التذكير
بالعبادة
خطبة جمعة بتاريخ / 9-11-1432 هـ
الحمد لله القوي المتين، العليم الحكيم، خَلَقَ الخلْق
ليعبدوه ، وأوجدهم ليُطيعوه ، وهو الغني الحميد ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له ؛ إله الأولين والآخرين، وقيوم السماوات والأرضين، وخالق الخلق
أجمعين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، وصفيُّه وخليله ، وأمينه على وحيه ، ومبلِّغ
الناس شرعه , ما ترك خيراً إلا دلَّ الأمة عليه ، ولا شراً إلا حذّرها منه ؛
فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين .
أما بعد أيها المؤمنون عباد الله: اتقوا الله
تعالى ، فإنَّ من اتقى الله وقاه وأرشده إلى خير أمور دينه ودنياه ، وتقوى الله جل
وعلا : عملٌ بطاعة الله على نورٍ من الله رجاء ثواب الله ، وتركٌ لمعصية الله على
نورٍ من الله خيفة عذاب الله .
أيها
المؤمنون : الذكرى غذاء الأرواح وشفاء الصدور وحياة العباد ؛ فما أعظم نفعها ، وما
أجلَّ خيراتها ، وما أعظم عوائدها وفوائدها ، قد قال الله تعالى : ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ (55) وَمَا
خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:55-56] .
نعم أيها
المؤمنون ! الذكرى نافعةٌ للقلوب المؤمنة والنفوس المتهيئة المستعدة للانتفاع ، أما
القلوب الغافلة والنفوس اللاهية فشأنها مع الذكرى كالأرض السبِخة إذا نزل عليها
المطر فإنها لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً ، وقد قال الله تعالى : ﴿ اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ
بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [الحديد:17] .
عباد الله :
ولمـــَّا أمر جل وعلا بالذكرى وبيَّن عظيم نفعها وكبير فائدتها ومن هم أهلها
المنتفعون بها ؛ بيَّن جل شأنه أعظم ما يُذكّر به ويوعظ به ويُدعى العباد إليه ألا
وهو : الغاية التي خُلقوا لأجلها وأوجدوا لتحقيقها ؛ ألا وهي عبادة الله جل وعلا ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات:56]
.
إن الله عز
وجل خلق العباد وأوجدهم لعبادته مع غناه جل وعلا الكامل عنهم ؛ فهو عز وجل لم
يخلقهم ليتكثَّر بهم من قلة ، أو يعتزَّ بهم من ذلَّة ، أو يرزقوه أو ينفعوه - تنزه
وتقدس عن ذلكم كلِّه - ولهذا قال في الآية التي تليها : ﴿ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ
رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو
الْقُوَّةِ الْمَتِينُ﴾ [الذاريات:57-58] . فالله جل وعلا غني عن
عباده لا تنفعه طاعة من أطاع ولا عبادة من عَبَد ، كما أنه جل في علاه لا تضره
معصية من عصى وكفران من كفر ، يقول جل وعلا في الحديث القدسي : ((يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي
فَتَضُرُّونِي ، وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي فَتَنْفَعُونِي ، يَا عِبَادِي لَوْ
أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى
قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا ، يَا
عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا
عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا))
.
أيها المؤمنون
عباد الله : العبادة حياة القلوب ، وحاجة القلوب إلى العبادة كحاجة الأرواح إلى
الهواء وكحاجة السمك إلى الماء ؛ فلا حياة للعبد إلا بعبادة ربه - جل وعلا - ومولاه
، ومن خرج من العبادة خرج من الحياة الحقيقية ، ولهذا يقول جل وعلا : { أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ } [الأنعام:122] ، ويقول جل وعلا : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال:24] .
أيها المؤمنون
عباد الله : وبالعبادة يعيش العبد الحياة الآمنة والأيام السعيدة واللحظات
المباركة إضافةً إلى ما يفوز به يوم يلقى الله جل وعلا من عظيم الثواب وكريم المآب
؛ { مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ
فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:97] .
والعبادة - أيها
المؤمنون - أمان الأمة وسبيل نجاتها وفوزها وسلامتها من الهلكات { وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ
مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا
يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا } [النور:55] ، ويقول جل وعلا : {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ
أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام:82] .
والعبادة - أيها
المؤمنون - أنيس المؤمن ورفيقه ولاسيما في الشدائد ، وقد جاء في الحديث : ((تَعَرَّفْ إِلَى اللَّهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي
الشِّدَّةِ)) ؛ نعم أيها المؤمنون ! العبادة أنيس المؤمن ورفيقه ؛ أنيسه في
قبره ، ورفيقه في حشره ، وهي سبب سعادته ونجاته يوم لقاء ربه ، فأهل الجنة عندما
يفوزون بثوابها وينعمون بنعيمها يفوزون بذلك بما قدَّموه من أعمال وما قدَّموه من
عبادات وطاعات { كُلُوا وَاشْرَبُوا
هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة:24] .
إذا ثقلت على مرءٍ عبادته لربه جل
وعلا فليتذكر أن العبادة هي الأنيس في القبر ، سيتخلى عنه أولادُه وأحبابه وأمواله
وجميع متعلقاته إلا العبادة ، فإذا دخل العبد المؤمن قبره كما جاء في المسند من
حديث البراء بن عازب رضي الله عنه في سياق طويل وفيه : ((يَأْتِيهِ
رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّيَابِ طَيِّبُ الرِّيحِ فَيَقُولُ : أَبْشِرْ
بِالَّذِي يَسُرُّكَ ؛ هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ ، فَيَقُولُ لَهُ
مَنْ أَنْتَ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ ؟ فَيَقُولُ أَنَا عَمَلُكَ
الصَّالِحُ)) نعم عباد الله !! العمل الصالح والعبادة والإقبال على الله عز
وجل هو الأنيس في القبر ، وهو الرفيق في الوحشة ، وهو السلوان في المصيبة ، وهو
الفوز والنجاة يوم لقاء الله تبارك وتعالى .
عباد الله : إن القلوب تغفل ، وإن
النفوس تلهو ، وإن الصوارف تكثر ولاسيما في هذا الزمان ، وكم هي الأمور التي
انفتحت على الناس في زماننا فأشغلت الناس عما خُلقوا لأجله وأوجدوا لتحقيقه !! حتى
من ينشط منهم للمجيء للصلاة أو للقيام بالذكر أو لتلاوة القرآن يتلو ويذكر ويصلي
والقلب غافل منشغلٌ بتلك الملهيات منصرف إلى تلك الصوارف والصواد ، ألهذا خُلقنا !!
ألهذا أوجدنا !! أهكذا ينبغي أن تكون حالنا مع ربنا وسيدنا ومولانا جل في علاه !! والأيام
تمضي والأوقات تتصرَّم وكل ساعة تُدني العبد من لقاء الله تبارك وتعالى .
عباد الله : ألا ما أحوجنا إلا أن نُذكَّر
بالعبادة وأن نذكَّر بما خُلقنا لأجله ، ولهذا فإن ربنا - جل وعلا - في علاه لما
أمر بالذكرى وبيّن عظيم نفعها ذكَر عقِبها أعظم ما يُذكَّر به وهو الأمر الذي خلق
الخلق لأجله وأوجدوا لتحقيقه ألا وهو : عبادة الله تبارك وتعالى .
عباد الله : إن عباد الله - عز وجل -
في أمَنَةٍ من الشرور وسلامةٍ من الفتن وعافيةٍ من البلايا وفي حفظٍ من الشيطان ، وقد
قال الله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ
لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ} [الحجر:42] أي أن الله جل وعلا حافظهم بحفظه
ومؤيدهم بتأييده ، { أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ
عَبْدَهُ }
[الزمر:36] فالله عز وجل مع عبده المؤمن تأييداً
وحفظا، وتوفيقاً ونصرا ، ومداً وعونا في كل وقت وحين .
والعبد - أيها المؤمنون - لا غنى له
عن ربه طرفة عين ، وقد جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام الحث على العبادة
والعناية بها إذا كثر الهرج ؛ أي كثرت الفتن والقيل والقال وخوض الناس في الأمور
العظائم وكثرة الفتن بينهم ، جاء في صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام : ((الْعِبَادَةُ فِي
الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ)) ؛ وإنما عظّم عليه الصلاة والسلام من شأن العبادة
في الهرج - أي في الفتن وخوض الناس كثيرا فيما لا يعنيهم في القيل والقال - لأن
أكثر الناس في مثل تلك الأحوال ينصرفون عن العبادة إلى القيل والقال ، فعظّم من
شأن العبادة في الفتن والهرج وبيَّن عظيم ثوابها وأن أجرها وثوابها كأجر الهجرة
إلى النبي عليه الصلاة والسلام ، ألا ما أعظمه من أجرٍ وما أكبره من ثواب !! .
أيها المؤمنون عباد الله : لنذكِّر
أنفسنا دوماً بحاجتنا إلى العبادة وأنها سبيل عزِّنا وسبب نجاتنا وفلاحنا في
الدنيا والآخرة .
اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت
الله لا إله إلا أنت أن توفقنا لعبادتك حقاً وصدقا ، وأن تجعلنا من عبادك المخلِصين
ومن أتباع سيد ولد آدم أجمعين صلوات الله وسلامه عليه ، اللهم وأعِنَّا على ذكرك
وشكرك وحُسن عبادتك .
أقول هذا القول وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من
كلِّ ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية :
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا
ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛
صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أما بعد عباد الله : اتقوا الله
تعالى وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربه يسمعه ويراه .
عباد الله :
ما أكثر الصوارف التي تلهي القلوب وتَشغل النفوس وتبعد الناس عن الغاية التي خلقوا
لأجلها وأوجدوا لتحقيقها !! قال الله تعالى : {
اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ
بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ
الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا
وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (20) سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ
مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ
لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ
يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (21)} [الحديد] ويقول جل وعلا : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ
أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ
الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [آل
عمران:185]
أيها
المؤمنون عباد الله : إن الكيِّس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ،
والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني . واعلموا أن أصدق الحديث كلام
الله ، وخير الهدى هدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشر الأمور محدثاتها ، وكلَّ
محدثة بدعة ، وكلَّ بدعة ضلالة ، وكلَّ ضلالة في النار ، وعليكم بالجماعة فإن يد
الله على الجماعة.
وصلُّوا وسلِّموا - رعاكم الله - على محمد بن عبد الله
كما أمركم الله بذلك في كتابه فقال: ﴿ إِنَّ
اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ﴾ [الأحزاب:56] ، وقال صلى الله عليه وسلم : (( مَنْ صَلَّى
عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا )) .
اللهم صل على
محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك
على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد .
وارضَ اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين ؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ،
وارض اللهم عن الصحابة أجمعين ، وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،
وعنَّا معهم بمنّك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين .
اللهم أعز
الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمِّر أعداء الدين ، واحم حوزة الدين
يا رب العالمين, اللهم انصر من نصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
, اللهم انصر إخواننا المسلمين المستضعفين في كل مكان ، اللهم كن لهم ناصراً
ومعينا وحافظاً ومؤيدا ، اللهم كن لنا ولهم ولا تكن علينا ، اللهم أعِنَّا وإياهم
ولا تُعِن علينا ، وانصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، واهدنا
ويسِّر الهدى لنا ، وانصرنا على من بغى علينا ، اللهم اجعلنا لك ذاكرين ، لك
شاكرين ، إليك أواهين منيبين ، لك مخبتين لك مطيعين ، اللهم تقبَّل توبتنا ، واغسل
حوبتنا ، وثبت حجتنا ، واهد قلوبنا ، وسدد ألسنتنا ، واسلل سخيمة صدورنا .
اللهم اقسم
لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ، ومن طاعتك ما تبلِّغنا به جنتك ، ومن
اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ، اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما
أحييتنا ، واجعله الوارث منا ، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ، ولا تجعل الدنيا أكبر
همِّنا ولا مبلغ علمنا ، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا .
اللهم إنا
نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى ، اللهم وأصلح ذات بيننا وألِّف بين قلوبنا ، واهدنا
سبل السلام ، وأخرجنا من الظلمات إلى النور . اللهم واغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه
وجله ، أوله وآخره ، سره وعلنه ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين
والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات .
اللهم إنا
نستغفرك إنك كنت غفارا ؛ فأرسل السماء علينا مدرارا . اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ،
اللهم أغثنا , اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا
إله إلا أنت أن تسقينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا
تجعلنا من اليائسين . اللهم إنا نسألك غيثاً مغيثا ، هنيئاً مريئا ، سحًّا طبقا ، نافعاً
غير ضار ، عاجلاً غير آجل . اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر ، اللهم
سقيا رحمة لا سقيا هدمٍ ولا عذابٍ ولا غرق ، اللهم أعطنا ولا تحرمنا وزدنا ولا
تنقصنا وآثرنا ولا تؤثر علينا . ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا
عذاب النار.
عباد الله : اذكروا
الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، ) وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ( .
|