الْعُنْوَانُ الْكَبِيرُ لِلْفَسَادِ الْكَثِيرِ
الْحَمْدُ للهِ الْهَادِي إِلَى سَبِيلِ الرَّشَادِ ، الْخَبِيرِ
بِشُئُونِ الْعِبَادِ ، يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ، وَيُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَ]مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي [ ، ]وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ[ .
أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ
سُلْطَانِهِ ، وَأَشْكُرُهُ عَلَى نِعَمِهِ وَآلَائِهِ وَفَضْلِهِ وَإِحْسَانِهِ ،
وَعَدَ ]الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ[، ]إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ [ .
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ ، تَعَالَى عَنِ الشُّرَكَاءِ وَالْأَضْدَادِ وَالْأَنْدَادِ . وَأَشْهَدُ
أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ التَّنَادِ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ : ]وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ [ ،
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ، وَاعْلَمُوا رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِأَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَذَّرَ بِعُنْوَانٍ كَبِيرٍ مِنْ فَسَادٍ
كَثِيرٍ خَطِيرٍ ، مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِهِ مُخَالَفَةُ أَمْرِهِ، وَعَدَمُ الْعَمَلِ
بِنُصْحِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَفِي الْحَدِيثِ عَنْ أَبِي
حَاتِمٍ الْمُزَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ
تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ فَأَنْكِحُوهُ )) أَيْ: زَوِّجُوهُ، (( إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ
وَفَسَادٌ كَبِيرٌ )) ، وَفِي رِوَايَةٍ: (( عَرِيضٌ
)) ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: (( إِذَا جَاءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ
فَأَنْكِحُوهُ )) قَالَهَا ثَلَاثَ
مَرَّاتٍ .
فَالْفَسَادُ الْعَرِيضُ وَالْكَبِيرُ نَتِيجَةٌ مِنْ نَتَائِجِ عَرْقَلَةِ
الزَّوَاجِ وَتَعْطِيلِهِ، وَطَلْعَةٌ خَبِيثَةٌ مِنْ طَلْعِ مَنْعِهِ وَعَدَمِ تَيْسِيرِهِ
وَتَسْهِيلِهِ؛ لِأَنَّ رَغْبَةَ الْإِنْسَانِ السَّوِيِّ لِلزَّوَاجِ لَا تَقِلُّ
عَنْ رَغْبَتِهِ عِنْدَمَا يَجُوعُ لِأَكْلِ الطَّعَامِ، وَعِنْدَمَا يَعْطَشُ لِشُرْبِ
الْمَاء. غَرِيزَةٌ جَعَلَهَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْإِنْسَانِ ، فَإِذَا لَمْ
تَتَحَقَّقْ بِالطُّرُقِ الْمَشْرُوعَةِ، فَقَدْ تَتَحَقَّقُ بِالطُّرُقِ الْمَمْنُوعَةِ،
وَلِذَلِكَ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ: (( يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ
الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ،
وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّ الصَّوْمَ لَهُ وِجَاءٌ
)) ، فَلَا أَنْفَعُ لِغَضِّ الْبَصَرِ وَإِحْصَانِ الْفَرْجِ مِنَ الزَّوَاجِ،
وَصَفَهُ مَنْ لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
بَلْ يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ: (( إِذَا تَزَوَّجَ الْعَبْدُ فَقَدْ كَمُلَ نِصْفُ
الدِّينِ ، فَلْيَتَّقِ اللهَ فِي النِّصْفِ الْبَاقِي )). فَإِذَا تَعَذَّرَ
الزَّوَاجُ ، وَوُضِعَتْ لَهُ الْعَرَاقِيلُ، وَعُقِّدَتْ طُرُقُهُ وَعُطِّلَتْ سُبُلُهُ، حَلَّ مَكَانَهُ الْفَسَادُ الْعَرِيضُ الْكَبِيرُ، وَمِنْهُ مَا يُسَمُّونَهُ بِزَوَاجِ
الْمِسْيَارِ، الْمُخَالِفِ لِلشَّرْعِ وَالنَّقْلِ وَالْعَقْلِ وَالشَّرَفِ وَالدِّينِ،
فَزَوَاجُ الْمِسْيَارِ الَّذِي يَتِمُّ دُونَ شُرُوطِ الْعَقْدِ الشَّرْعِيِّ الصَّحِيحِ
؛ طَلْعَةٌ قَبِيحَةٌ مِنْ طَلْعِ تَعْقِيدِ الزَّوَاجِ ، وَمِثْلُهُ بَلْ أَشْنَعُ
مِنْهُ؛ ظُهُورُ مُقَدِّمَاتِ وَدَوَاعِي الزِّنَا فِي مُجْتَمَعَاتِ الْمُسْلِمِينَ،
يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ]وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ
سَبِيلًا[ ، يَقُولُ ابْنُ سَعْدِيٍّ فِي تَفْسِيرِهِ: وَالنَّهْيُ عَنْ قُرْبَانِهِ
أَبْلَغُ مِنَ النَّهْيِ عَنْ مُجَرَّدِ فِعْلِهِ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ يَشْمَلُ النَّهْيَ
عَنْ جَمِيعِ مُقَدِّمَاتِهِ وَدَوَاعِيهِ؛ فَإِنَّ: ((
مَنْ حَامَ حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَقَعَ فِيهِ )) خُصُوصًا هَذَا
الْأَمْرُ الَّذِي فِي كَثِيرٍ مِنَ النُّفُوسِ أَقْوَى دَاعٍ إِلَيْهِ .
الْعُنْوَانُ الْكَبِيرُ لِلْفَسَادِ الْكَثِيرِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - الَّذِي
حَذَّرَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، بِوُجُودِ مَنْ تَقَدَّمَتْ
بِهِنَّ السِّنُّ وَصِرْنَ عَوَانِسَ، ضَحِيَّةَ مُعْتَقَدَاتٍ جَاهِلِيَّةٍ؛ كَالْأَحْسَابِ
وَالْأَنْسَابِ، وَعَادَاتٍ دُنْيَوِيَّةٍ؛ كَالرُّتَبِ وَالْمَرَاتِبِ وَالرَّوَاتِبِ
، وَمَظَاهِرَ زَائِفَةٍ مَا أَنْزَلَ اللهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ، الَّتِي صَارَتْ
مَعَايِيرَ لِلزَّوَاجِ بَدَلًا مِنَ الدِّينِ وَالْأَمَانَةِ وَالْخُلُقِ .
الْفَسَادُ الْكَثِيرُ، الَّذِي حَذَّرَ مِنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَمَرُّدِ بَعْضِ الْفَتَيَاتِ عَلَى أَوْلِيَائِهِنَّ، وَعَدَمِ
مُبَالَاتِهِنَّ بِالتَّعَالِيمِ الدِّينِيَّةِ، وَلَا بِالْعَادَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ،
وَلَا بِالْأَنْظِمَةِ الْحُكُومِيَّةِ، ]أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ[، صَارَ عِنْدَ بَعْضِهِنَّ
لِاتِّبَاعِ الشَّهَوَاتِ الْمُنْحَرِفَةِ، وَتَتَبُّعِ الْمَلَذَّاتِ الْمُحَرَّمَةِ، وَالْخُرُوجِ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَالْمَأْلُوفِ ، وَصَدَقَ مَنْ قَالَ :
إِذَا لَـــــــمْ تَخْــــــشَ عَـــــــاقِبَةَ اللَّيَـالِي
وَلَمْ
تَسْتَحِي فَاصْنَعْ مَا تَشَـاءُ
فَـــــلَا وَاللهِ مَــــا فِي الْعَـــــيْشِ خَـيْرٌ
وَلَا الـــــدُّنْيَا
إِذَا ذَهَــبَ الْحَيَــاءُ
يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ
وَيَبْقَى
الْــــعُودُ مَـــا بَقِيَ اللُّحَــاءُ
إِنَّ مَا نَرَاهُ وَنَسْمَعُ بِهِ وَنَلْمَسُهُ مِنْ بَعْضِ النِّسَاءِ، مِنْ
مُخَالَفَاتٍ شَرْعِيَّةٍ، وَتَعَدِّيَاتٍ نِظَامِيَّةٍ وَسُوءِ آدَابٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ،
تَدُلُّ عَلَى ضَعْفِ الْإِيمَانِ وَانْعِدَامِ التَّقْوَى وَقِلَّةِ الْحَيَاءِ ،
وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ
الصَّحِيحِ: (( إنَّ الْحَيَاءَ وَالإِيمَانَ قُرِنَا
جَمِيعًا ، فَإِذَا رُفِعَ أَحَدُهُمَا رُفِعَ الْآخَرُ )) ، وَيَقُولُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَيْضًا الصَّحِيحِ:
(( الإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ، أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ
شُعْبَةً ، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ
الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإِيمَانِ )) .
فَضَعْفُ الإِيمَانِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يُنْتِجُ قِلَّةَ الْحَيَاءِ عِنْدَ
بَعْضِ النِّسَاءِ، فَلَا يَرَيْنَ بَأْسًا فِي التَّبَرُّجِ وَالسُّفُورِ، وَلَا
فِي السَّهَرِ إِلَى سَاعَاتٍ مُتَأَخِّرَةٍ مِنَ اللَّيْلِ، وَلَا فِي السَّفَرِ
لِبَعْضِ الْبُلْدَانِ لِتُحَرَّرَ مِنَ الْقُيُودِ، وَلَا الِاخْتِلَاطِ بِالرِّجَالِ
الْأَجَانِبِ وَالْخُضُوعِ بِالْقَوْلِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي
فِيهَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ عَلَى قِلَّةِ الْحَيَاءِ النَّاتِجِ عَنْ ضَعْفِ الْإِيمَانِ
، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ
: (( إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ
النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ )) ، فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا وَحَذِّرُوا مِنْ أَصْحَابِ الشَّهَوَاتِ، الَّذِينَ
لَا يُبَالُونَ بِالْأَخْلَاقِ وَلَا بِالْآدَابِ وَلَا بِالْأَعْرَاضِ، يَقُولُ
عَزَّ وَجَلَّ : ]وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ
يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلًا عَظِيمًا[ .
بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ،
وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
إِنَّ الْحَيَاءَ زِينَةُ النِّسَاءِ، أَجْمَلُ مَا فِي الْمَرْأَةِ حَيَاؤُهَا
، يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْ نَبِيِّهِ مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ
وَالسَّلَامُ : ]وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وجد عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ
النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تـَذُودَانِ قَالَ مَا
خَطْبُكُمَا قَالَتَا لَا نَسْقِى حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ
كَبِيرٌ[، إِنَّهُ نَمُوذَجٌ
لِامْرَأَتَيْنِ عَفِيفَتَيْنِ عِنْدَهُمَا مِنَ الْحَيَاءِ مَا يَسَعُ كَثِيرًا مِنَ
النِّسَاءِ. ثُمَّ قَالَ: ]فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِى عَلَى اسْتِحْيَاءٍ.. [، تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ؛
أَي: تَمْشِي عَفِيفَةً مُتَعَفِّفَةً دُونَ مَيْلٍ أَوِ انْحِرَافٍ وَمُيوعَةٍ .
فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، أَطِيعُوا اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَرَسُولَهُ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَتَذَكَّرُوا قَوْلَهُ عَزَّ وَجَلَّ: ]فَلْيَحْذَرِ
الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ
عَذَابٌ أَلِيمٌ [ .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ،
وَعَمَلًا خَالِصًا ، وَرِزْقًا وَاسِعًا ، وَتَوْبَةً نَصُوحًا إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ فَرِّجْ هَمَّ الْمَهْمُومِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ
الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ الْمَدِينِينَ، وَاشْفِ مَرْضَى
الْمُسْلِمِينَ وَارْحَمْنَا بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ
أَحْيِنَا سُعَدَاءَ وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتقِيَاءِ
يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ،
وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ. اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أَمْرِنَا
لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاكَ ، اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا إِمَامَنَا
خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَانْصُرْ بِهِ دِينَكَ وَكِتَابَكَ
وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ .
]رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً
وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [ .
عِبَادَ اللهِ :
] إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ
لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[. فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ
، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ، وَاللهُ
يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|