اَلْأَوَاْمِرُ اَلْرَّبَّاْنِيَّةُ
لِخَيْرِ اَلْبَرِيَّةِ
اَلْحَمْدُ للهِ
اَلَّذِيْ } لَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ
يُنْفَخُ فِي الصُّورِ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ
الْخَبِيرُ {،
أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ: } يَخْلُقُ
مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ {. وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْ
شَرِيْكَ لَه، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
إِلَيْهِ الْمَصِيرُ {.
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ، اَلْبَشِيْرُ اَلْنَّذِيْرُ
، وَاَلْسِّرَاْجُ اَلْمُنِيْرُ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ، } يَوْمَ
الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ { .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللَّهِ :
تَقْوَىْ اَللهِ U وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، يَقُوْلُ U
فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{، فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ جَعَلَنِيْ
اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
فِيْ حَدِيْثٍ صَحِيْحٍ عَنْ اَلْحَاْرِثَ اَلْأَشْعَرِيَّ، أَنَّ اَلْنَّبِيَ
e قَاْلَ: (( إِنَّ اَللَّهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَنْ
يَعْمَلَ بِهَا وَيَأْمُرَ بَنِى إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا ، وَإِنَّهُ
كَادَ أَنْ يُبْطِئَ بِهَا )) ، أَيْ تَأَخَّرَ بِإِخْبَاْرِهِمْ بِهَذِهِ
اَلْكَلِمَاْت ، (( فَقَالَ عِيسَى :
إِنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ لِتَعْمَلَ بِهَا ، وَتَأْمُرَ بَنِى
إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهَا ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ وَإِمَّا أَنَا
آمُرُهُمْ )) . وَفِيْ هَذَاْ دَلِيْلٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ عَلَىْ مُعَاْصَرَةِ يَحْيَى لِعِيْسَىْ ، عَلَيْهِمَاْ
وَعَلَىْ نَبِيِّنَاْ اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ ـ وَأَنَّ كُلَّاً مِنْهُمَاْ
أُرْسِلَ لِبَنِيْ إِسْرَاْئِيْلَ .
يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُّ e
فِيْ اَلْحَدِيْثِ: (( فَقَالَ
يَحْيَى : أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي بِهَا أَنْ يُخْسَفَ بِي أَوْ أُعَذَّبَ . فَجَمَعَ
النَّاسَ فِيْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَامْتَلأَ الْمَسْجِدُ ، وَقَعَدُوا عَلَى
الشُّرَفِ )) أَيْ عَلَىْ اَلْأَمَاْكِنِ اَلْمُرْتَفِعَةِ ، يَقُوْلُ بَعْضُ
شُرَّاْحِ اَلْحَدِيْثِ، فِيْ هَذَاْ دَلِيْلٌ عَلَىْ كَثْرَةِ اَلْمُؤْمِنِيْنَ
مِنْ بَنِيْ إِسْرَاْئِيْلَ بِعِيْسَىْ وَيَحْيَىْ عَلَيْهِمَاْ اَلْسَّلَاْمُ، وَهَذَاْ
يَدُلُّ عَلَىْ نَجَاْحِ هَذَيْنِ اَلْنَّبِيِّيْنِ فِيْ اَلْدَّعْوَةِ إِلَىْ اَللهِ
بِاَلْحَكْمَةِ وَاَلْمُوْعِظَةِ اَلْحَسَنَةِ ، لِأَنَّ اَلْمَسْجِدَ اَلْأَقْصَىْ
قَدْ اِمْتَلَأَ عَنْ آخِرِهِ ، وَجَلَسَ اَلْنَّاْسُ عَلَىْ اَلْأَمَاْكِنِ اَلْمُرْتَفِعَةِ
مِنْهُ ، وَاَلَّتِيْ لَاْ يُجْلَسُ فِيْهَاْ عَاْدَةً ، لَيَسْتَمِعُوْا إِلَىْ كَلَاْمِهِ
عَلَيْهِ اَلْسَّلَاْمُ .
اَلْدَّعْوَةُ اَلْصَّحِيْحَةُ
ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ اَلْمُسْتَمَدَّةُ مِنْ أَمْرِ اَللهِ U،
وَاَلَّتِيْ يُرَاْدُ بِهَاْ وَجْهَهُ سُبْحَاْنَهُ هَذِهِ حَصِيْلَتُهَاْ، وَتَلْكَ
ثِمَاْرُهَاْ، أَمَّاْ إِذَاْ كَاْنَتْ مِنْ أَجْلِ سُمْعَةٍ أَوْ حِزْبٍ أَوْ جَمَاْعَةٍ، فَإِنَّهَاْ لَاْ بَرَكَةَ فِيْهَاْ، ثِمَاْرُهَاْ اِجْتِمَاْعُ اَلْنَّاْسِ عَلَىْ
اَلْشُّرَفِ لِمُشَاْهَدَةِ اَلْفُسَّاْقِ وَحَفَلَاْتِ اَلْغِنَاْءِ وَاَلْاِخْتِلَاْطِ
.
يَقُوْلُ اَلْنَّبِيُّ e
فِيْ اَلْحَدِيْثِ: (( فَقَالَ ))
أَيْ يَحْيَىْ لِبَنِيْ إِسْرَاْئِيْلَ: (( إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ
وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ. أَوَّلُهُنَّ : أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ
وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللَّهِ، كَمَثَلِ
رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ ، فَقَالَ:
هَذِهِ دَارِى وَهَذَا عَمَلِي ، فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَىَّ، فَكَانَ يَعْمَلُ
وَيُؤَدِّى إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ ، فَأَيُّكُمْ يَرْضَى أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ
كَذَلِكَ )) ، تَصَوَّرْ أَخِيْ اَلْمُسْلِمِ ، أَنْ تَسْتَأْجِرَ رَجُلَاً
لِيَعْمَلَ عِنْدَكَ عَمَلَاً مَاْ، فَيَأْخُذَ اَلْأَجْرَ اَلَّذِيْ أَعْطَيْتَهُ،
ثُمَّ يَعْمَلُ عِنْدَ غَيْرِكَ مِنْ اَلْنَّاْسِ ، هَذَاْ مَثَلُ مَنْ يُشْرِكْ
بِاَللهِ، يُشْرِكُ مَعَ مَنْ خَلَقَهُ
وَرَزَقَهُ ، مَنْ لَاْ يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ ضَرَّاً وَلَاْ نَفْعَاً ، خَلَقَهُ
اَللهُ لِعِبَاْدَتِهِ وَيَعْبُدُ غَيْرَهُ ، يَعْبُدُ صَنَمَاً أَوْ حَجَرَاً
أَوْ بَشَرَاً أَوْ شَهْوَةً أَوْ هَوْىً أَوْ دُنْيَاْ: } أَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا {، فَاَلْشِّرْكُ خَطِيْرٌ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ يَقُوْلُ
تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ، فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ، فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ
الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ {
يَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ عَنْ يَحْيَىْ وَبَنِيْ إِسْرَاْئِيْلَ : (( وَإِنَّ اللَّهَ أَمَرَكُمْ
بِالصَّلاَةِ ، فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ
وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ . وَآمُرُكُمْ
بِالصِّيَامِ ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ فِي عِصَابَةٍ )) ، أَيْ
فِيْ جَمَاْعَةٍ ، (( مَعَهُ صُرَّةٌ
فِيهَا مِسْكٌ ، فَكُلُّهُمْ يَعْجَبُ أَوْ يُعْجِبُهُ رِيحُهَا ، وَإِنَّ رِيحَ اَلْصَّائِمِ
أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ . وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ ،
فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَأَوْثَقُوا يَدَهُ
إِلَى عُنُقِهِ ، وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ ، فَقَالَ : أَنَا أَفْدِيهِ
مِنْكُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ ، فَفَدَى نَفْسَهُ مِنْهُمْ . وَآمُرُكُمْ
أَنْ تَذْكُرُوا اللَّهَ ، فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ ، كَمَثَلِ رَجُلٍ خَرَجَ
الْعَدُوُّ فِي أَثَرِهِ سِرَاعًا ، حَتَّى إِذَا أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ
فَأَحْرَزَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ ، لاَ يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ
الشَّيْطَانِ إِلاَّ بِذِكْرِ اللَّهِ ))
هَذِهِ ـ أَيُّهَاْ
اَلْإِخْوَةُ ـ خَمْسُ أَوَاْمِرَ رَبَّاْنِيَّة ، أَمَرَ اَللهُ U
نَبِيَّهُ يَحْيَىْ ، لِيُبَلِّغُهَاْ لِبَنِيْ إِسْرَاْئِيْلَ : عِبَاْدَةُ
اَللهِ U وَاَلْحَذَرُ مِنْ اَلْشِّرْكِ، وَإِقَاْمَةُ اَلْصَّلَاْةِ
وَحُضُوْرُ اَلْقَلْبِ أَثَنَاْءَ تَأْدِيَتِهَاْ ، وَاَلْصُّوُمُ وَاَلْصَّدَقَةُ
وَذِكْرُ اَللهِ U .
أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهُ لِي وَلَكَمَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ،
وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ
إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ
رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، أَيُّهَا الإِخْوَةُ :
لَمَّاْ ذَكَرَ اَلْنَّبِيُّ
e خَمْسَ اَلْكَلِمَاْتِ اَلَّتِيْ أَمَرَ اَللهُ U
، نَبِيَّهُ يَحْيَىْ، لِيَعْمَلَ بِهَاْ ، وَيَأْمُرَ بِنَيْ إِسْرَاْئِيْلَ لَيَعْمَلُوْا
بِهَاْ كَذَلِكَ ، قَالَ e:
(( وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ،
اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ : السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ ، وَالْجِهَادُ وَالْهِجْرَةُ
وَالْجَمَاعَةُ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ قِيدَ شِبْرٍ ، فَقَدْ
خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ ، إِلاَّ أَنْ يَرْجِعَ ، وَمَنِ
ادَّعَى دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ )) .
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ ؟ ، قَالَ e : (( وَإِنْ صَلَّى
وَصَامَ ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللَّهِ، الَّذِى سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ
الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ )) .
هَذَاْ مَاْ أَمَرَنَاْ
بِهِ نَبِيُّنَاْ مُحَمَّدٌ e: اِلْسَّمْعُ وَاَلْطَّاْعَةُ وَاَلْجِهَاْدُ وَاَلْهِجْرَةُ وَاَلْجَمَاْعَةُ،
أَوَّلُهَاْ أَهَمُّهَاْ : اَلْسَّمْعُ وَاَلْطَّاْعَةُ ، فَمَنْ سَمِعَ وَأَطَاْعَ
أَتَىْ بِمَاْ بَعْدَ ذَلِكَ، وَاَلْسَّمْعُ وَاَلْطَّاْعَةُ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ
ـ لِوَلِيِّ أَمْرِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، وَيَكُوْنُ ذَلِكَ ، بِغَيْرِ مَعْصِيَةٍ
للهِ، يَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( عَلَىْ اَلْمَرْءِ اَلْمُسْلِمِ اَلْسَّمْعُ وَاَلْطَّاْعَةُ
فِيْمَاْ أَحَبَّ وَكَرِهَ ، إِلَّاْ أَنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيَةٍ ، فَإِذَاْ أُمِرَ
بِمَعْصِيَةٍ ، فَلَاْ سَمْعَ وَلَاْ طَاْعَةَ )) . وَاَلْجِهَاْدُ فِيْ سَبِيْلِ
اَللهِ U، تَحْتَ لِوَاْءِ مَنْ أُمِرْنَاْ بِسَمْعِهِ وَطَاْعَتِهِ، وَلُزُوْمُ
جَمَاْعَةِ اَلْمُسْلِمِيْنَ، اَلَّذِيْنَ هُمْ عَلَىْ مِثْلِ مَاْ كَاْنَ عَلَيْهِ
اَلْنَّبِيُّ e وَأَصْحَاْبُهُ ، وَاَلْحَذَرُ مِنْ مُفَاْرَقَتِهِمْ قَيْدَ شِبْرٍ،
فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنْ اَلْجَمَاْعَةِ شِبْرَاً فَمَاْتَ فَمِيْتَتُهُ جَاْهِلِيَّة،
(( وَمَنِ ادَّعَى دَعْوَى
الْجَاهِلِيَّةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَا جَهَنَّمَ )) ، كُلُّ مَاْ كَاْنَتْ
اَلْعَرَبُ تَدْعُوُهُ قَبْلَ بِعْثَةِ اَلْنَّبِيِّ e ، وَيَتَنَاْفَىْ مَعَ اَلْإِسْلَاْمِ ، فَهُوَ مِنْ دَعْوَىْ اَلْجَاْهِلِيَّةِ
، كَاَلْقَوْمِيَّةِ وَاَلْعَصَبِيَّةِ وَاَلْقَبَلِيَّةِ وَنَحْوِ ذَلِكَ .
فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ
فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَعْمَلْ بِمَاْ أَمَرَنَاْ بِهِ نَبِيُّنَاْ e،
} وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
، وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا { .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ
نَسْأَلُكَ عِزَّ اَلْإِسْلَاْمِ وَنَصْرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ
أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ
اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ
اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ، وَوُلَاْةَ
أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ جَنِّبْنَاْ
اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ، اَلْلَّهُمَّ مَنْ
أَرَاْدَنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ بِشَرٍ أَوْ فَسَاْدٍ ، فاَلْلَّهُمَّ أَشْغِلْهُ
بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ
سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْ عَزِيْز .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي
الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ
بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { . فَاذْكُرُوا اللهَ
العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |