اَلْإِيْمَاْنُ بِاَللهِ
اَلْحَمْدُ للهِ
اَلَّذِيْ } لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ
الْخَبِيرُ {،
أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ : } يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ {.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ
{.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، اَلْبَشِيْرُ اَلْنَّذِيْرُ،
وَاَلْسِّرَاْجُ اَلْمُنِيْرُ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، } يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ
فِي السَّعِيرِ {
.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U
وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، يَقُوْلُ U
فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{
، فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ
مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
أَيْنَ اَللهُ ؟ أَيْنَ
اَللهُ ؟ فِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ : كَانَتْ لِي جَارِيَةٌ تَرْعَى غَنَمًا
لِي قِبَلَ أُحُدٍ وَالْجَوَّانِيَّةِ، فَاطَّلَعْتُ ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا
الذِّيبُ قَدْ ذَهَبَ بِشَاةٍ مِنْ غَنَمِهَا، وَأَنَا رَجُلٌ مِنْ بَنِي آدَمَ،
آسَفُ كَمَا يَأْسَفُونَ ـ أَيْ أَغْضَبُ كَمَاْ يَغْضَبُ غَيْرِيْ مِنْ
اَلْنَّاْسِ ـ لَكِنِّي صَكَكْتُهَا
صَكَّةً ـ أَيْ لَطَمَهَاْ لَطْمَةً ، ضَرَبَهَاْ ـ يَقُوْلُ : فَأَتَيْتُ رَسُولَ
اللهِ e
فَعَظَّمَ ذَلِكَ عَلَيَّ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَلَا أُعْتِقُهَا ؟
قَالَ e
: (( ائْتِنِي
بِهَا )) ، فَأَتَيْتُهُ بِهَا ، فَقَالَ لَهَا : (( أَيْنَ اللهُ ؟ )) ، قَالَتْ : فِي السَّمَاءِ ،
قَالَ e : (( مَنْ أَنَا ؟ )) ، قَالَتْ : أَنْتَ رَسُولُ
اللهِ ، قَالَ e : (( أَعْتِقْهَا ، فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ )) .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ
فِي الْمَعَالِمِ : قَوْلُهُ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ ، وَلَمْ يَكُنْ
ظَهَرَ لَهُ مِنْ إِيمَانِهَا ، أَكْثَرُ مِنْ قَوْلِهَا حِينَ سَأَلَهَا : أَيْنَ
اللَّهُ ؟ قَالَتْ فِي السَّمَاءِ . وَسَأَلَهَاْ مَنْ أَنَاْ ؟ فَقَاْلَتْ رَسُوْلُ
اَللهِ . فَإِنَّ هَذَا سُؤَالٌ عَنْ أَمَارَةِ الْإِيمَانِ وَسِمَةِ أَهْلِهِ ، وَلَيْسَ
بِسُؤَالٍ عَنْ أَصْلِ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَتِهِ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
اَلْشَّاْهِدُ مِنْ هَذَاْ
اَلْحَدِيْثِ قَوْلُ اَلْنَّبِيِّ e لِمُعَاْوُيَةَ : (( أَعْتِقْهَاْ فَإِنَّهَاْ مُؤْمِنَةٌ ))، أَيْ مُؤْمِنَةٌ
بِاَللهِ U
، وَمُؤْمِنَةٌ بِرَسُوْلِهِ e ، وَاَلْدَّلِيْلُ قَوْلُهَاْ: اَللهُ فِيْ
اَلْسَّمَاْءِ ، وَاَلَّذِيْ يُكَلِّمُهَاْ رَسُوْلُ اَللهِ e
، فَفِيْ ذَلِكَ عَلَاْمَةُ اَلْإِيْمَاْنِ وَسِمَةُ أَهْلِهِ ، لِأَنَّ اَلْإِيْمَاْنَ
بِاَللهِ U
، يَكُوْنُ بِاِلْاِعْتِقَاْدِ وَاَلْقَوْلِ وَاَلْعَمَلِ، تَعْتَقِدُ
بِقَلْبِكَ اِعْتِقَاْدَاً جَاْزِمَاً بِاَللهِ U،
وَبِرَسُوْلِهِ مُحَمَّدٍ e، وِبِكُلِّ مَاْ جَاْءَ فِيْ اَلْشَّرْعِ اَلْمُطَهَّرِ
، ثُمَّ تُتْبِعُ هَذَاْ اَلْاِعْتِقَاْدِ اَلْجَاْزِم، اَلَّذِيْ لَاْ شَكَّ وَلَاْ
رَيْبَ فِيْهِ، تَتْبِعُهُ اَلْعَمَلَ اَلْصَّاْلِحَ، تَسْتَخْدِمُ جَوَاْرِحَكَ،
حَسَبَ مَاْ يَقْتَضِيْهِ إِيْمَاْنُكَ ، حَتَّىْ يَكُوْنَ بَاْطِنُكَ مُطَاْبِقَاً
وَمُوَاْفِقَاً لِظَاْهِرِكَ، يَقُوْلُ U:
} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ ،
الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا، وَجَاهَدُوا
بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أُوْلَئِكَ هُمُ
الصَّادِقُونَ {
، تَأَمَّلْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ : } أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ {
، شَهَاْدَةٌ مِنْ اَللهِ U لَهُمْ بِاَلْصِّدْقِ، لِأَنَّهُمْ آمَنُوْا
وَلَمْ يَجِدْ اَلْشَّكُّ أَوْ اَلْرَّيْبُ طَرِيْقَاً إِلَىْ قُلُوْبِهِمْ، وَجَاْهُدُوْا
بِأَمْوَاْلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِيْ سَبِيْلِ اَللهِ، فَهَنِيْئَاً لَهُمْ صِدْقُهُمْ
يَوْمَ اَلْقِيَاْمَةِ ، يَقُوْلُ U : } قَالَ اللَّهُ هَذَا
يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ، لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ
وَرَضُوا عَنْهُ ، ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ { .
يُوْجَدُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ
ـ مَنْ يَدَّعِيْ اَلْإِيْمَاْنَ ، وَيَزْعُمُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِهِ ، وَهُوَ مِنْ
اَلْكَاْذِبِيْنَ يَقُوْلُ U: } وَمِنَ النَّاسِ ، مَنْ
يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ ، وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ .
يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا ، وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا
أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ، فَزَادَهُمُ اللَّهُ
مَرَضًا، وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ {، تَأَمَّلْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ ، قَوْلَهُ
تَعَاْلَىْ : } بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ
{ ، اَلْإِيْمَاْنُ لَيْسَ مُجَرَّدُ اِدِّعَاْءً ، إِنَّمَاْ هُوَ اِعْتِقَاْدٌ
وَقَوْلٌ وَعَمَلٌ ، قَوْلٌ بِاِلْلِّسَاْنِ ، وَاِعْتِقَاْدٌ بِاَلْقَلْبِ ، وَعَمَلٌ
بِاَلْجَوَاْرِحِ ، يَزِيْدُ بِاَلْطَّاْعَةِ وَيَنْقُصُ بِاَلْمَعَصِيَةِ ، هَذَاْ
هُوَ اَلْإِيْمَاْنُ اَلْصَّحِيْحُ ، هَذَاْ هُوَ إِيْمَاْنُ اَلْصَّاْدِقِيْن ، فَيَجِبُ
عَلَيْكَ ـ أَخَيْ اَلْمُسْلِمِ ـ أَنْ تُحَاْسِبَ نَفْسَكَ ، وَتُرَاْجِعَ حَقِيْقَةَ
إِيْمَاْنِكَ ، وَأَنْ تَحْذَرَ أَنْ يِكُوْنَ إِيْمَاْنُكَ إِيْمَاْنَ اَلْكَاْذِبِيْنَ،
اَلَّذِيْ لَاْ حَقِيْقَةَ لَهُ مِنْ اِعْتِقَاْدٍ ، وَلَاْ دَلِيْلَ عَلَيْهِ مِنْ
عَمَلٍ، وَيَقَعُ فِيْهِ كَثِيْرٌ مِنْ اَلْنَّاْسِ ، كَمَاْ قَاْلَ تَعَاْلَىْ : } وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ ، وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ {
، أَكْثَرَ اَلْنَّاْسِ لَاْ يُؤْمِنُوْنَ ، إِمَّاْ لِشِقَاْقٍ أَوْ عِنَاْدٍ أَوْ
نِفَاْقٍ ـ وَاَلْعِيَاْذُ بِاَللهِ .
فَاَحْرِصْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ
عَلَىْ أَنْ تَكُوْنَ مُؤْمِنَاً بِاِعْتِقَاْدِكَ وَقَوْلِكَ وَعَمَلِكَ يَقُوْلُ
U:
} إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ
الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَإِذَا تُلِيَتْ
عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ،
الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ،
أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ، لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ
وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {
.
بَاْرَكَ اَللهُ لِيْ وَلَكُمْ
بِاَلْقُرَّآنِ اَلْعَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ بِمَاْ فِيْهِ مِنْ اَلْآيَاْتِ
وَاَلْذِّكْرِ اَلْحَكِيْمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي
وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ
تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ،
وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ
عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
اَلْإِيْمَاْنُ بِاَللهِ
، هُوَ أَفْضَلُ اَلْأَعْمَاْلِ وَأَزْكَاْهَاْ عِنْدَ اَللهِ U
، فَفِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ e،
إِذَ سَمِعَ الْقَوْمَ وَهُمْ يَقُولُونَ: أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ يَا
رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:
(( إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ،
وَجِهَادٌ فِي سَبِيلِهِ ، وَحَجٌّ مَبْرُورٌ )) ، ثُمَّ سَمِعَ نِدَاءً
فِي الْوَادِي يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ e ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ e:
(( وَأَنَا أَشْهَدُ، وَأَشْهَدُ
لَا يَشْهَدُ بِهَا أَحَدٌ إِلَّا بَرِئَ مِنَ الشِّرْكِ )) .
فَاَلْإِيْمَاْنُ ـ أَيُّهَاْ
اَلْإِخْوَةُ ـ هُوَ أَفْضَلُ اَلْأَعْمَاْلِ، وَمَنْ أَخَلَّ بِهِ، فَقَدْ خَسِرَ
اَلْدُّنْيَاْ وَاَلْآخِرَةَ، يَقُوْلُ U
فِيْ سُوْرَةِ اَلْعَصْرِ: } وَالْعَصْرِ. إِنَّ
الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ { . وَيَكْفِيْ فِيْ أَهَمِّيَةِ
اَلْإِيْمَاْنِ بِاَللهِ U ، أَنَّهُ أَوَّلَ مَاْ يُسْأَلُ عَنْهُ اَلْعَبْدُ
عِنْدَمَاْ يُوْضَعُ فِيْ قَبْرِهِ ، كَمَاْ فِيْ حَدِيْثِ اَلْبَرَاْءِ بِنِ عَاْزَبٍ
اَلْصَّحِيْحِ يَقُوْلُ e : (( فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ ، فَيَأْتِيهِ
مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ ، فَيَقُولَانِ لَهُ : مَنْ رَبُّكَ ؟ فَيَقُولُ :
رَبِّيَ اللَّهُ . يَقُولَانِ لَهُ : مَا دِينُكَ ؟ فَيَقُولُ : دِينِيَ
الْإِسْلَامُ . فَيَقُولَانِ لَهُ : مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ ؟
يَقُولُ : هُوَ رَسُولُ اللَّهِ e ، فَيَقُولَانِ لَهُ : وَمَا عِلْمُكَ ؟
فَيَقُولُ : قَرَأْتُ كِتَابَ اللَّهِ فَآمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُ ، فَيُنَادِي
مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي ، فَأَفْرِشُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ،
وَأَلْبِسُوهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ )) .
فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ
فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَحْرِصْ عَلَىْ أَنْ يَكُوْنَ إِيْمَاْنُنَاْ إِيْمَاْنَ
اَلْصَّاْدِقِيْنَ .
جَعَلَنِيْ اَللهُ
وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُؤْمِنِيْنَ اَلْصَّاْدِقِيْنَ ، إِنَّهُ
سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ،
وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ
اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ جَلَّ مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاً : }
إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ،
يَقُوْلُ e
: (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً
وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) ، فَاَلْلَّهُمَّ
صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرَكْ عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَىْ
آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنِ
اَلْتَّاْبِعِيْنَ وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ
بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ
وَكَرَمِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ عِزَّ اَلْإِسْلَاْمِ وَنَصْرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ
، اَلْلَّهُمَّ أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ
حَوْزَةَ اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ
بِلَاْدِ اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ،
وَوُلَاْةَ أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ
جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، اَلْلَّهُمَّ مَنْ
أَرَاْدَنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ بِشَرٍ أَوْ فَسَاْدٍ ، فاَلْلَّهُمَّ أَشْغِلْهُ
بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ
سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْ عَزِيْز .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
.
عِبَاْدَ اَللهِ :
}
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ،
وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ {
.
فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |