أحكام زكاة الفطر
الحمد لله الذي شرع شرائع الهدى, وسن سنن التقوى, خلق فسوى وقدر فهدى, له الحمد في الآخرة والأولى, وله الشكر حتى يرضى.
أحمده على إحسانه, وأشكره على توفيقه وامتنانه, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله, وأصحابه, وأتباعه, ومن اهتدى بهداه, إلى يوم الدين, أما بعد.
عباد الله :
شُرِعَ لكم في نهاية صومكم زكاة لفطركم , طهرة لكم, وإغناء لفقرائكم .
ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعاً من تمر, أو صاعاً من شعير, على العبد والحر, والذكر والأنثى, والصغير والكبير من المسلمين, وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة .
وفيهما أيضاً من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه, قال: كنا نعطيها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام, أو صاعاً من شعير أو صاعاً من تمر, أو صاعاً من زبيب, أو صاعاً من أقط .
عباد الله :
إن زكاة الفطر واجبة على كل فرد من أفراد المسلمين, سواء ذكراً, أو أنثى, حراً أو عبداً, صغيراً أو كبيراً, أما الكافر فلا تقبل منه.
وهي واجبة على الأغنياء دون الفقراء, ولكن إذا ملك الفقير طعاماً من الزكوات المقدمة له, جاز له أن يخرج عن نفسه, وأهل بيته منها .
أيها الناس :
يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم, أو يومين, أو ثلاثة, أو أكثر إن أراد ذلك, ولا يجوز إلا من الطعام.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية _ رحمه الله _ : [ صدقة الفطر من الكفارات, فلا يجزئ إطعامها إلا لمن يستحق الكفارة, وهم الآخذون لحاجة أنفسهم ]. 25/72.
ويجوز أن يتبرع الرجل عن خدمه وعماله, فكان ابن عمر يخرج عن مولاه نافع وعن بنيه . رواه البخاري
ويجوز إخراج زكاة الفطر في الليل والنهار, والأفضل إخراجها قبل صلاة العيد, فإن خشي الفوات, أخرجها قبل العيد, بيوم, أو يومين, أو أكثر.
ولا يجزئ في زكاة الفطر إلا الطعام , فلا تخرج الفواكه والبقول, والحلوى , وغير ذلك بل لا بد من قوت أهل البلد, كالأرز وغيره من الأقوات التي يقتاتها الناس.
ومن تبرع عن غيره بزكاة الفطر أجزأ, ولا يجوز إخراج زكاة الفطر إلا للفقراء والمساكين, ومن في حكمهم, ولا تحل للأغنياء .
ومن غلب على ظنه أنه من أهلها دفعها له, ويجوز إعطاؤها لمن سألها من السائلين, ولا يلزم التحري عن صدقهم.
والأقرباء الفقراء أولى بزكاة الفطر من غيرهم, فتدفع للأخ الفقير, والعم الفقير, ونحوهم, وكلما كانت بيد مستحقيها كانت أفضل عند الله عز وجل.
عباد الله:
أدّوا ما أوجب الله عليكم من زكاة, يقبل الله منكم, واشكروا ربكم على نعمه وفضله, واحمدوه على منه وكرمه .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {185}}البقرة .
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه, وسنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.
|