غدير خُم وعبث الرافضة إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ
من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا ، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له ، ومنْ يضللْ
فلا هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ ، وأشهدُ أن
محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا
رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي
تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا
عَظِيمًا ))
، أما بعد: فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه
وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة . أيها
المسلمون : لَمّا رجع النبي صلى الله عليه وسلم من حجته
(حجة الوداع) ، وهو في الطريق بين مكة والمدينة ، وفي اليوم الثامن عشر من ذي
الحجة نزل هو ومن معه بمكان يقال له : ( غدير خُم ) - وهو مكان قريب من مدينة رابغ
- فقام صلى الله عليه وسلم في الناس خَطِيبًا في ذلك الموضع ، فَحَمِدَ اللهَ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : (( أَمَّا بَعْدُ ، أَلَا أَيُّهَا النَّاسُ
إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَني رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ،
وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللهِ فِيهِ الْهُدَى
وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللهِ، وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ - فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللهِ وَرَغَّبَ
فِيهِ - ثُمَّ قَالَ : وأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ،
أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي )) أخرجه مسلم وغيره بطرق وألفاظ كثيرة . ومما
ورد في الروايات الأخرى : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي رضي الله عنه
وقال : « مَن
كُنتُ مَولاهُ فعليٌّ مَوْلاهُ اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وعادِ مَن عَادَاهُ » . أيها المسلمون
: في هذا الحديث وحادثته
وصيتان نبويتان عظيمتان : الوصية
الأولى : الحث على
التمسك بكتاب الله تعالى والأخذ به ، وأن فيه الهدى والنور ، وقد كان صلى الله
عليه وسلم أوصي بالتمسك بكتاب الله في خطبته يوم عرفة في الحج فقال : (( وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم
به كتاب الله ))
أخرجه مسلم من حديث جابر . ووالذي أنزل الكتاب وأعز النبي وأكرم الأصحاب ، ليس للمسلمين مخرج من
الفتن ومشكلات العصر إلا بالرجوع إلى هدى القرآن ونوره بفهم السلف : النبي
والأصحاب . والوصية
الثانية عباد الله هي : التذكير بحق أهل بيته صلى الله عليه وسلم « أُذَكِّرُكُمُ اللهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي » ، والتذكير بفضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بشكل خاص . أيها الناس : سبب تذكير النبي صلى الله عليه وسلم بفضل علي رضي الله عنه في هذا الموضع هو : أنه حصل في
نفوس أصحاب علي رضي الله عنه شئٌ عليه بسبب اجتهاده في الحزم مع الجند وهو قادم
بهم من اليمن ، وامتناعه عن القسمة عليهم من الغنائم إلا مع المسلمين ، فوقع في
قلوب بعضهم كراهةٌ لعلي ولشدته وأكثروا الشكاية منه ، فأراد النبي صلى الله عليه
وسلم أن يزيل ما في النفوس تجاه علي بالتذكير بفضله ، خاصة وأنه ستحصل فتن
وافتراق زمن خلافة علي ، وعلي رضي الله عنه هو من قال فيه صلى الله عليه وسلم يوم
خيبر : « يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » ، وهو وأول من أسلم من الصبيان ، ابن عم
رسول الله ، وفاديه بنفسه يوم الهجرة ، وربيب بيته ، وزوج ابنته فاطمة سيدة نساء
العالمين في الجنة ، ووالد سبطيه الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، الخليفة
الراشد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والْمبشر بالجنة ، صاحب المناقب رضي
الله عنه وأرضاه . لذا جاء في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: « أيها الناس ، لا تشكوا علياً ، فوالله إنه لأخشن في ذات الله أو في
سبيل الله من أن يُشتكى » . وآل بيت
النبي صلى الله عليه وسلم هم : الْمؤمنون من قرابته صلى الله عليه وسلم ، ويدخل فيهم : أزواجه ،
وذريته ، ومن أمن من بني هاشم وبني المطلب . يا أهل السنة : أئمتكم وأسلافكم من أهل السنة والجماعة يرعون حق آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ويوقرونهم
، وينفذون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير إفراط ولا تفريط ، فهذا
إمام أهل السنة قاطبة ، خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق رضي
الله عنه يقول كما في صحيح البخاري : ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله
عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي ) ، ويقول رضي الله عنه كما في البخاري أيضاً
: ( ارقبوا
محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته ) . أما الرافضة الذين يسمون أنفسهم زوراً بالشيعة قد غلو في آل البيت
غلواً أوقعهم في الشرك والبدع والضلالات التي حذرهم منها أئمة آل البيت النبوي
الشريف . أيها
المسلمون : الرافضة قومُ بهت
وكذب وتدليس وعبث وافتراء ، ومن عبثهم أنهم زادوا على حادثة غدير خم وكذبوا فيها
وحرفوا وغيروا ، فجعلوا مقصد حادثة الغدير والغرض منها : ( النصَّ على أحقيَّة علي
رضي الله عنه بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم ) ، وزعموا أن آية إكمال
الدين ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) زعموا أنها نزلت يوم الغدير ،
وأن كمال الدين إنما تم بالوصية لعلي بالخلافة . فيا أهل
السنة : دعوى الرافضة هذه دعوى
كاذبة مخالفة لِمَا أجمع عليه أهل السنة والجماعة ، فقد أجمع أهل السنة على أن أحق
الناس بالخلافة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وأولاهم بالإمامة هو أبو بكر الصديق رضي
الله عنه ، ثم بعده عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم عثمان بن عفان ثم علي بن أبي
طالب رضي الله عنهم أجمعين ، وأجمعوا على أن ترتيبهم في الفضل كترتيبهم في الإمامة
. فعلينا يا أهل السنة عندما نسمع الروايات التي فيها إساءة للصحابة أن لا نقبلها إلا مع
إيضاح أهل العلم الأثبات من أهل السنة ، فإن أكثر ما روي من هذا النوع مكذوب على
الصحابة ، ومِنْ عبث الرافضة بالروايات التاريخية ، وما صح أصله منها زيد في كثير
منه وأنقص ، أو للصحابة فيه تأويل صحيح . اللهم إنا نُشهدك أنَّا على عقيدة أهل السنة والجماعة ، اللهم إنا
نُشهدك أنَّا نحب آل بيت نبيك صلى الله عليه وسلم ونُوقّرهم ونُجْلّهم ونترضى عنهم
ونرعى حقهم ، ونُشهدك أنَّا نحب عليّاً ونواليه ، اللهم احشرنا في زمرتهم يا ذا
الجلال والإكرام ، واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو
الغفور الرحيم . الخطبة الثانية الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله
وكفى بالله شهيداً ، وأشهد أن لا إله لا الله وحده لا شريك له إقراراً
به وتوحيداً ، وأشهد أن محمداً عبد ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
تسليماً مزيداً أما بعد: عباد الله : يعتقد الرافضة : أن أهل السنة أشدُ كفراً من
اليهود والنصارى ، فيعتقدون استباحة دماء أهل السنة وأموالهم ، ويتعبدون بأذيتهم
بكل أشكال الأذية . ولذا يعاونون اليهود والنصارى ويتحالفون معهم ومع غيرهم من أهل
الكفر ويتآمرون ضد أهل السنة ، هذه عقيدتهم فينا ، يشهد بهذا كتبهم المعتمدة ،
ويشهد به تاريخهم المملوء بالغدر والخيانة والجرائم ضد أهل السنة ، ويشهد بهذا أحداث
عصرنا الحاضر الدامي . فلا يغيب عن الأسماع والأبصار ما يتداوله الساسة وأهل الإعلام من
مؤامرات الصفويين وتخطيطهم مع اليهود والنصارى ضد دول أهل السنة ، ويُدمي القلوب
ويُقرح الأكباد ما يفعله النُّصيّريُّون في أهلِ السنة في الشام من تقتيل وتشريد
وتهجير وتعذيب ، ويُغيظ الصدور ويقهر الغيور ما يعيثه الْحُوثيون من الفساد
والإفساد في يَمنِ السنة ، مِمّا ليس له دافع إلا الْحقد الدفين في صدور الرافضة
على أهل السنة . فحرب الْحوثيِّين على أهل السنة في اليمن حربُ عقيدة ، حَربُ إيمان
وكفر ، حربٌ يريدون بها قهر أهل السنة في اليمن كلها وفرض دينهم الباطل ،،، ولن يستطيعوا بحول الله وقوته ، فيأبى أهل السنة اليمنيون الشرفاء أن
تتحول يَمن السنة إلى يَمنٍ رافضية ، يأبى أهل السنة أن تكون اليمن فرعا لولاية
الفقية الصفوية الفارسية ، وسيَردون عدوان الحوثي الرافضي بتعاون وتحالف إخوانهم في
دول الجوار السنية ، نقولها ثقة بالله مولانا وحسن ظنٍ به. فعلينا يا
أهل السنة أن نكون على وعي بخطر الرافضة ومشروعهم التوسعي
الخطير ، لنحذر شرورهم وكيدهم ومكرهم ، فالرافضة عدو داخلي وخارجي ، وهم من
أكبر المخاطر التي تواجه العالم الإسلامي السني اليوم ، فهم يمهدون لتحقيق الوعد
بالقضاء على أهل السنة على يد مهديهم القائم المنتظر المزعوم . ولنستعصم بالدعاء لإخواننا أهل السنة الذين يضطهدهم
الرافضة ، فهو سلاح نملكه ، والدعاء سلاح لا يستهان به ، فادعوه وهو القريب السميع
المجيب لمن دعاه أن يرفع ما بهم من ضر ، وأن يخزي عدوهم الرافضة الكفرة ، والباغين
الفجرة ، وأن ينصر تحالف السنة عليهم نصراً مؤزرا . اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان ، اللهم انصر إخواننا
أهل السنة في كل مكان ، اللهم انصر إخواننا أهل السنة في كل مكان . اللهم أنجِ
المستضعفين من المؤمنين في كل مكان اللهم ارفع البلاء عن المستضعفين من المؤمنين،
اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في كل مكان، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر
كسرهم وعجّل بفرجهم ونفّس كربهم، اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم
اللهم وارحم ميّتهم واشف مريضهم وأطعم جائعهم واكسِ عاريَهم واحمل فقيرهم وثبت
أقدامهم وكن لهم عوناً ونصيراً ومؤيداً يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين يا
حيّ يا قيوم. اللهم ادحر الرافضة وردّ كيدهم في نُحُورهم . اللهم خالف
بين كلمتهم، اللهم افضح مكرمهم وأبطله يا قوي يا متين. اللهم قاتل الظلمة المعتدين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون
أولياءك، اللهم عليك بهم إنهم لا يعجزونك، اللهم أنزل بهم نقمتك وأرنا فيهم عجائبك
اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا، اللهم إنهم حاربوا دينك ومن
تدين به ظاهراً وباطناً اللهم سلّط عليهم من يسومهم سوء العذاب يا قوي يا
متين، اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله
الحق، اللهم آمنّا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما
تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام . اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، واقض الدين عن
المدنين، اللهم لا تقتلنا بعذابك ولا تهلكنا بغضبك وعافنا بين ذلك، اللهم اشف
مرضانا وارحم موتانا وتولّ أمرنا وأصلح أعمالنا وأحوالنا وقلوبنا، ربنا اغفر لنا
ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا، ربنا اغفر
لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب
لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار . عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم،
ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون . وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ صلاح العريفي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=121 |