لِلْمَخْدُوْعِيْن بِمَاْ يُزَيّنُهُ
اَلْشَّيَاْطِيْنُ
الْحَمْدُ للهِ
الْمُتَفَرِّدِ بِالْإِيجَادِ وَالِاخْتِيَارِ ، ﴿وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ * رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ
﴾ ، أَحْمَدُهُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا
مُبَارَكًا فِيهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ
لَهُ ، الْمُنَزَّهُ عَنْ مُشَابَهَةِ الْأَغْيَارِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، الْمُصْطَفَى الْمُخْتَارُ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى
آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ سَارَ عَلَى نَهْجِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا
مَا تَعَاقَبَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا
عِبَادَ اللهِ :
أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى
اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، فَبِذَلِكَ أَمَرَكُمْ رَبُّكُمْ فَقَالَ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ ،
وَاعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّ حِكْمَةَ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-
اقْتَضَتْ أَنْ يَخْلُقَ الشَّيْطَانَ ابْتِلَاءً وَاخْتِبَارًا لِعِبَادِهِ ،
لِيَنْظُرَ سُبْحَانَهُ كَيْفَ يَعْمَلُونَ ، فَمَنْ أَطَاعَهُ مِنْهُمْ ذَهَبَ
مَعَهُ إِلَى دَارِ الْعِقَابِ ، وَمَنْ عَصَاهُ نَجَا بِنَفْسِهِ إِلَى دَارِ
الثَّوَابِ .
وَهَذَا الشَّيْطَانُ -
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- قَطَعَ عَلَى نَفْسِهِ عَهْدًا ، عَلَى أَنْ يَعْمَلَ عَلَى
إِضْلَالِ عِبَادِ اللهِ ، يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : ﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ
لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ
وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ
أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ ، وَفِي سُورَةِ النِّسَاءِ يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ عَنِ
الشَّيْطَانِ : ﴿ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ ﴾ أَيْ: إِبْلِيسُ: ﴿لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا
مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ
فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ
اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ
خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ
إِلَّا غُرُورًا ﴾ . فَالشَّيْطَانُ لَا يَأْلُو جُهْدًا ، وَلَا يَدَّخِرُ
وَسِيلَةً ، وَلَا يَدَعُ حِيلَةً ، فِي سَبِيلِ إِضْلَالِ عِبَادِ اللهِ ،
يَفْعَلُ مَا بِوُسْعِهِ مِنْ أَجْلِ أَنْ يُغْوِيَ الْإِنْسَانَ ، يَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إِنَّ الشَّيْطَانَ قَعَدَ لِابْنِ آدَمَ
بِأَطْرُقِهِ، فَقَعَدَ لَهُ بِطَرِيقِ الْإِسْلَامِ ، فَقَالَ لَهُ : أَتُسْلِمُ
وَتَذَرُ دِينَكَ ، وَدِينَ آبَائِكَ ، وَآبَاءِ أَبِيكَ؟ )) قَالَ: (( فَعَصَاهُ ، فَأَسْلَمَ ، ثُمَّ قَعَدَ لَهُ
بِطَرِيقِ الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ : أَتُهَاجِرُ وَتَذَرُ أَرْضَكَ، وَسَمَاءَكَ،
وَإِنَّمَا مَثَلُ الْمُهَاجِرِ كَمَثَلِ الْفَرَسِ فِي الطِّوَلِ )) قَالَ: (( فَعَصَاهُ فَهَاجَرَ . ثُمَّ قَعَدَ لَهُ
بِطَرِيقِ الْجِهَادِ، فَقَالَ : هُوَ جَهْدُ النَّفْسِ، وَالْمَالِ، فَتُقَاتِلُ
فَتُقْتَلُ، فَتُنْكَحُ الْمَرْأَةُ، وَيُقَسَّمُ الْمَالُ . فَعَصَاهُ
فَجَاهَدَ)) فَقَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ مِنْهُمْ فَمَاتَ، كَانَ
حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، أَوْ قُتِلَ كَانَ حَقًّا عَلَى
اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ )) الْحَدِيثُ رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ
وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ :
وَهَذَا الشَّيْطَانُ لَهُ
وَسَائِلُ عِدَّةٌ ، يَكِيدُ بِهَا الْإِنْسَانَ ، وَيَسْتَعْمِلُهَا لِيَجْعَلَهُ
أَسِيرًا لَهُ، مِنْ أَخْطَرِهَا : تَزْيِينُ الْبَاطِلِ ، فَالْخَبِيثُ يُزَيِّنُ
الْفِعْلَ الضَّارَّ ، لِيَقَعَ بِهِ الْإِنْسَانُ، وَهَذِهِ حِيلَةٌ مِنْ
حِيَلِهِ، وَكَثِيرٌ هُمُ الَّذِينَ يَقَعُونَ فِي شِرَاكِ شَيَاطِينِ الْإِنْسِ
وَالْجِنِّ، بِسَبَبِ زَخْرَفَةِ الْبَاطِلِ ، وَهَذَا أَمْرٌ ثَابِتٌ بِكِتَابِ
اللهِ جَلَّ جَلَالُهُ ، تَأَمَّلُوا - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - يَقُولُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً
يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ
مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾، وَيَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ قَائِلٍ : ﴿ وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ
الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا
عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا
يَفْتَرُونَ ﴾ ،
زَيَّنَ لَهُمْ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ ، أَنَّ الْإِنْسَانَ يَقْتُلُ فِلْذَةَ
كَبِدِهِ . إِذًا لَا تَسْتَغْرِبُ يَا عَبْدَ اللهِ، مَا يَفْعَلُهُ الشَّيْطَانُ
بِبَعْضِ النَّاسِ، إِذَا كَانَ الشَّيْطَانُ يَصِلُ بِالْإِنْسَانِ إِلَى دَرَجَةِ
أَنْ يَقْتُلَ وَلَدَهُ، إِذًا مَا دُونَ ذَلِكَ مِنْ بَابِ أَوْلَى . يَقُولُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : ﴿ أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ
اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ
عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ .
الشَّيْطَانُ -
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ- يَسْتَحِيلُ أَنْ يُبْرِزَ الْبَاطِلَ عَلَى صُورَتِهِ، لَا
يُمْكِنُ أَبَدًا أَنْ يَعْرِضَهُ بِأَنَّهُ بَاطِلٌ ، إِنَّمَا يُغَلِّفُهُ
وَيُزَيِّنُهُ ، وَيَجْلِبُ ضَحَايَاهُ إِلَيْهِ ، وَهَذَا أَمْرٌ وَاضِحٌ، لَا
يَخْفَى عَلَى عَاقِلٍ، تَأَمَّلُوا كَثِيرًا مِنَ الْمُنْكَرَاتِ، الَّتِي
يَفْعَلُهَا بَعْضُ النَّاسِ ، مَاذَا تَجِدُونَ يَا عِبَادَ اللهِ ؟ تَجِدُونَ
أَنَّ مِنْ أَسْبَابِ الْوُقُوعِ بِهَا، وَارْتِكَابِهَا ؛ هُوَ تَزْيِينُ
الشَّيْطَانِ .
تَأَمَّلُوا يَا عِبَادَ
اللهِ ؛ مَاذَا يَفْعَلُ الشَّيْطَانُ ؟
وُجِدَ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ - مَنْ يُفَجِّرُ نَفْسَهُ ، وَيَقْتُلُ عَدَدًا مِنْ إِخْوَانِهِ
الْمُسْلِمِينَ ، وَيُدَمِّرُ الْمَرَافِقَ الْعَامَّةَ ، وَيُهْلِكُ الْحَرْثَ
وَالنَّسْلَ ، بِاسْمِ الْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى ، زَيَّنَ لَهُ
الشَّيْطَانُ ذَلِكَ ، فَهُنَاكَ الْجَنَّةُ وَهُنَاكَ الْحُورُ الْعِينُ ، وَهُنَاكَ
مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ ،
وَهَذَا صَحِيحٌ فِي الْجَنَّةِ ، وَلَكِنَّهُ لَيْسَ بِتَفْجِيرِ النَّفْسِ .
وَكَذَلِكَ - أَيُّهَا
الْإِخْوَةُ- زَيَّنَ الشَّيْطَانُ لِبَعْضِ النَّاسِ ، بِاسْمِ حُسْنِ الْمَظْهَرِ
، وَجَمَالِ الْمَنْظَرِ ، فَصِرْتَ تَرَى مَنْ يَحْلِقُ لِحْيَتَهُ ، وَيَجُرُّ
إِزَارَهُ ، وَيُخَالِفُ سُنَّةَ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
الشَّيْطَانُ لَهُ
خِبْرَةٌ بِالنَّاسِ، يَعْرِفُ مِنْ أَيْنَ يَأْتِيهِمْ ، صَارَتْ بَعْضُ النِّسَاءِ،
تَذْهَبُ كَاسِيَةً عَارِيَةً ، عَلَى مَرْأًى مِنْ زَوْجِهَا أَوْ وَالِدِهَا
أَوْ أَخِيهَا ، وَيَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ زِينَةً .
بِاسْمِ الْكَرَمِ،
وَحُبِّ الْإِنْفَاقِ، وُجِدَ مَنْ يُبَذِّرُ وَمَنْ يَبْتَذِلُ نِعَمَ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ، أَلَيْسَ هَذَا مِنْ تَزْيِينِ الشَّيْطَانِ ؟! بَلَى وَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ. فَاتَّقُوا اللهَ يَا عِبَادَ اللهِ ، وَاحْذَرُوا الشَّيْطَانَ
وَخُدَعَهُ ، وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ ؛ فَقَدْ قَالَ رَبُّكُمْ مُحَذِّرًا
لَكُمْ : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ
الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ
بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ .
بَارَكَ اللهُ لِي
وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ
الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ
لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى
إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ،
وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ،
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا
كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا
عِبَادَ اللهِ :
اعْلَمُوا رَحِمَنِي
اللهُ وَإِيَّاكُمْ بِأَنَّ الشَّيْطَانَ عَدُوٌّ مُبِينٌ كَمَا وَصَفَهُ اللهُ
جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ ﴾ ، وَلَكِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ
رَحْمَتِهِ بِعَبَادِهِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَجْعَلْهُمْ نَهْبًا لِلشَّيْطَانِ،
فَمَنْ تَابَ تَابَ اللهُ عَلَيْهِ ، وَمَنِ اعْتَصَمَ بِهِ سُبْحَانَهُ نَجَّاهُ
، وَمَنِ اسْتَعَاذَ بِهِ أَعَاذَهُ ، وَفِي الْحَدِيثِ الْحَسَنِ يَقُولُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (( إِنَّ الشَّيْطَانَ قَالَ : وَعِزَّتِكَ يَا
رَبِّ ! لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ،
فَقَالَ الرَّبُّ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا أَزَالُ أَغْفِرُ لَهُمْ مَا
اسْتَغْفَرُونِي )) .
فَاتَّقُوا اللهَ يَا
عِبَادَ اللهِ وَاسْتَعِيذُوا مِنَ الشَّيَاطِينِ جِنِّهِمْ وَإِنْسِهِمْ .
أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُمْ عِلْمًا نَافِعًا ،
وَعَمَلًا خَالِصًا ، وَسَلَامَةً دَائِمَةً إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ
أَلَا وَصَلُّوا
وَسَلِّمُوا عِبَادَ اللهِ عَلَى الرَّحْمَةِ الْمُهْدَاةِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ كَمَا أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ فَقَالَ
سُبْحَانَهُ : ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ
عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا
تَسْلِيماً ﴾ فَاللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبَارِكْ
عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ،
اللَّهُمَّ انْصُرِ الْإِسْلَامَ وَأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَاحْمِ
حَوْزَةَ الدِّينِ، وَاجْعَلْ بَلَدَنَا هَذَا آمِنًا مُطْمَئِنًّا وَسَائِرَ
بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا ، وَاسْتَعْمِلْ
عَلَيْنَا خِيَارَنَا ، وَاجْعَلْ وِلَايَتَنَا فِي عَهْدِ مَنْ خَافَكَ
وَاتَّقَاكَ وَاتَّبَعَ رِضَاك يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اللَّهُمَّ فَرِّجْ
هَمَّ الْمَهْمُومِينَ، وَنَفِّسْ كَرْبَ الْمَكْرُوبِينَ، وَاقْضِ الدَّيْنَ عَنِ
الْمَدِينِينَ، وَاشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى الْمُسْلِمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا
نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْصُرَ عِبَادَكَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأَنْ تَخْذُلَ الشِّرْكَ
وَالْمُشْرِكِينَ ، وَأَنْ تُدَمِّرَ أَعْدَاءَ الدِّينِ . اللَّهُمَّ احْفَظْ
بِلَادَنَا وَوُلَاةَ أَمْرِنَا وَعُلَمَاءَنَا وَدُعَاتَنَا ، اللَّهُمَّ وَحِّدْ
كَلِمَتَنَا وَقَوِّ شَوْكَتَنَا يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ . ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ
يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ
الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ،
وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ،
وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .
وللمزيد من الخطب السابقة
للشيخ عبيد الطوياوي تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=120
|