عِيْدُ اَلْفِطْرِ اَلْمُبَاْرَكِ 1438هـ
إِنَّ اَلْحَمْدَ للهِ
، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوْذُ بِهِ مِنْ شُرُوْرِ
أَنْفُسِنَاْ ، وَمِنْ سَيئَاْتِ أَعْمَاْلِنَاْ ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَاْ
مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَاْ هَاْدِيَ لَهُ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ
إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمْدَاً
عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ صَلَى اللهُ عَلِيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً
... اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ
أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ .
أَيُّهَاْ الْمُسْلِمُوْنَ :
تَقْوَىْ اَللهِ U
، وَصِيَّتُهُ سُبْحَاْنَهُ لِعِبَاْدِهِ ، وَخَيْرُ زَاْدٍ ، يَتَزَوَّدُ بِهِ اَلْعَبْدُ
فِيْ حَيَاْتِهِ لِمَعَاْدِهِ ، يَقُوْلُ U
فِيْ كِتَاْبِهِ } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ
وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ {
. وَيَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ : } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ
التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ {،
فَاَتَّقُوْا اَللهَ عِبَاْدَ اَللهِ، وَاَشْكُرُوْهُ عَلَىْ إِتْمَاْمِ عِدَّةِ رَمَضَاْنَ،
وَعَلَىْ مَاْ وَفَّقَكُمْ بِهِ مِنْ صِيَاْمٍ وَقِيَاْمٍ، وَتِلَاْوَةٍ وَاَسْتِمَاْعٍ
لِلْقُرَّآنِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ اَلْعِبَاْدَاْتِ اَلَّتِيْ تَنَاْلُوْنَ بِسَبَبِهَاْ
مَحْبَّةَ اَلْرَّحْمَنِ، يَقُوْلُ U:
} وَلِتُكْمِلُوا اَلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا
اَللَّهَ عَلَىْ مَاْ هَدَاْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ { . يَقُوْلُ اِبْنُ كَثِيْرٍ فِيْ
تَفْسِيْرِهِ ؛ قَوْلُهُ؛ } وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
{
أَيْ إِذَا قُمْتُمْ بِمَا أَمَرَكُمُ اللَّهُ مِنْ طَاعَتِهِ، بِأَدَاءِ
فَرَائِضِهِ، وَتَرْكِ مَحَارِمِهِ، وَحِفْظِ حُدُودِهِ، فَلَعَلَّكُمْ أَنْ
تَكُونُوا مِنَ الشَّاكِرِينَ بِذَلِكَ .
اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ
أَكبَرُ ، لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ الحَمدُ
.
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
فِيْ سُنَنِ
الْنَّسَاْئِي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ t،
قَاْلَ: كَانَ لِأَهْلِ اَلْجَاْهِلِيَّةِ يَوْمَاْنِ فِي كُلِّ سَنَةٍ ،
يَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، فَلَمَّا قَدِمَ اَلْنَّبِيُّ e
اَلْمَدِينَةَ قَاْلَ: (( كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا ، وَقَدْ أَبْدَلَكُمْ
اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا ؛ يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الْأَضْحَى ))
.فَعِيْدُنَاْ فِيْ هَذَاْ اَلْيَوْمِ، عَيْدٌ شَرْعِيٌ ، جَعَلَهُ اَللهُ U
أَحَدَ أَعْيَاْدِنَاْ، نُظْهِرُ فَيْهِ فَرَحَنَاْ،
وَنَشْكُرُ فَيْهِ رَبَّنَاْ. وَاَلْسَّعِيْدُ اَلْفَاْئِزُ مِنَّاْ فِيْ اَلْعِيْدِ، مَنْ أَطَاْعَ اَللهَ U، وَأَطَاْعَ رَسُوْلَهُ e،
} وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، فَقَدْ
فَازَ فَوْزاً عَظِيماً {
فَأَطِيْعُوْا اَللهَ U، بِاَلْعَمَلِ فِيْ كِتَاْبِهِ، وَأَطِيْعُوْا
اَلْرَّسُوْلَ e، بِاَلْتَّمَسُّكِ فِيْ سُنَّتِهِ، وَأَبْشِرُوْا
بِاَلْسَّعَاْدَةِ وَاَلْحَيَاْةِ اَلْطَّيِّبَةِ فِيْ اَلْدُّنْيَاْ، وَاَلْجَزَاْءِ
اَلْحَسَنِ يَوْمَ اَلْقِيَاْمَةِ، هَذَاْ وَعْدٌ مِنَ اَللهِ U،
يَقُوْلُ سُبْحَاْنَهُ: } مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ
ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ، وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ
أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {
.
اللهُ أَكبَرُ ، اللهُ
أَكبَرُ ، لَاْ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَاللهُ أَكبَرُ ، اللهُ أَكبَرُ وَللهِ
الحَمدُ .
أَيُّهَاْ اَلْمُسْلِمُوْنَ :
إِنَّ فَرْحَةَ اَلْعِيْدِ
لَاْ تَكْمُلُ، وَاَلْحَيَاْةَ اَلْطَّيِّبَةَ فِيْ اَلْدُّنْيَاْ لَاْ تَحْصُلُ،
وَاَلْجَزَاْءَ اَلْحَسَنَ يَوْمَ اَلْقِيَاْمَةِ لَاْيَكُوْنُ، إِلَّاْ مَعَ اَلْاِجْتِمَاْعِ
وَعَدَمِ اَلْفُرْقَةِ وَلِذَلِكَ يَقُوْلُ U:
} وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ
اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا {
وَيَقُوْلُ أَيْضَاً: } لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ
تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ
لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {،
وَلَنْ يَكُوْنَ اِجْتِمَاْعٌ وَعَدَمُ فُرْقَةٍ إِلَّاْ عَلَىْ دَيْنِ اَللهِ U
} لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي
الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ
بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {،
وَلَنْ يَكُوْنَ دِيْنٌ صَحِيْحٌ، إِلَّاْ بِطَاْعَةِ اَللهِ U،
وَطَاْعَةِ رَسُوْلِهِ e، وَطَاْعَةِ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ بِاَلْمَعْرُوْفِ
يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَى: } يَاأَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا ، أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ، وَأُولِي الْأَمْرِ
مِنْكُمْ، فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ، فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ، إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا {.
فَاَحْرِصُوْا -أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ- عَلَىْ اِجْتِمَاْعِ اَلْكَلِمَةِ،
وَوُحْدَةِ اَلْصَّفِ، وَاَحْذَرُوْا كُلَّ مَنْ يُحَاْوُلْ تَفْرِيْقَ
كَلِمَتِكُمْ، وَتَمْزِيْقَ وُحْدَتِكُمْ، وَإِفْسَاْدَ أَمْنِكُمْ، مِنَ اَلْمُنْدَسِّيْنَ
بَيْنَكُمْ، اَلْمُتَّأَثِّرِيْنَ بِاَلْجَمَاْعَاْتِ اَلْتَّكْفِيْرِيَّةِ اَلْضَّاْلَةِ،
وَاَلَّتِيْ أَنْتَجَتْ بَيْنَنَاْ مَنْ يَقْتُلْ وَاْلِدِيْهِ، وَيَغْدُرْ بِأَقْرَبِ
اَلْنَّاْسِ لَدِيْهِ، بَلْ أَنْتَجَتْ وَأَوْجَدَتْ مَنْ لَاْ يُبَاْلِيْ
بِاَلْاِعْتِدَاْءِ عَلَىْ بَيْتِ اَللهِ اَلْحَرَاْمِ، وَمَسْجِدِ رَسُوْلِهِ
عَلَيْهِ اَلْصَّلَاْةُ وَاَلْسَّلَاْمُ ، وَفِيْ شَهْرِ رَمَضَاْنَ .
وَلِلْأَسَفِ أَنَّ هَذِهِ اَلْجَمَاْعَاْتِ، مَاْ
زَاْلَتْ تَجِدُ رَوَاْجَاً وَإِعْجَاْبَاً، بَيْنَ أَتْبَاْعِ دُعَاْةِ جَهَنَّمَ، اَلَّذِيْنَ حَذَّرَ مِنْهُمُ اَلْنَّبِيُ e
فِيْ حَدِيْثِ حُذَيْفَةَ t، حَيْنَمَاْ سَأَلَهُ e
فَقَاْلَ: يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ , أَبَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ شَرٌّ؟, قَالَ e:
(( نَعَمْ, فِتْنَةٌ عَمْيَاءُ
صَمَّاءُ، عَلَيْهَا دُعَاةٌ عَلَى
أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا )) فَقَاْلَ
حَذِيْفَةُ t: يَاْ رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا, قَالَ:
(( هُمْ رِجَالٌ مِنْ جِلْدَتِنَا,
وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا، قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الشَّيَاطِينِ فِي
جُثْمَانِ إِنْسٍ )), فَقَاْلَ حُذِيْفَةُ : وَكَيْفَ أَصْنَعُ يَا رَسُولَ
اللهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ؟ قَالَ e:
(( إِنْ كَانَ للهِ خَلِيفَةٌ فِي
الْأَرْضِ، فَالْزَمْ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ وَاسْمَعْ وَأَطِعْ
لِلْأَمِيرِ وَإِنْ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلَا إِمَامٌ،
فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا، وَاهْرُبْ حَتَّى تَمُوتَ, فَإِنْ تَمُتْ
وَأَنْتَ عَاضٌّ بِجِذْلِ شَجَرَةٍ خَيْرٌ
لَكَ مِنْ أَنْ تَتَّبِعَ أَحَدًا مِنْهُمْ )) .
يُجَاْدِلُ أَحَدُهُمْ لَمَّاْ سُمِّعَ قَوْلُ اَلْنَّبِيِّ e
فِيْ هَذَاْ اَلْحَدِيْثِ، (( وَأَطِعْ
لِلْأَمِيرِ وَإِنْ جَلَدَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ )) ، قَاْلَ كَيْفَ يَكُوْنُ
ذَلِكَ؟ قَاْلَ أَحَدُ اَلْعُقَلَاْءِ لَهُ: أَيُّهُمَاْ تَرْضَىْ أَنْ يُنْتَهَكَ
عِرْضُ زَوْجَتِكَ وَابْنَتِكَ وَأُخْتِكَ أَمَاْمَكَ، وَتُشَرَّدُ وَتُقْتَلُ وَتُسْجَنُ، أَوْ يُجْلَدُ ظَهْرُكَ وَيُؤْخَذُ مَاْلُك . بِأَيِّهِمَاْ تَرْضَىْ ؟
فَجَلْدُ اَلْظَّهْرِ بَلْ
وَتَمْزِيْقُهُ، وَأَخْذُ اَلْمَاْلِ، وَاَللهِ أَهْوَنُ مِنْ هَتْكِ
اَلْأَعْرَاْضِ وَإِرَاْقَةِ اَلْدِّمَاْءِ وَخَرَاْبِ اَلْدِّيَاْرِ، وَهَذَاْ أَقَلُّ
مَاْ يَحْدُثُ نَتِيْجَةَ اَلْخُرُوْجِ عَلَىْ وَلِيِّ اَلْأَمْرِ، وَاَلْوَاْقِعُ
خَيْرُ بُرْهَاْنٍ، سُوْرِيَّاْ ـ أَيُّهَاْ
اَلْإِخْوَةُ ـ قُتِلَ مِنْ أَهْلِهَاْ أَكْثَرَ مِنْ مِئْتِيْنِ وَخَمْسِيْنَ أَلْفَاً،
وَبَلَغَ عَدَدُ اَلْجَرْحَىْ حَوَاْلَيْ ثَلَاْثَةَ مَلَاْيِيْن، وَشُرَّدَ أَكْثَرَ
مِنْ عَشَرَةِ مَلَاْيِيْنَ، فَاَحْرِصُوْا ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ عَلَىْ اَلْتَّمَسُّكِ
بِشَرْعِ رَبِّكُمْ، وَاَحْذَرُوْا مِمَّاْ حَذَّرَكُمْ مِنْهُ نَبِيُّكُمْ، وَإِيَّاْكُمْ
وَاَلْتَّفْرِيْط بِمَاْ أَنْعَمَ اَللهُ U
بِهِ عَلَيْكُمْ ،وَاَعْتَبِرُوْا بِمَاْ يَحْدُثُ حَوْلَكُمْ ، فَاَلْسَّعِيْدُ مَنْ
وُعِظَ بِغَيْرِهِ، وَاَلْشَّقِيُّ مَنْ كَاْنَ مَوْعِظَةً وَعِبْرَةً لِغَيْرِهِ
.
اللهُ أَكْبَرُ ، اللهُ أَكْبَرُ ، لَاْ
إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ .أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ
وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
اللهُ أَكْبَر ......
اللهُ أَكْبَر...... اللهُ أَكْبَر........ اللهُ أَكْبَر..... اللهُ
أَكْبَر........ اللهُ أَكْبَر. اللهُ أَكْبَر.... اللهُ أَكْبَر.... لَاْ إِلَهَ
إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ الْحَمْدُ . الْحَمْدُ
للهِ مُعِيْدِ الْجُمَعِ وَالأَعْيادِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ
اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ } جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ
إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ {
، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، الْهَاْدِيْ بِإِذْنِ
رَبِهِ إِلَىْ سَبِيْلِ الْرَّشَاْدِ ، صَلَىْ اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ
وَأَصْحَاْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ الْتَّنَاْدِ .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَاْدَ اللهِ :
وَمِنْ شُكْرِ اللهِ U
بَعْدَ إِكْمَاْلِ عِدَّةِ رَمَضَاْنَ، مُوَاْصَلَةُ أَعْمَاْلِ الْخَيْرِ،
وَالاسْتِمْرَاْرُ عَلَىْ الْطَّاْعَةِ، وَمِنْ ذَلِكَ صِيَاْمُ سِتَّةِ أَيَّاْمٍ
مِنْ شَهْرِ شَوَّاْل، يَقُوْلُ e
فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ: ((
مَنْ صَاْمَ رَمَضَاْنَ وَأَتْبَعَهُ بِسِتٍّ مِنْ شَوَّاْلَ ، كَاْنَ كَصِيَاْمِ
اَلْدَّهْرِ )) .
قَاْلَ
اَلْعُلَمَاْءُ: وَإِنَّمَاْ كَاْنَ كَصِيَاْمِ اَلْدَّهْرِ، لِأَنَّ اَلْحَسَنَةَ
بِعَشْرِ أَمْثَاْلِهَاْ ، فَرَمَضَاْنُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَاَلْسِّتَّةُ بِشَهْرَيْنِ
.
اللهُ أَكْبَر. اللهُ
أَكْبَر. لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ
الْحَمْدُ
أَيُّهَاْ اَلْأَخَوَاْتِ اَلْمُسْلِمُاْت :
هَنِيْئَاً لَكُنَّ اَلْخُرُوْج
لِهَذَاْ اَلْعِيْد، اِمْتِثَاْلَاً لِأَمْرِ نَبِيِّكُنَّ e، فَأُوْصِيْكُنَّ بِتَقْوَىْ اَللهِ U
، وَاَمْتِثَاْلِ أَمْرِهِ، وَاَلْحَذَرِ مِنْ اِرْتِكَاْبِ نَهْيِهِ، } قَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ {،
وَتَذَكَّرْنَ قَوْلَ اَلْنَّبِيَ e: (( الْمَرْأَةُ إِذَا صَلَّتْ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَأَحْصَنَتْ
فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا فَلْتَدْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ
شَاءَتْ )) .
اللهُ أَكْبَر.. اللهُ
أَكْبَر.. لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ اللهُ أَكْبَرُ وَللهِ
الْحَمْدُ
أَيُّهَاْ الْمُسْلِمُوْنَ :
إِنَّ مِنْ هَدْيِ
نَبِيِكُمْ e، فِيْ مِثْلِ هَذَاْ الْعِيْد ، مُخَاْلَفَةُ
الْطَّرِيْقِ، فَمَنْ جَاْءَ مِنْكُمْ إِلَىْ هَذَاْ الْمَسْجِدِ مَعَ طَرِيْقٍ ،
فَلْيَعُدْ إِلَىْ بَيْتِهِ مِنْ طَرِيْقٍ آخَرٍ، إِنْ أَمْكَنَ ذَلِكَ .
أَسْأَلُ
اللهَ U أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنِيْ وَمِنْكُمْ صَاْلِحَ الأَعْمَاْلِ ،
وَأَنْ يَجَعَلَنِيْ وَإِيَّاْكُمْ فِيْ هَذَاْ الْعِيْدِ مِنْ الْفَاْئِزِيْن .
اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِهُدَاكَ وَاجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ . اللَّهُمَّ
أَرِنَا الحَقَّ حقَّاً وَارْزُقْنَا اتِّبَاعَهُ، وَأَرِنَا البَاطِلَ بَاطِلاً
وَارْزُقْنَا اجْتِنَابَهُ . اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا ، وَزَكِّهَا
أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلاهَا . رَبَّنَا أَتْمِمْ
لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلّ شَيءٍ قَدِيرٌ . اللَّهُمَّ
حَبِّبْ إلَينَا الإيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهِ إلَينَا
الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانِ ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ .
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ
وَالنَّارِ. اللَّهُمَّ أَحْسِنْ عَاقِبَتِنَا فِي الأُمُورِ كُلِّهَا ،
وَأَجِرْنَا مِنْ خِزْيِ الدُّنْيَا وَعَذَابِ الآخِرَةِ. .} رَبَّنَا آتِنَا
فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
} . { سُبْحَانَ رَبِّكَ
رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ،
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ { .
وللمزيد من الخطب السابقة لخطبة صلاة عيد الفطر تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catsmktba-127.html
|