الدليل على عداوة يهود إسرائيل
الْحَمْدُ للهِ الْقَوِيِ الْعَزِيْزِ، الْفَعَّاْلِ لِمَاْ يُرِيْد، ذِيْ الأَخْذِ الأَلِيْمِ الْشَّدِيْدِ ، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيْمِ سُلْطَانِهِ، }لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ { .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ{، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، الْبَشِيْرُ الْنَّذِيْرُ ، والْسِّرَاْجُ المُنِيْرُ، صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَى يَوْمِ الْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ الْنَّاْسِ عَدَاْوَةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الْيَهُوْدَ وَالَّذِيْنَ أَشْرَكُوْا ، وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الَّذِيْنَ قَاْلُوْا إِنَّاْ نَصَاْرَى ، ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَاْنًا وَأَنَّهُمْ لَاْ يَسْتَكْبِرُوْنَ { يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ : مَاْ ذَاْكَ إِلَّاْ لِأَنَّ كُفْرَ الْيَهُوْدِ كُفْرُ عِنَاْدٍ وَجُحُوْدٍ ، وَمَبَاْهَتَةٍ لِلْحَقِ ، وَغَمْطٍ لِلْنَّاْسِ ، وَتَنَّقُصٍ بِحَمَلَةِ الْعِلْمِ ، وَلَهَذَاْ قَتَلُوْا كَثِيْرَاً مِنْ الأَنْبِيَاْءِ ، حَتَىْ هَمُّوْا بِقَتْلِ رَسُوْلِ اللهِ e غَيْرَ مَرَّةٍ وَسَمُّوْهُ وَسَحَرُوْهُ ، وَأَلَّبُوْا عَلِيْهِ أَشْبَاْهَهُمْ مِنْ اَلْمُشْرِكِيْنَ عَلِيْهِمْ لَعَاْئِنُ اللهِ اَلْمُتَتَاْبِعَةُ إِلَىْ يَوْمِ اَلْقِيَاْمَةِ . قَاْلَ رَسُوْلُ اللهِ e : ((مَاْ خَلَاْ يَهُوْدِيٌّ بِمُسْلِمٍ قَطْ إِلَّاْ هَمَّ بِقَتْلِهِ أَوْ إِلَّاْ حَدَّثَتْهُ نَفْسُهُ بِقَتْلِهِ )) .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
فَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ إِخْوَاْنِ اَلْقِرَدَةِ وَاَلْخَنَاْزِيْرِ ، وَاَلَّذِيْنَ يَتَجَاْوَزُ عَدَدُهُمْ اَلْيَوْمَ ، ثَلَاْثَةَ عَشَرَ مِلْيُوْنَاً ، مِنْهُمْ أَكْثَرُ مِنْ سِتَّةَ مَلَاْيِيْنَ فِيْ إِسْرَاْئِيْلَ ، وَاَلَّتِيْ تُمَثِّلُ دَوْلُتُهُمْ ، فَعَدَاْوَتُهُمْ لِلْمُسْلِمِيْنَ أَمْرٌ لَاْ يُنْكَرُهُ عَاْقِلٌ ، وَلَاْ يَجْهَلُهُ إِلَّاْ جَاْهِلٌ فِيْ كِتَاْبِ اللهِ U ، بَلْ لَاْ يُكَذِّبُهُ إِلَّاْ كَاْفِرٌ بِاْللهِ وَبِكِتَاْبِهِ ، لِأَنَّ مَنْ كَذَّبَ بِعَدَاْوَتِهِمْ ، فَقَدْ كَذَّبَ اللهَ U ، } وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ { .
وَعَدَاْوَةُ اَلْيَهُوْدِ لِلْمُسْلِمِيْنَ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - تَأَتِيْ مِنْ بَاْبِ وَمُقْتَضَيَاْتِ مَبَاْدِئِهِمْ ، وَمِنْهَاْ اَلْعُدْوَاْنُ وَاَلْحَسَدُ ، أَمَّاْ اَلْعُدْوَاْنُ فَهُوَ طَبِيْعَةٌ وَمِيْزَةٌ لِلْيَهُوْدِ ، يَقُوْلُ U: } وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { ، يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ أَيْ: يَحْرُصُوْنَ، وَيُبَاْدِرُوْنَ اَلْمَعَاْصِيْ اَلْمُتَعَلِّقَةَ فِيْ حَقِ اَلْخَاْلِقِ وَاَلْعُدْوَاْنَ عَلَىْ اَلْمَخْلُوْقِيْنَ . وَيَقُوْلُ اِبْنُ عَبَّاْسٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: اَلْعُدْوَاْنُ ؛ اَلْظُّلْمُ وَاِلاعْتِدَاْءُ عَلَىْ اَلْنَّاْسِ .
وَأَمَّاْ اَلْحَسَدُ، فَهُوَ أَيْضَاً سِمَةٌ مِنْ سِمَاْتِ اَلْيَهُوْدِ، وَخَاْصَةً لِلْمُسْلِمِيْنَ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { يَقُوْلُ اِبْنُ سِعْدِيٍ - رَحِمَهُ اللهُ - فِيْ تَفْسِيْرِهِ: أَنَّهُمْ مَاْ يَوَدُّوْنَ } أَنْ يُنزلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ { أَيْ: لَاْ قَلِيْلَاً وَلَاْ كَثِيْرَاً ، حَسَدَاً مِنْهُمْ ، وَبُغْضَاً لَكُمْ .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِنَّ هَذِهِ اَلْعَدَاْوَة ، وَذَلِكُمَاْ اَلْعُدْوَاْنِ وَاَلْحَسَدِ ، هُوَ مَاْ تُطَبِّقُهُ ، دَوْلَةُ اَلْيَهُوْدِ ؛ إِسْرَاْئِيْل ، اَلْيَوْمَ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِيْنَ فِيْ فِلِسْطِيْن ، وَهُوَ مَاْ تَدُلُّ عَلِيْهِ بَعْضُ جَرَاْئِمِهِمْ فِيْ حَقِّ بَيْتِ اللهِ اَلْمَسْجِدَ اَلأَقْصَىْ وَقِيَاْمُهُمْ بِإِحْرَاْقِهِ وَمَحَاْوَلَاْتِ هَدْمِهِ وَحَفْرِ اَلأَنْفَاْقِ اَلْكَثِيْرَةِ تَحْتَهُ، وَكَذَلِكَ هَدْمُ اَلْمَسَاْجِد، وَلَاْ يُسْتَغْرَبُ مِنْهُمْ ذَلِكَ ، فَقَدْ أَمْتَدَّ أَذَاْهُمْ إِلَىْ ذَاْتِ اللهِ U ، وَإِحْرَاْقُ اَلْمَسْجَدِ اَلأَقْصَىْ ، وَهَدْمُ بُيُوْتِ اللهِ، لَاْ يُقَاْرَنُ بِمَاْ قَاْلُوْهُ عِنْ اللهِ U ، وَلَاْ بِمَاْ فَعَلُوْهُ بِرُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ، فَقَدْ قَاْلُوْا: } يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ { أَيْ بَخِيْل، وَقَاْلُوْا : } إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ { ، وَقَاْمُوْا بِقَتْلِ عَدَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ، يَقُوْلُ U عَنْ اَلْيَهُوْدِ : } وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ { ، يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: إِنَّهُمْ قَتَلُوْا جَمَّاً غَفِيْرَاً مِنْ اَلأَنْبِيَاْءِ عَلَيْهِمْ اَلْسَّلَاْمُ ، بَلْ حَتَّىْ اَلْنَّبِيِ مُحَمَّدٍ e ، مَاْتَ بِسَبَبِ سُمِّهِمْ ، اَلَّذِيْ دَسُّوْهُ فِيْ طَعَاْمٍ قَدَمُوْهُ لَهُ، فَفِيْ صَحِيْحِ اَلْبُخَاْرِي تَقُوْلُ عَاْئِشَةُ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَاْ -: كَانَ النَّبِىُّ e يَقُولُ فِى مَرَضِهِ الَّذِى مَاتَ فِيهِ : (( يَا عَائِشَةُ ، مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِى أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ ، فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِى مِنْ ذَلِكَ السَّمِّ )) وَاَلْطَّعَاْمُ اَلَّذِيْ أَكَلَ بِخَيْبَر ، يَقُوْلُ عَنْهُ أَنَسُ t: أَنَّ اِمْرَأَةً يَهُوْدِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ e بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ، فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ e فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ فَقَالَتْ: أَرَدْتُ لأَقْتُلَكَ ، قَالَ : مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ .
فَإِذَاْ كَاْنَ هَذَاْ مَاْ يَقُوْلُهُ اَلْيَهُوْدُ عَنْ خَاْلِقِهِمْ وَرَاْزِقِهِمْ ، وَهُوَ اللهُ U ، وَهَذَاْ مَاْ يَفْعَلُوْنَهُ بِرُسِلِهِ - عَلَيْهِمْ جَمِيْعَاً اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ - فَإِنَّهُ لَاْ يُسْتَغْرَب ، هَدْمُهُمْ لِبُيُوْتِ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فِيْ فَلِسْطِيْنَ عَلَىْ رُؤُسِهِمْ ، وَقَتْلُهُمْ لِشُيُوْخِهِمْ وَنِسَاْئِهِمْ ، وَتَمْزِيْقُ أَجْسَاْدِ أَطَفَاْلِهِمْ ، اَلَّذِيْنَ لَمْ يَجِدُوْا لِحِفْظِ أَشْلَاْئِهِمْ ، إِلَّاْ ثَلَّاْجَاْت اَلْطَّعَاْمِ ، فَاْلَّذِيْ يُرُيْدُ قَتْلَ نَبِيٍ مِنْ أَنْبِيَاْءِ اللهِ ، يَسْتَحِيْلُ أَنْ يَتَوَرَّعَ عَنْ قَتْلِ إِمْرَأَةٍ عَجُوْزٍ ، أَوْ شَيْخٍ كَبِيْرٍ مُقْعَدٍ عَلَىْ عَرَبَتِهِ ، فَضْلَاً عَنْ قَتْلِ رَجُلٍ مَسْلُوْبَ اَلإِرَاْدَةِ ، يُوَاْجِهُ قَذَاْئِفَ اَلْدَّبَاْبَاْتِ ، وَصَوَاْرِيْخَ اَلْطَّاْئِرَاْتِ ، بَصَدْرٍ عَاْرٍ ، وَيَدٍ فَاْرِغَةٍ .
فَهُمْ اَلْيَهُوْدُ وَإِنْ تَسَمَّوْا بِإِسْرَاْئِيْل ، هُمْ أَعْدَاْءُ اللهِ ، وَأَعْدَاْءُ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَاْئِهِ ، وَأَعْدَاْءُ عِبَاْدِهِ اَلْمُؤْمِنِيْنَ .
أَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يُرِيَنَاْ بِهِمْ ، عَجَاْئِبَ قُدْرَتِهِ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِهِ ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِهِ ، إِنَّهُ قَوُيٌ عَزِيْزٌ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
لَاْشَكَّ أَنَّ تَسَلُطَ اَلأَعْدَاْءِ ، عُقُوْبَةٌ مِنْ اللهِ ، وَهَذِهِ سُنَّةٌ مَاْضِيَةٌ ثَاْبِتَةٌ ، تُحْدُثُ كُلَّمَاْ اِبْتَعَدَتْ اَلأُمَّةُ عَنْ دِيْنِهَاْ وَتَعَلَّقَتْ بِحُطَاْمٍ زَاْئِلٍ وَدُنْيَاً فَاْنِيَة ، وَأَعْرَضَتْ عَنْ شَرْعِ رَبِهَاْ ، وَتَرَكَتْ سُنَّةَ نَبِيْهِاْ e ، وَلَاْ شَكَّ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - أَنَّ مُصَاْبَ إِخْوَاْنِنَاْ فِيْ فَلِسْطِيْن ، هُوَ مُصَاْبٌ لَنَاْ، وَجِرَاْحُهُمْ جِرَاْحُنَاْ، وَقَتْلَاْهُمْ قَتْلَاْنَاْ ، وَمُعَاْنَاْتُهُمْ مُعَاْنَاْتُنَاْ ، وَمِنْ أَقَلِّ وَاْجِبَاْتِهِمْ، مُشَاْرَكَتُهُمْ آلَاْمِهِمْ، حَتَّىْ لَوْ بِالْدُّعَاْءِ ، نَدْعُوْا اللهَ أَنْ يُنَفِّسَ كُرْبَتَهُمْ ، وَأَنْ يَخْذُلَ عَدُوَهُمْ . وَلَكِنْ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - نَحْذَرُ أَنْ تَكُوْنَ قَضِيَتُهُمْ ، فِتْنَةً مِنْ اَلْفِتَنِ، اَلَّتِيْ يَفْتِنُ اللهُ U بِهَاْ مَنْ شَاْءَ مِنْ عِبَاْدِهِ ، فَنُصْرَتُهُمْ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - لَاْ تَكُوْن إِلَّاْ حَسَبَ مَاْ يَقْتَضِيْه وَيَأَمُرُ بِهِ شَرْعُ رَبِنَاْ ، فَالْحَذَرُ أَنْ تُسَيَّرَ هَذِهِ اَلْقَضِيَةِ إِلَىْ أَهْدَاْفٍ دَعَوُيَّةٍ لِمَنَاْهِجَ مُخَاْلِفَةٍ أَوْ أَحْزَاْبٍ بَاْطِلَةٍ أَوْ جَمَاْعَاْتٍ مُنْحَرِفَةٍ ، وَعَلَيْنَاْ - أَيُّهَا الإِخْوَةُ - أَنْ نَلْتَفَّ حَوْلَ وُلَاْةِ أَمْرِنَاْ ، وَأَنْ نَرْجِعَ إِلَىْ عُلَمَاْئِنَاْ اَلْمَوْثُوْقِيْنَ فِيْمَاْ يُشْكِلُ عَلَيْنَاْ ، وَأَنْ نَكُنْ يَدَاً وَاْحِدَةً ، نَتَمَسَّكُ بِكَتَاْبِ رَبِنَاْ ، وَ نَعْمَلُ بِسُنَّةِ نَبِيِّنَاْ ، وَنَسِيْرُ عَلَىْ مَاْ سَاْرَ عَلِيْهِ ، مَنْ صَلُحَ مِنْ أَسْلَاْفِنَاْ .
أَسْأَلُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ اَلْفِقْهَ فِيْ اَلْدِّيْنِ ، وَالإِقْتَدَاْءَ بِسَيِّدِ اَلْمُرْسَلِيْنَ. وَنَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ اَنْصُرِ الإِسْلَاْمَ وَأَعِزَّ اَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ وَاحْمِ حَوْزَةَ اَلْدِّيْنِ ، اَلْلَّهُمَّ وَاجْعَلْ هَذَاْ اَلْبَلَدِ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْصُرَ عِبَاْدَكَ اَلْمُؤْمِنِيْنَ، وَأَنْ تُذِلَّ اَلْشِّرْكَ وَاَلْمُشْرِكِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ عَلَيْكَ بِالْيَهُوْدِ اَلْمُعْتَدِيْنَ، وَأَذْنَاْبِهِمْ اَلْحَاْقِدِيْن، وَمَنْ كَرِهَ اِلإِسْلَاْمَ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلْلَّهُمَّ عَلِيْكَ بِهِمْ فَإِنَّهُمْ لَاْ يُعْجِزُوْنَكَ، اَلْلَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ وَأَوْهِنْ عَزْمَهُمْ ، اَلْلَّهُمَّ أَرِنَاْ بِهِمْ عَجَاْئِبَ قُدْرَتِكَ ، وَفُجَاْءَةَ نِقْمَتِكْ، وَأَلِيْمَ عَذَاْبِكَ، إنَّكَ عَلَىْ كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٍ. اَلْلَّهُمَّ وَاحْفَظْ بِلَاْدَنَاْ وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتِنَاْ، اَلْلَّهُمَّ وَحِّدْ عَلَىْ اَلْحَقِ كَلِمَتَنَاْ وَقُوِيْ عَلَىْ عَدُوِنَاْ شَوْكَتَنَاْ يَاْ رَبَّ اَلْعَاْلَمِيْن. اللَّهُمَّ ارْحَمْ فِي الدُّنْيَا غُرْبَتَنَا ، وَفِي القُبُورِ وَحْشَتَنَا ، وَيَوْمَ العَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ وُقُوفِنَا بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاْحِمِيْنَ. } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|