَجْمَعُونَ الْأَمْوَالَ وَيَضَعُونَهَا فِي بَنْكٍ أَوْ عِنْدَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ ، أَوْ يَدْفِنُونَهَا فِي الْأَرْضِ ، أَوْ يَضَعُونَهَا فِي أَيِّ مَكَانٍ ، الْقَصْدُ : وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللهِ ، لَا يُؤَدُّونَ زَكَاتَهَا ، فَمَاذَا لَهُمْ ؟ يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿ فَبَشِّرْهُمْ ﴾ : أَبْشِرُوا أَيُّهَا الْمُتَهَاوِنُونَ بِأَمْرِ اللهِ . بِمَاَذَا نُبَشِّرُهُمْ يَا اللهُ ؟ قَالَ سُبْحَانَهُ : ﴿ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لانْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ .
عَبْدَ اللهِ ، انْتَبِهْ ! عَبْدَ اللهِ ، احْذَرْ ! فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ صَاحِبِ ذَهَبٍ وَلَا فِضَّةٍ ، لَا يُؤَدِّي مِنْهَا حَقَّهَا ، إِلَّا إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيامَةِ ، صُفِّحَتْ لَهُ صَفائِحُ مِنْ نَارٍ، فَأُحْمِيَ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ ، فَيُكْوَى بِهَا جَنْبُهُ وجَبِينُهُ وظَهْرُهُ ، كُلَّمَا بَرَدَتْ أُعِيدَتْ لَهُ ، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، حَتَّى يُقْضَى بَيْنَ العِبَادِ ، فَيَرَى سَبِيلَهُ ، إِمَّا إِلَى الْجَنَّةِ ، وَإِمَّا إِلَى النَّارِ " . فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاهْتَمُّوا لِشَأْنِ الزَّكَاةِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ . أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ ، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَجِبُ الزَّكَاةُ فِي أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ فَقَطْ : النَّوْعُ الْأَوَّلُ : الْأَثْمَانُ ؛ أَيِ : الذَّهَبُ وَالْفِضَّةُ ، وَيُعَبَّرُ عَنْهُمَا بِالنَّقْدِ الْآنَ . وَالنَّوْعُ الثَّانِي : عُرُوضُ التِّجَارَةِ ، وَهِيَ السِّلَعُ الْمَعْرُوضَةُ لِلْبَيْعِ ، كَالسَّيَّارَاتِ وَالْأَرَاضِي وَالْأَقْمِشَةِ وَالْأَطْعِمَةِ وَالْأَسْهُمِ وَقِطَعِ الْغِيَارِ وَنَحْوِ ذَلِكَ . وَالنَّوْعُ الثَّالِثُ : الْخَارِجُ مِنَ الْأَرْضِ ؛ كَالزُّرُوعِ وَالتُّمُورِ وَالْحُبُوبِ . وَالرَّابِعُ : بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ ، وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ وَالْغَنَمُ بِشُرُوطٍ وَاعْتِبَارَاتٍ مَعْرُوفَةٍ ، يَجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ الَّذِي تَجِبُ عَلَيْهِ الزَّكَاةُ أَنْ يَكُونَ عَلَى عِلْمٍ بِهَا.
وَأَمَّا أَهْلُ الزَّكَاةِ الَّذِينَ يَجِبُ أَنْ تُصْرَفَ لَهُمْ ، فَهُمْ ثَمَانِيَةٌ ، حَدَّدَهُمْ وَذَكَرَهُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ : ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
وَمَعَ بِدَايَةِ هَذَا الْعَامِ ، تَجْدُرُ بِنَا الْإِشَارَةُ إِلَى صِيَامِ الْيَوْمِ الْعَاشِرِ مِنْ شَهْرِ مُحَرَّمٍ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؛ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " ، وَهَذَا مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَيْنَا أَنْ أَعْطَانَا بِصِيَامِ يَوْمٍ وَاحِدٍ تَكْفِيرَ ذُنُوبِ سَنَةٍ كَامِلَةٍ ، وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ .
. أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنَّاْ صَاْلِحَ أَعْمَاْلِنَاْ ، وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَاْ ذُنُوْبَنَاْ وَآثَاْمَنَاْ ، وَأَنْ يَحْفَظَ لَنَا صِحَّةَ أَبْدَانِنَا وَسَلَامَةَ أَرْوَاحِنَا ، وَأَنْ يُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَأَنْ يَدْفَعَ عَنَّا الْبَلَاءَ ، وَيُبْعِدَ عَنَّا الرِّبَا وَالزِّنَا وَالزَّلَازِلَ وَالْمِحَنَ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ نِيَّاتِنَا وَذُرِّيَاتِنَا وَشَأْنَنَا كُلَّهَ ، وَلَا تَكِلْنَا لِأَنْفُسِنَا طَرْفَةَ عَيْنٍ يَارَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا دِينَنَا الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا دُنْيَانَا الَّتِي فِيهَا مَعَاشُنَا ، وَأَصْلِحْ لَنَا آخِرَتَنَا الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادُنَا . اللَّهُمَّ اجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لَنَا فِي كُلِّ خَيْرٍ ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لَنَا مِنْ كلِّ شَرٍّ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .