خَطَرُ الِاتِّجَارِ بِالْبَشَرِ
الْحَمْدُ
للهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ، يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ، وَمَا كَانَ
لِلْإِنْسَانِ فِي الْخَلْقِ تَخْيِيرٌ، رَفَعَ النَّاسَ بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ
دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَهُمْ فَهَذَا غَنِيٌّ وَذَاكَ فَقِيرٌ. نَحْمَدُهُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى الْحَمْدَ الْكَثِيرَ ، وَنَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ
الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ،
وَنَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الْبَشِيرُ النَّذِيرُ،
اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَيْهِ وَعَلَى أَصْحَابِهِ مَا تَرَدَّدَ
نَفَسٌ بَيْنَ شَهِيقٍ وَزَفِيرٍ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَى
اللهِ عز وجل وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ، وَخَيْرُ زَادٍ يَتَزَوَّدُ بِهِ الْعَبْدُ فِي
حَيَاتِهِ لِمَعَادِهِ، يَقُولُ عز وجل فِي كِتَابِهِ: }وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ{، وَيَقُولُ عز وجل مِنْ قَائِلٍ : }وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى{
فَاتَّقُوا اللهَ أَحِبَّتِي فِي اللهِ ، جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ
عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
يَقُول تعالى:
}وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ
فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ
عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا{،
فَاللهُ عز وجل كَرَّمَ ابْنَ آدَمَ، وَمِنْ أَجْلِهِ أَنْزَلَ كُتُبَهُ وَأَرْسَلَ رُسُلَهُ،
وَجَاءَتْ شَرِيعَتُهُ بِحِفْظِ حُقُوقِهِ وَالْقِيَامِ بِوَاجِبَاتِهِ، حَفِظَتْ
لَهُ دِينَهُ وَنَفْسَهُ وَعَقْلَهُ وَعِرْضَهُ وَمَالَهُ، وَحَرَّمَتْ كُلَّ
أَمْرٍ مِنْ شَأْنِهِ الْإِسَاءَةُ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَيْهِ، أَوِ الِاعْتِدَاءُ
مِنْ غَيْرِ مُبَرِّرٍ شَرْعِيٍّ عَلَيْهِ، فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ عَنْ
أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ أَضْرِبُ غُلَامًا لِي، فَسَمِعْتُ مِنْ خَلْفِي صَوْتًا: (( اعْلَمْ، أَبَا مَسْعُودٍ، لَلَّهُ أَقْدَرُ
عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَيْهِ ))، فَالْتَفَتُّ
فَإِذَا هُوَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، هُوَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللهِ ، فَقَالَ: (( أَمَا لَوْ لَمْ تَفْعَلْ لَلَفَحَتْكَ
النَّارُ ))، أَوْ (( لَمَسَّتْكَ النَّارُ )) فَقُلْتُ: لَا أَضْرِبُ مَمْلُوكًا بَعْدَهُ أَبَدًا .
قَالُوا:
وَفِي قَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: (( لَلَّهُ أَقْدَرُ عَلَيْكَ مِنْكَ عَلَى هَذَا الْغُلَامِ ))
تَحْذِيرٌ لِكُلِّ مَنْ تَغُرُّهُ قُوَّتُهُ فَيَتَجَبَّرُ عَلَى عِبَادِ اللهِ
بِغَيْرِ حَقٍّ؛ فَاللهُ عز وجل أَكْبَرُ ، وَقُدْرَتُهُ
عَلَى الْعَبْدِ أَعْظَمُ، وَجَعْلُ الْعَبْدِ قُدْرَةَ اللهِ -تَعَالَى- عَلَيْهِ
نُصْبَ عَيْنِهِ يَعْصِمُهُ مِنْ مَرَضِ التَّجَبُّرِ وَالظُّلْمِ الْمُتَأَصِّلِ
فِي نَفْسِ كُلِّ إِنْسَانٍ، وَإِنْ كَانَ لَا يَظْهَرُ هَذَا الْمَرَضُ إِلَّا
مَعَ مُقْتَضَاهُ مِنْ سُلْطَةٍ، أَوْ قُوَّةٍ ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُؤْمِنُونَ :
إِنَّ
هَذَا الْإِنْسَانَ الَّذِي كَرَّمَهُ اللهُ عز وجل،
جَعَلَ سُبْحَانَهُ الْإِسْلَامَ دِينًا يَضْمَنُ لَهُ كَرَامَتَهُ ،
وَيَتَعَهَّدُ بِالْقِيَامِ بِحُقُوقِهِ وَتَأْدِيَةِ وَاجِبَاتِهِ، يَسْتَحِيلُ
أَنْ يَجِدَ الْإِنْسَانُ تَكْرِيمًا بِغَيْرِ الْإِسْلَامِ ، يَقُولُ عُمَرُ بْنُ
الْخَطَّابِ رضي الله عنه: (( إِنَّا كُنَّا أَذَلَّ قَوْمٍ فَأَعَزَّنَا اللهُ بِالْإِسْلَامِ ،
فَمَهْمَا نَطْلُبُ الْعِزَّ بِغَيْرِ مَا أَعَزَّنَا اللهُ بِهِ أَذَلَّنَا اللهُ
)). فَالْمُسْلِمُ الَّذِي رَضِيَ بِاللهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا
وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا وَرَسُولًا لَا يُمْكِنُ أَنْ
يَصْدُرَ مِنْهُ عَمَلٌ أَوْ قَوْلٌ يُنَافِي تَكْرِيمَ اللهِ عز وجل لِعِبَادِهِ، أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( يَا مَعْشَرَ مَنْ أَسْلَمَ
بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُفْضِ الإِيمَانُ إِلَى قَلْبِهِ، لاَ تُؤْذُوا
الْمُسْلِمِينَ وَلاَ تُعَيِّرُوهُمْ وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ
مَنْ تَتَبَّعَ عَوْرَةَ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ،
وَمَنْ تَتَبَّعَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَلَوْ فِي جَوْفِ رَحْلِهِ ))
.
فَالْإِنْسَانُ
لَا يَضْمَنُ كَرَامَتَهُ إِلَّا بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، وَلَعَلَّكُمْ -أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ- تَسْمَعُونَ بِالِاتِّجَارِ بِالْبَشَرِ، أَحَدِ أَشْكَالِ الرِّقِّ
فِي هَذَا الزَّمَان، وَهُوَ مِنَ الْأُمُورِ الْمُحَرَّمَةِ فِي الْإِسْلَامِ؛
لِأَنَّ فِيهِ انْتِهَاكًا لِحُقُوقِ الْإِنْسَانِ، وَمِنْ ذَلِكَ مُخَالَفَةُ
أَنْظِمَةِ الدَّوْلَةِ ، وَاسْتِغْلَالُ الْمُخَالِفِينَ لِأَنْظِمَةِ
الْإِقَامَةِ، وَجَعْلُهُمْ يَعْمَلُونَ بِرَوَاتِبَ زَهِيدَةٍ، اسْتِغْلَالًا
لِوَضْعِهِمُ الْمُنَافِي لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: }أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ
وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ{،
وَكَذَلِكَ مُخَالَفَةُ الْأَنْظِمَةِ، بِاسْتِقْدَامِ الْعَمَالَةِ الْمَنْزِلِيَّةِ،
وَتَأْجِيرِهِمُ الْمُخَالِفِ بِمَبَالِغَ عَالِية، وَاسْتِغْلَالِ بَعْضِ
الْأَغْنِيَاءِ لِحَاجَةِ بَعْضِ الْفُقَرَاءِ بِالزَّوَاجِ، وَعَدَمِ الْقِيَامِ
بِالْحُقُوقِ الزَّوْجِيَّةِ، وَتَرْكِ الْوَاجِبَاتِ الْأُسَرِيَّةِ، زَوَاجٍ
مِنْ أَجْلِ الْمُتْعَةِ وَالشَّهْوَةِ فَقَطْ، يَرْضَوْنَ لِبَنَاتِ النَّاسِ مَا لَا يَرْضَوْنَهُ لِبَنَاتِهِمْ، وَلَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
إِنَّ
الِاتِّجَارَ بِالْبَشَرِ، وَاسْتِغْلَالَ حَاجَتِهِمْ وَضَعْفِهِمْ، مِنَ
الظُّلْمِ الَّذِي حَرَّمَهُ اللهُ عز وجل عَلَى نَفْسِهِ، وَجَعَلَهُ مُحَرَّمًا بَيْنَ عِبَادِهِ ، يَقُولُ عز وجل فِيمَا رَوَاهُ عَنْهُ رَسُولُهُ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم:
(( يَا عِبَادِي ، إِنِّي حَرَّمْتُ
الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا ))،
وَيَقُولُ عز وجل: }إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ
النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ
أَلِيمٌ {،
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(( إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي
لِلظَّالِمِ، حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) ثُمَّ قَرَأَ : }وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى
وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ{،
وَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْإِمَامُ مُسْلِمٌ يَقُولُ صلى الله عليه وسلم:
(( اتَّقُوا الظُّلْمَ؛ فَإِنَّ
الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) .
أَسْأَلُ
اللهَ عز وجل أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، أَقُولُ قَوْلِي
هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ
الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ
للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ،
وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا
لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى
رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُونَ :
إِنَّ
تَكْرِيمَ اللهِ عز وجل لِلْإِنْسَانِ تَكْرِيمٌ
عَامٌّ شَامِلٌ لَا تَمْيِيزَ فِيهِ بَيْنَ صَغِيرٍ وَلَا كَبِيرٍ، وَلَا ذَكَرٍ
وَلَا أُنْثَى، وَلَا غَنِيٍّ وَلَا فَقِيرٍ، فَفِي حَدِيثٍ رَوَاهُ الْإِمَامُ
أَحْمَدُ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ؛ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي
مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُول صلى الله عليه وسلم فِي وَسَطِ أَيَّامِ
التَّشْرِيقِ فَقَالَ: (( يَا
أَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ،
أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى
عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا
بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ؟ )) قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.
بَعْضُ
النَّاسِ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- يُصَابُ بِالْكِبْرِ، الَّذِي هُوَ غَمْطُ
النَّاسِ وَاحْتِقَارُهُمْ، فَيَسْتَهِينُ بِغَيْرِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِنْ
لَوْنِهِ أَوْ جِنْسِهِ أَوْ قَبِيلَتِهِ أَوْ جِنْسِيَّتِهِ، فَيَسْتَغِلُّهُ
بِتَضْيِيعِ حُقُوقِهِ، وَإِهْمَالِ وَاجِبَاتِهِ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
(( أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ
قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ )) . وَفِي حَدِيثٍ مُتَّفَقٍ عَلَى
صِحَّتِهِ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُويْدٍ، قَالَ: رَأَيْتُ أَبَا ذَرٍّ
الْغِفَارِيَّ رضي الله عنه وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ،
وَعَلَى غُلاَمِهِ حُلَّةٌ، فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: قال النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ إِخْوَانَكُمْ
خَوَلُكُمْ جَعَلَهُمُ اللَّهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ
يَدِهِ، فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ، وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ
تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ
فَأَعِينُوهُمْ )) .
فَاتَّقُوا
اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا مَا يُغْضِبُ اللهَ، وَقُومُوا بِحُقُوقِ
عِبَادِ اللهِ.
وَصَلُّوا
عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ
اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، فَقَالَ جَلَّ مِنْ قَائِلٍ عَلِيمًا : }إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا {
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُول صلى الله عليه وسلم:
(( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً
وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ))، فَاللَّهُمَّ صَلِّ
وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ
أَجْمَعِينَ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ التَّابِعِينَ وَتَابِعِي التَّابِعِينَ،
وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ
بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ وَجُودِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِزَّ الْإِسْلَامِ وَنَصْرَ الْمُسْلِمِينَ،
اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ، وَاحْمِ حَوْزَةَ
الدِّينِ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ بِلَادِ
الْمُسْلِمِينَ. اللَّهُمَّ
احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا وَبِلَادَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا
وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
، اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا فِي هَذِهِ الْبِلَادِ بِسُوءٍ أَوْ مَكْرُوهٍ ،
اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ
يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِمَنْ يَكِيدُونَ لِبِلَادِنَا
وَأَذْنَابِهِمْ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِهِم فَإِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَكَ،
اللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ ، وَأَوْهِنْ عَزْمَهُمْ ، وَاجْعَلْهُمْ عِبْرَةً
لِغَيْرِهِمْ ، اللَّهُمَّ لَا تَرْفَعْ لَهُمْ رَايَةً ، وَلَا تُحَقِّقْ لَهُمْ
غَايَةً، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ. . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {
.
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{. فَاذْكُرُوا
اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ
وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|