لِلْفَطِنِ كَثْرَةُ اَلْفِتَنِ
}الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ ، وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلطَانِهِ } يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ {. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، اَلْبَشِيْرُ اَلْنَّذِيْرُ وَاَلْسِّرَاْجُ اَلْمُنِيْرُ ، صَلَىْ اللهُ عَلِيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَى يَوْمِ البعث والنشور } يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {، فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِيْ اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الْأُخُوَّةُ الْمُؤْمِنُونَ :
مِنْ اَلْأُمُوْرِ اَلْغَيْبِيَّةِ اَلَّتِيْ أَخْبَرَ عَنْهَاْ اَلْنَّبِيُّ e ، كَثْرَةُ اَلْفِتَنِ فِيْ آخَرِ اَلْزَّمَاْنِ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ، يَقُوْلُ e: (( لَا تُقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَكْثُرَ الْفِتَنُ ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ ))، وَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ آخَر، يَقُوْلُ e: (( إِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ )) أَيْ: تَتَفَاْقَمُ وَتَكْثُرُ وَتَعْظُمُ اَلْفِتَنُ، حَتَّىْ أَنَّ بَعْضَهَاْ يُرَقِقُ بَعْضًا، وَذَلِكَ يَعْنِيْ أَنَّ اَلْفِتْنَةَ اَلْأُوْلَىْ تَكُوْنُ كَبِيْرَةً، لَكِنَّ يَعْقُبُهَاْ فِتْنَةٌ أَعْظَمُ وَأَكْبَرُ مِنْهَاْ فَتَرِقُّ اَلْأُوْلَىْ مَعَ أَنَّهَاْ شَدِيْدَةٌ بِاَلْنِّسْبَةِ لِلْثَّاْنِيَةِ .
وَلَاْ شَكَّ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَنَّ لِوُجُوْدِ اَلْفِتَنِ أَثَرٌ خَطِيْرٌ فِيْ حَيَاْةِ اَلْمُسْلِمِ، وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُّ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنِ ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنُ ))، كَرَّرَهَاْ ثَلَاْثَاً لِلْمُبَاْلَغَةِ فِيْ اَلْتَّأْكِيْدِ، وَهَذَاْ يَدُلُّ عَلَىْ خُطُوْرَةِ اَلْفِتَنِ ، بَلْ يَكْفِيْ فِيْ خَطَرِهَاْ، قَوْلُهُ e فِيْ حَدِيْثِ أَبِيْ هُرَيْرَةَ t اَلْصَّحِيْح: (( يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً . أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً . يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا )) ، فَأَيُّ خَطَرٍ أَكْبَرَ مِنْ هَذَاْ اَلْخَطَرِ ، اَلَّذِيْ يَجْعَلُ اَلْمُؤْمِنَ كَاْفِرَاً بَيْنَ عَشِيَّةٍ وَضُحَاْهَاْ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ هَذِهِ اَلْفِتَن اَلَّتِيْ أَخْبَرَ عَنْهَاْ اَلْنَّبِيُّ e ، مَاْهِيَ إِلَّاْ اِخْتِبَاْرٌ وَاِبْتِلَاْءٌ وَاَمْتِحَاْنٌ لِلْنَّاْسِ، لِتَتَبَيَّنَ أَحْوَاْلُهُمْ فِيْهَاْ مِنْ اَلْخَيْرِ وَاَلْشَّرِّ وَاَلْتَّعَلُّقِ بِهَذِهِ اْلِفِتَنِ ، كَمَاْ قَاْلَ U: } أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ { ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e: (( سَتَكُونُ فِتَنٌ ، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي ، وَمَنْ يُشْرِفْ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ ، وَمَنْ وَجَدَ مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ )) . فَاَلْفِتَنُ مَاْهِيَ إِلَّاْ اِمْتِحَاْنٌ وَاِبْتِلَاْءٌ، يَتَبَيَّنُ مِنْ خِلَاْلِهَاْ صِدْقُ اَلْإِيْمَاْنِ وَزَيْفُ اَلْنِّفَاْقِ، وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ U: } وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ {، فَأَهْلُ اَلْنِّفَاْقِ يَسْتَشْرِفُوْنَ اَلْفِتَنَ فَتَسْتَشْرِفُهُمْ، يُعَرِّضُوْنَ أَنْفُسَهُمْ لَهَاْ، وَيَخُوْضُوْنَ فِيْهَاْ وَيَتْبَعُوْنَ اَلْمَفْتُوْنِيْنَ مِنْ أَهْلِهَاْ ، فَيَكُوْنُ فِيْ ذَلِكَ هَلَاْكُهُمْ وَاَلْعِيَاْذُ بِاَللهِ ، وَهَذَاْ مَعْنَىْ تَسْتَشْرِفْهُ أَيْ تُهْلِكُهُ، يَقُوْلُ فَضِيْلُةُ اَلْشَّيْخِ : صَاْلِحُ اَلْفَوْزَاْن ـ حَفِظَهُ اَللهُ ـ عَنْ اَلْمُنَاْفِقِ: لَاْ يَثْبُتُ وَلَاْ يَصْبِرُ وَإِنَّمَاْ يَفِرُّ مِنْ دِيْنِهِ وَيُطَاْوِعُ وَيَتَجَاْوَبُ مَعَ اَلْفَاْتِنِيْنَ – يَظِنُّ أَنَّهُ بِذَلِكَ يَنْجُوْ ، وَهُوَ إِنَّمَاْ خَرَجَ مِنْ شَرٍّ إِلَىْ مَاْ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ، كَاَلْمُسْتَجِيْرِ مِنْ اَلْرَّمْضَاْءِ بَاَلْنَّاْرِ، جَعَلَ فِتْنَةَ اَلْنَّاْسِ كَعَذَاْبِ اَللهِ، وَلَوْ أَنَّهُ صَبَرَ عَلَىْ أَذَىْ اَلْنَّاْسِ، وَتَمَسَّكَ بِدِيْنِهِ لَكَاْنَ مَاْ يُلَاْقِيْهِ مِنْ اَلْأَلَمِ مُؤَقَّتَاً، وَاَلْفَرَجُ قَرِيْبٌ، وَاَلْعَاْفِيَةُ حَمِيْدَةٌ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَصْبِرْ بَلْ أَطَاْعَهُمْ فِيْ مَعْصِيَةِ اَللهِ، وَأَجَاْبَهُمْ إِلَىْ مَاْ سَأَلُوْا مِنْ اَلْكُفْرِ بِاَللهِ ، فَصَاْرَ إِلَىْ عَذَاْبِ اَللهِ اَلْمُؤْلِمِ
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَمِمَّاْ يَزِيْدُ فِيْ خُطُوْرَةِ هَذِهِ اَلْفِتَنِ وَيُوْجِبُ حَذَرَ اَلْمُسْلِمِ مِنْهَاْ، وُجُوْدُ مَنْ يُرَوِّجُ لَهَاْ وَيَدْعُوْ إِلَيْهَاْ فِيْ مُجْتَمَعَاْتِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَهُمْ اَلَّذِيْنَ أَشَاْرَ إِلَيْهِمُ اَلْنَّبِيُّ e بِقَوْلِهِ: (( فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ، دَعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ ، مَن أَجَابَهُم إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا )) وَاَلْمُصِيْبَةُ اَلْكُبْرَىْ أَنَّ هَؤُلَاْءِ اَلْدُّعَاْة مِنَّاْ وَفِيْنَاْ ، فَلَمَّاْ طُلِبَ مِنْ اَلْنَّبِيِّ e أَنْ يَصِفَهُمْ قَاْلَ : (( قَوْمٌ مِنْ جِلْدَتِنَا ، يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَاْ )) ، فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَحْذَرْ كُلَّ اَلْحَذَرِ مِنْ اِسْتِشْرَاْفِ اَلْفِتَنِ وَإِيْقَاْظِهَاْ، فَهِيَ نَاْئِمَةٌ وَلَعَنَ اَللهُ مَنْ أَيْقَظَهَاْ ، كَمَاْ أُثِرَ عَنْ اَلْسَّلَفِ.
أَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يُعِيْذَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ اَلْفِتَنِ ، مَاْظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
وَلِلْسَّلَاْمَةِ وَاَلْنَّجَاْةِ مِنْ اَلْفِتَنِ ، عَلَىْ اَلْمُسْلِمِ أَنْ يَبْتَعِدَ عَنْ أَسْبَاْبِهَاْ وَعَنْ اَلْأَسْبَاْبِ اَلْمُوْصِلَةِ إِلَيْهَاْ ، يَتَمَسَّكُ بِكِتَاْبِ اَللهِ U، وَيَعْمَلُ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِ e ، وَيَسِيْرُ عَلَىْ مَاْ سَاْرَ عَلَيْهِ سَلَفُهُ اَلْصَّاْلِحُ، يَرْجِعُ فِيْمَاْ أَشْكَلَ عَلَيْهِ إِلَىْ اَلْعُلَمَاْءِ اَلْرَّبَّاْنِيِّيْنَ، وَيَحْذَرُ دُعَاْةَ اَلْفِتَنِ، وَيَلْزَمُ جَمَاْعَةَ اَلْمُسْلِمِيْنَ وَإِمَاْمِهِمْ، وَيُكْثِرُ مِنْ اَلْدُّعَاْءِ، يَسْتَعِيْذُ بِاَللهِ مِنْ اَلْفِتَنِ ، فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ اَلْنَّبِيِّ e قَوْلُهُ: (( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ))، وَعَلَيْهِ أَنْ يَنْشَغِلَ بِعِبَاْدَةِ رَبِّهِ U ، وَيَصِيْرُ هَمُّهُ طَاْعَتَهُ سُبْحَاْنَهُ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ اَلْطَّبَرَاْنِيُّ فِيْ مُعْجَمِهِ ، يَقُوْلُ e : (( الْعِبَادَةُ فِي الْفِتْنَةِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ )).
أَسْأَلُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ فِعْلَ اَلْخَيْرَاْتِ ، وَتَرْكَ اَلْمُنْكَرَاتِ ، وَحُبَّ الْمَسَاكِينِ، وَأَنْ يَغْفِرَ لِيْ وَلَكُمْ أَجْمَعِيْنَ، وَإِذَا أَرَادَ فِتْنَةَ قَوْمٍ يَتَوَفَّاْنَاْ غَيْرَ مَفْتُونٍ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ .
أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ e : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن. اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ اَلْإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ عَلَيْكَ بِاَلْبُغَاْةِ اَلْمُجْرِمِيْن، وَاَلْطُّغَاْةِ اَلْمُعْتَدِيْن، وَاَلْحَاْقِدِيْنَ وَاَلْحَاْسِدِيْنَ لِبَلَدِ اَلْإِسْلَاْمِ وَاَلْمُسْلِمِيْن. اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَرَاْدَ بِلَاْدَنَاْ بِسُوْءٍ، اَلْلَّهُمَّ اَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَخْطِيْطَهُ وَتَدْبِيْرَهُ تَدْمِيْرَاً عَلَيْه . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ جُنُوْدِنَاْ عَلَىْ حُدُوْدِنَاْ، اَلْلَّهُمَّ اُنْصُرْهُمْ نَصْرَاً مُؤَزَّرَاْ. اَلْلَّهُمَّ كُنْ لَهُمْ عُوْنَاً وَظَهِيْرَاً ، وَوَلِيَّاً وَنَصِيْرَاً . اَلْلَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ ، وَاَرْبِطْ عَلَىْ قُلُوْبِهِمْ، وَقَوِّيْ عَزَاْئِمَهُمْ، وَاَحْفَظْ اَرْوَاْحَهُمْ، وَعَجِّلْ بِنَصْرِهِمْ ، وَرُدَّهُمْ إِلَىْ أَهْلِيْهِمْ رَدَّاً جَمِيْلَاً ، عَاْجِلَاً غَيْرَ آجِل ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن. اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِيْ عَلْيَاْئِكَ ، وَأَنْتَ اَلْغَنِيُّ وَنَحْنُ اَلْفُقَرَاْءُ إِلَيْكَ ، أَنْ تُغِيْثَ قُلُوْبَنَاْ بِاَلْإِيْمَاْنِ ، وَبِلَاْدَنَاْ بِاَلْأَمْطَاْرِ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَغِثْنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ أَسْقِنَاْ اَلْغَيْثَ وَلَاْ تَجْعَلْنَاْ مِنْ اَلْقَاْنِطِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِنَاْ غَيْثَاً مُغِيْثَاً هَنِيْئَاً مَرِيْعَاً سَحَّاً غَدَقَاً مُجَلِّلَاً نَاْفِعَاً غَيْرَ ضَاْر، عَاْجِلَاً غَيْرَ آجِلٍ ، غَيْثَاً تُغِيْثُ بِهِ اَلْبِلَاْدَ وَاَلْعِبَاْدَ ، اَلْلَّهُمَّ اَسْقِ بِلَاْدَكَ وَعِبَاْدَكَ وَبَهَاْئِمَكَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|