قُلُوبُنَا مَعَ رِجَالِ أَمْنِنَا
الْحَمْدُ
للهِ الْقَائِلِ: } مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ
قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً {.
أَحْمَدُهُ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ، وَعَلِمَ مَوْرِدَ كُلِّ مَخْلُوقٍ
وَمَصْدَرَهُ، لَا مُؤَخِّرَ لِمَا قَدَّمَ وَلَا مُقَدِّمَ لِمَا أَخَّرَهُ، } إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ
وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا {.
سُبْحَانَهُ
مِنْ إِلَهٍ ، يُجِيبُ مَنْ دَعَاهُ ، وَيَحْمِي مَنْ لَاذَ بِحِمَاهُ ، } نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ
لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا {
إِلَهِي
، أَتَى الْعَاصُونَ بَابَكَ مَلْجَأً
لِيَرْجُونَ عَفْوًا مِنْكَ
رَبِّي وَسَيِّدِي
إِلَيْكَ
فَرَرْنَا مِنْ عَذَابِكَ رَهْـــــــــــــــــبَةً
فَلَا تَطْرُدَنَّا عَنْ
جَنَابِكَ وَاسْعِدِ
إِلَيْكَ
مَدَدْنَا بِالرَّجَاءِ أَكُفَّنَا
فَحَاشَاكَ مِن رَدِّ
الْفَتَى صَافِرَ الْيَدِ
اللَّهُمَّ
إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوبَنَا ، وَأَنْ تَسْتُرَ عُيُوبَنَا ،
وَأَنْ تَحْفَظَ لَنَا أَمْنَنَا ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
وَأَشْهَدُ
أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَصَفِيُّهُ وَخَلِيلُهُ ، أَرْسَلَهُ بِالْحَقِّ
} بَشِيرًا وَنَذِيرًا {
، } وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ
وَسِرَاجًا مُنِيرًا { صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ عِبَادَ اللهِ
:
اتَّقُوا
اللهَ U
فَإِنَّ تَقْوَى اللهِ وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لَكُمْ وَلِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ
، يَقُولُ U:
} وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
الْمُؤْمِنُونَ:
حَدِيثُنَا الْيَوْمَ عَنْ رِجَالِ الْأَمْنِ،
الَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ أَنْ تَكُونَ قُلُوبُنَا مَعَهُمْ ، وَيَكُونُوا فِي
قُلُوبِنَا؛ فَهُمْ يَعْمَلُونَ عَلَى حِفْظِ أَمْنِنَا بِحِفْظِ أَمْوَالِنَا،
وَحِفْظِ عُقُولِنَا ، وَحِفْظِ دِمَائِنَا، وَعَلَى أَيْدِيهِمْ تَتَحَقَّقُ
بِإِذْنِ اللهِ مَطَالِبُ عِدَّةٌ مِنْ مَطَالِبِ شَرْعِنَا.
الشَّرْعُ
-أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- لَهُ مَقَاصِدُ خَمْسَةٌ هِيَ: حِفْظُ الدِّينِ وَحِفْظُ
النَّفْسِ وَحِفْظُ الْمَالِ وَحِفْظُ الْعِرْضِ، وَحِفْظُ الْعَقْل، وَعِنْدَمَا
نَتَأَمَّلُ فِي عَمَلِ رِجَالِ الْأَمْنِ، نَجِدُهُ يَحْتَوِي هَذِهِ الْأُمُورَ
كُلَّهَا. فَهُمْ يَحْفَظُونَ دِينَنَا، بِالْقَضَاءِ عَلَى الْخَوَارِجِ
وَأَفْكَارِهِمْ، وَبِمُتَابَعَةِ كُلِّ مَنْ تُسَوِّلُ لَهُ نَفْسُهُ الْعَبَثَ
بِمَنْهَجِ سَلَفِنَا الصَّالِحِ.
وَيَحْفَظُونَ
أَنْفُسَنَا وَدِمَاءَنَا ، وَأَمْوَالَنَا وَأَعْرَاضَنَا وَعُقُولَنَا ،
بِالضَّرْبِ بِيَدٍ مِنْ حَدِيدٍ عَلَى الْمُجْرِمِينَ وَالْمُفْسِدِينَ،
الَّذِينَ لَوْ تُرِكَ لَهُمُ الْحَبْلُ عَلَى الْغَارِبِ لَعَاثُوا فِي أَرْضِنَا
فَسَادًا.
فَمُهِمَّةُ
رِجَالِ الْأَمْنِ مُهِمَّةٌ عَظِيمَةٌ ، وَدَوْرُهُمْ فِي الْمُجْتَمَعِ دَوْرٌ
فَعَّالٌ لَا يُنْكِرُهُ عَاقِلٌ ، وَلَا يَجْحَدُهُ إِلَّا مُكَابِرٌ.
إِذَا
كَانَ النَّاسُ -أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- يُجِلُّونَ وَيُعَظِّمُونَ الطَّبِيبَ ،
عِنْدَمَا يُجْرِي عَمَلِيَّةً نَاجِحَةً، وَيُنْقِذُ حَيَاةَ إِنْسَانٍ وَاحِدٍ ،
وَإِنْ كَانَ النَّاسُ يُبَجِّلُونَ وَيُكَبِّرُونَ لَاعِبًا، حَقَّقَ هَدَفًا ،
وَيَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ إِنْجَازًا، فَكَيْفَ لَا نُجِلُّ وَنُعَظِّمُ رِجَالًا ،
يَعْمَلُونَ لَيْلًا وَنَهَارًا، سِرًّا وَجِهَارًا، مِنْ أَجْلِ إِنْقَاذِ
أُمَّةٍ، وَالْحِفَاظِ عَلَى حَيَاةِ مَلَايِينِ الْبَشَرِ؟! إِنَّهُمْ أَوْلَى
بِالْإِجْلَالِ وَالتَّعْظِيمِ وَالْإِكْبَارِ ، يَقُولُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: } أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا {.
يُحْيُونَ أَنْفُسًا لَا تُعَدُّ؛ لَا قَتْلَ ، لَا مُخَدِّرَاتٍ ، لَا تَفْجِيرَ
، فَمَعَكُمْ قُلُوبُنَا يَا رِجَالَ الْأَمْنِ ، وَأَنْتُمْ -وَاللهِ- فِي
قُلُوبِنَا.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
الْمُؤْمِنُونَ :
إِنَّ
فَضْلَ رِجَالِ الْأَمْنِ، فَضْلٌ عَظِيمٌ، يُسْتَمَدُّ مِنْ فَضْلِ مَا
يَعْمَلُونَ مِنْ أَجْلِهِ. سُئِلَ سَمَاحَةُ الشَّيْخِ عَبْدُالْعَزِيزِ بْنُ
بَازٍ -رَحِمَهُ اللهُ وَأَسْكَنَهُ فَسِيحَ جَنَّاتِهِ- عَنِ التَّعَاوُنِ مَعَ
رِجَالِ الْأَمْنِ ، هَلْ هُوَ مِنَ الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ
-رَحِمَهُ اللهُ-: عَمَلُ الْمُتَطَوِّعِينَ فِي كُلِّ بَلَدٍ ضِدَّ الْفَسَادِ
مَعَ رِجَالِ الْأَمْنِ يُعْتَبَرُ مِنَ
الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ، لِمَنْ أَصْلَحَ اللهُ نِيَّتَهُ، وَهُوَ مِنَ
الرِّبَاطِ فِي سَبِيلِهِ U؛
لِأَنَّ الرِّبَاطَ
هُوَ لُزُومُ الثُّغُورِ ضِدَّ الْأَعْدَاءِ ، وَإِذَا كَانَ الْعَدُوُّ قَدْ
يَكُونُ فِي الْبَاطِنِ وَاحْتَاجَ الْمُسْلِمُونَ
أَنْ يَتَكَاتَفُوا مَعَ رِجَالِ الْأَمْنِ ضِدَّ الْعَدُوِّ الَّذِي يُخْشَى أَنْ
يَكُونَ فِي الْبَاطِنِ، يُرْجَى لَهُمْ أَنْ
يَكُونُوا مُرَابِطِينَ، وَلَهُمْ أَجْرُ الْمُرَابِطِ لِحِمَايَةِ الْبِلَادِ
مِنْ مَكَائِدِ الْأَعْدَاءِ الدَّاخِلِيِّينَ.
وَهَكَذَا التَّعَاوُنُ مَعَ رِجَالِ الْهَيْئَةِ الْآمِرِينَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهِينَ عَنِ الْمُنْكَرِ يُعْتَبَرُ
مِنَ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ فِي حَقِّ مَنْ صَلَحَتْ نِيَّتُهُ، لِقَوْلِ
اللهِ سُبْحَانَهُ : }وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ
سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {. وَقَوْلِ
النَّبِيِّ e
: (( مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ
اللهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلَّا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ،
وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ، ثُمَّ إِنَّهَا
تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ، وَيَفْعَلُونَ
مَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ
جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ
مُؤْمِنٌ ، وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الْإِيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ )).
انْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللهُ.
فَهَنِيئًا
لَكُمْ يَا رِجَالَ الْأَمْنِ هَذَا الْفَضْلُ مِنْ رَبِّكُمْ، رَوَى
الْبُخَارِيُّ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ t
، أَنَّ النَّبِيَّ e
قَالَ : (( رِبَاطُ يَوْمٍ فِي
سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ، وَمَوْضِعُ سَوْطِ
أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا ،
وَالرَّوْحَةُ يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، أَوِ الغَدْوَةُ خَيْرٌ
مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا )).
وَرَوَى
مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، عَنْ سَلْمَانَ t
أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ e
يَقُولُ: (( رِبَاطُ يَوْمٍ
وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ
عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ ، وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ ، وَأَمِنَ
الْفَتَّانَ )).
وَيَقُولُ
أَيْضًا e
فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ : ((
عَيْنَانِ لاَ تَمَسُّهُمَا النَّارُ : عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ ،
وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ )) .
أَسْأَلُ
اللهَ لِي وَلَكُمُ الْإِخْلَاصَ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ.
أَقُولُ
قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ،
فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ،
وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ
إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ
الْمُؤْمِنُونَ :
أَمَّا
أُولَئِكَ الْأَبْطَالُ مِنْ رِجَالِ جَيْشِنَا، الَّذِينَ قَدَّمُوا
أَرْوَاحَهُمْ ، وَبَذَلُوا أَنْفُسَهُمْ فِي سَبِيلِ التَّصَدِّي لِأَعْدَاءِ الْبِلَادِ
وَالدِّينِ وَالْعِبَادِ، وَالْوُقُوفِ فِي وَجْهِ مَنْ يُرِيدُ نَشْرَ الضَّلَالِ
وَالِانْحِرَافِ وَالْفَسَادِ ، وَقَطْعِ الطَّرِيقِ أَمَامَ أَهْلِ الْعَقَائِدِ
الْفَاسِدَةِ، وَالْمَنَاهِجِ الْبَاطِلَةِ، فَهُمْ وَاللهِ يَسْتَحِقُّونَ مَا
لَا يَسْتَحِقُّهُ غَيْرُهُمْ، مَاذَا نَقُولُ وَمَاذَا نُقَدِّمُ لِمَنْ تَرَكُوا
أَهْلِيهِمْ وَأَوْلَادَهُمْ وَحُظُوظَ أَنْفُسِهِمْ، وَسَبَقَتْ قُلُوبُهُمْ
أَقْدَامَهُمْ إِلَى مَيَادِينِ الْعِزَّةِ وَالشَّرَفِ، وَجَادُوا
بِأَرْوَاحِهِمْ وَدِمَائِهِمْ رَخِيصَةً دِفَاعًا عَنْ مُقَدَّسَاتِنَا
وَبِلَادِنَا، فَهُمْ تَاجُ رُؤُوسِنَا، وَهُمُ الدِّرْعُ الْحَامِي لِقُلُوبِنَا
وَزِينَةُ حَيَاتِنَا، فَيَا مَنْ تَسْهَرُ عُيُونُهُمْ حِمَايَةً لِلْوَطَنِ، يَا
مَنْ يَقِفُونَ خَلْفَ الْأَسْلِحَةِ تَرَصُّدًا لِغَدْرِ الْأَعْدَاءِ، نَقُولُ
لَكُمْ جَمِيعًا: أَنْتُمْ مَنْ حَمَيْتُمْ دِيَارَنَا بِتَضْحِيَاتِكُمُ
الْجَبَّارَةِ، وَسَدِّكُمُ الْمَنِيعِ أَمَامَ الْعَدُوِّ الْبَاغِي. مَا نَامَتْ
خَلْفَكُمْ عُيُونٌ آمِنَةٌ مُطْمَئِنَّةٌ بِحِفْظِ اللهِ، فَاللهُ يَرْعَاكُمْ
فِي كُلِّ مَكَانٍ، فَأَنْتُمْ جُنُودُ اللهِ فِي أَرْضِهِ لِلدِّفَاعِ عَنْ
بِلَادِهِ وَعِبَادِهِ وَدِينِهِ ، فَلَكُمُ الشَّرَفُ وَالْعِزُّ فِي الدُّنْيَا
، وَلَكُمُ الْجِنَانُ وَالْفِرْدَوْسُ فِي الْآخِرَةِ.
أَسْأَلُ
اللهَ أَنْ يَحْفَظَكُمْ بِحِفْظِهِ، وَيَكْلَؤُكُمْ بِعِنَايَتِهِ وَرِعَايَتِهِ،
وَيَنْصُرَكُمْ نَصْرًا مُؤَزَّرًا، وَأَنْ يَكُونَ لَكُمْ عَوْنًا وَنَصِيرًا،
وَسَنَدًا وَظَهِيرًا، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا رِجَالَ
جَيْشِنَا وَأَمْنِنَا، اللَّهُمَّ
ارْفَعْ دَرَجَاتِهِمْ ، وَأَعْظِمْ مَثُوبَتَهُمْ ، وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُمْ ،
وَارْبِطْ عَلَى قُلُوبِهِمْ ، وَسَدِّدْ رَمْيَهُمْ، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
اللَّهُمَّ
احْفَظْ لَنَا وُلَاةَ أَمْرِنَا ، وَعُلَمَاءَنَا، وَدُعَاتَنَا، اللَّهُمَّ
اجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ، وَانْصُرْهُمْ عَلَى مَنْ عَادَاهُمْ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ،
وَأَذِلَّ الشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِينَ، وَانْصُرْ عِبَادَكَ الْمُوَحِّدِينَ.
اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ فِي نَفْسِهِ، وَرُدَّ كَيْدَهُ
فِي نَحْرِهِ ، وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ سَبَبًا لِتَدْمِيرِهِ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ.
اللَّهُمَّ
أَصْلِحْ وُلَاةَ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ ، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ
الصَّالِحَةَ الَّذِينَ يَدُلُّونَهُمْ عَلَى الْخَيْرِ وَيُعِينُونَهُمْ عَلَيْهِ
، اللَّهُمَّ أَرِنَا الْحَقَّ حَقًّا وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ ، وَالْبَاطِلَ
بَاطِلًا وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْإِيمَانَ
وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ
وَالْعِصْيَانَ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ.
}رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي
الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{
عِبَادَ اللهِ :
}إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{
فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ
يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|