حقيقة الرافضة
الحمد
لله الذي أكمل لنا الدين وأتمَّ علينا النعمة، وجعل أمتنا - ولله الحمد - خير أمة،
وبعث فينا رسولاً منا يتلو علينا آياته ويزكينا ويعلمنا الكتاب والحكمة.
أحمده
على نعمه الجمَّة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة تكون لمَنِ
اعتصم بها خير عصمة. وأشهد أنَّ مُحمَّدًا عبده ورسوله أرسله للعالمين رحمة، وفرض
عليه بيان ما أنزل إلينا فأوضح لنا كل الأمور المهمَّة! فصلى الله عليه وعلى آله
وأصحابه صلاةً تكون لنا نورًا من كل ظلمة، وسلم تسليمًا.
أَمَّا
بَعدُ: فَأُوصِيكُم -أَيُّهَا
النَّاسُ- وَنَفْسِي بِتَقوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)
أَيُّهَا المُسلِمُونَ:
دِينُ اللهِ الحَقُّ وَاحِدٌ هُوَ الإسلامُ، لا يَرضَى -سُبحَانَهُ- بِغَيرِهِ
وَلا يَقبَلُ سِوَاهُ، قَالَ –سُبْحَانَهُ: (إِنَّ
الدِّينَ عِندَ اللهِ الإِسلامُ)، وَقَالَ -جَلَّ وَعَلا: (وَمَن يَبتَغِ غَيرَ الإِسلامِ دِينًا فَلَن يُقبَلَ مِنهُ
وَهُوَ في الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِين)
وَكَمَا حَصَلَ
التَّفَرُّقُ في الأَديَانِ السَّابِقَةِ، وَخُرُوجُ فِرَقٍ شَاذَّةٍ تُخَالِفُ
المَنهَجَ الصَّحِيحَ، وَتُنَاصِبُ الأَنبِيَاءَ وَالمُؤمِنِينَ العِدَاءَ، فَقَد
حَصَلَ الأَمرُ نَفسُهُ في هَذَا الدِّينِ وظهرت فرقة خبيثة يهودية مجرمة حاقدة
على أهل السنة وهم الرافضة الأخباث
الأنجاس .
إِنَّهُمُ
الرَّافِضَةُ، سَرَطَانُ الأُمَّةِ وَمَرَضُهَا العُضَالُ فقوادهم
ورؤؤسهم ومنهم أَبُو لُؤلُؤَةَ المَجُوسِيُّ قتلوا الخَلِيفَةَ الرَّاشِدَ عُمَرَ
بنَ الخَطَّابِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-.
ثم ظَهَرَ عَبدُ اللهِ
بنُ سبأٍ اليَهُودِيُّ، فَادَّعَى الإِسلامَ ظَاهِرًا مَعَ كُفرِهِ بَاطِنًا، وَلم
يَزَلْ حَتى أَلَّبَ الثُّوَّارَ عَلَى ثَالِثِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ
عُثَمَانَ بنِ عَفَّانَ - رَضِيَ اللهُ عَنهُ - فَقَتَلُوهُ، ثم مَا زَالَ حَتى
جَعَلَ عَلِيًّا -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- إِلَهًا، وَلَمَّا استَنكَرَ عَلَيهِ
عَلِيٌّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- وَعَلَى فِرقَتِهِ مَقَالَتَهُم، وَنَفَاهُ،
وَحَرَّقَ قَومَهُ بِالنَّارِ، طَفِقَ الخَبِيثُ يَكِيدُ لِلمُسلِمِينَ، وَيَشُبُّ
بَينَهُمُ الفِتَنَ، وَيُوقِعُ المَعَارِكَ، وَلَمَّا اجتَمَعَت كَلِمَتُهُم عَلَى
يَدِ سَيِّدِ شَبَابِ أَهلِ الجَنَّةِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-
إِذْ تَنَازَلَ لِمُعَاوَيَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ- بِالخِلافَةِ، تَخَلَّى
الشِّيعَةُ عَنِ الحُسَينِ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-، وَأَسلَمُوهُ، فَقُتِلَ في يَومِ
عَاشُورَاءَ.
ثم مَا زَالُوا بَعدُ
يَكِيدُونَ لِلمُسلِمِينَ وَيُؤَسِّسُونَ لِحَربِهِم وآذوا الاسلام وذلك
بقلعهم للحَجَرَ الأَسوَدَ مِن مَكَانِهِ
وَأَبقَوهُ بِحَوزَتِهِم في الأَحسَاءِ أَكثَرَ مِن عِشرِينَ عَامًا في سنة 300 هـ
تقريبا
وَأَمَّا
العُبَيدِيُّونَ المُسَمَّونَ زُورًا بِالفَاطِمِيِّينَ، فَقَد كَانَ أَبرَزُ
حُكَّامِهِمُ الحَاكِمَ بِأَمرِ اللهِ، الَّذِي ادَّعَى الأُلُوهِيَّةَ وهو بمصر ،
وَفي تِلكَ الدَّولَةِ نَشَأَت بِدعَةُ المَولِدِ النَّبَوِيِّ، وَمِن
مَسَاوِئِهَا أَن بَنَت مَشهَدًا بِمِصرَ يُقَالُ لَهُ (تَاجُ الحُسَينِ)، حَيثُ
زَعَمُوا أَنَّ بِهِ رَأسَ الحُسَينِ، وَمَازَالَ كَثِيرٌ مِنَ الرَّافِضَةِ
يَزُورُونَهُ إِلى يَومِنَا هَذَا.
وَفي القَرنِ العَاشِرِ
قَامَتِ الدَّولَةُ الصَّفوِيَّةُ الرَّافِضِيَّةُ في إِيرَانَ عَلَى يَدِ الشَّاه
إِسمَاعِيلَ الصَّفوِيِّ الرَّافِضِيِّ، الَّذِي قَتَلَ مَا يَقرُبُ مِن مِليُونَ
مُسلِمٍ، لا لِشَيءٍ إِلاَّ أَنهَّم لا يَعتَنِقُونَ مَذهَبَ الرَّفضِ، وَفي عَهدِ الدَّولَةِ
السُّعُودِيَّةِ الأُولى قَدِمَ رَافِضِيٌ خَبِيثٌ مِنَ العِرَاقِ إِلى
الدِّرعِيَّةِ، وَأَظهَرَ الزُّهدَ وَالتَّنَسُّكَ، وَلم يَزَلْ حَتى طَعَنَ
الإِمَامَ عَبدَ العزِيزِ بنَ محمدِ بنِ سُعُودٍ -رَحِمَهُ اللهُ- وَهُوَ سَاجِدٌ
في صَلاةِ العَصرِ بِخِنجَرٍ فَقَتَلَهُ، وَفي عَهدِ مُؤَسِّسِ هَذِهِ الدَّولَةِ
المَلِكِ عَبدِ العَزِيزِ -رَحِمَهُ اللهُ- حَاوَلَ رَافِضِيٌّ أَن يَغتَالَهُ
وَهُوَ يَطُوفُ في الحَرَمِ، فَقَتَلَ اثنَينِ مِن حُرَّاسِهِ، وَلَكِنَّ اللهَ
أَخزَاهُ وَأَبطَلَ كَيدَهُ.
وَفي نِهَايَةِ القَرنِ
المَاضِي وَبِدَايَةِ هَذَا القَرنِ، قَامَت جُمهُورِيَّةُ الرَّفضِ في إِيرَانَ
عَلَى يَدِ الهَالِكِ الخُمَينيِّ، وَبِاسمِ الثَّورَةِ الإِسلامِيَّةِ، قَامَت
تِلكَ الدَّولَةُ وَمَا زَالَت تَقُومُ بِالإِفسَادِ، بَل جَعَلَت أَطهَرَ بِقَاعِ
الأَرضِ وَأَشرَفَهَا وَهِيَ مَكَّةُ وَالمَدِينَةُ، وَأَشرَفَ الأَزمِنَةِ وَهُوَ
مَوسِمُ الحَجِّ، جَعَلَت ذَلِكَ مَكَانًا وَزَمَانًا لإِفسَادِهَا، فَنَظَّمُوا
المَسِيرَاتِ الغَوغَائِيَّةَ، وَحَاوَلُوا أَن يَعِيثُوا في حَرَمِ اللهِ
وَفِيمَا حَولَهُ فَسَادًا، فَقَتَلُوا في إِحدَى السَّنَوَاتِ عَدَدًا مِن
رِجَالِ الأَمنِ وَالحُجَّاجِ، وَكَسَّرُوا أَبوَابَ المَتَاجِرِ وَحَطَّمُوا
السَّيَّارَاتِ، وَأَوقَدُوا النَّارَ فِيهَا وَفي أَهلِهَا.
وَهَكَذَا، مَا زَالُوا
يُحَاوِلُونَ الإِفسَادَ قَدرَ استِطَاعَتِهِم، حَيثُ نَبَشُوا بَعضَ القُبُورِ
قَبلَ عِدَّةِ أَعوَامٍ في البَقِيعِ، وَرَفَعُوا الأَهَازِيجَ الَّتي تُعلِنُ
بُغضَ هَذِهِ الدَّولَةِ وَحُكَّامِهَا مِن أَهلِ السُّنَّةِ، وَنَظَّمُوا
المَسِيرَاتِ حَولَ المَسجِدِ النَّبَوِيِّ، وَاعتَدُوا عَلَى رِجَالِ الأَمنِ
وَالهَيئَةِ، وَهَا هُم بَينَ حِينٍ وَآخَرَ في مُدُنِهِم في شَرقِ هَذِهِ
البِلادِ يُنَظِّمُونَ مَسِيرَاتٍ، وَيَرفَعُونَ أَصوَاتًا، فَعَلِيهِم مِنَ اللهِ
مَا يَستَحِقُّونَ.
وَقَد تَجَرَّؤُوا
عَلَى تَكفِيرِ الصَّحَابةِ إِلاَّ نَفَرًا قَلِيلاً، وَكَفَّرُوا حَفصَةَ
وَعَائِشَةَ زَوجَتيِ النَّبيِّ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ-، بَل
وَاتَّهَمُوا عَائِشَةَ الصِّدِّيقَةَ بِالزِّنَا.
وَالرَّافِضَةُ يُعرِضُونَ
عَنِ القُرآنِ وَالسُّنَّةِ، وَيَعتَمِدُونَ عَلَى كَذِبِ أَئِمَّتِهِم، وَلَهُم
عَقَائِدُ فَاسِدَةٌ حَتى في حَقِّ اللهِ -تَعَالى- حَيثُ يُشرِكُونَ بِهِ،
وَيَزعُمُونَ أَنَّهُ -تَعَالى- يَبدُو لَهُ الشَّيءُّ فَيُغَيِّرُ مَا كَانَ قَد
سَبَقَ لَهُ تَقدِيرُهُ، وَهَذِهِ عَقِيدَةٌ يَهُودِيَّةٌ تُسَمَّى البَدَاءَ.
وَمِن عَقَائِدِهِمُ
الفَاسِدَةِ القَولُ بِتَحرِيفِ القُرآنِ، حَيثُ يَرَونَ أَنَّ هَذَا القُرآنَ
المَوجُودَ بَينَ أَيدِي النَّاسِ مُحَرَّفٌ، وَأَنَّهُ قَد ذَهَبَ مِنهُ أَكثَرُ
مِنَ الثُّلُثَينِ.
ثم هُم، بِتَكفِيرِهِم
لِصَحَابَةِ رَسُولِ اللهِ، قَد أَدَارُوا ظُهُورَهُم لِكُلِّ مَا رَوَاهُ
أُولَئِكَ الصَّحبُ الكِرَامُ مِن أَحَادِيثِ المُصطَفَى -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ
وَسَلَّمَ- وَأَفعَالِهِ وَأَحوَالِهِ وَسِيَرِهِ وَأَيَّامِهِ، وَلِهَذَا لا
يَقبَلُونَ الأَحَادِيثَ الَّتي يَروِيهَا أَهلُ السُّنَّةِ في كُتُبِهِم،
وَبِهَذَا هَدَمُوا الإِسلامَ مِن أَسَاسِهِ، فَعَلَيهِم مِنَ اللهِ مَا
يَستَحِقُّونَ.
وَمِن فَسَادِ
أُولَئِكَ الرَّافِضَةِ تَحلِيلُهُم زَوَاجَ المُتعَةِ، وَبِهِ جَعَلُوا
الزَّوَاجَ عِلاقَةً جِنسِيَّةً مَحضَةً، تَربُطُ رَجُلاً بِامرَأَةٍ دُونَ أَن
يُكفَلَ لها أَيَّ حَقٍّ مِنَ الحُقُوقِ الَّتي يِكفلُهَا لها الزَّوَاجُ،
وَبِذَلِكَ صَارَتِ المَرأَةُ لَدَيهِم مُجَرَّدَ وَسِيلَةٍ لِلمُتعَةِ وَقَضَاءِ
الوَطَرِ.
وَالرَّافِضَةُ
-أُمَّةَ الإِسلامِ- يُبغِضُونَ أَهلَ السُّنَّةِ، وَيُسَمُّونَهُمُ النَّوَاصِبَ،
وَيُكَفِّرُونَهُم، وَيَرَونَ قَتلَهُم، وَلا يُجِيزُونَ مُنَاكَحَتَهُمْ، وَلا
أَكلَ ذَبَائِحِهِم، وَلا السَّكَنَ مَعَهُم، وَيَنهَونَ عَنِ الصَّلاةِ خَلفَهُم
وَعَلَى أَموَاتِهِم إِلاَّ تُقيَةً، أَو لِكَي يَدعُوا عَلَيهِم بَدلاً مِنَ
الدُّعَاءِ لهم، كَمَا يَحكُمُونَ بِنَجَاسَة السُّنِّيِّ، وَأَنَّ اليَدَ تُغسَلُ
مِن مُصَافَحَتِهِ، بَلْ وُتَمسَحُ بَالتُّرَاب.
فَمَاذَا بَعدَ كُلِّ
هَذَا؟! إِنَّهُ مَا بَعدَهُ إِلاَّ الحَذَرُ منهم، وَمَعرِفَةُ أَنَّهُ لا
مَجَالَ لِقَبُولِهِم إِخوَةً وَلا مُوَاطِنِينَ، وَالعِلمُ بِحَقِيقَةِ
المَعرَكَةِ بَينَنَا وَبَينَهُم، وَفَهمُ طَبِيعَةِ الصِّرَاعِ مَعَهُم، وَأَلاَّ
يَخفَى عَلَينَا خُبثُهُم، وَأَنَّهُ مَهمَا زَعَمُوا أَنَّهُم يُحِبُّونَ هَذَا
الوَطَنَ أَو يَدِينُونَ بِالوَلاءِ لِوُلاةِ أَمرِهِ، فَإِنَّهُم إِنما
يَتَحَيَّنُونَ كُلَّ فُرصَةٍ لِلإِيقَاعِ بِأَهلِه.
وَإِنَّ مَا نَشَرَتهُ
وِزَارَةُ الدَّاخِلِيَّةِ ممَّا حَدَث في هَذَا الأُسبُوعِ مِنهُم مِن إِثَارَةٍ
وَبَلبَلَةٍ في إِحدَى مُدُنِهِم، إِنَّمَا هُوَ غَيضٌ مِن فَيضٍ ممَّا تَحتَقِنُ
بِهِ صُدُورُهُم، وَالوَاجِبُ عَلَى أَهلِ هَذِهِ البِلادِ الاعتِصَامُ
بِالكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، وَلُزُومُ جماعَةِ المُسلِمِينَ وَإِمَامِهِم،
وَالحِرصُ عَلَى وِحدَةِ أَهلِ السُّنَّةِ وَائتِلافِهِم، وَالحَذرُ مِنَ
التَّنَازُعِ وَالاختِلافِ بَينَهُم، عَمَلاً بِقَولِ اللهِ -جَلَّ وَعَلا: (وَاعتَصِمُوا بِحَبلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا)،
وَقَولِهِ -عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: "تَرَكتُ
فِيكُم أَمرَينِ لَن تَضِلُّوا مَا إِنْ تَمَسَّكتُم بهما: كِتَابَ اللهِ
وَسُنَّتي" رَوَاهُ الحَاكِمُ وَغَيرُهُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيّ.
بَارَكَ
اللهُ لي وَلَكُم في القُرآنِ وَالسُّنَّة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات
والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائِر المسلمين من كلّ ذنب
وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد
لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك
له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيراً
إلى يوم الدين أما بعد:
فَاتَّقُوا اللهَ
-تَعَالى- وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ، وَاعلَمُوا أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى أَهلِ
السُّنَّةِ جَمِيعًا، حُكَّامًا وَمَحكُومِينَ، عُلَمَاءَ وَمُفَكِّرِينَ،
وَقَادَةً وَعَامَّةً، أَن يَتَصَدَّوا لِهَذِهِ الفِرقَةِ الخَبِيثَةِ، وَأَن
يَعلَمُوا أَنَّ هُنَالِكَ مُخَطَّطًا رَافِضِيًّا يُرَوَّجُ لَهُ لإِسقَاطِ أَهلِ
السُّنَّةِ، وَمِمَّا ظَهَرَ مِن أَجزَائِهِ شِرَاءُ الأَرَاضِي في مُدُنِ أَهلِ
السُّنَّةِ، وَهُوَ الأَمرُ الَّذِي أَفتى عُلَمَاؤُنَا بِعَدَمِ جَوَازِهِ،
فَالحَذَرَ الحَذَرَ! وَلا تَكُنِ الدُّنيَا عِندَ أَحَدِنَا أَهَمَّ مِن دِينِهِ
وَعَقِيدَتِهِ.
وَعَلَينَا الالتِفَافُ
حَولَ العُلَمَاءِ الرَّبَّانِيِّينَ، وَالدُّعَاةِ الصَّادِقِينَ، وَخَاصَّةً في
أَزمِنَةِ الفِتَنِ، فَقَد قَالَ –تَعَالى: (وَإِذَا
جَاءَهُم أَمرٌ مِنَ الأَمنِ أَوِ الخَوفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَو رَدُّوهُ إِلى
الرَّسُولِ وَإِلى أُولي الأَمرِ مِنهُم لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَستَنبِطُونَهُ
مِنهُم).
فَلْنَنتَبِهْ،
وَلْنَنْصُرِ اللهَ بِنَصرِ دِينِهِ وَالمُؤمِنِينَ بِهِ، وَلْنبشِرْ بَعدَ ذَلِكَ
بِنَصرِ اللهِ لَنَا حَيثُ قَالَ –سُبحَانَهُ: (وَلَيَنصُرَنَّ
اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِن مَكَّنَّاهُم
في الأَرضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعرُوفِ
وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُور)
اللهم
عليك بالظلمة المعتدين والكفرة الملحدين من اليهود والنصارى والروافض الأنجاس، الذين
يصدون عن دينك ويقاتلون عبادك المؤمنين اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك، اللهم
شتتّ أمرهم وفرّق كلمتهم، اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم اللهم سلط عليهم منْ
يسومهم سوء العذاب يا قوي يا متين، اللهم من أراد الإسلام
والمسلمين بسوءٍ فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرًا له يا سميع
الدعاء، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين لرضاك، واجعل عمله في رضاك،
اللهم وفقه وإخوانه وأعوانه لما فيه صلاح العباد والبلاد، اللهم هيئ له البطانة
الصالحة يا رب العالمين، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وعلمائنا وللمسلمين والمسلمات
والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.