للمسلمين في بلدنا الأمين
اَلْحَمْدُ للهِ اَلَّذِيْ : } يَعْلَمُ اَلْسِّرَّ وَأَخْفَىْ { ، } لَهُ مَاْ فِيْ اَلْسَّمَاْوَاْتِ وَمَاْ فِيْ اَلْأَرْضِ وَمَاْ بَيْنَهُمَاْ وَمَاْ تَحْتَ اَلْثَّرَىْ { ، أَنْعَمَ عَلِيْنَاْ بِنِعَمٍ لَاْ تُحَدُّ وَلَاْ تُعَدُّ وَلَاْ تُحْصَىْ. أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى { . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، أَقْسَمَ سُبْحَاْنَهُ عَلَىْ صِدْقِ رِسَاْلَتِهِ ، وَصِحَّةِ دَعْوَتِهِ ، وَسَلَاْمَةِ مَنْهَجِهِ ، فَقَاْلَ U: } وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى ، مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ، وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى { صَلَّىْ اَللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِيْنَ أُوتُوا الْكِتَاْبَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ، أَنِ اتَّقُوْا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ مِنْ عِبَاْدِهِ اَلْمُتَقِيْنَ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
إِنَّ اَلْمُتَأَمِّلَ فِيْ وَاْقِعِ اَلْشُّعُوْبِ ، وَاَلْمُطَّلِعَ عَلَىْ حَاْلِ كَثِيْرٍ مِنَ اَلْبُلْدَاْنِ، اَلْمُتَجَرِّدَ مِنْ اَلْهَوَىْ ، وَاَلْسَّاْلِمَ مِنْ مُلَوِّثَاْتِ اَلْعَقْلِ وَاَلْفِكْرِ وَاَلْدِّيْنِ ، لَيُدْرِكَ مَاْ أَنْعَمَ اَللهُ U بِهِ ، عَلَىْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، وَعَلَىْ كُلِّ مَنْ اِسْتَقَرَّتْ قَدَمُهُ عَلَىْ أَرْضِهَاْ اَلْطَّاْهِرَةِ ، مِنْ أَهْلِهَاْ وَمِنْ غَيْرِهِمْ ، حَتَّىْ صَدَقَ بِحَقِّنَاْ ، بَاَلْنِّسْبَةِ لِغَيْرِنَاْ ، قَوْلُ رَبِّنَاْ U : } أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا ، وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ { ، اِسْتَمِعْ لِنَشْرَةٍ مِنْ نَشَرَاْتِ اَلْأَخْبَاْرِ ، فَسَوْفَ تُدْرِكُ مَاْ مَنَّ بِهِ U عَلَيْكَ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ : دُوَلٌ كَاْنَتْ قَاْئِمَةً عَاْمِرَةً ، فَصَاْرَتْ دَمَاْرَاً وَخَرَاْبَاً ، وَمُجْتَمَعَاْتٌ كَاْنَتْ مُتَرَاْبِطَةً ، فَأَصْبَحَتْ بَعْدَ ذَلِكَ عِصَاْبَاْتٍ وَأَحْزَاْبَاً ، وَشُعُوْبٌ كَاْنَتْ مُتَمَاْسِكَةً ، فَأَضْحَتْ طَوَاْئِفَ مُتَنَاْحِرَةً مُتَقَاْتِلَةً ، فَقَدْ تُخُطُّفَ اَلْنَّاْسُ مِنْ حَوْلِنَاْ ، وَنَحْنُ آمِنُوْنَ فِيْ بِلَاْدِنَاْ ، لَاْ نَخْشَىْ عَلَىْ أَعْرَاْضِنَاْ ، وَلَاْ عَلَىْ أَنْفُسِنَاْ ، وَلَاْ عَلَىْ أَمْوَاْلِنَاْ ، } وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا { ، } أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ هَذِهِ اَلْنِّعْمَةَ اَلْإِلَاْهِيَّةَ اَلْعَظِيْمَةَ ، وَاَلْمِنْحَةَ اَلْرَّبَّاْنِيَّةَ اَلْكَرِيْمَةَ ، تَحْتَاْجُ إِلَىْ إِدْرَاْكٍ وَاَسْتِشْعَاْرٍ وَشُكْرٍ ، وَتُوْجِبُ اَلْإِعْتِرَاْفَ بِهَاْ قَوْلَاً وَعَقِيْدَةً وَعَمَلَاً ، وَكَمَاْ قَاْلَ U : } وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ { أَيْ أَعْلَمَ وَوَعَدَ } لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ، وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ ، إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { فَلْنَشْكُرُ اَللهَ U ، عَلَىْ مَاْ أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَاْ ، بِحَدِيْثِنَاْ عَنْ ذَلِكَ بِأَلْسِنَتِنَاْ ، كَمَاْ قَاْلَ ـ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ ـ } وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ { وَفِيْ ذَلِكَ قَطْعَ طَرِيْقِ كُلِّ مَنْ يُحَاْوِلُ ، أَنْ يَسْتَغِلَّ بَعْضَ مَجَاْلِسِنَاْ ، لِذَرِّ اَلْرَّمَاْدِ فِيْ اَلْعُيُوْنِ ، وَاَلْإِصْطِيَاْدِ فِيْ اَلْمَاْءِ اَلْعَكِرِ ، مَمَّنْ يَجِدُ مُتَنَفَّسَاْ وَوَسِيْلَةً وَطَرِيْقَاً ، لِيَتَقَيَّءَ مَاْ أُشْبِعَ تَرْبِيَةً ، مِنْ قِبَلِ اَلْخَوَاْرِجِ ، كِلَاْبِ اَلْنَّاْرِ اَلْمَاْرِقِيْنَ، عِنْدَمَاْ كَاْنَ بَيْنَ أَيْدِيْهِمْ فِيْ حَلَقَاْتِهِمْ وَمُحَاْضَرَاْتِهِمْ ، أَوْ فِيْ دُرُوْسِهِمْ وَرَحَلَاْتِهِمْ ، أَوْ فِيْ اِجْتِمَاْعَاْتِهِمْ وَجَلَسَاْتِهِمْ ، أَوْ فِيْ أَشْرِطَتِهِمْ وَمُؤَّلَّفَاْتِهِمْ .
فَإِنَّ فِيْ حَدِيْثِنَاْ عَنْ نِعَمِ رَبِّنَاْ ، لَدَلِيْلاً عَلَىْ شُكْرِنَاْ ، وَقَطْعَاً لِلْطَّرِيْقِ أَمَاْمَ هَؤُلَاْءِ وَغَيْرِهِمْ، مِنْ اَلْحَاْسِدِيْنَ وَاَلْحَاْقِدِيْنَ وَاَلْشَّاْمِتِيْنَ ، اَلَّذِيْنَ بَيَّنَتْ اَلْأَحْدَاْثُ عَوَاْرَهُمْ، وَكَشَفَتْ أَخْطَرَ أَسْرَاْرِهِمْ ، وَأَبْرَزَتْ أَقَلَّ أَضْرَاْرِهِمْ وَأَخْطَاْرِهِمْ، اَلَّذِيْنَ ـ كَمَاْ قَاْلَ أَحَدُ اَلْإِخْوَةِ اَلْفُضَلَاْءِ ـ اَلْوَاْجِبُ أَنْ يُؤْتَىْ بِهِمْ ، وَيُحَاْكَمُوْنَ وَيُسْأَلُوْنَ عَنْ كُلِّ كَلِمَةٍ قَاْلُوْهَاْ فِيْ مَسَاْجِدِنَاْ ، أَوْ فِيْ مَدَاْرِسِنَاْ ، أَوْ فِيْ مَنَاْبِرِنَاْ ، أَدَّتْ إِلَىْ مَاْ تَوَرَّطَ بِهِ بَعْضُ أَبْنَاْئِنَاْ . وَقَدْ صَدَقَ وَاَللهِ اَلْعَظِيْمِ ! فَكُلُّ مَاْ حَدَثَ مِنْ ضَلَاْلٍ فِيْ عُقُوْلِ شَبَاْبِنَاْ ، حَتَّىْ قَطَّعُوْا جَوَاْزَاْتِ سَفَرِهِمْ، زُهْدَاً فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، اَلَّتِيْ يَرَوْنَ كُفْرَهَاْ ، وَكُفْرَ مَنْ يَنْتَمِيْ إِلَيْهَاْ ، بَلْ حَتَّىْ وُجِدَ مَنْ يَتَسَلَّلْ ، إِلَىْ مَسْجِدٍ مِنْ مَسَاْجِدَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، فَيَنْتَحِرَ لِيَقْتُلَ اَلْمُصَلِّيْنَ وَهُمْ فِيْ صَلَاْتِهِمْ ، مَاْهُوَ إِلَّاْ نَتِيْجَةُ تَرْبِيَتِهِمْ وَتَوْعِيَتِهِمْ . فَقَدْ كَاْنَتْ بِدَاْيَةُ بُرُوْزِهِمْ ، حَرْبَ اَلْخَلِيْجِ ، أَيْ قَبْلَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةٍ تَقْرِيْبَاً، عِنْدَمَاْ كَاْنَتْ مَاْدَتَّهُمْ، صِنَاْعَةُ اَلْمَوْتِ، وَعِنْدَمَاْ يَعْصِفُ اَلْرَّصَاْصُ ، وَمِنْهَاْ قَوْلُ شَاْعِرِهِمْ :
أَنَّىْ اَتَّجَهْــنَاْ يَاْ أَبِيْ ظَهَـــرَتْ لَنَاْ
إِحَنٌ يُحَرِّكُ جَمْــرَهَاْ اَلْحُسَّاْدُ
أَوَ مَـاْ تَرَىْ مِنْ فَوْقِ كُلِّ ثَنِيَّةٍ
صَنَمَاً يَزِيْدُ غُرُوْرَهُ اَلْعُبَّاْدُ
إِلَىْ أَنْ قَاْلَ :
أَمَّاْ دُعَاْةُ اَلْمُسْلِمِيْنَ فَهَمُّـهُمْ
أَنْ تَكْثَرَ اَلْأَمْـوَاْلُ وَاَلْأَوْلَاْدُ
هُمْ فِيْ اَلْخَوَاْلِفِ حَيْنَ يَنْطِقُ مِدْفَعٌ
وَإِذَاْ تَحَـدَّثَ دِرْهَمٌ رُوَّاْدُ
وَبِاَلْمُنَاْسَبَةِ هَذِهِ اَلْقَصِيْدَةِ ، صَاْرَتْ مِنْ أَنَاْشِيْدِ دَاْعِش ، فَرْعِ اَلْإِخْوَاْنِ اَلْمُسْلِمِيْنَ اَلْجَدِيْدِ، فَهَؤُلَاْءِ ، اَلَّذِيْنْ قَبْلَ خَمْسٍ وَعِشْرِيْنَ سَنَةٍ ، طُلَّاْبُهُمْ اَلَّذِيْنَ تَسْمَعُوْنَ بِهِمْ اَلْآنَ يُفَجِّرُوْنَ أَنْفُسَهَمْ ، وَيَبْحَثُوْنَ عَنْ مَوَاْقِعِ اَلْفِتَنِ فِيْ كُلِّ مَكَاْنٍ . فَلْنَتَقِ اَللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اَللهِ ـ وَنَشْكُرُهُ U ، عَلَىْ مَاْ أَنْعَمَ بِهِ عَلَيْنَاْ ، وَيَنْبَغِيْ لَنَاْ أَنْ لَاْ نَنْسَىْ ، مَنْ يَعْمَلُوْنَ جَاْهِدِيْنَ ، وَيَبْذُلُوْنَ أَرْوَاْحَهُمْ ، فِيْ سَبِيْلِ اَللهِ U، مِنْ أَجْلِ حِفْظِ دِيْنِنَاْ وَأَمْنِنَاْ وَمُقَدَّسَاْتِنَاْ ، جُنُوْدَنَاْ اَلْبَوَاْسِلَ ، لَاْ نَنْسَاْهُمْ مِنْ دُعَاْئِنَاْ ، وَهُوَ أَقَلُّ مَاْ يَجِبُ عَلَيْنَاْ لِأَجْلِهِمْ .
نَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يَحْفَظَ أَرْوَاْحَهُمْ ، وَأَنْ يُثَبِّتَهُمْ ، وَأَنْ يُسَدِّدَ رَمْيَهُمْ ، وَأَنْ يُعَجِّلَ بِنَصْرِهِمْ ، وَيَرْحَمَ شُهَدَاْءَهُمْ ، وَيَشْفِيَ جَرْحَاْهُمْ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَاَسْتَغْفِرَ اَللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرُ اُلْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
وَمِنْ نِعَمِ اَللهِ U ، عَلَيْنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، تَيْسِيْرُ حَجِّ بَيْتِهِ اَلْحَرَاْمِ ، فَوَاَللهِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ فِيْ اَلْأَسْبُوْعِ اَلْمَاْضِيْ ، قَاْبَلْتُ أَحَدَ اَلْمُسْلِمِيْنَ، خَاْرِجَ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ ، وَقَدْ بَلَغَ مِنْ اَلْعُمُرِ مَبْلَغَاً ، يَتَقَطَّعُ قَلْبُهُ حَسْرَةً ، وَيَتَمَنَّىْ لَوْ يَتَسَنَّىْ لَهُ اَلْحَجُّ قَبْلَ مَوْتِهِ ، بِسَبَبِ بُعْدِهِ عَنْهُ، وَاَلْتَّكَاْلِيْفِ اَلْبَاْهِضَةِ ، اَلْمُتَرَتِّبَةِ عَلَىْ تَأْدِيَةِ رُكْنٍ مِنْ أَرْكَاْنِ إِسْلَاْمِهِ . وَهَاْ نَحْنُ نَسْتَقْبِلُ شَهْرَ ذِيْ اَلْحِجَّةِ ، وَكَمَاْ أَنَّ اَلْشُّكْرَ يَكُوْنُ بِاَلْلِّسَاْنِ ، كَذَلِكَ يَكُوْنُ بِاَلْقَلْبِ ، وَاَلْعَمَلِ بِطَاْعَةِ اَللهِ U ، وَاَلْحَجُّ مِنْ أَفْضَلِ اَلْطَّاْعَاْتِ ، يَقُوْلُ U : } وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ { وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ سُئِلَ النَّبِيُّ r : أَيُّ الأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ r : (( إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ )) ، قِيلَ ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( جِهَادٌ فِي سَبِيلِ اللهِ )) قِيلَ ثُمَّ مَاذَا ؟ قَالَ : (( حَجٌّ مَبْرُورٌ )) . فَالْحَجُّ ـ أَيْهُاْ اَلْإِخْوَةِ ـ مِنْ اَلْأَعْمَاْلِ اَلْفَاْضِلَةِ ، اَلَّتِيْ أَوْجَبَهَاْ اللهُ U عَلَىْ اَلْمُسْتَطِيْعِ مِنْ عِبَاْدِهِ ، وَهَاْهُوَ مَوْسِمُهُ بَيْنَ أَيْدِيْنَاْ ، وَهُوَ فُرْصَةٌ ، لَاْ يَنْبَغِيْ اَلْتَّفْرِيْطُ فِيْهَاْ ، أَوْ اَلْتَّسْوِيْفُ فِيْ تَأْدِيَتِهَاْ وَتَأْجِيْلِهَاْ .
وَمِنْ اَلْعَمَلِ شُكْرَاً للهِ U، اسْتِغْلَاْلُ اَلْأَيَّاْمِ اَلْعَشْرِ اَلْأُوَلِ مِنْ شَهْرِ ذِيْ اَلْحِجَّةِ ، فَهِيَ أَيَّاْمٌ فَاْضِلَةٌ ، يُحُبُّ U اَلْعَمَلَ اَلْصَّاْلِحَ فِيْهَاْ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، يَقُوْلُ r : (( مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ )) يَعْنِي الْعَشْر الْأَوَائِل مِنْ ذِي الْحِجَّة ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ؟ قَالَ r: (( وَلاَ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ ، إِلاَّ رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ )) .
اَسْأَلُهُ U أَنْ يَرْزُقَنِيْ وَإِيَاْكُمْ عِلْمَاً نَاْفِعَاً ، وَعَمَلَاً صَاْلِحَاً ، وَرِزْقَاً وَاْسِعَاً ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مٌجِيْبٌ . أَلَاْ وَصَلُّوْا عَلَىْ اَلْبَشِيْرِ اَلْنَّذِيْرِ ، وَاَلْسِّرَاْجِ اَلْمُنِيْرِ ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ اَلْلَّطِيْفُ اَلْخَبِيْرُ ، فَقَاْلَ U مِنْ قَاْئِلٍ عَلِيْمَاْ : } إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا { ، وَفِيْ اَلْحَدِيْثِ يَقُوْلُ r : (( مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ )) فَاَلْلَّهُمَّ صَلِيْ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَاْرِكْ، عَلَىْ نَبِيِّنَاْ مُحَمَّد ، وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَاَرْضِ اَلْلَّهُمَّ عَنْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَتَاْبِعِيْ اَلْتَّاْبِعِيْنَ ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَاْنٍ إِلَىْ يَوْمِ اَلْدِّيْنِ ، وَعَنَّاْ مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَجُوْدِكَ وَكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ ، وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ .
الْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ المُسْلِمِيْنَ ، الْلَّهُمَّ احْمِيْ حَوْزَةَ الدِّيْنِ ، وَاجْعَلْ هَذَاْ الْبَلَد آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ المُسْلِمِيْن .
الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وِلَاْةَ أُمُورِ المُسْلِمِيْن لِهُدَاْكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاْكَ ، وَارْزُقْهُم الْبِطَاْنَةَ الْصَّاْلِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُم بِطَاْنَةَ الْسُّوءِ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ حِفْظَ أَمْنِنَاْ ، وَتَوْحِيْدَ كَلِمَتِنَاْ ، وَقُوَّ شَوْكَتِنَاْ ، اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ وَلَيَ أَمْرِنَاْ ـ خَاْدِمَ اَلْحَرَمَيْنِ اَلْشَّرِيْفَيْنِ ـ وَمَتِّعْهُ بِاَلْصِّحَّةِ وَاَلْعَاْفِيَةِ ، وَسَدِّدْ أَقْوَاْلَهُ وَأَفْعَاْلَهُ ، اَلْلَّهُمَّ اَحْفَظْ لَنَاْ رِجَاْلَ أَمْنِنَاْ بِحِفْظِكَ ، اَلْلَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ ، وَاَحْقِنْ دِمَاْءَهُمْ ، وَاَنْصُرْهُمْ عَلَىْ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهُمْ يَاْرَبَّ اَلْعَاْلَمِيْنَ .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَاْدَ اَللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|