خطبة عيد الفطر لعام 1424
إن الحمد لله, نحمده, ونستعينه, ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, صلى الله عليه وسلم, وعلى آله وأصحابه, أما بعد:
عباد الله: اتقوا الله واشكروه على نعمه الظاهرة والباطنة, ومن نعمه علينا, أن شرع لنا عيداً شرعياً, نظهر فيه فرحنا واستبشارنا بفضل الله ورحمته . { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ {58}}.
شرع لنا هذا العيد بعد أداء ركن عظيم, وعبادات جليلة, قام بها المسلمون, أثناء شهر رمضان.
أيها المسلمون: إن دين الإسلام هو الدين الحق, وما سواه من الأديان فباطل , وهذا الدين مبني على خمسة أركان, هي : الشهادتان, وإقام الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد.
والإيمان له أركان ستة هي: الإيمان بالله, وملائكته, وكتبه, ورسله, واليوم الآخر, والقدر خيره وشره.
والإحسان ركن واحد: وهو أن تعبد الله كأنك تراه, فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد.
وللإسلام شعائر ظاهرة وباطنه , فمن شعائره الظاهرة: الأمر بالمعروف, والنهي عن المنكر, وإقامة الحدود, والجهاد في سبيل الله, والولاء والبراء, وموالاة أهل الإسلام والإيمان, ومؤاخاتهم في الله, ومعاداة أهل الشرك والإلحاد, وبغضهم في الله .
أيها الناس: أفشوا السلام, وصلوا الأرحام, وصلوا بالليل والناس نيام, تدخلوا الجنة بسلام.
عباد الله : الإسلام دين العدل ودين الحق , حفظ للناس حقوقهم , حُفِظَ في الإسلام الدين, والعقل, والعرض, حفظت النفوس والأبدان , شرعت في الإسلام الأحكام العادلة, والحقوق الكاملة, {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } الآية3: المائدة .
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد.
عباد الله: إن ما يفعله بعض الجهلة, من المنتسبين للإسلام, من سفك دماء, وتدمير ممتلكات, وإخلال بالأمن, وترويع للآمنين, وادخار لأدوات الخراب والدمار, لا يمت للإسلام بصلة, إنما ينسب الفعل لفاعله, والإسلام وأهله منهم ومن أفعالهم براء.
ويجب على أهل الإسلام جميعاً, أن يمقتوا هذه الأفعال, ويمقتوا أهلها, ومن وافق أهلها, لأنها محاربة للإسلام وأهله وأمنه, وفساد للأديان والأبدان, ويجب على شباب الإسلام, أن يحذروا الشبهات وأهلها, لأن فساد الدين والدنيا بسببها, وعلى من ابتلي بشيء من هذه الشبهات, أن يرجع, ويتوب, ويعود إلى رشده, لأن الرجوع إلى الحق, خير من التمادي في الباطل, والله يفرح بتوبة عبده فرح أحدكم بدابته بأرض فلاة , وشكر الله لأولئك الرجال, الذين كانوا بالأمس ضلالاً فهداهم الله للرجوع إلى الحق, فرجعوا, وأعلنوا توبتهم ورجوعهم على رؤوس الأشهاد.
قال أحد التائبين من شبهة: [ لأن أكون ذنباً في الحق, أحب إلىَّ من أن أكون رأساً في الباطل].
وعلى عموم الشباب, وغيرهم ممن نحا, أو انتهج منهجاً غير منهج السلف الصالح, أو رأى رأياً مخالفاً لما عليه علماء أهل الإسلام, أن يعلن براءته, وتوبته, وندمه, ورجوعٌ للحق خير له عند ربه, ورفعة له في الدنيا والآخر ة, والجميع يعلم؛ أن سبب دخول إبليس النار هو تكبره على ربه, وبطره للحق, فكل من استكبر عن الحق, ولم يرجع إليه؛ فقدوته إبليس, نعوذ بالله من الخذلان .
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد .
أيها المسلمون: إن العالم اليوم قد اختلط بسبب وسائل الإعلام بأنواعها, ولا نجاة _ بإذن الله_ إلا بالاعتصام بالكتاب والسنة, والسير على منهاج سلف الأمة .
أهل الإسلام: اعتصموا بحبل الله جميعاً, ولا تفرقوا, واسمعوا, وأطيعوا لمن ولاه الله أمركم , وعليكم بالاجتماع والائتلاف , واحذروا الفرقة والاختلاف , واحذروا غربان البين, التي تنعق وتنادي إلى الفرقة بحجة الإصلاح, { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ {11} أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُونَ {12}} البقرة.
فاحذروا المأجورين من قبل المنظمات اليهودية, والنصرانية, وغيرها, وتفطنوا لدسائس الأعداء, فإنهم يدسون الدسائس, حتى باسم الإسلام , فهؤلاء الأجراء الذين اتخذوا من ديار الكفار وطناً, ووجهوا سهامهم لأهل الإسلام من علماء وأمراء, يجب أن يفضحوا, حتى يكون أهل الإسلام على بينة من أمرهم, فالحذر الحذر من الاغترار بهم, فإن ابن سبأ لما بث الفرقة بين المسلمين, حتى سفكت بسببه الدماء, كان مظهر الإسلام باكياً عليه, وداعياً إلى موالاة أهل البيت, حتى وقعت الفتنة, ونكص على عقبيه, وقال إني بريء منكم .
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, ولله الحمد.
أيتها النساء, أيتها المسلمات والمؤمنات: أوصيكن بتقوى الله في السر والعلن, وحفظ الدين والأمانة, قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الدنيا متاع, وخير متاعها, المرأة الصالحة " رواه مسلم.
وأوصى بكن النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: " استوصوا بالنساء خيراً " متفق عليه.
فأنتن شقائق الرجال, ووالدات الرجال, ومربيات الأجيال, رفع الإسلام من شأنكن وجعلكن في الذروة, بينما المرأة في كثير من البلدان جعلت سلعة ممتهنة معروضة لكل مفلس.
المرأة في الإسلام درة مصونة, وبيضة مكنونة , أمر الرجال بغض الطرف عنها, وأمرت بغض الطرف عن الرجال , أبعدها الإسلام عن كل ما به خدش لحيائها, وكرامتها, وعفتها, وطهرها .
الإسلام حفظ المرأة من ولادتها إلى أن تلقى ربها, فمن ولاية الأب, إلى ولاية الزوج, إلى رعاية الابن, وهذا دليل على كرامتها, وعزتها, ومكانتها.
أوجب المحرم في سفرها, وحرم خلوة الأجنبي بها, وأمرها بستر وجهها عند غير محارمها.
معاشر النساء: لا تخدعن, ولا تخضعن, فيطمع الذي في قلبه مرض.
عرف الأعداء, وأذنابهم, أن المرأة في هذه البلاد, في عزةٍ, وزكاة, وكرامة, ونقاوةٍ, فجردوا سيوفهم لحربها, تارة باسم الحجاب, وتارة بحقوق المرأة, وتارة بمشاركة المرأة للرجال في الأعمال, فمن أقوالهم الكاذبة الخاسرة قولهم: عطل نصف المجتمع ويعنون بهذا المرأة.
فعليك أيتها المؤمنة, أن تكوني يقظة بما يراد بك, من مكر, وخديعة , وأن لا تنجري وراء الشعارات الزائفة, والدعاوي الكاذبة , وأن تقدمي ما يبقى على ما يفنى , فإنهم يخادعونك بالدنيا وزينتها, لتبتعدي عن الله, وتقتربي منهم ومن الشيطان .
{وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {11} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12}}التحريم.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, وأنج المستضعفين من المؤمنين, وتقبل منا إنك أنت السميع العليم, وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد0
---------------------------------------------------------
خطبة عيد الفطر لعام 1425
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهد الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر ولله الحمد.
أيها الناس: إن لكل قوم عيداً, وهذا عيدنا أهل الإسلام, وعيدنا شرعي, وأعياد غيرنا بدعية, عيدنا على الإسلام والسنة, وأعياد غيرنا على الشرك والبدعة.
أبدلنا الله بالأعياد الشركية أعياداً شرعية, نفرح برحمة الله, وفضله, ومنه, وكرمه, وعفوه وجوده, وإكمال شعيرته.
عباد الله: بني دينكم على خمس, كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم, بني على الشهادتين, وإقامة الصلاة, وإيتاء الزكاة, وصوم رمضان, وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً.
اشتمل ديننا على العقائد الصحيحة, والعبادات السليمة, والأخلاق الفاضلة.
{وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لاَّ مُبَدِّلِ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{115}}الأنعام.
ديننا دين العدل, والوفاء, والصدق, والحياء, ديننا وسط ؛ بين غلو اليهود, وانحلال النصارى, { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ {143}} البقرة.
ديننا أذن الله ببقائه, إلى أن يرث الأرض ومن عليها, { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {3}} المائدة.
ديننا سيعلو بإذن الله, ولا يعلى عليه, وظاهر ولو كره الكافرون والمشركون.
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, الله أكبر والحمد لله.
أيها المسلمون: إن ما يفعله بعض أفراد المسلمين من غلوٍ, وانحراف, وأفعالٍ مخالفة لتعاليم الإسلام, لا ينسب للإسلام, ولا إلى أهله, والإسلام برء, وأهله بريئون من هذه الأفعال.
أيها المسلمون: إن الغلو في الدين, والنظر في كتب البدع والمبتدعة, وأهل الأفكار المنحرفة, يولد عند النشء العقائد الفاسدة, فيكفرون من يكفره الله, ويعتدون على البرآء, ولا يفرقون بين مسلمٍ وذمي, ولا معاهد وحربي, فعلى الدعاة, والمصلحين, والخطباء, والمربيين أن يحفظوا ذراري أهل الإسلام, ببيان الحق لهم, وتحذيرهم من الباطل وأهله.
أيها المسلمون: لقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم على قوم أفتوا بغير علم, فمات بسببهم رجل واحد, فقال عليه الصلاة والسلام:" قتلوه قتلهم الله, ألا سألوا إذا لم يعلموا, إنما شفاء العي السؤال", فعلى كل مسلم أن يحفظ سمعه وبصره, وأن يكف لسانه عما لا يعلم, { وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً {36}} الإسراء.
فالفتاوى الضالة, والأقوال المنكرة, والآراء الغريبة, والمفردات المستوردة, خلل في المجتمع, وسبب لفساده, واضطراب أمره, فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد دعا على قوم بسبب قتل رجل, فكيف بمن يفتي بهلاك أمة, أو يعرض أهل الإسلام لوطأة الكفر, بلا بصيرة ولا روية, ولا حكمة سوية, إنما تكلم بسبب العواطف الجياشة, والمحبة المفرطة.
أهل الإسلام: لا يشك مسلم في عداوة أهل الشرك لأهل الإسلام, كما يقول ربنا سبحانه وتعالى: { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ{120}} البقرة.
{ وَقَالُواْ كُونُواْ هُوداً أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {135}} البقرة.
ولكن لا بد من الحكمة والروية, والسعي لإيجاد وسائل النصر, التي أعظمها نصر الله؛ بإقامة شرعه ودينه في المجتمعات الإسلامية, وتحقيق التوحيد, ونبذ الشرك, والعمل بالسنة, ونبذ البدعة, وإعداد العدة والقوة.
لقد مكث النبي صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث عشرة سنة, يدعوا إلى التوحيد, ويحذر من الشرك, وحصل لأصحابه خلال هذه المدة ما حصل من القتل, والتشريد, والتنكيل, والتهجير, والمقاطعة, والمخاصمة, ومع ذلك كان يأمرهم بالصبر, ويعدهم بالنصر, حتى أنجز الله وعده, ونصر عبده, وهزم الأحزاب وحده, فالحذر الحذر, من فتاوى المتحمسين, وأعمال المبطلين, وتطاول الأصاغر على الأكابر, فهذا عين الهزيمة, والبعد عن أسباب النصر.
الله أكبر, الله أكبر, الله أكبر, لا إله إلا الله, الله أكبر ولله الحمد.
أيها المسلمون: صلوا الأرحام, واحذروا القطيعة, قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة قاطع رحم" رواه مسلم.
واحذروا الخصومات بالباطل, والجدال بغير حق, والقول على الله بغير علم, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم, والظلم, والرشوة, والمطل, وأكل حقوق الخدم والعمال, أو تأخير أجورهم, أو تكليفهم من العمل ما لا يطيقون, أو المتاجرة بهم, أو التحايل للاستقدام, ثم إهمالهم, وعليكم بسبل السلامة, والأخذ بالأسباب, فما هذه الحوادث التي تحصد شبابنا, ورجالنا, ونساءنا, إلا سبب الجهل بأسباب السلامة, والتقيد بالأوامر.
أهل الإسلام: إن أعداءكم من الكفرة, قد دخلوا وسط بيوتكم, من خلال هذه الفضائيات التي تبث عقائدهم, وكفرهم, وحنثهم, وأخلاقهم الرذيلة, فاحذروا أعداءكم الذين دخلوا بيوتكم, وأنتم لا تشعرون.
أيتها النساء: اتقين الله في أنفسكن وأزواجكن, وأهليكن, فإن الله أعد للمحسنات منكن أجراً عظيماً.
احذرن التبرج والسفور, ودعاة الفتنة والرذيلة, والحياء, تسعدن بخيري الدنيا والآخرة, فلقد خير الله عز وجل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بين الدنيا والآخرة, فاخترن ما عند الله على الفاني.
قال سبحانه:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً {28} وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً {29}} الأحزاب.
معاشر النساء: إن الفتنة كثيرة, فاحذرن وحذرن, ولا تعرضن أنفسكن لسخط الله وعقابه, واسألن ما سألت تلك الصالحة, عندما قالت رب ابن لي عندك بيتاً بالجنة.
معاشر النساء: إن البنين والبنات أمانة في أعناقكن, فالتربية على الفضيلة, والتحذير من الرذيلة, واجب عليكن, فكم خرج من أحضانكن من عالم, وكم خرج من أكفافكن من مجاهد, وكم, وكم.
فالله الله في حفظ الأمانة والفروج, والحقوق, والحدود, فكنَّ كما قال الله عز وجل :{ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً{34}}النساء.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين, وأذل الشرك والمشركين, وفرج كرب المكروبين في العراق, وغيرها من بلاد المسلمين, اللهم اجمع كلمة أهل الإسلام على ما يرضيك, ووفقهم لما تحبه وترضاه, من القول, والعمل, اللهم أصلح ولاة أمرنا, واحفظهم بحفظك, وكن لهم عوناً ونصيراً, وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد.
|