أول جمعة في رمضان 36هـ
الْحَمْدُ للهِ ، الْقَاْئِلِ فِيْ كِتَاْبِهِ: } وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ { . أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، } يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ { . وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّا اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، } لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَاْبِ { ، وَأشّهَدُ أَنَّ مُحْمَدَاً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَفِيُّهُ وَخَلِيْلُهُ ، وَخِيْرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ ، وَمَنْ سَاْرَ عَلَىْ نَهْجِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً ، إِلَىْ يَوْمِ } يَقُومُ الْحِسَابُ { .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ؛ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اللهَ - أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
إِدْرَاْكُ شَهْرِ رَمَضَاْنَ ، وَالِإقْبَاْلُ عَلَىْ مَاْ فِيْهِ مِنْ خَيْرٍ يُقَرِّبُ إِلَىْ اللهِ U ، مِنْ اَلْنِّعَمِ اَلْعَظِيْمَةِ ، اَلَّتِيْ يُنْعِمُ بِهَاْ U ، عَلَىْ مَنْ يَشَاْءُ مِنْ عِبَاْدِهِ ، فَهُوَ كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ { . فَهَذَاْ الْخَيْرُ - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - وَهَذِهِ الْنِّعْمَةُ الَّتِيْ مَنَّ اللهُ بِهَاْ U، عَلَىْ كَثِيْرٍ مِنَّاْ ، يُوْجَدُ مَنْ حُرِمَ مِنْهَاْ ، وَمَنْ حِيْلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَاْ ، فَمَاْ أَكْثَرُ الَّذِيْنَ يُحْرَمُوْنَ هَذِهِ الْنِّعْمَةِ، وَ مَاْ أَكْثَرُ الَّذِيْنَ يُحَاْلُ بَيْنَهُمْ، وَبَيْنَ الإقْبَاْلِ عَلَىْ الْخَيْرِ الْكَثِيْرِ فِيْ شَهْرِ رَمَضَاْنَ ، يَنْتَهِيْ رَمَضَاْنُ وَلَيْسَ لَهُمْ إِلَّاْ رَغَاْمُ أُنُوْفِهِمْ، وَاَلْشَّقَاْءُ وَاَلْتَّعَاْسَةُ اَلَّتِيْ تَمْلَئُ نُفُوْسَهِمْ ، فَفِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ t، أَنّ النَّبِيَّ e رَقَى الْمِنْبَرَ ، فَلَمَّا رَقَى الدَّرَجَةَ الأُولَى ، قَالَ : (( آمِينَ )) ، ثُمَّ رَقَى الثَّانِيَةَ ، فَقَالَ : (( آمِينَ )) ، ثُمَّ رَقَى الثَّالِثَةَ ، فَقَالَ : (( آمِينَ )) ، فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، سَمِعْنَاكَ تَقُولُ : آمِينَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ ؟ قَالَ e : (( لَمَّا رَقِيتُ الدَّرَجَةَ الأُولَى ، جَاءَنِي جِبْرِيلُ ، فَقَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ رَمَضَانَ ، فَانْسَلَخَ مِنْهُ وَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا فَلَمْ يُدْخِلاهُ الْجَنَّةَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ ، ثُمَّ قَالَ : شَقِيَ عَبْدٌ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ وَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ ، فَقُلْتُ : آمِينَ )) .
فهَنَاْكَ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ مَنْ يَتَمَنَّىْ إِدْرَاْكَ رَمَضَاْنَ وَاَلْإِسْتِفَاْدَةَ مِمَّاْ فِيْهِ مِنْ خَيْرٍ ، وَلَكِنَّهُ لَاْ يَسْتَطِيْعَ عَلَىْ ذَلِكَ . لَاْ يَسْتَطِيْع إِمَّاْ لمِرَضٍ أَعْجَزَهُ ، أَوْ لِضَلَاْلٍ أَفْسَدَهُ ، أَوْ لاِنْحِرَاْفٍ أَبْعَدَهُ ، أَوْ لِظُلِمٍ شَرَّدَهُ ، وَ إِمَّاْ لَاْ يَسْتَطِيْع لِانْتِهَاْءِ أَجَلِهِ ، وَانْقِضَاْءِ عُمُرِهِ ، فَمَاْتَ قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَ شَهْرَ رَمَضَاْنَ .
فَيَجِبُ عَلَيْنَاْ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ أَنْ نَشْكُرَ اَللهَ U ، حَيْثُ مَدَّ فِيْ أَعْمَاْرِنَاْ ، وَأَصَحَّ أَجْسَاْدَنَاْ ، وَأَصْلَحَ أَحْوَاْلَنَاْ ، فَبَلَغْنَاْ رَمَضَاْنَ ، وَأَدْرَكْنَاْهُ وَصُمْنَاْهُ ، وَنَحْنُ آمِنُوْنَ عَلَىْ أَعْرَاْضِنَاْ وَدِمَاْئِنَاْ وَأَمْوَاْلِنَاْ ، لَمْ نَنْشَغِلْ بِمَاْ اُشْغِلَ بِهِ غَيْرُنَاْ ، مِنْ اِضْطِرَاْبَاْتٍ أَمْنِيَةٍ ، وَحُرُوْبٍ أَهْلِيَةٍ ، وَنِزَاْعَاْتٍ سِيَاْسِيَةٍ ، فَنِعَمُ اَللهِ U عَلِيْنَاْ فِيْ هَذِهِ اَلْبِلَاْدِ كَثِيْرَةٌ لَاْ تُعَدُّ وَلَاْ تُحْصَىْ ، وَخَاْصَةً وَنَحْنُ نَعِيْشُ هَذِهِ اَلْمُنَاْسَبَةِ اَلْكَرِيْمَةِ ، وَكَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } وَآَتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ { فَشُكْرُ هَذِهِ اَلْنِّعَمِ ، يَتَأَكَّدُ وَخَاْصَةً فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْم }وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ { .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
إِنَّ فِيْ شُكْرِ اَللهِ U ، وَاَسْتِغْلَاْلِ شَهْرِ رَمَضَاْنَ ، بِمَاْ يُقَرِّبُ إِلِيْهِ سُبْحَاْنَهُ ، فَضْلاً كَبِيْرَاً ، وَخَيْرَاً كَثِيْرَاً ، فَقَدْ رَوَىْ اَلْإِمَاْمُ أَحْمَدُ فِيْ مُسْنَدِهِ ، أَنَّ ثَلَاْثَةَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَاْبِ اَلْنَّبِيْ e ، هُمْ مِنَ اَلْأَنْصَاْرِ ، كَاْنُوْا مُتَآخِيْنَ ، جَمَعَتْ اَلْأُخُوَّةُ اَلْإِسْلَاْمِيَةُ بَيْنَهُمْ ، فَخَرَجَ اَلْأَوَّلُ مِنْهُمْ فِيْ سَرِيَّةٍ ، فَمَاْتَ شَهِيْدَاً ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ بِفَتْرَةٍ ، خَرَجَ اَلْثَّاْنِيْ أَيْضَاً فِيْ سَرِيَّةٍ ، فَمَاْتَ شَهِيْدَاً ، وَبَقِيَ اَلْثَّاْلِثُ ، فَعَاْشَ بَعْدَهُمَاْ فَتْرَةً مِنْ اَلْزَّمَنِ ، وَكَاْنَتْ فَتْرَةً طَوُيْلَةً ، فَمَاْتَ عَلَىْ فِرَاْشِهِ ، فَكَاْنَ اَلْنَّاْسُ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ لَوْ مَاْتَ اَلْثَّلَاْثَةُ كُلُّهُمْ شُهَدَاْءَ ، لِيَكُوْنُوْا عَنْدَ اَللهِ فِيْ مَنْزِلَةٍ وَاْحِدَةٍ .
يَقُوْلُ أَبُوْ طَلْحَةَ اَلْأَنْصَاْرِي t ، وَكَاْنَ مِنَ اَلْمُتَعَجِّبِيْنَ مِنْ أُخُوَةِ هَؤُلَاْءِ اَلْثَّلَاْثَةِ ، يَقُوْلُ : فَسَأَلْتُ اَللهَ أَنْ يُرِيَنِيْ إِيَّاْهُمْ فِيْ اَلْمَنَاْمِ ، فَرَأَيْتُ عَجَبَاً ! مَاْ ذَاْ رَأَىْ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ؟
رَأَىْ اَلَّذِيْ مَاْتَ عَلَىْ فِرَاْشِهِ ، يَسْبِقُ اَلْشَّهِيْدَيْنِ مَنْزِلَةً عَنْدَ اَللهِ . يَقُوْلُ t : فَتَعَجَّبْتُ ، وَذَهَبْتُ لِلْنَّبِيِ e ، فَقُلْتُ : يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ ! رَأَيْتُ عَجَبَاً ! وَقَصَّ عَلِيْهِ مَاْ رَأَىْ ، فَقَاْلَ اَلْنَّبِيُ e : (( أَلَيْسَ قَدْ صَلَّىْ بَعْدَهُمَاْ كَذَاْ وَكَذَاْ صَلَاْةً ؟ أَلَيْسَ قَدْ أَدْرَكَ رَمَضَاْنَ فَصَاْمَهُ ؟ )) . قُلْتُ : بَلَىْ يَاْ رَسُوْلَ اَللهِ . قَاْلَ e : (( فَوَ اَلَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِهِ ، إِنَّ مَاْ بَيْنَهُمَاْ لَأَبْعَدَ مِمَّاْ بَيْنَ اَلْمَشْرِقِ وَاَلْمَغْرِبِ )) .
فَتَأَمَّلُوْا أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ، بِمَاْذَاْ أَدْرَكَ هَذَاْ اَلْصَّحَاْبِيُ تِلْكَ اَلْمَنْزِلَةِ عَنْدَ اَللهِ U ؟ أَدْرَكَهَاْ بِصَلَاْتِهِ وَصِيَاْمِهِ .
وَاَلْصَّلَاْةُ وُاَلْصِّيَاْمُ ، أَنْفَعُ مَوْسِمٍ لَهُمَاْ هُوَ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ .
أَسْأَلُ اَللهَ U ، أَنْ يُوَفْقْنَاْ إِلَىْ صِيَاْمِ رَمَضَاْنَ وَقِيَاْمِهِ ، إِيْمَاْنَاً وَاَحْتِسَاْبَاً ، وَلَاْ يَرُدَّنَاْ خَاْئِبِيْنَ وَلَاْ خَاْسِرِيْنَ إِنَّهُ سَمِيْعٌ مُجِيْبٌ ، أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُوْرِ اَلْرَّحِيْمِ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ اَلْمُؤمِنُوْنَ :
يَقُوْلُ U: } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ { فَمَاْ رَمَضَاْنُ إِلَّاْ أَيَّاْمٌ مَعْدُوْدَاْتٌ ، وَلَكِنَّ لِلْنَّفْسِ مَعَ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ حِيَلٌ شَيْطَاْنِيَةٌ ، فَإِنَّهَاْ تُبَرِّرُ لِلْصَّاْئِمِ ، أَوْ لِبَعْضِ اَلْصَّاْئِمِيْنَ ، بِأَنْ يَقْضِيَ وَقْتَهُ بِمَاْ لَاْ يَنْفَعُ أَحْيَاْنَاً ، فَتَجْعَلُهُ مَثَلَاً يُكْثِرُ مِنَ اَلْنَّوْمِ ، أَوْ يَصِيْرُ شُغْلُهُ اَلْشَّاْغِلُ اَلْطَّعَاْمَ وَاَلْشَّرَاْبَ ، فَإِذَاْ أَصْبَحَ صَاْرَ هَمُّهُ فُطُوْرَهُ ، وَإِذَاْ أَمْسَىْ صَاْرَ هَمُّهُ سُحُوْرَهُ ، أَوْ يُكْثِرُ مِنْ مُخَاْلَطَةِ اَلْنَّاْسِ فِيْ اَلْأَسْوَاْقِ ، وَهَذِهِ اَلْأُمُوْر - أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ - مِنْ مُفْسِدَاْتِ اَلْقَلْبِ وَاَلْعِيَاْذُ بِاَللهِ ، يَقُوْلُ اِبْنُ اَلْقَيِّمِ رَحِمَهُ اَللهُ: وَأَمَّاْ مُفْسِدَاْتُ اَلْقَلْبِ اَلْخَمْسَةُ فَهِيَ اَلَّتِيْ أَشَاْرَ إِلَيْهَاْ مِنْ كَثْرَةِ اَلْخُلْطَةِ وَاَلْتَّمَنِّىْ وَاَلْتَّعَلُّقِ بِغَيْرِ اَللهِ وَاَلْشِّبَعِ وَاَلْمَنَاْمِ ، فَهَذِهِ اَلْخَمْسَةُ مِنْ أَكْثَرِ مُفْسِدَاْتِ اَلْقَلْبِ , فَاَللهَ اَللهَ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ، اِحْفَظُوْا أَوْقَاْتَكُمْ وَخَيْرُ مَاْ تُحْفَظُ بِهِ اَلْأَوْقَاْتَ كِتَاْبُ اَللهِ U ، فَشَهْرُ رَمَضَاْنَ هُوَ شَهْرُ اَلْقُرَّآنِ ، } شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ { .
أَسْأَلُ اَللهَ U أَنْ يَهْدِيْ ضَاْلَ اَلْمُسْلِمِيْنَ ، إِنَّهُ سَمِيْعٌ مَجِيْبٌ ، اَلْلَّهُمَّ وفقنا لصيام رَمَضَاْنَ وقيامه إيمانا واحتسابا، وَاَجْعَلْنَاْ فَيِهِ مِنْ اَلْفَاْئِزِيْنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ اَلْهُدَىْ وَاَلْتُّقَىْ وَاَلْعَفَاْفَ وَاَلْغِنَىْ ، اَلْلَّهُمَّ أَحْيِنَاْ سُعَدَاْءَ ، وَتَوَفَّنَاْ شُهَدَاْءَ وَاَحْشُرْنَاْ فِيْ زُمْرَةِ اَلْأَتْقِيَاْءِ ، يَاْ رَبَّ اَلْعَاْلَمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ رِضَاْكَ وَاَلْجَنَّةَ ، وَنَعُوْذُ بِكَ مِنْ سَخَطِكَ وَاَلْنَّاْرِ . اَلْلَّهُمَّ وَفِّقْنَاْ لِهُدَاْكَ ، وَاَجْعَلْ عَمَلَنَاْ فِيْ رَضَاْكَ ، وَاَمْنُنْ عَلِيْنَاْ بِفَضْلِكَ وَجُوْدِكَ وَرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْنَ . اَلْلَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوْبَنَاْ ، وَحَصِّنْ فُرُوْجَنَاْ ، وَاَحْفَظْ أَعْرَاْضَنَاْ وَدِمَاْءَنَاْ وَأَمْوَاْلَنَاْ ، وَاَرْحَمْ اَلْلَّهُمَّ مَوْتَاْنَاْ ، وَاَشْفِ مَرْضَاْنَاْ ، وَاَسْتُرْنَاْ فَوْقَ اَلْأَرْضِ وَتَحْتَ اَلْأَرْضِ وَيَوْمَ اَلْعَرْضِ ، بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ اَلْرَّاْحِمِيْن .
اَلْلَّهُمَّ إِنَّاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ جُنْدَنَاْ اَلْمُجَاْهِدِيْنَ ، اَلْلَّهُمَّ سَدِّدْ رَمْيَهُمْ ، وَاَحْفَظْ دِمَاْءَهُمْ ، وَاَرْبِطْ عَلَىْ قُلُوْبِهِمْ ، وَعَجِّلْ لَهُمْ بِاَلْنَّصْرِ وَاَلْتَّمْكِيْنِ ، يَاْرَبَّ اَلْعَاْلَمِيْنَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عِبَادَ اللهِ :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة في شهر رمضان تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=132
|