عداوة الشيطان للإنسان
إِنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستَعينُهُ ونستَغفرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرُورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالنا، منْ يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومنْ يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ، وأشهدُ أن محمّداً عَبدُهُ ورسولُهُ (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ )) (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )) (( يَا أَيّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا )) ، أما بعد ..
فإن خير الكلام كلام الله ، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة .
أيها الناس :
إن أكبر وأخطر عدو لبني آدم في هذه الحياة , هو الشيطان الرجيم .
لأن الشيطان هو منبع الشرور والآثام , وهو القائد إلى الهلاك والخسران الدنيوي والأخروي ، يدعو الناس إلى الكفر والشرك وترك التوحيد ، ويزين لهم البدع ويغريهم بها ليتركوا السنن , ويسول لهم بالعصيان وترك أمر الرحمن .
أيها الناس :
لقد قررّ الله عداوة الشيطان للإنسان في القران , وبينها أوضح بيان ، وكررها في مواضع عديدة وبأساليب متنوعة , بحيث لا يكون مع هذا البيان عذر لأحد يوم القيامة إذا تولى الشيطان وأطاعه وترك طاعة مولاه جل وعلا ، قال الله تعالى: (( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً )) وقال: (( وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا ))
ويؤكد الله تبارك وتعالى لنا عداوة الشيطان ، ويأمرنا بأن نتخذه عدوا ، ويبين لنا هدفه فيقول : (( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ))
أيها المسلمون :
لقد أظهر الشيطان هذه العداوة بكل جرأه ووقاحة واستكبار أمام رب العالمين جل جلاله , فأبى أن يسجد لآدم مع الساجدين ، وعصى أمر ربه ، وأغوى آدم وزوجه حواء حتى أكلا من الشجرة التي نهاهما الله عن قربانها , فأخرجهما مما كانا فيه من النعيم , وطلب من الله الإنظار إلى يوم الدين , وتعهد بإغواء بني آدم وصدهم عن الصراط المستقيم : (( قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ )) , (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ )) , (( وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا * وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ )) ، (( وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا)) .
عباد الله :
لذا يناديكم ربكم وينهاكم عن الافتتان بفتنة الشيطان فيقول : (( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ )) .
وينهاكم عن الاستجابة لصد الشيطان فيقول : (( وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )) .
وسيلوم المجرمين يوم الدين على طاعتهم للشيطان فيقول لهم : (( أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ )) .
ويناديكم أيها المؤمنون ربكم وينهاكم عن اتباع خطوات الشيطان فيقول : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ )) .
ويُكرر في ثلاثة مواضع قوله تعالى زاجراً عباده : (( وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ )) أي : واضح العداوة لكم مظهر لها لا يخفيها .
أيها المسلمون :
كان من خيرات وبركات وفضائل شهر صومكم – شهر رمضان – أنّ الشياطين ومردة الجن فيه تسلسل وتصفد بالأغلال وتربط بالقيود ، فيضعف سلطانهم على عباد الله المؤمنين الطائعين , وتقل وسوستهم بالشر , لذا يجد المؤمنون في رمضان من النشاط على الطاعة والإقبال على العبادة والانكفاف عن الشر , ما لا يجدونه في غيره من شهور العام ، وهذا يؤكد أثر الشيطان السلبي على الإنسان في طاعة لربه واتباعه لهداه .
أيها الناس :
لقد ابتلانا الله بعداوة الشيطان ومحاربته الدائمة لنا منذ أن أُهْبِط مع أبوينا إلى الأرض اختبارا وامتحانا (( لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ )) (( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى* وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى )) .
وجعل الله للشيطان قربا شديداً من بني آدم ومساسا ، ابتلاءاً واختباراً ، ففي صحح مسلم عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم : ( ومع كل إنسان شيطان ؟ قال : نعم ، قالت : ومعك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، ولكن ربي أعانني عليه حتى أسلم ) ، وفي الصحيحين قال صلي الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) .
فتزداد خطورة الشيطان على بني آدم بهذا القرب الشديد منه , وبأنه عدو لا يُرَى ((إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ )) ، وبأن له خبرة طويلة في المداخل على الإنسان فهو يعمل على إغواء بني آدم منذ أن أهبط وآدمَ من الجنة إلى الأرض .
اللهم اعصمنا من فتنة الشيطان , ونعوذ بك أن نَضل أو نُضل أو نَزل أو نُزل أو نَجهل أو يُجهل علينا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم وبسنة سيد المرسلين ، ونفعني الله وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر الحكيم ، وتاب علي وعليكم إنه هو التواب الرحيم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتِنانِه، وَأَشهَدُ أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ تعظيمًا لشأنِه، وأَشهدُ أنَّ نبيَّنا مُحمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُه الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ، صلِّى اللهُ عليه وعلى آلِه وَأصحابِه وَإِخْوَانِهِ وسلِّمَ تَسلِيماً كَثِيراً .
أيها الناس :
(( يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالا بَعِيدًا )) .
الشيطان يدعوكم لتكونوا معه في أصحاب السعير .
الشيطان يعد ويُمَنِّي : (( وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلا غُرُوراً )) ، وسيقول لأتباعه عندما يدخلون النار : (( إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ))
((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ )) .
((إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ )) .
الشيطان يُزيِّن الباطل : (( وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) ويُسوِّل ويُملِي : (( إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ )) .
الشيطانُ يَنزغ : (( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ ))
ويُنْسِي : (( وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )) .
ويُوسوس : فقولوا : نعوذ (( بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ )) .
الشيطان يستهوي ، فلا تكونوا (( كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ ))
للشيطان همزات : (( وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ )) .
والشيطان قد يستحوذ على بعض الناس، والنتيجة : (( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ )) .
وللشيطان كيد ومكر ، ولكن أبشروا أيها الناس : (( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً )) .
للشيطان سلطان على الذين يتلونه ، ولكن أبشروا أيها المؤمنون (( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ )) بل سيقول الشيطان في النار لأتباعه : (( وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم )) .
فيا أيها المؤمنون :
لا تستجيبوا لدعوة الشياطين ، واستعينوا بالله رب العالمين في جهادكم ضدهم ، واستعيذوا بالله العظيم من شر الشيطان الرجيم ، فالله هو الملجأ والملاذ .
قووا إيمانكم بالله ، وتوكلكم على الله ، وأخلصوا توحيدكم لله ، فكلما قوي إيمان العبد وخلص توحيده ، ضعف الشيطان أمامه وذل وتصاغر .
جاهدوا أنفسكم والشياطين على إقامة طاعة ربكم ( فالمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله عز وجل ) ، (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) (( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ )) .
أيها الناس :
وإيّاكم والغفلة عن ذكر الله فالغافلون هم صيد الشيطان ، يقول ابن عباس رضي الله عنهما : ( إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، فإذا سها وغفل وسوس ، وإذا ذكر الله خنس ) .
ومصداق كلام ابن عباس هذا في كتاب ربنا ، يقول جل وعلا : (( وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ )) .
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، اللهم إنا نعوذ بك من همزات الشياطين ، اللهم إنا نعوذ بك من شرور الشياطين، اللهم أعزّ الإسلام والمسلمين، اللهم قاتل الكفرة والمشركين الذين يصدون عن سبيلك ويقاتلون أولياءك، اللهم عليك باليهود الصهاينة الأرجاس الأنجاس المحتلين وعليك بالنصارى الصليبيين الغاصبين الماكرين اللهم إنهم آذونا في بلادنا وفي إخواننا وفي أموالنا اللهم إنهم حاربوا دينك ومن تدين به ظاهراً وباطناً اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك .
اللهم أنزل عليهم رجزك وعذابك إله الحق اللهم أنجِ المستضعفين من المؤمنين في كل مكان اللهم فرج عن إخواننا المؤمنين في كل مكان، اللهم ارحم ضعفهم وتولَّ أمرهم واجبر كسرهم وعجل بفرجهم اللهم أحقن دماءهم واستر عوراتهم وآمن روعاتهم يا ذا الجلال والإكرام، اللهم آمنا في أوطاننا ودورنا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, اللهم وفقهم لما تحب وترضى وخذ بنواصيهم للبر والتقوى يا ذا الجلال والإكرام .
اللهم فرج هم المهمومين من المسلمين، واقض الدين عن المدنين اللهم لا تقتلنا بعذابك ولا تهلكنا بغضبك وعافنا بين ذلك، اللهم إن نسألك الجنة ونستجير بك من النار، ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .
عباد الله: اذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
|