نِعْمَةُ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالْفُؤَادِ
الْحَمْدُ للهِ عَالِمِ الظَّاهِرِ وَالْمَكْنُونِ، الْمُحِيطِ
بِالْحَرَكَاتِ وَالسُّكُونِ ، } يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ
وَمَا يُعْلِنُونَ { }بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى
أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ {
، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ
، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ، }لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ
وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {
. وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، أَرْسَلَهُ }بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى
الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ { صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
اتَّقُوا
اللهَ U،
فَبِذَلِكَ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ فَقَالَ: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ
تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ {
فَاتَّقُوا اللهَ أَحِبَّتِي فِي اللهِ، وَاعْلَمُوا بِأَنَّهُ
مِنَ النِّعَمِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ، وَلَا تُعَوَّضُ
أَبَدًا، أَنْ يَجْعَلَ اللهُ U
لِلْإِنْسَانِ وَسَائِلَ يَتَعَلَّمُ مِنْ خِلَالِهَا ،
وَيُمَيِّزُ بِهَا مَا يَضُرُّهُ وَمَا يَنْفَعُهُ فِي دُنْيَاهُ وَفِي آخِرَتِهِ
يَقُولُ U : } وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ
مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ
وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ ،
فَهِيَ وَاللهِ نِعْمَةٌ إِلَاهِيَّةٌ عَظِيمَةٌ ، وَمِنَّةٌ رَبَّانِيَّةٌ
كَرِيمَةٌ، تَخْرُجُ مِنْ بَطْنِ أُمِّكَ لَا تَعْلَمُ شَيْئًا ، وَلَا تُدْرِكُ
مَا حَوْلَكَ، وَلَا تَشْعُرُ بِمَا يَدُورُ فِي مُحِيطِكَ، ثُمَّ يَرْزُقُكَ
اللهُ سَمْعًا تُدْرِكُ بِهِ الْأَصْوَاتَ، وَبَصَرًا تُحِسُّ بِهِ
الْمَرْئِيَّاتِ ، وَعَقْلًا تُمَيِّزُ مِنْ خِلَالِهِ مَا يَنْفَعُكَ وَمَا
يَضُرُّكَ فِي دُنْيَاكَ وَفِي آخِرَتِكَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ
السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ، تِلْكَ النِّعَمُ الْعَظِيمَةُ، أَنْعَمَ
اللهُ U
بِهَا عَلَى الْإِنْسَانِ لِكَيْ يَشْكُرَ، كَمَا فِي الْآيَةِ
الْكَرِيمَةِ : } وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ
وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { وَمِنْ شُكْرِ
اللهِ U
اسْتِخْدَامُ نِعَمِهِ فِي طَاعَتِهِ، وَهَذِهِ الْأَشْيَاءُ -أَيُّهَا
الإِخْوَةُ- مِنَ الْأَهَمِّيَّةِ بِمَكَانٍ، إِذَا كَانَ الْإِنْسَانُ يَسْمَعُ
وَيُبْصِرُ وَيَعْقِلُ، فَمَسْؤُولِيَّتُهُ عَظِيمَةٌ، أَمَّا إِذَا فَقَدَ هَذِهِ
الْأَشْيَاءَ فَإِنَّهُ غَيْرُ مَسْؤُولٍ ، أَيْ : غَيْرُ مُكَلَّفٍ، إِذَا كَانَ
لَا يَسْمَعُ وَلَا يَعْقِلُ وَلَا يُبْصِرُ فَإِنَّهُ لَا تَكْلِيفَ عَلَيْهِ، أَيْ:
مَرْفُوعٌ عَنْهُ الْقَلَمُ، مَهْمَا عَمِلَ فَإِنَّ اللهَ U
يَتَجَاوَزُ عَنْهُ، وَلَا يُحَاسِبُهُ ، أَمَّا إِذَا كَانَ يَسْمَعُ وَيُبْصِرُ
وَيَعْقِلُ، فَإِنَّهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: } إِنَّ السَّمْعَ
وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {
، سَوْفَ يُحَاسَبُ عَنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَفُؤَادِهِ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
أَهْلُ
الْإِيمَانِ -جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهُمْ- يَخْتَلِفُونَ عَنْ
غَيْرِهِمْ ، يَخْتَلِفُونَ عَنْ أَهْلِ النَّارِ يَخْتَلِفُونَ عَنِ الْكُفَّارِ
الَّذِينَ قَالَ اللهُ U عَنْهُمْ: }وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ
الْجِنِّ وَالْأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا
يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ {
نَعَمْ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- أَهْلُ الْإِيمَانِ يُسَخِّرُونَ سَمْعَهُمْ
وَأَبْصَارَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ لِكُلِّ مَا يُقَرِّبُهُمْ مِنَ اللهِ، وَلِكُلِّ
مَا يَكُونُ لَهُمْ عَوْنًا عَلَى عِبَادَةِ اللهِ U،
كَمَا قَالَ تَعَالَى: }إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ
قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ {
، وَكَمَا قَالَ U : }فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ{ هَؤُلَاءِ
أَهْلُ الْإِيمَانِ الَّذِينَ يُرِيدُونَ اللهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ ، } إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ
آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ {
، وَلَكِنْ تَأَمَّلْ حَالَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، الَّذِينَ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا
أَسْمَاعَهُمْ وَعُقُولَهُمْ لِمَا خُلِقَتْ مِنْ أَجْلِهِ، أَتَدْرُونَ -أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ- مَاذَا يَقُولُونَ؟ يَقُولُونَ كَمَا قَالَ تَعَالَى: } وَقَالُوا لَوْ كُنَّا
نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ { فِي جَهَنَّمَ
وَيَلُومُونَ أَنْفُسَهُمْ، وَيَتَنَدَّمُونَ عَلَى حَالِهِمْ، وَلَكِنْ لَا
يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ، قَالَ U: }فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا
لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ {
يَقُولُ النَّبِيُّ e فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ:
(( لَنْ يَهْلِكَ
النَّاسُ حَتَّى يُعْذَرُوا مِنْ أَنْفُسِهِمْ )) .
فَيَا
أَخِي الْمُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ، إِذَا سَلِمَ لَكَ سَمْعُكَ وَبَصَرُكَ
وَقَلْبُكَ، فَقَدْ قَامَتْ عَلَيْكَ الْحُجَّةُ، فَلْتَشْكُرِ اللهَ U
الَّذِي بِاسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يَسْلُبَكَ هَذِهِ النِّعْمَةَ، أَوْ يَجْعَلَكَ
-بِسَبَبِ ذُنُوبِكَ وَمَعَاصِيكَ- مِنَ الَّذِينَ يَلُومُونَ أَنْفُسَهُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ، وَيَعْتَرِفُونَ بِتَقْصِيرِهِمْ وَذُنُوبِهِمْ، فَاللهَ .. اللهَ،
اسْتَخْدِمْ هَذِهِ الْجَوَارِحَ بِمَا يُقَرِّبُكَ مِنْ خَالِقِكَ وَمَوْلَاكَ، الَّذِي
أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْكَ، وَاحْذَرْ أَنْ يَكُونَ فِيكَ شَبَهٌ مِنَ الَّذِينَ
ذَكَرَهُمُ اللهُ بِقَوْلِهِ: }مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ
مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ {
.
أَسْأَلُهُ U أَنْ يَفْتَحَ مَسَامِعَ قُلُوبِنَا ، اللَّهُمَّ يَا مُقَلِّبَ
الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قُلُوبَنَا عَلَى دِينِكَ وَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ
مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
إِنَّنَا
وَاللهِ بِحَاجَةٍ إِلَى أَنْ نُسَخِّرَ وَنَسْتَعْمِلَ أَسْمَاعَنَا
وَأَبْصَارَنَا وَعُقُولَنَا لِمَا يُقَرِّبُنَا إِلَى اللهِ U
، وَهِيَ كَذَلِكَ عِنْدَمَا تُسْتَعْمَلُ وَفْقَ مَا يُرِيدُ الْمُنْعِمُ بِهَا
وَهُوَ اللهُ سُبْحَانَهُ، وَإِلَيْكُمْ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- حَادِثَةً
عَجِيبَةً حَدَثَتْ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ e
، تَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ مَا أَرَدْنَا الْحَدِيثَ عَنْهُ .
قَدِم
الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ t
مَكَّةَ وَرَسُولُ اللهِ e بِهَا، فَجَاءَهُ رِجَالٌ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ،
وَحَذَّرُوهُ مِنَ النَّبِيِّ e، وَطَلَبُوا مِنْهُ عَدَمَ الِاسْتِمَاعِ
لِمَا يَقُولُهُ e، يَقُولُ الطُّفَيْلُ t:
مَا زَالُوا بِي – أَيْ : كُفَّارُ قُرَيْشٍ- حَتَّى أَجْمَعْتُ عَلَى أَلَّا
أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا، وَلَا أُكَلِّمَهُ، حَتَّى حَشَوْتُ فِي أُذُنَيَّ
حِينَ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ كُرْسُفًا (يَعْنِي : قُطْنًا) فَرَقًا مِنْ
أَنْ يَبْلُغَنِي شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِ، وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَهُ.
فَأَبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي، فَسَمِعْتُ كَلَامًا حَسَنًا، فَقُلْتُ
فِي نَفْسِي: وَاثُكْلَ أُمِّي، وَاللهِ إِنِّي لَرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ، مَا
يَخْفَى عَلَيَّ الْحَسَنُ مِنَ الْقَبِيحِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَسْمَعَ
مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ؟ فإِنْ كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا
قَبِلْتُهُ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ؟!
فَمَكَثْتُ
حَتَّى انْصَرَفَ إِلَى بَيْتِهِ، ثُمَّ اتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ
دَخَلْتُ مَعَهُ، فَقُلْتُ: يَا مُحَمَّدُ! إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا كَذَا وَكَذَا
-الَّذِي قَالُوا لِي- فَوَاللهِ مَا تَرَكُونِي، يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ، حَتَّى
سَدَدْتُ أُذُنَيَّ بِكُرْسُفٍ لِئَلَّا أَسْمَعَ قَوْلَكَ، ثُمَّ إِنَّ اللهَ أَبَى
إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِيهِ، فَسَمِعْتُ قَوْلًا حَسَنًا! فَاعْرِضْ عَلَيَّ
أَمْرَكَ. فَلَمَّا عَرَضَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ e
الْإِسْلَامَ وَتَلَا عَلَيْهِ الْقُرْآنَ أَسْلَمَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
وَأَرْضَاهُ .
فَاتَّقُوا
اللهَ يَا عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا مَا يَصُدُّكُمْ عَنِ امْتِثَالِ أَمْرِ
اللهِ U
، وَمَا يُبْعِدُكُمْ عَنِ اتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ e
.
أَسْأَلُ اللهَ U أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ اهْدِ ضَالَّ
الْمُسْلِمِينَ ، وَارْزُقْنَا جَمِيعًا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ ، وَاجْعَلْنَا
مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الْمُخْلَصِينَ .
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ ، وَأَذِلَّ
الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ ، وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا
هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ آمِنَّا
فِي أَوْطَانِنَا وَاسْتَعْمِلْ عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلِ اللَّهُمَّ
وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاكَ
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا
نَسْأَلُكَ الثَّبَاتَ فِي الْأَمْرِ ، وَالْعَزِيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ ،
وَنَسْأَلُكَ شُكْرَ نِعْمَتِكَ ، وَحُسْنَ عِبَادَتِكَ ، وَنَسْأَلُكَ قُلُوبًا
سَلِيمَةً ، وَأَلْسِنَةً صَادِقَةً .
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا
لَكَ شَكَّارِينَ ، لَكَ ذَكَّارِينَ ، لَكَ رَهَّابِينَ ، لَكَ مُطِيعِينَ
إِلَيْكَ مُخْبِتِينَ إِلَيْكَ أَوَّاهِينَ مُنِيبِينَ . اللَّهُمَّ رَبَّنَا
تَقَبَّلْ تَوْبَاتِنَا ، وَاغْسِلْ حَوْبَاتِنَا ، وَأَجِبْ دَعَوَاتِنَا ،
واهْدِ قُلُوبَنَا ، وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنَا ، وَثَبِّتْ حُجَّتَنَا ، وَاسْلُلْ
سَخِيمَةَ قُلُوبِنَا . اللَّهُمَّ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ .
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ
وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ
يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ
أَكْبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|