الْبِدَعُةُ شَرٌّ وَرَجَبُ شَهْرٌ الْحَمْدُ
للهِ الَّذِي خَضَعَتْ لِعِزَّتِهِ الرِّقَابُ ، وَذَلَّتْ لِرُبُوبِيَّتِهِ الْأَرْبَابُ
، مُنْزِلُ الْكِتَابِ وَهَازِمُ الْأَحْزَابِ. أَحْمَدُهُ حَمْدًا يَلِيقُ
بِكَرِيمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيمِ سُلْطَانِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا
اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ
تَسْلِيمًا كَثِيرًا إِلَى يَوْمِ الدِّينِ . أَمَّا
بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ : تَقْوَى اللهِ
- عَزَّ وَجَلَّ - وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَادِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي
كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ
قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ
{. فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ ،
وَاعْلَمُوا رَحِمَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِأَنَّ الِابْتِدَاعَ فِي الدِّينِ
ذَنْبٌ عَظِيمٌ وَمَعْصِيَةٌ خَطِيرَةٌ ، مَا عُصِيَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ
بِمَعْصِيَةٍ بَعْدَ الشِّرْكِ بِهِ أَعْظَمُ وَأَخْطَرُ مِنَ الِابْتِدَاعِ فِي
دِينِهِ، وَلِذَلِكَ الْبِدْعَةُ هِيَ الْخُطْوَةُ التَّالِيَةُ لِلشِّرْكِ عِنْدَ
الشَّيْطَانِ ؛ فَالشِّيطَانُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - لَهُ خُطُوَاتٌ يَتَنَقَّلُ
بِضَحِيَّتِهِ مِنْ خِلَالِهَا ، يَتَدَرَّجُ بِهِ خُطْوَةً خُطْوَةً، حَتَّى
يَصِلَ بِهِ إِلَى أَخْطَرِهَا، وَهِيَ الْخُطْوَةُ الَّتِي تَجْعَلُهُ مُشْرِكًا
بِاللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَلِذَلِكَ يَقُولُ - عَزَّ وَجَلَّ - مُحَذِّرًا مِنَ
الشَّيْطَانِ وَخُطُوَاتِهِ : }وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ
مُبِينٌ { . فَالشِّرْكُ هُوَ مُرَادُ الشَّيْطَانِ
وَأَمَلُهُ فِي إِغْوَائِهِ ، وَقَبْلَهُ بِخُطْوَةٍ ؛ تَكُونُ الْبِدْعَةُ،
فَلَيْسَ بَعْدَ الْبِدْعَةِ إِلَّا الشِّرْكُ ؛ }وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ { . فَالِابْتِدَاعُ
فِي الدِّينِ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - مِنَ الْخُطُورَةِ بِمَكَانٍ، وَخُطْوَةٌ
مِنْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ، يَجْعَلُ الْخَبِيثُ الْمُسْلِمَ يَتَعَبَّدُ للهِ
- عَزَّ وَجَلَّ - بِشَيْءٍ لَمْ يَشْرَعْهُ - عَزَّ وَجَلَّ - لَهُ ، وَلَمْ
يُكَلِّفْهُ بِهِ ، وَلَمْ يَفْرِضْهُ عَلَيْهِ، وَلَكَ أَخِي الْمُسْلِمُ أَنْ
تَتَصَوَّرَ حَالَ ذَلِكَ الْمِسْكِينِ الَّذِي يَعْمَلُ أَعْمَالًا يَرْجُو
ثَوَابَهَا عِنْدَ اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَلَكِنَّهَا تَكُونُ وَبَالًا
عَلَيْهِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ
عَائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: (( مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا
هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ )) ، وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ: (( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ
رَدٌّ )) ، وَمَعْنَى فَهُوَ رَدٌّ ؛ أَيْ : مَرْدُودٌ عَلَيْهِ لَيْسَ
لَهُ حَظٌّ مِنَ الْقَبُولِ . فَالِابْتِدَاعُ
فِي الدِّينِ أَمْرُهُ خَطِيرٌ ، وَيَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَفَاسِدُ عَظِيمَةٌ ،
وَلِهَذَا حَذَّرَ اللهُ - عَزَّ وَجَلَّ - مِنْهُ فَقَالَ : } وَأَنَّ
هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ
فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ
تَتَّقُونَ {. أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ : وَمِنَ
الْبِدَعِ الَّتِي بُلِيَتْ بِهَا الْأُمَّة: مَا يَفْعَلُهُ بَعْضُهُمْ فِي
مِثْلِ هَذَا الشَّهْرِ – شَهْرِ رَجَبَ - مِنْ عِبَادَاتٍ بِدْعِيَّةٍ ؛ حَيْثُ
يَخُصُّونَهُ بِصِيَامِ بَعْضِ أَيَّامِهِ، وَبِقِيَامِ بَعْضِ لَيَالِيهِ ،
وَبِذَبْحِ الذَّبَائِحِ قُرْبَةً إِلَى اللهِ ، وَكَذَلِكَ مِنْهُمْ مَنْ
يَخُصُّهُ بِعُمْرَةٍ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَخُصُّهُ بِغَيْرِ ذَلِكَ . وَشَهْرُ
رَجَبَ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - كَغَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ ، إِلَّا أَنَّهُ
مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ ، لَا قِتَالَ فِيهِ ، أَمَّا خَصُّهُ بِنَوْعٍ مِنَ
الْعِبَادَةِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ، فَلَا شَكَّ أَنَّ ذَلِكَ بِدْعَةٌ،
وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ، وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ . أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ : وَمِنْ
أَشْهَرِ الْبِدَعِ الْمُحْدَثَةِ فِي شَهْرِ رَجَبَ : بِدْعَةُ الِاحْتِفَالِ
بِمُنَاسَبَةِ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ؛ فَالْمُبْتَدِعَةُ يَحْتَفِلُونَ
بِهَذِهِ الْمُنَاسَبَةِ ، فِي لَيْلَةِ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ . وَلَا شَكَّ -
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - أَنَّ الْإِسْرَاءَ وَالْمِعْرَاجَ مِنْ آيَاتِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، ذَكَرَهُمَا فِي كِتَابِهِ ، وَأَوْجَبَ الْإِيمَانَ بِهِمَا
عَلَى عِبَادِهِ ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَشْرَعْ لَنَا أَنْ نَحْتَفِلَ
بِمُنَاسَبَتِهِمَا ، وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَشْرُوعًا لَفَعَلَهُ نَبِيُّهُ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَوْ أَصْحَابُ نَبِيِّهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ . وَلِلْعِلْمِ
ــــ أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ــــ أَنَّ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ
الَّتِي يَحْتَفِلُونَ بِهَا لَمْ تَثْبُتْ أَنَّهَا لَيْلَةُ السَّابِعِ
وَالْعِشْرِينَ ، بَلْ لَمْ تَثْبُتْ بِأَنَّهَا حَتَّى فِي شَهْرِ رَجَبَ، وَلَا
فِي غَيْرِهِ مِنَ الشُّهُورِ، وَتَحْدِيدُهَا خِلَافٌ بَيْنَ الْمُؤَرِّخِينَ،
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: هِيَ فِي شَهْرِ ذِي الْقِعْدَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ:
هِيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ . وَتَحْدِيدُهَا مَتَى هِيَ وَفِي أَيِّ لَيْلَةٍ،
لَيْسَ مِنَ الْأُمُورِ الْمُهِمَّةِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَوَقَّفُ عَلَى
تَحْدِيدِهَا حُكْمٌ شَرْعِيٌّ ، وَلَا فَائِدَةَ فِي تَعْيِينِهَا. وَحَتَّى لَوْ
عُيِّنَتْ، وَثَبَتَ مَتَّى هِيَ، لَا يَجُوزُ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَحْتَفِي أَوْ
يَحْتَفِلَ بِهَا ، وَلَا أَنْ يَخُصَّهَا بِعِبَادَةٍ، وَلَا يُمَيِّزَهَا
بِتَعْظِيمٍ ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْرَصُ
النَّاسِ وَأَتْقَاهُمْ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ،
وَكَذَلِكَ الصَّحَابَةُ الْكِرَامُ، وَكَذَلِكَ أَهْلُ الْقُرُونِ
الْمُفَضَّلَةِ، وَلَوْ كَانَ الْاحْتِفَالُ بِهَا مَشْرُوعًا لَبَيَّنَهُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَّا بِقَوْلِهِ وَإِمَّا
بِفِعْلِهِ. فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ، وَاحْذَرُوا الْبِدَعَ وَأَهْلَ
الْبِدَعِ، تَمَسَّكُوا بِكِتَابِ رَبِّكُمْ - عَزَّ وَجَلَّ -، وَاعْمَلُوا
بِسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَفِيهِمَا النَّجَاةُ
وَالْفَوْزُ وَالْفَلَاحُ وَالنَّجَاحُ . أَسْأَلُ
اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا وَعَمَلًا خَالِصًا وَسَلَامَةً دَائِمَةً ،
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبِ ،
فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ الْحَمْدُ لِلهِ عَلَى إِحْسَانَهُ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى
تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ
لَا شَرِيكَ لَهُ ، تَعْظِيمًا لِشَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وَعَلَى آلِهِ
وَأَصْحَابِهِ ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . أَمَّا
بَعْدُ ، أَيُّهَا الْإِخْوَةُ : وَمِنَ
الْأُمُورِ الثَّابِتَةِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
تَحْذِيرُهُ الشَّدِيدُ مِنَ الْبِدَعِ ، فَقَدْ كَانَ يَقُولُ فِي خُطَبِهِ: (( أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ
اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا
، وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ )) ، وَالْحَدِيثُ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ. وَكَذَلِكَ ـــ
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ ـــ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
وَرَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ، اقْتَدَوْا بِنَبِيِّهِمُ الَّذِي
رَبَّاهُمْ عَلَى بُغْضِ الْبِدَعِ وَأَهْلِ الْبِدَعِ ، فَكَانُوا يَحْذَرُونَ مِنَ
الْبِدَعِ غَايَةَ الْحَذَرِ، وَلِذَلِكَ بَلَغَ ابْنَ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللهُ
عَنْهُ - أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُتْبَةَ فِي أَصْحَابٍ لَهُ، بَنَوْا مَسْجِدًا
بِظَهْرِ الْكُوفَةِ ، فَأَمَرَ عَبْدُ اللَّهِ بِذَلِكَ الْمَسْجِدِ فَهُدِمَ.
ثُمَّ بَلَغَهُ أَنَّهُمْ يَجْتَمِعُونَ فِي نَاحِيَةٍ مِنْ مَسْجِدِ الْكُوفَةِ،
يُسَبِّحُونَ تَسْبِيحًا مَعْلُومًا وَيُهَلِّلُونَ وَيُكَبِّرُونَ، قَالَ :
فَلَبِسَ بُرْنُسًا ، ثُمَّ انْطَلَقَ فَجَلَسَ إِلَيْهِمْ ، فَلَمَّا عَرَفَ مَا
يَقُولُونَ رَفَعَ الْبُرْنُسَ عَنْ رَأْسِهِ ثُمَّ قَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدِ
الرَّحْمَنِ، ثُمَّ قَالَ : لَقَدْ فَضَلْتُمْ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِلْمًا، أَوَلَقَدْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظُلْمًا ؟ قَالَ :
فَقَالَ عَمْرُو بْنُ عُتْبَةَ: نَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ
قَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ : وَاللَّهِ مَا فَضَلْنَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ
عِلْمًا، وَلَا جِئْنَا بِبِدْعَةٍ ظُلْمًا، وَلَكِنَّا قَوْمٌ نَذْكُرُ رَبَّنَا، فَقَالَ : بَلَى وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِيَدِهِ، لَقَدْ فَضَلْتُمْ
أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ عِلْمًا، أَوْ جِئْتُمْ بِبِدْعَةٍ ظُلْمًا، وَالَّذِي
نَفْسُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِيَدِهِ ، لَئِنْ أَخَذْتُمْ آثَارَ الْقَوْمِ لَيَسْبِقُنَّكُمْ
سَبْقًا بَعِيدًا، وَلَئِنْ حُرْتُمْ يَمِينًا وَشِمَالًا لَتَضِلُّنَّ ضَلَالًا
بَعِيدًا . أَسْأَلُ
اللهَ أَنْ يُجَنِّبَنَا الْفِتَنَ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ إِنَّهُ سَمِيعٌ
مُجِيبٌ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ ، وَنَعُوذُ بِكَ
مِنْ سَخَطِكَ وَالنَّارِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ
الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ
وَتَوَفَّنَا شُهَدَاءَ وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ
الْعَالَمِينَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ نَصْرَ الْإِسْلَامِ وَعِزَّ
الْمُسْلِمِينَ ، اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ ،
وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ
بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ . اللَّهُمَّ احْفَظْ لَنَا أَمْنَنَا ، وَوُلَاةَ
أَمْرِنَا ، وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ ، مَا
ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ . } رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ
حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ {. عِبَادَ
اللهِ : } إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ، وَإِيتَاءِ
ذِي الْقُرْبَى ، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ،
يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ {. فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى
وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا
تَصْنَعُون .
وللمزيد من الخطب السابقة للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120 |