إِشَارَاتٌ لِبَعْضِ حُقُوقِ ذَوِي
الِاحْتِيَاجَاتِ
} الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي
الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ {، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيمِ
سُلْطَانِهِ ، } لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ
الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
إِلَيْهِ الْمَصِيرُ { . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الْبَشِيرُ
النَّذِيرُ، وَالسِّرَاجُ الْمُنِيرُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، }يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي
الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا
عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عز وجل وَصِيَّتُهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{
، فَاتَّقُوا اللهَ -أَحِبَّتِي فِي اللهِ- جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ
عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
الْمُؤْمِنُونَ :
فِي
صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنسٍ رضي الله عنه؛ أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ
اللهِ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : (( يَا أُمَّ فُلَانٍ ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ؛
حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ ))، فَخَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ
، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا. يَقُولُ
النَّوَوِيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَفِيهَا صَبْرُهُ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمَشَقَّةِ فِي نَفْسِهِ
لِمَصْلَحَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَإِجَابَتُهُ مَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً، وَبَيَانُ تَوَاضُعِهِ؛ بِوُقُوفِهِ مَعَ الْمَرْأَةِ
الضَّعِيفَةِ ، «خَلَا مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ» أَيْ : وَقَفَ مَعَهَا فِي
طَرِيقٍ مَسْلُوكٍ لِيَقْضِيَ حَاجَتَهَا وَيُفْتِيَهَا فِي الْخَلْوَةِ، وَلَمْ
يَكُنْ ذَلِكَ مِنَ الْخَلْوَةِ بِالْأَجْنَبِيَّةِ؛ فَإِنَّ هَذَا كَانَ فِي
مَمَرِّ النَّاسِ وَمُشَاهَدَتِهِمْ إِيَّاهُ وَإِيَّاهَا، لَكِنْ لَا
يَسْمَعُونَ كَلَامَهَا؛ لِأَنَّ مَسْأَلَتَهَا مِمَّا لَا يُظْهِرُهُ، وَاللَّهُ
أَعْلَمُ» .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
فَوُقُوفُ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
وَهُوَ أَعْظَمُ رَجُلٍ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ، لِقَضَاءِ حَاجَةِ امْرَأَةٍ فِي
عَقْلِهَا شَيْءٌ، فِيهِ دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى وُجُوبِ الِاهْتِمَامِ
بِالضَّعَفَةِ وَالْمَسَاكِينِ، وَذَوِي الْحَاجَاتِ الْخَاصَّةِ، وَأَنَّ
رِعَايَتَهُمْ وَالِاعْتِنَاءَ بِهِمْ وَقَضَاءَ حَوَائِجِهِمْ مِنَ الدِّينِ،
وَمِمَّا يَأْمُرُ بِهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَيَحُثُّ عَلَيْهِ خَاتَمُ
الْأَنْبِيَاءِ وَإِمَامُ الْمُرْسَلِينَ .
بَعْضُ
النَّاسِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- لِجَهْلِهِ وَقِلَّةِ دِينِهِ وَعَدَمِ خَوْفِهِ
مِنْ رَبِّهِ، يَنْظُرُ إِلَى هَؤُلَاءِ الْمُبْتَلَيْنَ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً ،
نَظْرَةً دُونِيَّةً، فِيهَا شَيْءٌ مِنَ الِازْدِرَاءِ وَالِاحْتِقَارِ، بَلْ
بَعْضُهُمْ يَتَجَاوَزُ ذَلِكَ إِلَى الِاسْتِهْزَاءِ بِهِمْ، وَمُحَاكَاةِ
حَرَكَاتِهِمْ، وَهَذَا أَمْرٌ لَا يَجُوزُ، مُحَرَّمٌ شَرْعًا، وَمَنْ قَامَ بِهِ
أَوْ تَجَرَّأَ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ؛ فَفِي حَدِيثٍ صَحَّحَهُ
الْأَلْبَانِيُّ عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( مَنْ رَأَى مُبْتَلًى
فَقَالَ : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ ،
وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا؛ لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ
الْبَلَاءُ )) .
فَاحْذَرْ
-أَخِي الْمُسْلِمُ- أَنْ يَأْتِيَ فِي نَفْسِكَ شَيْءٌ بِسَبَبِ ابْتِلَاءِ اللهِ تعالى لِخَلْقِهِ؛ فَفِي حَدِيثٍ سَنَدُهُ صَحِيحٌ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ، عَنِ
ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ كَانَ يَجْتَنِي سِوَاكًا مِنَ الْأَرَاكِ،
وَكَانَ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ، فَجَعَلَتِ الرِّيحُ تَكْفَؤُهُ، فَضَحِكَ
الَقَوْمُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (( مِمَّ تَضْحَكُونَ؟! ))،
قَالُوا : يَا نَبِيَّ اللهِ، مِنْ دَقِّةِ سَاقَيْهِ، فَقَالَ: (( وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ ، لَهُمَا أَثْقَلُ فِي الْمِيزَانِ مِنْ أُحُدٍ )).
وَقَدْ عَاتَبَ اللهُ عز وجل نَبِيَّهُ صلى الله عليه وسلم فِي قِصَّةِ
الْأَعْمَى؛ عَبْدِاللهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ؛ عِنْدَمَا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
فَأَعْرَضَ عَنْهُ لِانْشِغَالِهِ فِي دَعْوَةِ سَادَةِ كُفَّارِ مَكَّةَ،
عَاتَبَهُ اللهُ عز وجل بِقَوْلِهِ : }عَبَسَ وَتَوَلَّى. أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى .
وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى.
أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى . فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى. وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى. وَأَمَّا
مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى. وَهُوَ يَخْشَى
. فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّـى{
.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ
بَعْضَ النِّعَمِ الَّتِي تُسْلَبُ ابْتِلَاءً مِنَ اللهِ عز وجل لِخَلْقِهِ ،
قَدْ تَكُونُ سَبَبًا لِتَمَيُّزِهِمْ عَنْ غَيْرِهِمْ، }وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ
وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{
وَكَمْ مِنْ مُجْرِمٍ عَاصٍ يَعْصِي اللهَ عز وجل بِنِعَمِهِ
سُبْحَانَهُ، وَكَمْ مِنْ مُبْتَلًى رَفَعَ اللهُ قَدْرَهُ وَأَعْلَى مَنَازِلَهُ
فيِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ فَفِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم
كَانَ
صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ يَسْتَخْلِفُ ابْنَ أُمِّ مَكْتُومٍ عَلَى
الْمَدِينَةِ، وَكَانَ مُؤَذِّنًا لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم
وَهُوَ أَعْمَى . وَاخْتَارَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُعَاذَ بْنَ
جَبَلٍ رضي الله عنه قَاضِيًا وَأَمِيرًا عَلَى الْيَمَنِ وَهُوَ أَعْرَجُ .
فَاَلْإِعَاْقَةُ
مَاْهِيَ إِلَّاْ اِبْتِلَاْءٌ مِنْ اَللهُ عز وجل، وَقَدْ جَاْءَتِ الْبِشَارَةُ
فِي الشَّرْعِ بِالْجَنَّةِ ، لِمَنْ يَصْبِرُ عَلَى بَعْضِ الْإِعَاقَاتِ؛
كَفَقْدِ الْبَصَرِ ، يَقُوْلُ
اَلْنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّ اللَّهَ قَالَ: إِذَا
ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الجَنَّةَ
)) يُرِيدُ: عَيْنَيْهِ.
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ، وَاحْمَدُوهُ عَلَى
عَافِيَتِهِ ، وَاحْذَرُوا مَا يُسَبِّبُ سَخَطَهُ وَغَضَبَهُ .
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ
الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ :
}وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ
قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ
وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {
.
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي
وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ . أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فَإِنَّهُ
هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
ذَوُو
الِاحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ لَهُمْ مَكَانَةٌ عَظِيمَةٌ فِي الدِّينِ،
وَالِاعْتِنَاءُ بِهِمْ وَقَضَاءُ حَوَائِجِهِمْ قُرْبَةٌ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ؛
فَفِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه سَنَّ أَوَّلَ نِظَامٍ
اجْتِمَاعِيٍّ لِحِمَايَةِ الْمُسْتَضْعَفِينَ وَالْمُقْعَدِينَ وَالْأَطْفَالِ،
وَفَرَضَ لِلْمَفْطُومِ وَالْمُسِنِّ وَالْمُعَاقِ فَرِيضَةً إِضَافِيَّةً مِنْ
بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ. وَفِي عَهْدِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِالْعَزِيزِ، أَمَرَ
بِإِحْصَاءِ الْمُعَاقِينَ، وَخَصَّصَ مُرَافِقًا لِكُلِّ كَفِيفٍ، وَخَادِمًا
لِكُلِّ مُقْعَدٍ. وَحَتَّى فِي وَقْتِنَا هَذَا -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- تَعْتَنِي
الدَّوْلَةُ -وَفَّقَهَا اللهُ- بِذَوِي الِاحْتِيَاجَاتِ الْخَاصَّةِ عِنَايَةً
كَبِيرَةً، بَنَتَ لَهُمُ الدُّورَ الْخَاصَّةَ، سَهَّلَتْ لَهُمُ الطُّرُقَاتِ
الْعَامَّةَ، أَمَرَتْ لَهُمْ بِالْوَظَائِفِ الْمُنَاسِبَةِ، جَعَلَتْهُمْ
يَعِيشُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ كَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَصِحَّاءِ، بَلْ أَحْيَانًا
يُقَدَّمُونَ عَلَى غَيْرِهِمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَشْيَاءِ، وَهَذِه حَسَنَةٌ
مِنْ حَسَنَاتٍ كَثِيرَةٍ لِوُلَاةِ أَمْرِنَا .
نَسْأَلُ اللهَ عز وجل أَنْ يَجْعَلَ مَا يُقَدِّمُونَ
لِلْمُسْلِمِينَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِمْ ، وَأَنْ يَكُونَ سَبَبًا لِرَفْعِ
دَرَجَاتِهِمْ ، وَإِعْلَاءِ مَنَازِلِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، إِنَّهُ
سَمِيعٌ مُجِيبٌ .
هَذَا ، وَصَلُّوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ
الْمُنِيرِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ، فَقَالَ جَلَّ
مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا: }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا{
، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، يَقُولُ
صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا
عَشْرًا»، فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا
مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ
التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى
يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ
يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ
الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ،
وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ
بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ أَمْرِنَا ،
وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ، مَا ظَهَرَ
مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا أَوْ
أَرَادَ بِلَادَنَا أَوْ شَبَابَنَا أَوْ نِسَاءَنَا بِسُوءٍ، اللَّهُمَّ
فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ
سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيز .
}رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{
.
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {
.
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |