لِلْأَبْنَاءِ نِعْمَةُ وُجُوْدِ اَلْآبَاْءِ
الْحَمْدُ للهِ ،الَّذِي خَلَقَ الْخَلْقَ بِقُدْرَتِهِ، وَمَنَّ عَلَى مَنْ شَاءَ بِطَاعَتِهِ، وَخَذَلَ مَنْ شَاءَ بِحِكْمَتِهِ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، لَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ تَقَرَّبَ إِلَيْهِ بِعِبَادَتِهِ، وَلَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ لِكَمَالِ غِنَاهُ وَعَظِيمِ عِزَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ فِي إِلَاهِيَّتِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ خِيرَتُهُ مِنْ خَلِيقَتِهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَابَتِهِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْمَرْءُ فِي حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي كِتَابِهِ : ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾، وَيَقُولُ أَيْضًا : ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾، فَاتَّقُوا اللهَ -أَحِبَّتِي فِي اللهِ- وَاعْلَمُوا -رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ- بِأَنَّ وُجُودَ الْأَبِ فِي الْحَيَاةِ ، مِنَّةٌ إِلَاهِيَّةٌ كَرِيمَةٌ ، وَنِعْمَةٌ رَبَّانِيَّةٌ عَظِيمَةٌ ، يُنْعِمُ بِهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى مَنْ شَاءَ مِنْ عِبَادِهِ ، تَسْتَحِقُّ شُكْرَ الْمُنْعِمِ بِهَا وَهُوَ اللهُ سُبْحَاْنَهُ ، وَمِنْ شُكْرِهَا الْقِيَامُ بِمَا يَجِبُ لَهَا ، وَالْحِرْصُ عَلَى مَا يَنْبَغِي تَأْدِيَتُهُ مِنْ أَجْلِهَا ، وَهِيَ نِعْمَةٌ لَا يُمْكِنُ تَعْوِيضُهَا ، وَيَسْتَحِيلُ إِيجَادُهَا بَعْدَ فَقْدِهَا . مِنْ أَيْنَ لِلنَّاسِ آبَاءٌ عِنْدَمَا يَفْقِدُونَ آبَاءَهُمْ ؟ الزَّوْجَةُ قَدْ تُعَوَّضُ بِزَوْجَةٍ أَفْضَلَ مِنْهَا ، وَالِابْنُ قَدْ يُعَوَّضُ بِابْنٍ أَبَرَّ مِنْهُ ، وَالصَّدِيقُ قَدْ يُعَوِّضُ فَقْدَهُ أَصْدِقَاءُ كُثُرٌ ، وَلَكِنَّ الْأَبَ لَا يُعَوِّضُهُ أَحَدٌ بَعْدَ مَوْتِهِ، وَاللهِ لَا تُعَوِّضُهُ جَمْعِيَّةٌ خَيْرِيَّةٌ ، وَلَا عَمٌّ وَلَا خَالٌ وَلَا أَخٌ وَلَاْ قَرِيْبٌ وَلَاْ بَعِيْدٌ ، فَوُجُودُهُ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ ، وَمِنَّةٌ كَرِيمَةٌ ، وَلِذَلِكَ وَصَّى بِهِ رَبُّ الْعَالَمِينَ ، وَأَوْجَبَ بِرَّهُ الدِّينُ ، وَحَثَّ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِ خَاتَمُ الْأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، تَأَمَّلْ ، حَتَّى لَوْ كَانَ مُشْرِكًا كَافِرًا بِاللهِ تَعَالَى ، يَجِبُ الْقِيَامُ بِحُقُوقِهِ وَتَأْدِيَةُ وَاجِبَاتِهِ ، وَهَذَا مِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّتِهِ ، وَمِقْدَارِ نِعْمَةِ وُجُودِهِ ، بَلْ ـ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـ حَتَّى لَوْ كَانَ يَبْذُلُ مَا بِوُسْعِهِ لِفَسَادِ وَضَلَالِ أَبْنَائِهِ ، عَلَيْهِمْ أَنْ لَا يُطِيعُوهُ فِي ذَلِكَ ، وَإِنَّمَا يُحْسِنُونَ إِلَيْهِ ، وَلَا يُسِيئُونَ لَهُ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ﴾ . فَوُجُودُ الْأَبِ فِي الْحَيَاةِ ؛ نِعْمَةٌ مِنْ أَعْظَمِ نِعَمِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلَكِنَّنَا فِي زَمَانٍ نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ ، صَارَ بَعْضُ الْآبَاءِ عِنْدَ أَبْنَائِهِمْ ، كَمَكَائِنِ صَرْفِ النُّقُودِ ، لَا قِيمَةَ لَهَا إِلَّا عِنْدَ سَحْبِ الْمَالِ ، وَتَسْدِيدِ الْفَوَاتِيرِ ، وَتَجْمِيلِ أَرْصِفَةِ الشَّوَارِعِ . كَثِيرٌ هُمْ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- الَّذِينَ لَا يَسْتَشْعِرُونَ نِعْمَةَ وُجُودِ آبَائِهِمْ ، وَلَا يَقُومُونَ بِمَا أَوْجَبَ اللهُ عَلَيْهِمْ لَهُمْ ، وَيَفْعَلُونَ أَفْعَالًا قَدْ تَصِلُ بِهِمْ إِلَى أَعْلَى دَرَجَاتِ اَلْعُقُوْقِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كُلُّ ذُنُوبٍ يُؤَخِّرُ اللهُ مِنْهَا مَا شَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، إِلَّا الْبَغْيَ وَعُقُوقَ الْوَالِدَيْنِ ، أَوْ قَطِيعَةَ الرَّحِمِ ، يُعَجَّلُ لِصَاحِبِهَا فِي الدُّنْيَا قَبْلَ الْمَوْتِ » . فَكَثِيْرٌ هُمُ اَلَّذِيْنَ يَعُقُوْنَ آبَاْءَهُمْ ، وَيَتَسَبَّبُوْنَ فِيْ إِيْذَاْئِهِمْ ، وَقَدْ يَكُوْنُوْنَ سَبَبَاً فِيْ بَعْضِ أَمْرَاْضِهِمْ ، وَيَاْلَيْتَهُمْ سَأَلُوْا مَنْ فَقَدُوْا آبَاْءَهُمْ !! لَيْتَهُمْ سَأَلُوْا مَنْ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَنْتَظِرُهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ المْدَرْسَةِ كَزُمَلَاْئِهِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ مَنْ يَذْهَبُ بِهِ إِلَى الطَّبِيبِ كَأَقْرَاْنِهِ ، وَمَنْ تَصَدَّرَ اسْمُهُ كُشُوفَ أَيْتَامِ الْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ ، يَتَقَرَّبُ اَلْنَّاْسُ إِلَىْ اَللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِمَسْحِ رَأْسِهِ . لَيْتَهُمْ سَأَلُوا مَنْ يَنَامُونَ عِنْدَ مُكَيِّفٍ وَاحِدٍ ، وَفِي غُرْفَةٍ وَاحِدَةٍ ، خَشْيَةَ فَوَاتِيرِ الْكَهْرَبَاءِ ، وَاسْتَبْدَلُوا إِبَرَ اْلسُّكَّرِ بِالْحُبُوبِ ، لِعَجْزِهِمْ وَفَقْرِهِمْ وَقِلَّةِ حِيلَتِهِمْ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِمْ . لَيْتَهُمْ سَأَلُوا يَتِيمَةً فِي الْعِشْرِينَ ، خَرَجَتْ لِتَحْفَظَ كَرَامَتَهَا وَكَرَامَةَ أُمِّهَا وَإِخْوَتِهَا ، يَتَأَمَّرُ عَلَيْهَا وَافِدٌ وَيَتَحَكَّمُ بِهَا ؛ مِنْ أَجْلِ رِيَالَاتٍ يَصْرِفُهَا آخِرَ الشَّهْرِ بَعْدِ إِهَانَةٍ وَمَذَلَّةٍ وَمَشَقَّةٍ . لَيْتَهُمْ سَأَلُوا مَنْ لَمْ تَجِدْ مَنْ يَعْقِدُ زَوَاجَهَا ، وَمَنْ يَخْتَارُ شَرِيكَ حَيَاتِهَا ، وَصَارَ يَتَحَكَّمُ بِهَا مَنْ لَا يَهْتَمُّ بِمَصْلَحَتِهَا وَبِمَا يَنْفَعُهَا . فَعَدَمُ الِاهْتِمَامِ بِالْأَبِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- وَإِهْمَالُ حُقُوقِهِ ، وَعَدَمُ اسْتِشْعَارِ نِعْمَةِ وُجُودِهِ ، دَلِيلُ انْحِرَافٍ وَضَيَاعٍ ، وَبُرْهَانُ جُحُودٍ وَفَسَادٍ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا *وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ ، وَقَضَى أَيْ : أَمَرَ ، ﴿فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ﴾ ، يَقُولُ الطَّبَرِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ : فَلَا تُؤَفِّفْ مِنْ شَيْءٍ تَرَاهُ مِنْ أَحَدِهِمَا أَوْ مِنْهُمَا مِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ النَّاسُ، وَلَكِنِ اصْبِرْ عَلَى ذَلِكَ مِنْهُمَا، وَاحْتَسِبْ فِي الْأَجْرِ صَبْرَكَ عَلَيْهِ مِنْهُمَا، كَمَا صَبَرَا عَلَيْكَ فِي صِغَرِكَ. تَقُوْلُ إِحْدَاْهُنَّ لَمَّاْ عَاْتَبَهَاْ أَبُوْهَاْ ؛ أَنْتَ إِنْسَاْنٌ رَجْعِيٌ ، وَتَتَحَسَّبُ عَلَيْهِ ، وَآخَرُ يَقُوْلُ : هَذَاْ كَبِيْرُ سِنٍّ لَاْ يَفْقَهُ شَيْئَاً ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاشْكُرُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نِعَمِهِ ، وَمِنْهَاْ وُجُوْدُ آبَاْئِكُمْ إِنْ وُجِدِوْا ، فَكَمْ مِنْ عَاْقِلٍ يَتَمَنَّىْ وُجُوْدَ أَبِيْهِ ، لِيُقَبِّلَ تُرَاْبَ أَقْدَاْمِهِ ، ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ . بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى أَهَمِّيَّةِ الْأَبِ : اهْتِمَامُ الدِّينِ بِهِ حَتَّى بَعْدَ مَوْتِهِ ، حَيْثُ جَعَلَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ بِرِّهِ ، وَصْلُ أَصْدِقَائِهِ وَإِخْوَانِهِ ، فَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ـ رَحِمَهُ اللهُ ـ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ؛عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا -؛ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ، فَقَالَ ابْنُ دِينَارٍ : فَقُلْنَا لَهُ : أَصْلَحَكَ اللَّهُ ، إِنَّهُمُ الأَعْرَابُ ، وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ ! فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : "إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ". فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَأَنْتُمْ يَا مَنْ أَنْعَمَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ بِوُجُودِ آبَائِكُمْ ، اسْتَغِلُّوا هَذِهِ النِّعْمَةَ ، فَفِي الْحَدِيثِ الَّذِي صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللهُ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الوالِدُ أَوْسَطُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَإِنْ شِئْتَ فَأَضِعْ ذَلِكَ الْبَابَ أَوِ احْفَظْهُ " . وَاحْذَرُوا يَا عِبَادَ اللهِ غَضَبَ آبَائِكُمْ ، فَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ ، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : «ثَلَاثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لَا شَكَّ فِيهِنَّ ؛ دَعْوَةُ الْمَظْلُومِ ، وَدَعْوَةُ الْمُسَافِرِ ، وَدَعْوَةُ الْوَالِدِ عَلَى وَلَدِهِ » . أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُعِينَنَا عَلَى بِرِّ آبَائِنَا، وَيَرْزُقَنَا رِضَاهُمْ عَنَّا، وَيَعْفُوَ عَنْ تَقْصِيرِنَا ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْ لِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ذَنْبًا إِلَّا غَفَرْتَهُ ، وَلَا هَمًّا إِلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَلَا كَرْبًا إِلَّا نَفَّسْتَهُ ، وَلَا عَسِيرًا إِلَّا يَسَّرْتَهُ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا ، اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ حَيًّا فَمَتِّعْهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ بَيْنَ يَدَيْكَ ، فَتَجَاوَزْ عَنْهُ يَا رَحْمَنُ ، وَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ ، اللَّهُمَّ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَسْرُورًا فَزِدْهُ كَرَامَةً وَحُبُورًا ، وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مَحْزُونًا فَبَدِّلْ حُزْنَهُ فَرَحًا وَسُرُورًا . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ عِبَادَ اللهِ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ .فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ،وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ،وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا: http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|