عيد الفطر 1437هـ
إِنَّ اَلْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوْذُ بِهِ مِنْ شُرُوْرِ أَنْفُسِنَاْ ، وَمِنْ سَيئَاْتِ أَعْمَاْلِنَاْ ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَاْ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَاْ هَاْدِيَ لَهُ. وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمْدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ .
أَيُّهَاْ الْمُسْلِمُوْنَ :
تَقْوَىْ اَللهِ U، هِيَ وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، وَهِيَ خَيْرُ زَاْدٍ ، يَتَزَوَّدُ بِهِ اَلْمَرْءُ فِيْ حَيَاْتِهِ لِمَعَاْدِهِ ، يَقُوْلُ } : U وَلَقَدْ وَصَّيْنَا، الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ، وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { . وَيَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ: } وَتَزَوَّدُوا ، فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ، وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ { ، فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ اَللهِ ، وَاَعْلَمُوْا - رَحِمَنِيِ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ - بِأَنَّ اَلْعَيْدَ شَعِيْرَةٌ مِنْ شَعَاْئِرِ اَللهِ U ، وَمَظْهَرٌ مِنْ مَظَاْهِرِ دِيْنِهِ ، وَلَلْعِيْدِ فِيْ اَلْإِسْلَاْمِ شَأْنٌ عَظِيْمٌ ، وَلَاْ أَدَلُّ عَلَىْ ذَلِكَ ، مِنْ إِتْيَاْنِ اَلْعِيْدِ؛ بَعْدَ تَأْدِيَةِ رُكْنَيْنِ مِنْ أَرْكَاْنِ اَلْإِسْلَاْمِ : صَوْمِ رَمَضَاْنَ ، وَحَجِّ بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَاْمِ . فَعِيْدُ اَلْفِطْرِ يَأْتِيْ بَعْدَ إِتْمَاْمِ عِدَّةِ رَمَضَاْنَ، لِيَكُوْنَ مِسْكَ خِتَاْمِهِ ، وَكَلِمَةَ شُكْرٍ عَلَىْ تَمَاْمِهِ، وَعِيْدُ اَلْأَضْحَىْ: يَأْتِيْ يَوْمَ اَلْحَجِّ اَلْأَكْبَرِ ، بَعْدَ اَلْوُقُوْفِ بِعَرَفَةَ، أَيْ فِيْ اَلْحَجِّ، لِيَكُوْنَ بَعْضَ أَيَّاْمِهِ ، وَيَجْتَمِعُ فِيْهِ أَعْظَمُ أَحْكَاْمِهِ .
وَاَلْعِيْدُ -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- مِنْحَةٌ رَبَّاْنِيَّةٌ لِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ e، فَفِيْ سُنَنِ الْنَّسَاْئِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t، قَاْلَ: كَانَ لِأَهْلِ اَلْجَاْهِلِيَّةِ يَوْمَاْنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ، يَلْعَبُونَ فِيهِمَا، فَلَمَّا قَدِمَ اَلْنَّبِيُّ e اَلْمَدِينَةَ قَاْلَ : (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ؛ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى )) . فَعِيْدُنَاْ فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْمِ، عَيْدٌ شَرْعِيٌ، جَعَلَهُ اَللهُ U أَحَدَ أَعْيَاْدِنَاْ، نُظْهِرُ فَيْهِ فَرَحَنَاْ ، وَنَشْكُرُ فَيْهِ رَبَّنَاْ، عَلَىْ مَاْ أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَاْ مِنَ اَلْصِّيَاْمِ وَاَلْقِيَاْمِ، وَاَلْزَّكَاْةِ وَاَلْصَّدَقَةِ، وَتِلَاْوَةِ وَاَسْتِمَاْعِ اَلْقُرَّءَاْنِ، وَتَفْطِيْرِ اَلْصَّاْئِمِيْنَ وَاَلْدُّعَاْءِ ، يَقُوْلُ U مِنْ قَاْئِلٍ: } وَلِتُكْمِلُوا اَلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اَللَّهَ عَلَىْ مَاْ هَدَاْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { . اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
اَلْسَّعِيْدُ اَلْفَاْئِزُ فِيْ اَلْعِيْدِ ، هُوَ مَنْ أَطَاْعَ اَللهَ U ، وَأَطَاْعَ رَسُوْلَهُ e، } وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً { فَأَطِيْعُوْا اَللهَ U ، بِاَلْعَمَلِ فِيْ كِتَاْبِهِ ، وَأَطِيْعُوْا اَلْرَّسُوْلَ e، بِاَلْتَّمَسُّكِ فِيْ سُنَّتِهِ، وَأَبْشِرُوْا إِنْ فَعَلْتُمْ ذَلِكَ، بِاَلْسَّعَاْدَةِ وَاَلْحَيَاْةِ اَلْطَّيِّبَةِ فِيْ اَلْدُّنْيَاْ، وَاَلْجَزَاْءِ اَلْحَسَنِ يَوْمَ اَلْقِيَاْمَةِ ، هَذَاْ وَعْدٌ مِنَ اَللهِ U ، يَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ: } مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ { .
اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ .
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
إِنَّ فَرْحَةَ اَلْعِيْدِ، وَاَلْحَيَاْةَ اَلْطَّيِّبَةِ فِيْ اَلْدُّنْيَاْ، وَاَلْجَزَاْءَ اَلْحَسَنِ يَوْمَ اَلْقِيَاْمَةِ، لَنْ يَحْصُلَ إِلَّاْ مَعَ اَلْاِجْتِمَاْعِ وَعَدَمِ اَلْفُرْقَةِ يَقُوْلُ U : } وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا { وَيَقُوْلُ أَيْضَاً: } لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ { ، وَلَنْ يَكُوْنَ اِجْتِمَاْعٌ وَعَدَمُ فُرْقَةٍ إِلَّاْ عَلَىْ دَيْنِ اَللهِ U ، } لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {، وَلَنْ يَكُوْنَ دِيْنٌ صَحِيْحٌ ، إِلَّاْ عَلَىْ ضَوْءِ قَوْلِ اَللهِ تَعَاْلَىْ: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ، وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ ، إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ، ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا { . فَاَحْرِصُوْا - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - عَلَىْ اِجْتِمَاْعِ اَلْكَلِمَةِ، وَوُحْدَةِ اَلْصَّفِ، وَاَحْذَرُوْا مَنْ يُحَاْوُلَ تَفْرِيْقَ كَلِمَتِكُمْ، وَتَمْزِيْقَ وُحْدَتِكُمْ، مِنَ اَلْمُنْدَسِّيْنَ بَيْنَكُمْ، اَلَّذِيْنَ يُبْطِنُوْنَ مَاْ لَاْ يُظْهِرُوْنَ، وَلَاْ يُعْلِنُوْنَ مَاْ يُخْفُوْنَ، اَلْمُتَّأَثِّرِيْنَ بِاَلْجَمَاْعَاْتِ اَلْتَّكْفِيْرِيَّةِ اَلْضَّاْلَةِ، كَجَمَاْعَةِ اَلْإِخْوَاْنِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلَّتِيْ وَلَّدَتْ اَلْدَّوَاْعِشَ وَاَلْقَاْعِدَة، وَاَلَّتِيْ أَنْتَجَتْ بَيْنَنَاْ مَنْ يَقْتُلَ وَاْلِدِيْهِ، وَيَغْدِرُ بِأَقْرَبِ اَلْنَّاْسِ لَدِيْهِ، وَمَاْ زَاْلَتْ تَجِدُ رَوَاْجَاً وَإِعْجَاْبَاً، بَيْنَ دُعَاْةِ جَهَنَّمَ اَلَّذِيْنَ حَذَّرَ مِنْهُمُ اَلْنَّبِيُ e فِيْ حَدِيْثِ حُذَيْفَةَ t، حَيْنَمَاْ سَأَلَهُ e فَقَاْلَ: يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ, أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟, قَالَ e: (( نَعَمْ, فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ صَمَّاءُ، عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا )) , فَقَاْلَ حَذِيْفَةُ t: يَاْ رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا, قَالَ: (( هُمْ رِجَالٌ مِنْ جِلْدَتِنَا, وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي جُثْمَانِ إِنْسٍ )), فَقَاْلَ حُذِيْفَةُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ e: (( إِنْ كَانَ للهِ خَلِيفَةٌ فِي الْأَرْضِ، فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ ، وَاسْمَعْ وَأَطِعْ لِلْأَمِيرِ وَإِنْ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ، فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَاهْرُبْ حَتَّى تَمُوتَ , فَإِنْ تَمُتْ وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ )) .
فَاَحْرِصُوْا - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - عَلَىْ اَلْتَّمَسُّكِ بِشَرْعِ رَبِّكُمْ ، وَاَحْذَرُوْا مِمَّاْ حَذَّرَكُمْ مِنْهُ نَبِيُّكُم، وَإِيَّاْكُمْ وَاَلْتَّفْرِيْط بِمَاْ أَنْعَمَ اَللهُ U بِهِ عَلَيْكُمْ، وَاَعْتَبِرُوْا بِمَاْ يَحْدُثُ حَوْلَكُمْ ، فَاَلْسَّعِيْدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ ، وَاَلْشَّقِيُّ مَنْ كَاْنَ مَوْعِظَةً وَعِبْرَةً لِغَيْرِهِ .
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ .
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَر ...... اللهُ أَكْبَر...... اللهُ أَكْبَر........ اللهُ أَكْبَر..... اللهُ أَكْبَر........ اللهُ أَكْبَر. اللهُ أَكْبَر.... اللهُ أَكْبَر.... لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . الْحَمْدُ للهِ مُعِيْدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ } جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ { ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، الْهَاْدِيْ بِإِذْنِ رَبِهِ إِلَىْ سَبِيْلِ الْرَّشَاْدِ ، صَلَىْ اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ الْتَّنَاْدِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اللهِ :
لَقَدْ أَنْعَمَ اَللهُ U عَلَيْنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ بِنِعَمٍ لَاْ تُعَدُّ وَلَاْ تُحْصَىْ ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e: (( اِسْتَعِينُوا عَلَى إنْجَاْحِ اَلْحَوَائِجِ بِالْكِتْمَانِ، فَإِنَّ كُلَّ ذِي نِعْمَةٍ مَحْسُودٌ )) فَاَلَّذِيْنَ يَحْسُدُوْنَنَاْ عَلَىْ مَاْ أَنْعَمَ اَللهُ U بِهِ عَلَيْنَاْ كَثِيْرٌ، وَاَلْحَاْسِدُ لَاْ يَأْتِيَ مِنْهُ إِلَّاْ اَلْشَّر، وَلِذَلِكَ أَمَرَنَاْ اَللهُ U ، بِاَلْاِسْتِعَاْذَةِ مِنْ شَرِّ اَلْحَاْسِدِ إِذَاْ حَسَدَ ، فَقَاْلَ - تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ - } وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{ وَمِنْ اَلْشَّرِ: مَاْ يَكِيْدُ بِهِ اَلْيَهُوْدُ وَاَلْنَّصَاْرَىْ وَاَلْمَجُوْسُ وَأَذْنَاْبُهُمْ ، لِهَذِهِ اَلْبِلَاْدِ اَلْآمِنَةِ اَلْطَّاْهِرَةِ، اَلَّتِيْ لَاْ يُوْجَدُ عَلَىْ وَجْهِ اَلْأَرْضِ اَلْيَوْمَ، دَوْلَةٌ تُحَكِّمُ شَرْعَ اَللهِ U ، وَتُعْنَىْ بِشَعَاْئِرِهِ، وَتُحَرِّمُ مَاْ حَرَّمَ سُبْحَاْنَهُ غَيْرُهَاْ، وَلَاْ أَدَلُّ عَلَىْ حَسَدِ اَلْحَاْسِدِيْنَ، وَإِرَاْدَةِ اَلْشَّرِّ فِيْ بِلَاْدِ اَلْإِسْلِاَمْ وَاَلْمُسْلِمِيْنَ، مِنْ مُحَاْوَلَةِ تَفْجِيْرِ مَسْجِدِ رَسُوْلِ اَللهِ e، فِيْ شَهْرِ رَمَضَاْنَ، فَأَيُّ إِسْلَاْمٍ وَأَيُّ جِهَاْدٍ يَزْعُمُهُ هَؤُلَاْءِ ! فَلْيُبْشِرُوْا بِمَاْ يَسُوْئُهُمْ ، وَهِيَ نِهَاْيَتُهُمْ بِإِذْنِ اَللهِ تَعَاْلَىْ ، يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ: (( لاَ يَكِيدُ أَهْلَ المَدِينَةِ أَحَدٌ ، إِلَّا انْمَاعَ كَمَا يَنْمَاعُ المِلْحُ فِي المَاءِ ))، وَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ آخَر يَقُوْلُ e : (( مَنْ أَرَادَ أَهْلَ هَذِهِ الْبَلْدَةِ بِسُوءٍ )) يَعْنِي الْمَدِينَةَ (( أَذَابَهُ اللَّهُ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ )) .
فَاَتَّقُوْا اَللهَ -عِبَاْدَ اَللهِ- وَاَرْعَوُاْ نِعَمَ اَللهِ عَلَيْكُمْ ، بِذِكْرِهِ وَشُكْرِهِ ، وَاَلْحَذَرِ مِنْ أَعْدَاْءِ شَرْعِهِ ، بَاْدِرُوْا بِصِيَاْمِ سِتَّةِ أَيَّاْمٍ مِنْ شَهْرِ شَوَّاْل ، يَقُوْلُ e فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ : (( مَنْ صَام رمضانَ وأتْبَعَهُ بِستّ من شَوَّال كان كصيامِ الدَّهْرِ )) .
اللهُ أَكْبَر.... اللهُ أَكْبَر.... لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَاْ اَلْأَخَوَاْتِ اَلْمُسْلِمُاْت :
هَنِيْئَاً لَكُنَّ اَلْخُرُوْج لِهَذَاْ اَلْعِيْد، اِمْتِثَاْلَاً لِأَمْرِ نَبِيِّكُنَّ e ، فَأُوْصِيْكُنَّ بِتَقْوَىْ اَللهِ U ، وَاَمْتِثَاْلِ أَمْرِهِ ، وَاَلْحَذَرِ مِنْ اِرْتِكَاْبِ نَهْيِهِ، } قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ {، وَتَذَكَّرْنَ قَوْلَ اَلْنَّبِيَ e: (( الْمَرْأَةُ إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَأَحْصَنَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا فَلْتَدْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شَاءَتْ )) .
اللهُ أَكْبَر.... اللهُ أَكْبَر.... لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ
أَيُّهَاْ الْمُسْلِمُوْنَ :
إِنَّ مِنْ هَدْيِ نَبِيِكُمْ e ، فِيْ مِثْلِ هَذَاْ الْعِيْد ، مُخَاْلَفَةُ الْطَّرِيْقِ ، فَمَنْ جَاْءَ مِنْكُمْ إِلَىْ هَذَاْ الْمَسْجِدِ مَعَ طَرِيْقٍ ، فَلْيَعُدْ إِلَىْ بَيْتِهِ مِنْ طَرِيْقٍ آخَرٍ ، إِنْ أَمْكَنَ ذَلِكَ.
أَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنِيْ وَمِنْكُمْ صَاْلِحَ الأَعْمَاْلِ ، وَأَنْ يَجَعَلَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ فِيْ هَذَاْ الْعِيْدِ مِنْ الْفَاْئِزِيْن . اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ . اللَّهُمَّ أَرِنَا الحَقَّ حقَّاً وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ . اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا . رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلَينَا الإيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهِ إلَينَا الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانِ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ . اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ. اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ، وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَة.
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } . { سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { .
وللمزيد من الخطب السابقة لعيد الفطر المبارك تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=127
|