أَذْنَاْبُ
اَلْإِخْوَاْنِ وَمَأَرِزُ اَلْإِيْمَاْنِ
}الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ،
وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ {،
} يَعْلَمُ مَا فِي
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ ، وَاللَّهُ
عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ {.
وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ
، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ، } لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ ، وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ {. وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ،
وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ
، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اَللهِ :
اَلْتَّقْوَىْ
وَصِيَّةُ اَللهِ U لِعِبَاْدِهِ، وَوَصِيَّةُ اَلْنَّبِيِّ e
لِأُمَّتِهِ وَأَصْحَاْبِهِ، يَقُوْلُ U
فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا
الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{،
وَيَقُوْلُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْحَسَنِ اَلْصَّحِيْحِ
: (( أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ))، فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ
اَللهِ، بِاَلْخَوْفِ مِنْ عِقَاْبِهِ، وَاَلْعَمَلِ بِكِتَاْبِهِ ، وَاَلْرِّضَىْ
بِعَطَاْئِهِ، وَاَلْاِسْتِعْدَاْدِ لِلِقَاْئِهِ ، جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ
مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَّقِيْن .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤْمِنُوْنَ :
يَقُوْلُ اَلْشَّاْفِعِيُّ ـ رَحِمَهُ اَللهُ
تَعَاْلَىْ ـ :
جَزَى اللهُ
الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّـصُنِي
بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لَهَا
حَمْداً وَلَكِنْ
عَرَفْتُ بِهَا عَدُوِّي مِنْ
صَدِيقِي
فَاَلْشَّدَاْئِدُ وَاَلْأَزَمَاْتُ
ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ هِيَ اَلَّتِيْ تَكْشِفُ مَعَاْدِنَ اَلْنَّاْسِ وَتُظْهِرُ
حَقَاْئِقَهُمْ ، وَتُجَلِّيْ كَاْمِنَ صِفَاْتِهِمْ ، فَمِنْ خِلَاْلِهَاْ،
يَتَمَيَّزُ اَلْصَّاْدِقُ مِنْ اَلْكَاْذِبِ، وَاَلْمُؤْمِنُ مِنْ اَلْمُنَاْفِقِ،
وَاَلْصَّاْلِحُ مِنْ اَلْفَاْسِقِ يَقُوْلُ U:
} مَا كَانَ اللَّهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ، حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ
مِنَ الطَّيِّبِ ، وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ، وَلَكِنَّ
اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وَإِنْ
تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ {
يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ تَفْسِيْرِهِ: أَيْ لَاْ بُدَّ أَنْ يَعْقِدَ
سَبَبًا مِنَ اَلْمِحْنَةِ، يَظْهَرُ فِيهِ وَلِيُّهُ، وَيَفْتَضِحُ فِيهِ
عَدُوُّهُ . يُعْرَفُ بِهِ اَلْمُؤْمِنُ الصَّابِرُ، وَالْمُنَافِقُ الْفَاجِرُ.
يَعْنِي بِذَلِكَ يَوْمَ أُحُدٍ الَّذِي امْتَحَنَ بِهِ الْمُؤْمِنِينَ، فَظَهَرَ
بِهِ إِيمَانُهُمْ وَصَبْرُهُمْ وَجَلَدُهُمْ وَثَبَاتُهُمْ وَطَاعَتُهُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ e،
وَهَتَكَ بِهِ سِتْرَ الْمُنَافِقِينَ، فَظَهْرَ مُخَالَفَتُهُمْ ونُكُوْلُهُمْ
عَنِ اَلْجِهَادِ، وَخِيَانَتُهُمْ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ e
وَلِهَذَا قَالَ: } مَا كَانَ اللَّهُ
لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ
مِنَ الطَّيِّبِ {
.
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ مُقَاْطَعَةَ
حَاْضِنَةِ اَلْإِخْوَاْنِ اَلْمُجْرِمِيْنَ، وَدَاْعِمَةِ اَلْمَاْرِقِيْنَ، وَمُظَاْهِرَةِ
اَلْيَهُوْدَ وَاَلْرَّاْفِضَةِ عَلَىْ اَلْمُسْلِمِيْنَ، بَيَّنَتْ وَكَشَفَتْ
كَثِيْرَاً مِمَّاْ كَاْنَ يُخْفَىْ، وَفَضَحَتْ كَثِيَرَاً مِنْ اَلْمُجْرِمِيْنَ،
اَلْمُنْحَرِفَةِ أَفْكَاْرُهُمْ، وَاَلْفَاْسِدَةِ مَنَاْهِجُهُمْ، وَاَلْكَاْذِبِيْنَ
فِيْ وَلَاْئِهِمْ اَلْعَاْقِيْنَ لِبِلَاْدِهِمْ، اَلَّتِيْ لَاْيُوْجَدُ عَلَىْ
وَجْهِ اَلْأَرْضِ اَلْيَوْمَ بِلَاْدٌ مِثْلُهَاْ، تُحْكَمُ بِكِتَاْبِ اَلله، وَتُقِيْمُ
اَلْحُدُوْدَ، وَتَعْتَنِيْ بِبِيْتِ اَللهِ اَلْحَرَاْمِ، وَمَسْجِدِ رَسُوْلِهِ
عَلَيْهِ اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ، تُقَاْمُ فِيْهَاْ اَلْصَّلَاْةُ، وَتُؤْتَىْ
فِيْهَاْ اَلْزَّكَاْةُ، وَيُؤْمَرُ فِيْهَاْ بِاَلْمَعْرُوْفِ، وَيُنْهَىْ فِيْهَاْ
عَنْ اَلْمُنْكَرِ، وَلَيْسَ فِيْهَاْ غُيْرُ اَللهِ إِلَهٌ يُعْبَدُ، وَلَاْ وَلِيٌ
يُقْصَدُ، وَلَاْ ضَرِيْحٌ يُمَجَّدُ ، لَيْسَ فِيْهَاْ مَزَاْرَاْتٌ وَلَاْ خَمَّاْرَاْتٌ
وَلَاْ مَرَاْقِصُ عَاْهِرَاْتٍ، يُمْنَعُ فِيْهَاْ اَلْتَّبَرُّجُ
وَاَلْسُّفُوْرُ، وَاَلْفِسْقُ وَاَلْفُجُوْرُ، وَاَلْمُخَدِّرَاْتُ
وَاَلْخُمُوْرُ، دِيْنُهَاْ اَلْإِسْلَاْمُ ، وَدُسْتُوْرُهَاْ اَلْقُرَّآنُ وَاَلْسُّنَّةُ
وَمَاْ كَاْنَ عَلِيْهِ سَلَفُ اَلْأُمَّةِ ، فَهَلْ يُوْجَدُ بِاَللهِ عَلَيْكُمْ
، بِلَاْدٌ اَلْيَوْمَ مِثْلَ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، فِيْ هَذِهِ
اَلْمُمَيِّزَاْتِ وَاَلْمُوَاْصَفَاْتِ ؟ فَمَاْلَهُمْ ـ قَاْتَلَهُمْ اَللهُ ـ أَيْنَ
دِفَاْعُهُمْ ، وَأَيْنَ ثَنَاْؤُهُمْ، وَأَيْنَ سَوَاْعِدُ إِخَاْئِهِمْ، أَيْنَ
مَاْ كُنَّاْ نَسْمَعُ عَنْ خَلِيْفَةِ اَلْمُسْلِمِيْنَ اَلْمُنْتَظَر، وَبَلَدِ
اَلْمُضْطَهَدِيْنَ وَاَلْمَظْلُوْمِيْنَ، لِمَاْذَاْ خَرَسَتْ أَلْسِنَتُهُمْ، وَجَفَّتْ
أَقْلَاْمُهُمْ، وَنَضَبَتْ مُنْتَدَيَاْتُهُمْ، كَشَفَتْ اَلْأَزْمَةُ أَنَّ
وَلَاْءَ هَؤُلَاْءِ ، لِلْإِخْوَاْنِ اَلْمُجْرِمِيْنَ، وَمَنْ آوَاْهُمْ
وَأَيَّدَهُمْ، وَمَنْ دَعَمَهُمْ وَسَاْنَدَهُمْ، بَلْ كَشَفَتْ اَلْأَحْدَاْثُ
أَنَّ هَؤُلَاْءِ أَصْحَاْبُ أَهْوَاْءٍ وَشَهَوَاْتٍ، يَمِيْلُوْنَ مَعَ أَهْوَاْئِهِمْ
وَشَهَوَاْتِهِمْ مَيْلَاً عَظِيْمَاً وَصَدَقَ اَللهُ: } وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا
شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ، وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ
، وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ { .
فَمِنْ اَلْخَيْرِ
وَاَللهِ اَلْعَظِيْمِ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ، كَشْفُ اَلْأَقْنِعَةِ عَنْ
هَؤُلَاْءِ وَأَذْنَاْبِهِمْ وَأَتْبَاْعِهِمْ ، فَلَطَاْلَمَاْ نَاْدَىْ
اَلْعُلَمَاْءُ، وَصَرَخَ اَلْأَوْفِيَاْءُ، وَصَاْحَ بِأَعْلَىْ أَصْوَاْتِهِمْ
صَاْدِقُوْا اَلْوَلَاْءِ، بِاَلْتَّحْذِيْرِ مِنْ هَؤُلَاْءِ اَلْمُجْرِمِيْنَ،
وَلَكِنْ لِخُبْثِهِمْ وَمَكْرِهِمْ ، تَصَدَّرُوْا اَلْمَشَاْهِدِ، وَاَنْخَدَعَ
بِهِمْ كَثِيْرٌ مِنْ اَلْدَّهْمَاْءِ ، وَصَاْرَ غَيْرُهُمْ عِنْدَ اَلْسُّفَهَاْءِ
، جَاْمِيٌّ جَاْسُوْسٌ، وَذَنَبٌ مِنْ أَذْنَاْبِ اَلْسُّلْطَاْنِ ، فَنَحْمَدُ اَللهَ
U
أَنْ أَحْيَاْنَاْ، حَتَّىْ رَأَيْنَاْ بِأُمِّ أَعْيُنِنَاْ نَتَاْئِجَ مُخَطَطَاْتِهِمْ
، وَثِمَاْرَ مَنَاْهِجِهِمْ اَلْبَاْطِلَةِ، وَوَلَاْءَهُمْ اَلْحَقِيْقِيْ، وَذَلِكَ
حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاْتِ اَلْشَّدَاْئِدِ وَاَلْأَزَمَاْتِ :
فَ جَزَى اللهُ
الشَّدَائِدَ كُلَّ خَيْرٍ
وَإِنْ كَانَتْ تُغَصِّـصُنِي
بِرِيقِي
وَمَا شُكْرِي لَهَا
حَمْداً وَلَكِنْ
عَرَفْتُ بِهَا
عَدُوِّي مِنْ صَدِيقِي
أَقُوْلُ
قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَإِنَّهُ
هُوَ اَلْغَفُوْرُ اَلْرَّحِيْمُ .
اَلْخُطْبَةُ اَلْثَّاْنِيَةُ
اَلْحَمْدُ
لِلهِ عَلَىْ إِحْسَاْنَهُ ، وَاَلْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَاَمْتِنَاْنِهِ
، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اَللهُ وَحْدَهُ لَاْشَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً
لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ اَلْدَّاْعِيْ
إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ،
وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ هَذِهِ اَلْبِلَاْدُ
ـ اَلْمَمْلَكَةُ اَلْعَرَبِيَّةُ اَلْسُّعُوْدِيَّةُ ـ لَيْسَتْ كَغِيْرِهَاْ مِنْ
اَلْبُلْدَاْنِ، وَحَبُّ اَلْدِّيَاْرِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ شَيْءٌ مِنْ فِطْرَةِ
اَلْإِنْسَاْنِ، بَلْ حَتَىْ اَلْحَيَوَاْنَاْتِ وَاَلْوُحُوْشِ وَاَلْطُّيُوْرِ، تَحِنُّ إِلَىْ أَوْطَاْنِهَاْ وَإِلَىْ أَمَاْكِنِهَاْ ، فَاَلْإِنْسَاْنُ يُحِبُّ
بَلَدَهُ اَلَّذِيْ نَشَأَ عَلَىْ أَرْضِهِ، وَتَغَذَّىْ عَلَىْ خَيْرَاْتِهِ ، وَسَجَّلَ
فِيْهِ أَجْمَلَ ذِكْرَيَاْتِهِ، وَلَكِنْ حُبَّ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ مِنْ اَلْدِّيْنِ
، وَفِيْهِ دَلِيْلٌ وَاْضِحٌ عَلَىْ اَلْإِيْمَاْنِ وَاَلَْيَقِيْنِ ، لِأَنَّ
هَذِهِ اَلْبِلَاْد هِيَ اَلْبِلَاْدُ اَلْوَحِيْدَةُ اَلَّتِيْ تُمَثِّلُ
اَلْإِسْلَاْمَ اَلْصَّحِيْحِ، وَقِبْلَةَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَمَكَاْنَ
حَجِّهِمْ وَعُمْرَتِهِمْ، فَلَاْ يُبْغِضُهَاْ ـ وَاَللهِ اَلْعَظِيْمِ ـ
إِلَّاْ سَفِيْهٌ أَوْ خَبِيْثٌ ، وَلَاْ يُوَاْلِيْ مِنْ أَهْلِهَاْ غَيْرَهَاْ
إِلَّاْ صَاْحِبُ هَوَىً أَوْ بِدْعَة . وَرَحِمَ اَللهُ اَلْشَّيْخَ عَبْدَاَلْعِزْيِزِ
بِنِ بَاْزٍ رَحْمَةً وَاْسِعَةً ، يَقُوْلُ فِيْ لِقَاْءٍ لَهُ عَنْ اَلْمَمْلَكَةِ
اَلْعَرَبِيْةِ اَلْسُّعُوْدِيَّةِ ،اَلْعَدَاْءُ لِهَذِهِ اَلْدَّوْلَةِ عَدَاْءٌ
لِلْحَقِّ ، عَدَاْءٌ لِلْتَّوْحِيْدِ ، أَيُّ دَوْلَةٍ تَقُوْمُ بِاَلْتَّوْحِيْدِ
اَلْآنَ مِنْ حَوْلِنَاْ ـ وَذَكَرَ رَحِمَهُ اَللهُ بَعْضَ اَلْدُّوَلِ كَمِثَاْلٍ
ـ ثُمَّ قَاْلَ مُتَسَاْئِلَاً : مَنْ يَدْعُوْا لِلْتَّوْحِيْدِ اَلْآنَ ، وَيُحَكِّمْ
شَرِيْعَةَ اَللهِ ، وَيَهْدِمْ اَلْقُبُوْرَ اَلَّتِيْ تُعْبَدُ مِنْ دَوْنِ اَللهِ
؟؟ مَنْ ؟ أَيْنَ هُمْ ؟ أَيْنَ اَلْدَّوْلَةُ اَلَّتِيْ تَقُوْمُ بِهَذِهِ اَلْشَّرِيْعَةِ
غَيْرَ هَذِهِ اَلْدَّوْلَة ؟؟ اِنْتَهَىْ كَلَاْمُهُ رَحِمَهُ اَللهُ .
فَلْنَتَّقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ
فِيْ اَللهِ ـ وَلْنَكُنْ مَعَ وُلَاْةِ أَمْرِنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ يَدَاً
وَاْحِدَةً ، نَسْمَعُ وَنُطِيْعُ لَهُمْ بِاَلْمَعْرُوْفِ ، لَاْ نَفْتَرُ عَنْ اَلْدِّعَاْءِ
لَهُمْ ، بِأَنْ يُسَدِّدَ اَللهُ أَقْوَاْلَهُمْ وَأَفْعَاْلَهُمْ ، وَأَنْ يَجْعَلَهُمْ
دَاْئِمَاً فِيْ خِدْمَةِ بَيْتِهِ وَكِتَاْبِهِ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِ وَعِبَاْدِهِ
اَلْصَّاْلِحِيْنَ ، وَأَنْ يَجْعَلَ مَنْ كَاْدَهُمْ أَوْ أَضْمَرَ شَرَّاً
لَهُمْ ، أَوْ خَطَطَ لِفِتْنَةٍ بَيْنَهُمْ ، أَنْ يَجْعَلَ كَيْدَهُ فِيْ
نَحْرِهِ ، وَشَرَّهُ فِيْ نَفْسِهِ ، وَفِتْنَتَهُ عَذَاْبَاً وَوَبَاْلَاً
عَلِيْهِ .
اَلْلَّهُمَّ
اَحْفَظْ بِلَاْدَنَاْ بِحِفْظِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ حَاْسِدٍ وَحَاْقِدٍ ،
اَلْلَّهُمَّ مَنْ أَعَاْنَ عَدُوَاً لِبِلَاْدِنَاْ ، أَوْ آوَىْ حَاْقِدَاً
عَلَىْ وُلَاْةِ أَمْرِنَاْ وَعُلَمَاْئِنَاْ وَدُعَاْتِنَاْ ،اَلْلَّهُمَّ أَشْغِلْهُ
بِنَفْسِهِ ، وَاَجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ ، وَاَجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ
سَبَبَاً لِتَدْمِيْرِهِ يَاْقَوُيَّ يَاْ عَزِيْز .
اَلْلَّهُمَّ
أَعِزَّ اَلْإِسْلَاْمَ وَاَنْصُرَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، وَاَحْمِيْ حَوْزَةَ
اَلْدِّيْنَ ، وَاَجْعَلْ بَلَدَنَاْ آمِنَاً مُطْمَئِنَاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ
اَلْمُسْلِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ أَمْنَنَاْ ، وَوُلَاْةَ
أَمْرِنَاْ ، وَعُلَمَاْءَنَاْ وَدُعَاْتَنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ اِحْفَظْ عَوْرَاْتِنَاْ
، وَآمِنْ رَوْعَاْتِنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ جَنِّبْنَاْ اَلْفِتَنَ ، مَاْ ظَهَرَ
مِنْهَاْ وَمَاْ بَطَنَ ،. } رَبَّنَا آتِنَا
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ
اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ، يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |