خِطْبَةُ عِيْدِ اَلْفَطْرِ عام 44هـ إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . أَمَّا بَعْدُ ، أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : تَقْوَى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ،﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - وَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ- بِأَنَّ يَوْمَكُمْ هَذَا ؛ يَوْمُ عِيدٍ وَأَكْلٍ وَشُرْبٍ وَشُكْرٍ وَذِكْرٍ للهِ تَعَالَى ، يَوْمُ فَرَحٍ وَسُرُورٍ لَكُمْ مَعْشَرَ الصَّائِمِينَ ؛ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَاذْكُرُوا اللهَ رَبَّكُمْ ، وَأَظْهِرُوا فِي هَذَا الْيَوْمِ فَرَحَكُمْ وَسُرُورَكُمْ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَحْتَفِلُونَ بِعِيدَيْنِ ، فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ : " كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُمَا : يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى " . وَأَخْرَجَ الشَّيْخَانِ وَأَحْمَدُ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : إِنَّ الْحَبَشَةَ كَانُوا يَلْعَبُونَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي يَوْمِ عِيدٍ ، فَاطَّلَعْتُ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ فَطَأْطَأَ لِي مَنْكِبَيْهِ ، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ مِنْ فَوْقِ عَاتِقِهِ حَتَّى شَبِعْتُ ثُمَّ انْصَرَفْتُ . فَلَا مَانِعَ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مِنَ اللَّهْوِ الْمُبَاحِ يَوْمَ الْعِيدِ ، وَهُوَ مَشْرُوعٌ لَا بَأْسَ بِهِ مَا لَمْ يَتَجَاوَزْ حُدُودَ الدِّينِ ، وَمَا لَمْ يُخِلَّ بِثَوَابِتِهِ . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : وَمِمَّا يَزِيدُ الْعِيدَ عِيدًا : اجْتِمَاعُهُ مَعَ عِيدٍ آخَرَ مَشْرُوعٍ ، هُوَ يَومُ الْجُمُعَةِ ، وَالْجُمُعَةُ يَوْمُ عِيدٍ لِلْمُسْلِمِينَ ، فَأَعْيَادُ الْمُسْلِمِينَ ثَلَاثَةٌ لَا رَابِعَ لَهَا : عِيدُ الْفِطْرِ وَعِيدُ الْأَضْحَى ، وَعِيدُ الْأُسْبُوعِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، لَيْسَ بِالْإِسْلَامِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَعْيَادٌ غَيْرُ هَذِهِ الْأَعْيَادِ الثَّلَاثَةِ ، لَيْسَ فِي الْإِسْلَامِ عِيدُ مَوْلِدِ نَبِيٍّ وَلَا تَوَلِّي زَعِيمٍ ، وَلَا عِيدُ انْتِصَارٍ عَلَى عَدُوٍّ ، وَلَا غَيْرُ ذَلِكَ . فَمِنْ نِعَمِ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ - : اجْتِمَاعُ عِيدَيْنِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ، وَلَا أَدَلَّ عَلَى ذَلِكَ مِنِ اهْتِمَامِ الشَّرْعِ بِذَلِكَ ، فَاجْتِمَاعُهُمَا لَهُ أَحْكَامٌ خَاصَّةٌ ، فَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - : أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ سَأَلَهُ : هَلْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ ! قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ ؟ قَالَ : صَلَّى الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ . فَقَالَ : " مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ " . وَفِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ : شَهِدْتُ الْعِيدَيْنِ مَعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - ، وَكَانَ ذَلِكَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَصَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ مِنْ أَهْلِ الْعَوَالِي فَلْيَنْتَظِرْ ، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ . فَمَنْ حَضَرَ صَلَاةَ الْعِيدِ ، فَإِنَّهُ يُرَخَّصُ لَهُ بِعَدَمِ حُضُورِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ، وَيُصَلِّيهِ ظُهْرًا فِي وَقْتِ صَلَاةِ الظُّهْرِ ، وَلَكِنْ إِنْ صَلَّى مَعَ النَّاسِ الْجُمُعَةَ فَهُوَ أَفْضَلُ ، أَمَّا الَّذِينَ لَمْ يَحْضُرُوا صَلَاةَ الْعِيدِ فَلَيْسَ لَهُمْ رُخْصَةٌ فِي حُضُورِ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ؛ لِأَنَّهَا وَاجِبَةٌ فِي حَقِّهِمْ ، وَلَا يُشْرَعُ - أَيُّهَا الْإِخْوِةُ - فِي هَذَا الْيَوْمِ الْأَذَانُ لِصَلَاةِ الظُّهْرِ ، هَذَا مَا أَفْتَى بِهِ الْعُلَمَاءُ بِنَاءً عَلَى أَحَادِيثِ الرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - .اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ : الْعِيدُ مُنَاسَبَةٌ كُبْرَى لِمُرَاجَعَةِ النَّفْسِ وَالْعَمَلِ ، وَإِصْلَاحِ ذَاتِ الْبَيْنِ ، وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَالرَّأْفَةِ بِالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ ، وَإِقَامَةِ أَمْرِ اللهِ فِي الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ، وَالْأُلْفَةِ وَالْمَحَبَّةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَالتَّزَاوُرِ وَالتَّهْنِئَةِ بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ . فَبَادِرُوا أَعْمَارَكُمْ ، وَتَنَافَسُوا فِيمَا بَيْنَكُمْ ، وَأَرُوا اللهَ مِنْ أَنْفُسِكُمْ خَيْرًا . أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ مُعِيدِ الْجُمَعِ وَالْأَعْيَادِ ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ مِنْ إِلَهٍ يَحْكُمُ بَيْنَ الْعِبَادِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، ﴿ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ : أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ ؛ اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى ، وَاعْلَمُوا بِأَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَشَّرَ الْمُسْتَقِيمِينَ عَلَى عِبَادَتِهِ ، وَالْمُسْتَمِرِّينَ فِي طَاعَتِهِ بِالسَّعَادَةِ الْكَامِلَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، فَقَالَ سُبْحَانَهُ : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ﴾ قَالَ الْعُلَمَاءُ : الِاسْتِقَامَةُ : هِيَ الْمُدَاوَمَةُ عَلَى الطَّاعَةِ . فَحَافِظُوا عَلَى الطَّاعَاتِ – يَا عِبَادَ اللهِ - وَبَادِرُوا بِصِيَامِ سِتَّةِ أَيَّامٍ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ ، فَإِنَّ نَبِيَّكُمْ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - يَقُولُ : " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ " . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ مِنَ السُّنَّةِ لِمَنْ خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَوْمَ الْعِيدِ مِنْ طَرِيقٍ أَنْ يَرْجِعَ مِنْ طَرِيقٍ آخَرَ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ـ وَإِظْهَارًا لِشَعَائِرِاللهِ . مَعْشَرَ النِّسَاءِ ؛ أَيَّتُهَا الْفَاضِلَاتُ ، مِنْ أُمَّهَاتٍ وَأَخَوَاتٍ وَزَوْجَاتٍ وَبَنَاتٍ ، وَخَالَاتٍ وَعَمَّاتٍ ؛ الْتَزِمْنَ بِآدَابِ الْإِسْلَامِ : ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا ، وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ﴾ . أَخَوَاتِي الْفَاضِلَاتُ ؛ احْذَرْنَ مَا تَفْعَلُهُ بَعْضُ النِّسَاءِ مِنْ كَشْفٍ لِلْعَوْرَاتِ ، وَإِظْهَارٍ لِلْمَفَاتِنِ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا بَعْدُ " وَذَكَرَ : " نِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مَائِلَاتٌ مُمِيلَاتٌ رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا " . احْذَرْنَ - أَيَّتُهَا الْمُسْلِمَاتُ - كَثْرَةَ اللَّعْنِ وَجُحُودَ مَا يَتَفَضَّلُ بِهِ الْأَزْوَاجُ ، فَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ لِأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ " . اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ : هَنِيئًا لَكُمْ عِيدُكُمْ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنَ الَّذِينَ يُنَادَى بِهِمْ : انْصَرِفُوا مَغْفُورًا لَكُمْ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ وَأَنْتَ فِي عَلْيَائِكَ أَنْ تَغْفِرَ لَنَا فِي مَقَامِنَا هَذَا أَجْمَعِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا عِبَادُكَ ، اجْتَمَعْنَا فِي هَذَا الْمَكَانِ نَرْجُو رَحْمَتَكَ وَنَأْمُلُ ثَوَابَكَ ، وَبِحَاجَةٍ لِفَضْلِكَ ، وَنَخَافُ عَذَابَكَ وَعِقَابَكَ ، فَاللَّهُمَّ حَقِّقْ لَنَا مَا نَرْجُو ، وَآمِنَّا مِمَّا نَخَافُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، وَبَارِكِ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ . وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَإِحْسَانِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامِ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ ، اللَّهُمَّ أَيِّدْ بِنَصْرِكَ الْمُبِينِ عِبَادَكَ الْمُجَاهِدِينَ ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهَيِّئْ لَهُمُ الْبِطَانَةَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ النَّاصِحِينَ . اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ وَارْحَمِ اللَّهُمَّ مَوْتَى الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ أَنْزِلْ مِنْ بَرَكَاتِ هَذَا الْيَوْمِ عَلَى أَهْلِ الْقُبُورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي قُبُورِهِمْ ، وَعَلَى أَهْلِ الدُّورِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي دُورِهِمْ ، اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتَنَا فِي الْأُمُورِ كُلِّهَا وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الْآخِرَةِ . رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ، وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ، وَآتِنَا ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الْمُحْسِنِينَ . سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . |