خطبة عيد الفطر 1430هـ
الحمد لله الكبير المتعال، ذي العظمة والجلال والجمال والكمال، له الأسماء الحسنى والصِّفات العليا، ومنه الفضل والعطاء والنّوال. وأشهد أن لا إلـٰه إلَّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمَّدًا عبده ورسوله، بلَّغ رسالة ربِّه وافية، فما ترك خيرًا إلَّا دلّ الأمّة عليه، ولا شرًّا إلَّا حذَّرها منه، فصلوات اللهِ وملائكته وأنبيائه وأصفيائه عليه، وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا..
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد؛
عباد الله:
ما أعظمها من نعمة، وأجلّها من عطيّة، وأشرفها من كرامَة، أن هيّأ لنا هـٰذا الجمع المبارك، على إثر عبادة عظيمة، وطاعة جليلة، قام المسلمون بأدائها في شهر رمضان المبارك.
عباد الله:
هنيئًا لأمَّة الإسلام بهـٰذا العيد السَّعيد، واليوم المبارك، يوم عيد الفطر، وإنّما سُمِّي بهـٰذا الاسم لأنّه أتى على إثر الصِّيام، ففي هـٰذا اليوم يفطر المسلمون، حامدين لله -جلّ وعلا- على نعمائه، شاكرين له على فضله وجوده وعطائه.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عبادَ الله:
أطلَّ علينا عيدُنا، متلألئًا بضياء الإيمان وسَنَا التوحيد، وصفاء العبادة، وحسن الصِّلة بالله -جلَّ وعلا-، إنَّه -عباد الله- عيد مبارك عظيم جليل، يمتاز بميّزات عظيمة، ويختص بخصائص جليلة، تدلّ على كماله وبهائه، وحُسنه، وجماله.
عباد الله:
ومن مقاصد هـٰذا العيد حمْد الله عليه وشكره وحسن الثّناء عليه، أن وفَّق عباده لأداء طاعة الصِّيام، وطاعة القيام وغير ذلك من الطّاعات في شهر رمضان المبارك، فيوم العيد يوم حمدٍ وشكرٍ، وثناءٍ على الله -جل وعلا-. عباد الله:
ومن مقاصد هـٰذا العيد رجاء القبول من الله -جلّ وعلا-، ولهـٰذا مضت سُّنة الصّحابة ومن اتّبعهم بإحسان في هـٰذا اليوم الأغر المبارك، إذا لقي بعضهم بعضًا يقولون: تقبّل الله منّا ومنكم. فهو يوم يرجو فيه الصَّائم القائم المتعبِّد لله في شهر الصِّيام من ربِّه وسيِّده ومولاه أن يتقبّل طاعته، وأن لا يردَّه خائبا ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ﴾[المؤمنون:60].
عباد الله:
ومن مقاصد هـٰذا العيد الجليلة التمتُّع بفضل الله وما أتاحه لعباده من الفطر والتَّمتع بنعم الله، فيفرح المسلمون بأنَّ الله -جلّ وعلا- هيّأ لهم وأتاح لهم في هـٰذا اليوم التّمتّع بنعمه -جلّ وعلا- من أكلٍ وشرب ونحو ذلك، في غير إسراف ولا مخيلة، في شهر الصّيام أمرهم –جلّ وعلا- بأن يصوموا فصاموا وامتثلوا، وفي هـٰذا اليوم أباح لهم -جلّ وعلا- الفطر ودعاهم إليه، فحمدوا ربهم وشكروه.
عبَاد الله:
ومن مقاصد هـٰذا اليوم الأغرّ المبارك، تقوية الأخوة الإيمانية، ودعم الصِّلة الإيمانية، واطِّراح الإحن والخلافات، إنّه يوم الصَّفاء، يوم النَّقاء، يوم الإخاء، يوم الصِّلات، يوم السَّلام، يوم تبادل الدُّعاء.
عبَاد الله:
فواجب على كلِّ مسلم في هـٰذا اليوم المبارك أن يحرص أشدّ الحرص على أن يقوِّيَ صلته بإخوانه: زيارةً ومودّةً ومحبّةً ودعاءً واطّراحًا لما قد يكون بين المتأخرين من شقاق وخلاف، وإذا لم يُطّرح الشِّقاق والخلاف في مثل هـٰذا اليوم المبارك.
عبَاد الله:
ومن مقاصد هـٰذا اليوم العظيم حمد الله عز وجلّ وشكره، وتعظيمه سبحانه، وحسن الثناء عليه، ولهـٰذا كان شعار المُسلمين في هـٰذا العيد تكبير الله.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله:
إنّ هـٰذا العيد عيد إيمان وتوحيد وإخلاص لله -جلّ وعلا-، فهو من آثار الإيمان وثماره المباركة ونتائجه الحميدة، وعوائده الطَّيِّبة، التي ينالها أهل الإيمان.
عباد الله:
والإيمان شجرة مباركة كثيرة الثَّمر غزيرة الفوائد، متعدِّدة الجنى، طيِّبة الأُكل، ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾[إبراهيم:25].
هـٰذه -عبَاد الله- شجرة الإيمان وهي شجرة لها أصل ثابت، وفرع قائم، ولها سقي خاص، ولها ثمار عديدة:
أمَّا أصولها فهي أصول الإيمان السِّتّة، ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ﴾[البقرة:177].
وأمَّا فروع هـٰذه الشّجرة المباركة، فهي الطَّاعات كلّها، والعبادات جميعها من صلَّى وصيام وحجَّ وغير ذلك، سواءً منها ما كان فرضًا أو نفلًا، فكلّ ذلكم من فروع الإيمان.
ومن فروع الإيمان تجنُّب الحرام والبعد عن الآثام، والإقبال على طاعة الملك العلَّام جلّ وعلا.
وأمَّا سقي هـٰذه الشَّجرة المباركة، فإنها تُسقى بوحي الله العظيم، وكلامه الحكيم وذكره الكريم -جلّ وعلا- تُسقى بالقرآن والسّنّة، يقول –عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: «تركتُ فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وسنتي»(1). وأمَّا ثمار هـٰذه الشَّجرة، فإنّ كل خير يناله العبد في الدّنيا والآخرة يعدُّ ثمرة من ثمار الإيمان، ونتيجة من نتائجه العظام، وما هـٰذا العيد السَّعيد إلَّا ثمرة من ثمار الإيمان العظيمة، وأَثرا من آثاره المباركة.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر ولله الحمد.
عبَاد الله:
وإنّ من الواجب على كلِّ مسلم والحري بكلِّ مؤمن، في كل وقت وحين، أن يحذر من كل عائق يقطع إيمانه، أو يحول بينه وبين الصِّلة بالله و الفوز بثوابه ورضاه.
عبَاد الله:
والعوائق كثيرة متعدِّدة إلَّا أنَّها في جملتها تعود إلى ثلاثة عوائق:
ألا وهي الشِّرك بالله ويكون التخلّص من هـٰذا العائق بإخلاص التّوحيد لله، وحسن الإقبال على الله، وتمام إخلاص الدِّين له ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ﴾[البينة:5].
وأما العائق الثاني -عباد الله- فالبدع بأنواعها وقد قال –عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: «مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(2)، وقال –عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-: «وكلّ بدعة ضلالة»،(3) ويتم الخلاص من هـٰذا العائق بتجريد المتابعة لرسول الله: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا﴾[الأحزاب:22].
وأما العائق الثَّالث فهو المعاصي بأنواعها كبيرها وصغيرها، ويتم التخلّص منها بحسن المجاهدة للنّفس على البعد عن المعاصي ومواردها، وإذا ما وقع الإنسان في شيء منها أو زلّت به قدمه، يبادر إلى الله بالتوبة النَّصوح ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾[التحريم:8].
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
معاشر المؤمنين:
تذكّروا بجمعكم هـٰذا، وقوفكم يوم القيامة بين يدي الله في عرصات يوم القيامة، يوم يوفَّى النَّاس حسابهم على أعمالهم، ومن علم -عباد الله- أنه واقف بين بيدي الله وأنّ الله -جلَّ وعلا- سائله، فليعد للمسألة جوابًا، وليعد للجواب صوابًا.
جعلنا الله -جلّ وعلا-يوم العرض الأكبر من الفائزين وعند الله -جلَّ وعلا- من الرّابحين ووفقنا جميعا للفوز بجنّات النَّعيم.
أقول هـٰذا القول، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنب، فاستغفروه يغفر لكم إنّه هو الغفور الرَّحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله الجواد المنّان، عظيم الفضل والجود والإحسان، وأشهد أنّ لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمَّدًا عبده ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين. أمَّا بعدُ..
عباد الله:
اتَّقوا الله تعالى، وراقبوه مراقبة من يعلم أنّ ربه يسمعه ويراه، وتقوى الله -جلَّ وعلا- عمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله، وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله:
يقول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «كلُّكم راع وكلُّكم مسؤول عن رعيته»،(4) ألَا فلنتَّق الله -عباد الله- في أبنائنا وبناتنا، ولنحرص على تربيتهم بآداب الإسلام، وأخلاقه الحميدة العظام، ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾[التحريم:6].
والشّباب والفتيات في هـٰذا الزَّمان يتعرَّضون لأنواع من المكر عديدة من أعداء هـٰذا الدِّين بشبه مردية، وشهوات مُهلكة وصنوف وأنواع من الصَّدِّ عن دين الله، ولا عاصم من ذلك كلِّه إلَّا الله -جلّ وعلا-، فإلى الله وحده المفزع، أن يحفظ شبابنا ونساءنا، وأن يجنِّبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يُعيننا جميعًا على تأديبهم بآداب الإسلام، وربطهم بالقرآن، وتعويدهم على طاعة الرَّحمـٰن، وتجنيبهم مواطن الهلاك ومواضع الفساد.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عبَاد الله:
والعقل نعمة عظيمة، ثم إنّ هـٰذا العقل إذا عُبِثَ به بفكرٍ فاسد أو منهج ضال أو طريقة منحرفة زاغ زيغًا عظيمًا، وتحوّل هـٰذا الإنسان الوديع اللّطيف إذا فسد عقله إلى إنسان متمرِّد في مجتمعه، يُهلك الحرث والنسل، ويسعى في مجتمعه بالفساد.
فمن الأمور العظام التي يجب أن يُعنى بها: حفظ العقول وصيانتها، وزمّ النّفوس بزمام الإسلام، وآداب الدِّين، وربط النَّفس بكتاب الله، وسنة النَّبي -صلوات الله وسلامه عليه-، فمن كان محافظًا على الكتاب والسُّنة، ملازمًا لهما، معوِّلا عليهما، حفظ من الفتن بإذن الله جلّ وعلا.
الله أكبر، الله أكبر، لا إلـٰه إلَّا الله، الله أكبر، ولله الحمد.
عباد الله:
إنّ الكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنّى على الله الأماني، واعلموا رعاكم الله، أنّ أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدى محمَّد -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلَّ محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة فإنَّ يد الله على الجماعة.
وصلوا وسلِّموا -رعاكم الله- على محمَّد بن عبد الله كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾[الأحزاب:56]، وقال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» (5).
اللّٰهمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آل محمَّد كما صلَّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنَّك حميد مجيد، وبارك على محمَّد وعلى آل محمَّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. وارض اللّٰهم عن الخلفاء الرَّاشدين، الأئمة المهديِّين، أبي بكر الصِّديق وعمر الفاروق، وعثمان ذي النُّورين، وأبي الحسنين عليّ، وارض اللّٰهمَّ عن الصَّحابة أجمعين وعن التَّابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين، واجعلنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك، يا أكرم الأكرمين.
اللَّهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشِّرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدِّين، واحمِ حوزة الدِّين يا ربِّ العالمين. اللّٰهمَّ آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا. اللّٰهمَّ انصر من نصر دينك، وكتابك، وسُنَّة نبيّك محمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللّٰهمَّ كن لإخواننا المستضعفين ناصرًا ومعينًا، وحافظا ومؤيِّدًا. اللّٰهمَّ وفِّق ولي أمرنا لهداك واجعل عمله في رضاك، وأعنه على طاعتك، وارزقه البطانة الصَّالحة النَّاصحة. اللّٰهمَّ وفق جميع ولاة أمر المسلمين للعمل بكتابك وتحكيم شرعك، واجعلهم رحمة ورأفة على عبادك المُؤمنين. اللّٰهمَّ آت نفوسنَا تقواها زكِّها أنت خير من زكَّاها، أنت وليّها ومولاها. اللّٰهمَّ أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كلِّ خير، والموت راحة لنا من كلِّ شر. اللّٰهمَّ أصلح ذات بيننا، وألِّف بين قلوبنا، واهدنا سبل السلام، وأخرجنا من الظلمات إلى النّور، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وأزواجنا وذرِّياتنا وأوقاتنا، واجعلنا مباركين أينما كنّا. اللّٰهمَّ أعنّا ولا تعن علينا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، واهدنا ويسّر الهدى لنا، وانصرنا على من بغى علينا. اللّٰهمَّ اجعلنا لك شاكرين لك ذاكرين، إليك أوَّاهين منيبين، لك مخبتين، لك مطيعين.
اللّٰهمّ تقبّل توبتنا، اللهمَّ تقبل توبتنا، واغسل حوبتنا، وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدِّد ألسنتنا، واسلل سَخيمة صدُورنا. اللّٰهم واغفر لنا ذنبنا كلَّه، دِقَّه وجِلَّه، أوَّله وآخره، سرّه وعلنه، اللّٰهمَّ اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات.
اللّٰهم إنَّا نستغفرك إنَّك كنت غفَّارا، فأرسل السَّماء علينا مدرارًا، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم إنّا نسألك غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، سحّا طبقا، نافعًا غير ضار، عاجلًا غير آجل، اللّٰهم إنَّا نتوسَّل إليك بأسمائك الحسنى، وبصفاتك العليا، وبأنّك أنت الله الذي لا إلـٰه إلَّا أنت، يا من وسعت كلَّ شيء رحمة وعلمًا، أن تنزِّل علينا الغيث، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم أغثنا، اللّٰهم إنّا خلق من خلقك، وعبادًا من عبادك، فلا تمنع عنَّا بذنوبنا فضلَك، اللّٰهم لا تؤاخذنا بما فعله السّفهاء منَّا، ربّنا إنَّا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخَاسرين.
ربَّنا آتنا في الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النَّار، إلـٰهنا وسيّدنا وخالقنا وربّنا ومولانا أعِدْ علينا هـٰذا العيد أعوامًا عديدة وسنين مديدة على أمن وإيمان، وسلامة وإسلام، وطاعة وحسن عمل يا ذا الجلال والإكرام.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين، وصلّى الله وسلِّم وبارك وأنعم على عبده ورسوله نبيِّنا محمَّد وآله وصحبه أجمعين.
----------------
(1) موطأ الإمام مالك (899) بلاغا
(2) ذكرهُ البخاري (كتاب البيوع ، باب النجش) تعليقا ، ووصَلَه في كتابِ الصُّلْحِ (ح2697)، ومسلم (ح 1718) من حيث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْها-.
(3) رواه مسلم (ح867) من حديث جابر بن عبد الله -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
(4) رواه البخاري (ح2558) من حديث عبد الله بن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
(5) رواه مسلم (ح408) من حديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-.
|