الظلم هو وضع الشيء في غير موضعه – وأعظمه الشرك بالله لأنه وضع للعبادة في غير موضعها، ومنه ظلم العبد لنفسه بالمعاصي لأنه وضعها في غير موضعها الذي هو طاعة الله، ومنه ظلم العبد للناس في دمائهم وأعراضهم وأموالهم بالاعتداء عليهم في ذلك، ومن ذلك ظلم المرأة في وضعها في غير موضعها اللائق بها، لأن موضعها في المجتمع أن تكون زوجة وأماً وسيدة ومربية أولاد هذا عملها المنتج والمريح والنافع لأسرتها وللمجتمع والحافظ لكرامتها ومكانتها ومتى ما سلب منها هذا العمل ووليت غيره من أعمال الرجال فقد ظلمت لأنها وضعت في غير موضعها. وقد أوجب الله على زوجها الإنفاق عليها لتتفرغ لمهمتها العظيمة فالرجل هو الكاسب خارج البيت له ولها ولأولادهما.
وبهذا تعمر البيوت وتقوم الأسر ويحصل التعاون بين أفرادها بقيام كل منهم بما يختص به، أما إذا جردت المرأة من عملها داخل بيتها ومن تربية أولادها ومن سكن الزوج إليها وسكنها إليه فهذا خلاف الفطرة التي فطر الله الناس عليها ولن تقوم بعمل الرجل فيخسر المجتمع عمل الرجل الذي أسند للمرأة وعمل المرأة الذي سلب منها في آن واحد وولاة أمورنا حفظهم الله يهتمون برعاية مصالح بلدهم وعلماؤنا وعقلاؤنا لن يسمحوا بذلك فليبق كل من الرجل والمرأة على عمله اللائق به والواجب عليه لتقوم بذلك مصالح المجتمع، ولن نلتفت إلى نعيق الذين يريدون تغريب المجتمع دون تفكير ودون نظر إلى مصالحه ودون نظر في العواقب، والعاطلون عن العمل من الرجال كثير
وأرجو الله أن يوفق الجميع لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين والعباد والبلاد
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
كتبه
صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
01/02/1433هـ
|