23 رمضان 36هـ
الْحَمْدُ للهِ الْرَّحِيْمِ الْرَّحْمَنِ ، ذِيْ الْفَضْلِ وَالْجُوْدِ وَالإِحْسَاْنِ ، الْمَلِكِ الْدَّيَّاْنِ، } يَسْأَلُهُ مَنْ فِيْ الْسَّمَاْوَاْتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِيْ شَأْنٍ { .
أَحْمَدُهُ حَمْدَاً يَلِيْقُ بِكَرِيْمِ وَجْهِهِ ، وَعَظِيْمِ سُلْطَاْنِهِ ، جَعَلَ لِمَنْ خَاْفَ مَقَاْمَهُ جَنَّتَاْن ، وَتَوَّعْدَ مَنْ عَصَاْهُ بِجَهَنَّمَ } يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ { ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ ، لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ هُوَ المَنَّاْنُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ، وَصَفِيُهُ وَخَلِيْلُهُ ، سَيِّدُ وَلَدِ عَدْنَاْن ، صَلَىْ اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَمَّاْ بَعْدُ ، فَيَاْ عِبَادَ اللهِ :
تَقْوَىْ اللهِ U ، وَصِيَّتُهُ سُبْحَانَهُ لِعِبَاْدِهِ ، فَهُوَ الْقَائِلُ فِي كِتَابِهِ : } وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ ؛ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ { ، فَلْنَتَقِ اللهَ ـ أَحِبَتِيْ فِيْ اللهِ ـ جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَقِيْن .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ، أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ { فَالْصِّيَاْمُ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ مِنْ أَكْبَرِ أَسْبَاْبِ الْتَّقْوَىْ ـ كَمَاْ قَاْلَ اِبْنُ سِعْدِي فِيْ تَفْسِيْرِهِ ـ لِأَنَّ فِيْ الْصِّيَاْمِ ، اِمْتِثَاْلٌ لِأَمْرِ اللهِ U ، وَاجْتِنَاْبٌ لِنَهْيِهِ ، فَاَلَّذِيْ لَاْ يَجِدُ فِيْ نَفْسِهِ أَثَرَاً لِتَقْوَىْ اَللهِ U ، فِيْ هَذِهِ اَلْأَيَّاْمِ ، عَلَيْهِ أَنْ يُرَاْجِعَ نَفْسَهُ ، وَيَتَدَاْرَكَ تَقْصِيْرَهُ ، وَكَمَاْ قَاْلَ اَلْنَّبِيُ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلْصَّحِيْحِ : (( إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالْخَوَاتِيمِ )) .
فَالْتَّقْوَى ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ اَلَّتِيْ يَجْهَلُ أَكْثَرُنَاْ أَهَمِيَتَهَاْ ، وَضَرُوْرَةَ وُجُوْدِهَاْ وَإِيْجَاْدِهَاْ فِيْ حَيَاْتِهِ قَبْلَ مَمَاْتِهِ ، هِيَ ثَمَرَةٌ كُبْرَىْ لِلْصِّيَاْمِ ، وَهِيَ الْنَّتِيْجَةُ اَلْمَرْجُوَةُ مِنْ فَرْضِ شَهْرِ رَمَضَاْن ، الَّذِيْ مَاْهُوَ إِلَّاْ أَيَّاْمٌ مَعْدُوْدَاْت ، كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ ، فَأَيَّاْمُ رَمَضَاْن لَاْ تَتَجَاْوَزْ الْثَّلَاْثِيْنَ يَوْمَاً ، مِنْ ثَلَاْثِمَائَةٍ وَسِتِّيْنَ يَوْمَاً يَقْضِيْهَاْ الْعَبْدُ فِيْ كُلِّ عَاْمٍ . فَيَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ فِيْ هَذِهِ الأَيَّاْمِ ، أَنْ يُحَاْسِبُ نَفْسَهُ ، وَيَتَأَمَّلُ هَلْ تَحَقَقَتْ تَقْوَىْ اللهِ U فِيْ حَيَاْتِهِ ، وَهَلْ أَثْمَرَ ذَلِكَ صَوْمُهُ .
وَاَلْتَّقْوَى ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ مِنْ بَاْبِ الْتَّذْكِيْرِ بِهَاْ ، هِيَ : الْخَوْفُ مِنْ الْجَلِيْلِ ـ وَهُوَ اللهُ U ـ ، وَالْعَمَلُ بِالْتَّنْزِيْلِ ـ أَيْ الْقُرَّآن ـ وَالْقَنَاْعَةُ بِالْقَلِيْلِ ، وَالاِسْتِعْدَاْدُ لِيَوْمِ الْرَّحِيْلِ ، كَمَاْ عَرَّفَهَاْ عَلِيُ بِنُ أَبِيْ طَاْلِبٍ t .
فَحَاْسِبْ نَفَسَكَ أَخِي، هَلْ أَثَّرَتْ فِيْكَ ، اِثْنَاْنِ وَعِشْرُوْنَ يَوْمَاً مَضَتْ مِنْ رَمَضَاْنَ ، فَأَثْمَرَتْ فِيْكَ تَقْوَىْ اَللهِ U ، فَصِرْتَ تَخَاْفُ مِنْ اللهِ U ، وَتَعْمَلُ بِكَتَاْبِهِ ، وَرَضِيْتَ بِمَاْ قَسَمَ لَكَ سُبْحَاْنَهُ ، وَصِرْتَ مُسْتَعِدَّاً لِلْمَوْتِ الَّذِيْ لَاْ تَعْلَمْ مَتَىْ يُفَاْجِئُكَ ، أَمْ لَمْ يَتَغَيَّرْ فِيْكَ شِيءٌ مِنْ ذَلِكَ ، أَنْتَ أَنْتَ ، لَمْ تَزَلْ وَكَأَنَّكَ لَمْ تُدْرِكْ شَهْرَ رَمَضَاْن ، حَظُّكَ مِمَّاْ مَضَىْ مِنْهُ : الْجُوْعُ وَالْعَطَشُ وَالْسَّهَرُ وَالْتَّعَبُ ، كَمَاْ قَاْلَ r فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ : (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، ورُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ )) .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
مِنْ فَضْلِ اللهِ U وَجُوْدِهِ وَكَرَمِهِ، أَنَّنَاْ مَاْزِلْنَاْ فِيْ أَفْضَلِ أَيَّاْمِ رَمَضَاْنَ ، فَأَفْضَلُ مَاْفِيْ رَمَضَاْنَ: عَشْرُهُ الأَوَاْخِرُ ، وَلِذَلِكَ كَاْنَ الْنَّبِيُ e يَجْتَهِدُ فِيْ هَذِهِ الْعَشْر، أَكْثَرُ مِمَّاْ يَجْتَهِدُ فِيْ غَيْرِهَاْ ، فِفِيْ الْصَّحِيْحَيْنِ تَقُوْلُ عَاْئِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعَاْلَىْ عَنْهَاْ : كَاْنَ رَسُوْلُ اللهِ e إِذَاْ دَخَلَ الْعَشْرُ ، شَدَّ مِئْزَرَهُ ، وَأَحْيَاْ لَيْلَهُ ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
يَكْفِيْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ـ فِيْ فَضْلِ هذِهْ اَلْأَيَّاْمِ ، أَنَّ لَيْلَةَ اَلْقَدْرِ قَدْ تَكُوْنُ فَيْهَاْ ، وَاَلَّتِيْ هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ كَمَاْ قَاْلَ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ: } لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ { مِنْ قَاْمَهَاْ إِيْمَاْنَاً وَاحْتِسَاْبَاً غُفِرَ لَهُ مَاْ تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ـ كَمَاْ فِيْ الْحَدِيْثِ الْصَّحِيْحِ ـ وَلَاْ يُحْرَمُ خَيْرُهَاْ إِلَّاْ مَحْرُوْم .
فَلَيْلَةُ اَلْقَدْرِ ـ أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ ـ فِيْ اَلْعَشْرِ اَلْأَوَاْخِرِ مِنْ رَمضَاْنَ ، وَلَكِنَّهَاْ فِيْ اَلْسَّبْعِ اَلْأَوَاْخِرِ أَقْرَبُ، لِقَوْلِهِ e فِيْ اَلْحَدِيْثِ اَلَّذِيْ رَوَاْهُ مُسْلِمٌ : (( الْتَمِسُوهَا فِي اَلْعَشْرِ اَلْأَوَاْخِرِ، فَإِنْ ضَعُفَ أَحَدُكُمْ أَوْ عَجَزَ فَلا يُغْلَبَنَّ عَلَىْ اَلْسَّبْعِ اَلْبَوَاْقِيْ )). وَأَقْرَبُ اَلْسَّبْعِ اَلْأَوَاْخِرِ: لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْن ، لِحَدِيْثِ أَبِيْ بَنِ كَعْبٍ t اَلَّذِيْ رَوَاْهُ مُسْلِمٌ ، أَنَّهُ قَاْلَ: (( وَاَللهِ إِنِّيْ لَأَعْلَمُ أَيَّ لَيْلَةٍ، هِيَ اللَّيْلَةُ الَّتِيْ أَمَرَنَاْ رَسُوْلُ اَللهِ e بِقِيَاْمِهَاْ , هِيَ لَيْلَةُ سَبْعٍ وَعِشْرِيْنَ )) .
أيها الإخوة :
فَالْإِجْتِهَاْدُ فِيْ آخِرِ الْشَّهْرِ ، أَمْرٌ ثَاْبِتٌ عَنْهُ e ، فَيَنْبَغِي لَنَاْ ـ أَيُّهَا الإِخْوَةُ ، اِقْتِدَاْءً بِنَبِيِّنَاْ، وَاسْتِغْلَاْلَاً لِمَاْ تَبَقَىْ مِنْ شَهْرِنَاْ ، الإِسْتِعْدَاْدُ الْكَاْمِلُ ، وَالْحَذَرُ مِنْ الْتَّفْرِيْطِ ، فَالأَيَّاْمُ ثَمِيْنَةٌ ، وَسَوْفَ تَنْقَضِيْ كَغِيْرِهَاْ مِنْ الأَيَّاْمِ بِسُرْعَةٍ ، وَمَنْ يَدْرِي ـ أيها الأخوة ـ فَرُبَّمَاْ يَكُوْنُ هَذَاْ الْشَّهْرُ ، هُوَ آخِرُ شَهْرٍ يَصُوْمُهُ بَعْضُنَاْ ، بَلْ رُبَّمَاْ ، يُدْرِكُ بَعْضَنَاْ الأَجَلُ ، قَبْلَ إِتْمَاْمِ هَذَاْ الْشَّهْر !
فَا اللهَ ... اللهَ ... فِيْ مُضَاْعَفَةِ الْجُهُوْدِ، وَبَذْلِ الْطَّاْقَاْتِ، فِيْمَاْ بَقِيَ مِنْ أَيَّاْمٍ وَلَيَاْلٍ مُبَاْرَكَةٍ، وَالْحَذَرُ مِنْ الْتَّفْرِيْطِ أَوْ الْكَسَلِ وَالْفُتُوْرِ .
أَقُوْلُ قَوْلِيْ هَذَاْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِيْ وَلَكُمْ مِنْ كُلِ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُوْرُ الْرَّحِيْمُ .
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ للهِ عَلَىْ إِحْسَاْنِهِ ، وَالْشُّكْرُ لَهُ عَلَىْ تَوْفِيْقِهِ وَامْتِنَاْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَاْ إِلَهَ إِلَّاْ اللهُ ، وَحْدَهُ لَاْ شَرِيْكَ لَهُ تَعْظِيْمَاً لِشَأْنِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ الْدَّاْعِيْ إِلَىْ رِضْوَاْنِهِ صَلَّى اللهُ عَلِيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَاْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمَاً كَثِيْرَاً .
أَيُّهَا الإِخْوَةُ المُؤمِنُون :
وَفِيْ هَذَاْ الْشَّهْرُ الْعَظِيْم ، الَّذِيْ تَتَوْقُ فِيْهِ الْنَّفْسُ إِلَىْ الْخَيْرِ ، وَتَشْتَاْقُ لِلْطَّاْعَةِ، يَجْدُرُ بِنَاْ أَنْ نُشِيْرَ إِلَىْ رُكْنٍ عَظِيْمٍ مِنْ أَرْكَاْنِ الإِسْلَاْمِ: وَهُوَ الْزَّكَاْةُ يَاْ عِبَاْدَ اللهِ .
فَالْزَّكَاْةُ لَهَاْ مَعْنَىً آخَرٍ فِيْ رَمَضَاْنَ ، يَقُوْلُ الْنَّبِيُ r : (( أَفْضَلُ الْصَّدَقَةِ ، صَدَقَةٌ فِيْ رَمَضَاْنَ )) وَفِيْ هَذِهِ الأَيَّاْمُ يَكُوْنُ الْفُقَرَاْءُ وَمَنْ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْزَّكَاْةِ أَحْوَجُ لَهَاْ مِنْ وَقْتٍ آخَر، فَأَخْرِجُوْا زَكَوَاْتِكُمْ يَاْعِبَاْدَ اللهِ، وَاحْتَسِبُوْا الأَجْرَ عَنْدَ اللهِ، فَهِيَ طُهْرَةٌ وَتَزْكِيَةٌ ، يَقُوْلُ U : } خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا {, وَاعْلَمُوْا مَعْشَرَ المُزَكِيْن ، بِأَنَّ فِيْ إِخْرَاْجِكُمْ لِلْزَّكَاْةِ ، جَلْبُ الْبَرَكَةِ وَالْزِّيَاْدَةِ وَالْخُلْفِ مِنْ اللهِ ، يَقُوْلُ تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَىْ : } وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ { .
فَأَخْرِجْ زَكَاْتَكَ يَاْ عَبْدَ اللهِ، إِذَاْ كَاْنَتْ تَجِبُ عَلَيْكَ فِيْ مَاْلٍ أَوْ عُرُوْضِ تِجَاْرَةٍ ، أَوْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ أَوْ بَهِيْمَةِ أَنْعَاْمٍ أَوْ حُبُوْبٍ أَوْ ثِمَاْرٍ .
أَيُّهَاْ اَلْإِخْوَةُ :
وَفِيْ خِتَاْمِ هَذَاْ اَلْشَّهْرِ اَلْعَظِيْمِ ، شَرَعَ اَللهُ U لَنَاْ زَكَاْةَ اَلْفِطْرِ ، طُهْرَةٌ لَنَاْ مِنْ اَلْلَّغْوِ وَاَلْرَّفَثِ ، وَطُعْمَةٌ لِلْمَسَاْكِيْنِ ، تَجِبُ بِغُرُوْبِ شَمْسِ لَيْلَةِ اَلْعِيْدِ، عَلَىْ اَلْرَّجُلِ وَكُلِّ مَنْ تَلْزَمُهُ مُؤُوْنَتُهُ ، صَغِيْرَاً كَاْنَ أَمْ كَبِيْرَاً . مِنْ غَاْلِبِ قُوْتِ أَهْلِ اَلْبَلَدِ ، فَاَحْرِصُوْا ـ رَحِمَنِيْ اَللهُ وَإِيَّاْكُمْ ـ أَنْ تَجْتَهِدُوْا فِيْ طُهْرَةِ صِيَاْمِكُمْ بِإِخْرَاْجِ اَلْجَيِّدِ مِنْ اَلْطَّعَاْمِ .
أَسْأَلُ اللهَ U أَنْ لَاْ يَجْعَلِ الدُّنْيَاْ أَكْبَرَ هَمِّنَاْ ، وَلَاْ مَبْلَغَ عِلْمِنَاْ ، وَأَنْ يَرْحَمَنَاْ بِرَحْمَتِهِ ، فَهُوَ اَرْحَمُ الْرَّاْحِمِيْن .
الْلَّهُمَّ فِيْ هَذَاْ الْشَّهْرِ الْكَرِيْمِ ، نَسْأَلُكَ أَنْ تُعْتِقَ رِقَاْبَنَاْ مِنْ الْنَّاْرِ ، وَرَقَاْبَ آبَاْئِنَاْ وَأُمَّهَاْتِنَاْ ، الْلَّهُمَّ لَاْ تَرُدَّنَاْ خَاْئِبِيْنَ وَلَاْ خَاْسِرِيْنَ ، وَاجْعَلْنَاْ مِنْ عِبَاْدِكَ المَقْبُوْلِيْنَ الْفَاْئِزِيْن .
الْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ نَصْرَ الإِسْلَاْمِ وَعِزَّ المُسْلِمِيْنَ ، الْلَّهُمَّ احْمِ حَوْزَةَ الدِّيْنِ ، وَاجْعَلْ هَذَاْ الْبَلَد آمِنَاً مُطْمَئِنَّاً وَسَاْئِرَ بِلَاْدِ المُسْلِمِيْن. الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وِلَاْةَ أُمُورِ المُسْلِمِيْن لِهُدَاْكَ ، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ بِرِضَاْكَ، وَارْزُقْهُم الْبِطَاْنَةَ الْصَّاْلِحَةَ وَأَبْعِدْ عَنْهُم بِطَاْنَةَ الْسُّوءِ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن .
الْلَّهُمَّ مِنْ أَرَاْدَ الإِسْلَاْمَ وَالمُسْلِمِيْنَ بِسُوْءٍ الْلَّهُمَّ اَشْغِلْهُ بِنَفْسِهِ، وَاجْعَلْ كَيْدَهُ فِيْ نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ تَدْبِيْرَهُ تَدْمِيْرَاً لَهُ يَاْرَبَّ الْعَاْلَمِيْن. الْلَّهُمَّ إِنَّ لِلْصَّاْئِمِ دَعْوَةٌ مُسْتَجَاْبَةٌ ، فَالْلَّهُمَّ إِنَاْ نَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ ذُنُوْبَنَاْ، وَتَسْتُرَ عُيُوْبَنَاْ، وَتَهْدِيْ قُلُوْبَنَاْ ، وَتَشْفِيْ مَرْضَاْنَاْ ، وَتَرْحَمْ مَوْتَاْنَاْ، وَتُسَدِدْ دُيُوْنَنَاْ ، وَتَعَاْفِيْ مَنِ ابْتَلَيْتَهُ مِنَّاْ بِرَحْمَتِكَ يَاْ أَرْحَمَ الْرَّاْحِمِيْن .
} رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ { .
عباد الله :
} إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ { فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون.
وللمزيد من الخطب السابقة في ختام رمضان ووداعه تجدها هنا:
http://www.islamekk.net/catplay.php?catsmktba=167 |