كَثْرَةُ
الأَدْوَاءِ وَأَنْفَعُ دَوَاءٍ
الْحَمْدُ للهِ
الْمُتْفَرِّدِ بِالْجَلَالِ وَالْبَقَاءِ ، وَالْمُتَوَحِّدِ بِالْكَمَالِ
وَالْكِبْرِيَاءِ ، بِأَمْرِهِ السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ ، وَبِيَدِهِ الشِّفَاءُ
.
أَحْمَدُهُ حَمْدًا
يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، مَا جَعَلَ مِنْ دَاءٍ إِلَّا لَهُ
دَوَاءٌ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ
وَخَلِيلُهُ ، تَرَكَنَا عَلَى الْمَحَجَّةِ الْبَيْضَاءِ ، صَلَّى اللهُ
وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، أَهْلِ الْجُودِ وَالْكَرَمِ
وَالْوَفَاءِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ عَزَّ
وَجَلَّ: } يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا
وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ تَنَوُّعَ
الْأَمْرَاضِ وَكَثْرَتَهَا ، مِنَ الْأَشْيَاءِ الَّتِي لَا يُنْكِرُهَا عَاقِلٌ
فِي هَذَا الزَّمَانِ؛ فَقَلَّمَا تَجِدُ بَيْتًا أَوْ أُسْرَةً أَوْ عَائِلَةً
إِلَّا وَبَيْنَهُمْ مَرِيضٌ أَوْ عِدَّةُ مَرْضَى. وَهَذِهِ الْأَمْرَاضُ
الْكَثِيرَةُ الْمُنْتَشِرَةُ، لَا شَكَّ أَنَّ لَهَا أَسْبَابًا؛ مِنْهَا : الْمَعَاصِي
وَالْمُجَاهَرَةُ بِهَا، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ
وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {
، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: (( لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ
قَطُّ حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ
الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا قَبْلَهُمْ ))،
الْفَاحِشَةُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يَقُولُ ابْنُ عُثَيْمِينَ - رَحِمَهُ
اللهُ - : الذَّنْبُ الَّذِي يُسْتَفْحَشُ مِثْلُ الزِّنَا وَاللُّوَاطِ .
وَفِي
مُوَطَّأِ الْإِمَامِ مَالِكٍ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( وَلَا فَشَى
الزِّنَا فِي قَوْمٍ قَطُّ إِلَّا كَثُرَ فِيِهمُ الْمَوْتُ )) .
وَبَعْضُ
الْأَمْرَاضِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - اخْتِبَارٌ وَامْتِحَانٌ مِنَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ لِعِبَادِهِ، يَخْتَبِرُ عَزَّ وَجَلَّ عِبَادَهُ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا
الْمَلِيئَةِ بِالْمَصَائِبِ وَالْأَكْدَارِ كَمَا قَالَ الْقَائِلُ :
طُبِعَتْ عَلَى
كَدَرٍ وَأَنْتَ تُرِيدُهَا
صَفْوًا مِنَ الْأَقْــــــــذَاءِ وَالْأَكْـــــــــــدَارِ
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْمَرْضَى الَّذِينَ
يُصَارِعُونَ الْآلَامَ مِنْ أَجْلِ الْعِلَاجِ يَطْرُقُونَ كُلَّ الْأَبْوَابِ ،
وَيَفْعَلُونَ كُلَّ الْأَسْبَابِ ، عَلَّهُمْ يَجِدُونَ عِلَاجًا نَافِعًا أَوْ
دَوَاءً شَافِيًا ، وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ ، بَلْ أَكْثَرَهُمْ يَغْفُلُ عَنْ بَابِ
رَبِّ الْأَرْبَابِ ، يَغْفُلُ عَنْ بَابِ الَّذِي بِيَدِهِ الشِّفَاءُ ،
وَالَّذِي عِنْدَهُ الدَّوَاءُ كَمَا قَالَ تَعَالَى : } وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {
.
اللهُ عَزَّ
وَجَلَّ هُوَ الشَّافِي ، وَلِشِفَائِهِ أَسْبَابٌ ؛ مِنْهَا : الصَّدَقَةُ ،
بِخَبَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفِي الْحَدِيثِ
الْحَسَنِ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((
دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ )) ، وَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَّفَقِ
عَلَيْهِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((
فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ ،
يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ وَالصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ )) وَالْأَمْرَاضُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
-الَّتِي يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ ، أَوْ يُصَابُ بِهَا مَنْ تَحْتَ يَدِهِ ،
هِيَ مِنْ أَعْظَمِ مَا يُفْتَنُ بِهِ فِي الدُّنْيَا .
فَالصَّدَقَةُ
مِنَ الْأَشْفِيَةِ الْأَكِيدَةِ بِشِهَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَلَكِنَّ أَكْثَرَنَا لَا يَفْطَنُ لَهَا ، بَلْ بَعْضُنَا لَا
يُصَدِّقُ بِهَا ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنْ طَرْقِ كَثِيرٍ مِنَ
الْمَرْضَى لِأَبْوَابِ الْعِلَاجِ عَدَا بَابِ الصَّدَقَةِ ، تَجِدُهُمْ
بِالْمُسْتَشْفَيَاتِ وَالْعِيَادَاتِ ، وَعِنْدَ أَبْوَابِ الرُّقَاةِ ، بَلْ
عِنْدَ الْكُهَّانِ وَالْمُشَعْوِذِينَ وَأَصْحَابِ الشَّهَوَاتِ ، بَلْ حَتَّى
فِي وَسَائِلِ الِاتِّصَالِ وَالْقَنَوَاتِ ، يَبْحَثُونَ عَنِ الْعِلَاجِ ، وَلَمْ
تَخْطُرْ بِبَالِهِمُ الصَّدَقَةُ ؛ إِمَّا لِجَهْلِهِمْ وَإِمَّا لِضَعْفِ
إِيمَانِهِمْ أَوْ لِعَدَمِ تَصْدِيقِهِمْ لِنَبِيِّهِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ .
وَشَأْنُ
الصَّدَقَةِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - شَأْنٌ عَظِيمٌ ، وَأَثَرُهَا أَثَرٌ
عَجِيبٌ ، جَاءَ فِي سِيَرِ أَعْلَامِ النُّبَلَاءِ ؛ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ عَبْدَ
اللهِ بْنَ الْمُبَارَكِ - رَحِمَهُ اللهُ - عَنْ قُرْحَةٍ خَرَجَتْ فِي
رُكْبَتِهِ مُنْذُ سَبْعِ سِنِينَ ، وَقَدْ عَالَجَهَا بِأَنْوَاعِ الْعِلَاجِ ،
وَسَأَلَ الْأَطِبَّاءَ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَنْتَفِعْ ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ
الْمُبَارَكِ : اذَهَبْ وَاحْفُرْ بِئْرًا فِي مَكَانٍ يَحْتَاجُ النَّاسُ فِيهِ
إِلَى الْمَاءِ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ تَنْبُعَ هُنَاكَ عَيْنٌ ، وَيُمْسَكَ
عَنْكَ الدَّمُ . فَفَعَلَ الرَّجُلُ ذَلِكَ ، فَشَفَاهُ اللهُ تَعَالَى .
فَالصَّدَقَةُ
دَوَاءٌ (( دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بِالصَّدَقَةِ ))
كَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، شَأْنُهَا شَأْنُ
الْأَدْوِيَةِ الشَّرْعِيَّةِ ، الْمَوْصُوفَةِ بِالْأَدِلَّةِ ، كَالرُّقْيَةِ
وَالدُّعَاءِ وَالِاسْتِغْفَارِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ، وَلَكِنْ لِلْعِلَاجِ
بِالصَّدَقَةِ آدَابٌ ، يَنْبَغِي لِلْمَرِيضِ الَّذِي يُرِيدُ الشِّفَاءَ أَنْ
يَنْتَبِهَ لَهَا ، مِنْهَا : النِّيَّةُ ، يَتَصَدَّقُ بِنِيَّةِ الشِّفَاءِ ؛
لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ الْبُخَارِيِّ
، يَقُولُ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ
، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى )) تَتَصَدَّقُ بِنِيَّةِ
الشِّفَاءِ ، وَإِذَا نَوَيْتَ تَكُونُ جَازِمًا وَاثِقًا بِاللهِ عَزَّ
وَجَلَّ بِأَنَّهُ سَيَشْفِيكَ أَوْ
سَيْشَفِي مَرِيضَكَ ، بَعْضُ النَّاسِ ، يَقُولُ : سَأُجَرِّبُ ! لَا . تَصَدَّقْ
وَأَنْتَ وَاثِقٌ بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فَهُوَ الشَّافِي ، وَهُوَ الَّذِي
بِيَدِهِ الضُّرُّ وَالنَّفْعُ ، أَحْسِنِ الظَّنَّ بِاللهِ ، فَاللهُ عِنْدَ
حُسْنِ ظَنِّ عَبْدِهِ بِهِ .
وَكَذَلِكَ -
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - تَكُونُ الصَّدَقَةُ مِنَ الْمَالِ الطَّيِّبِ ، فَاللهُ
عَزَّ وَجَلَّ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ
إِلَّا طَيِّبًا ، يَقُولُ عَزَّ
وَجَلَّ : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا
كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا
الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا
فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ {
. فَالصَّدَقَةُ الَّتِي تَشْفِي بِإِذْنِ اللهِ تَكُونُ مِنْ مَالٍ طَيِّبٍ ،
وَتَكُونُ أَيْضًا خَالِصَةً للهِ عَزَّ وَجَلَّ ، الْإِخْلَاصُ مُهِمٌّ -
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَيُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ الْإِنْسَانُ ، كُلَّمَا كَانَ
خَالِصًا ، كَانَ ثَوَابُهُ وَثَمَرَتُهُ أَكْمَلَ وَأَعْظَمَ.
أَسْأَلُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَشْفِي مَرْضَانَا ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ؛ فَإِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ
الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
وَمِنَ
الْآدَابِ الْمُهِمَّةِ فِي الصَّدَقَةِ ، لِتَكُونَ عِلَاجًا بِإِذْنِ اللهِ
تَعَالَى : أَنْ تُعْطِيَ مُحْتَاجًا صَالِحًا تَقِيًّا تُعِينُهُ عَلَى طَاعَةِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( لَا تُصَاحِبْ إِلَّا
مُؤْمِنًا ، وَلَا يَأْكُلْ طَعَامَكَ إِلَّا تَقِيٌّ )) وَكُلَّمَا كَانَ
الْفَقِيرُ أَشَدَّ فَقْرًا وَحَاجَةً لِلصَّدَقَةِ ، كُلَّمَا كَانَ أَثَرُ
الصَّدَقَةِ أَكْبَرَ وَأَعْظَمَ .
فَشَأْنُ
الصَّدَقَةِ شَأْنٌ عَظِيمٌ ، وَتَأْثِيرُهَا تَأْثِيرٌ عَجيبٌ ، يَقُولُ ابْنُ
الْقَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى - فِي كِتَابِهِ ((
الْوَابِلُ الصَّيِّبُ )) : إِنَّ لِلصَّدَقَةِ تَأْثِيرًا عَجِيبًا فِي
دَفْعِ أَنْوَاعِ الْبَلَاءِ ، وَلَوْ كَانَتْ مِنْ فَاجِرٍ أَوْ مِنْ ظَالِمٍ ،
بَلْ مِنْ كَافِرٍ ! فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَدْفَعُ بِهَا عَنْهُ أَنْوَاعًا
مِنَ الْبَلَاءِ ، وَهَذَا أَمْرٌ مَعْلُومٌ عِنْدَ النَّاسِ خَاصَّتِهِمْ
وَعَامَّتِهِمْ ، وَأَهْلُ الْأَرْضِ كُلُّهُمْ مُقِرُّونَ بِهِ ؛ لِأَنَّهُمْ
جَرَّبُوهُ .
أَسْأَلُ
اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ، وَعَمَلًا خَالِصًا ،
وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
أَلاَ
وَصَلُّوا - رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ - عَلَى الْهَادِي الْبَشِيرِ ،
وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ،
فَقَالَ سُبْحَانَهُ قَوْلاً كَرِيمًا: } إِنَّ اللهَ وَملاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبيْ يَا
أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُواْ صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَقَدْ
قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : (( حَيْثُمَا كُنْتُمْ فَصَلُّوا عَلَيَّ ؛ فَإِنَّ
صَلَاتَكُمْ تَبْلُغُنِي )) ، وَقَالَ : ((
مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ عَلَى
عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ أَصْحَابِهِ
الْأَطْهَارِ ، مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ
وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنْ سَائِرِ أَصْحَابِ نَبِيِّكَ أَجْمَعِينَ ، وَعَنِ
التَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا
مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ أَعْدَاءَ الدِّينِ
مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى ، وَجَمِيعِ الْكَفَرَةِ الْمُلْحِدِينَ ،
اللَّهُمَّ يَا عَظِيمَ الْعَفْوِ ، وَيَا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ ، وَيَا قَرِيبَ
الرَّحْمَةِ ، وَيَا ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ، هَبْ لَنَا الْعَافِيَةَ فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَنَا رَغَدًا ، وَلَا تُشْمِتْ
بِنَا أَحَدًا ، اللَّهُمَّ رَغِّبْنَا فِيمَا يَبْقَى ، وَزَهِّدْنَا فِيمَا
يَفْنَى ، وَهَبْ لَنَا الْيَقِينَ ، الَّذِي لَا تَسْكُنِ النُّفُوسُ إِلَّا
إِلَيْهِ ، وَلَا يُعَوَّلُ فِي الدِّينِ إِلَّا عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ
بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا ، وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ
ارْحَمْ مَوْتَانَا ، وَعَافِ مُبْتَلَانَا ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنْ مَدِينِنَا ،
وَرُدَّ ضَالَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا ، } رَبَّنَا ظَلَمْنَا
أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ
الْخَاسِرِينَ {،
} رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ
اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من
الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://slamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|