أظلكم شهر الخيرات من رب البريات
اَلْحَمْدُ للهِ وَاْسِعِ اَلْفَضْلِ وَاَلْإِحْسَاْن ،
اَلْكَرِيْمِ اَلْمَنَّاْن ، } يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ، كُلَّ يَوْمٍ
هُوَ فِي شَأْنٍ}، أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ
سُلْطَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ
شَرِيْكَ لَهُ ، دَاْئِمُ اَلْمُلْكِ وَاَلْسِّلْطَاْنِ . وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ ، أَهْلِ اَلْصِّدْقِ وَاَلْجُوْدِ وَاَلْوَفَاْءِ وَاَلْإِحْسَاْن
، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ .
أما
بعد: أيها الناس، اتقوا الله تعالى وإياكم والاغترار بالأماني والآمال، فقد حل بكم
شهر طال انتظاره واستبشروا وافرحوا بمقدم ضيف عزيز على قلوبنا أظلكم شهر عظيم،
وموسم كريم تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، إنه شهر رمضان الذي أنزل فيه
القرآن، إنه شهر الصيام والقيام، شهر الصدقات والبر والإحسان ، شهر تفضل الله به
على هذه الأمة بخمس خصال لم تعطها أمة من الأمم:
الخصلة
الأولى خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. الثانية: تستغفر لهم الملائكة
حتى يفطروا. الثالثة: يزين الله فيه كل يوم جنته. الرابعة: تصفد فيه مردة
الشياطين، فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره. الخامسة: يغفر الله لهذه
الأمة في آخر ليلة منه.
شهرٌ
من صامه إيمانا بالله واحتسابا لثواب الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه
إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه
أبواب النيران، كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله
تعالى: إلا الصيام فإنه لي، وأنا أجزي به، إنه ترك شهوته، وطعامه، وشرابه من أجلي
للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه»
عباد
الله: إن شهر رمضان شهر مغنم وأرباح، فاغتنموه بالعبادة، وكثرة الصلاة، وقراءة
القرآن، والذكر، والعفو عن الناس، والإحسان، وأزيلوا العداوة والبغضاء بينكم، فإن
الأعمال تعرض على الله عز وجل يوم الاثنين والخميس، فمن مستغفر فيغفر له، ومن
تائب، فيتاب عليه، ويرد أهل الضغائن بضغائنهم حتى يتوبوا، ويصطلحوا، واستكثروا في
شهر رمضان من أربع خصال اثنتان ترضون بهما ربكم، واثنتان لا غنى لكم عنها، فأما
اللتان ترضون بهما ربكم، فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما اللتان لا
غنى لكم عنهما، فتسألون الله الجنة، وتستعيذون به من النار، واحرصوا على الدعاء
عند الإفطار، فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب إنه هو الغفور
الرحيم
الخطبة
الثانية
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله ...........
أما بعد :
فاعلموا
أن مما يستقبل به هذا الشهر المبارك أيضا معرفة أحكامه ومن ذلك المفطرات والتي
منها الأكل والشرب والجماع، وإخراج الدم بالحجامة، وإخراج القيء عمدا، وإذا خرج
الدم منه بغير حجامة مثل أن يحصل له رعاف، أو ينقلع سنه، أو ينجرح شيء من بدنه،
فيخرج الدم، فلا يفطر بذلك، ولا يفطر أيضا إذا غلبه القيء، أو داوى عينه، أو أذنه،
أو قطر فيهما. وتفطر المرأة إذا خرج منها دم الحيض، وهي صائمة، وإذا طهرت في أثناء
النهار، وجب عليها قضاء اليوم الذي طهرت فيه.
واعلموا،
رحمكم الله، أن للصيام سننا ينبغي مراعاتها، فمنها السحور، فقد أمر النبي صلى الله
عليه وسلم به وقال: «تسحروا فإن في السحور بركة» . والأفضل تأخير السحور إلى قبيل
طلوع الفجر. وتعجيل الفطور إذا تحقق غروب الشمس فيفطر على رطبات فإن لم يجد
فعلى تمرات وإلا فعلى ماء.
ومنها
صلاة التراويح جماعة قال r: (من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) واحفظوا جوارحكم
وأعضاءكم من أن تنقص أجر صيامكم قال (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس
لله حاجة في أن يدع طعامكم وشرابكم ) قال
جابر رضي الله عنه: "إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك، ولا تجعل يوم
فطرك، ويوم صيامك سواء" فإن المنغصون لصيامكم كثر لا كثرهم الله .
فاللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام نسألك أن تبلغنا رمضان
وأن ترزقنا صيامه وقيامه على الوجه الذي يرضيك عنا، اللهم ارزقنا صيامه وقيامه
إيمانا واحتساباً يا أرحم الراحمين، اللهم اجعلنا فيه من المقبولين، وافتح لنا
أبواب الخير والرحمة يا رحمن يا رحيم، اللهم أعنا على عمل الخيرات ولا تكلنا إلى
أنفسنا يا رب العالمين. اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم إنا نعوذ بك
من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم آمنّا في الأوطان والدور، واصرف عنا الفتن
والشرور، اللهم وفقّ ولاة أمرنا بتوفيقك وأيّدهم بتأييدك واجعلهم أنصارا لدينك يا
ذا الجلال والإكرام، اللهم مَنْ أرادنا وأراد ديننا وبلادنا بسوء اللهم فأشغله في
نفسه واجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين. اللهم اغفر
للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب
الدعوات، ﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾
.
وللمزيد من الخطب السابقة في استقبال شهر رمضان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=164 |