خطبة استسقاء
الحمدُ لله أحمده بمحامده التي هو لَها أهل, وأثني عليه الخيرَ كلَّه لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه, الحمد لله أحمدُه حمدَ الشاكرين, وأثني عليه ثناءَ الذاكرين, الحمد لله أحمده سبحانه على نِعَمِه كلِّها وعطاياه جميعِها, أحمده عزّ وجل على كل نعمة أنعَم بها علينا في قديم أو حديث أو سرٍّ أو علانية أو خاصةٍ أو عامة, الحمد لله حمدا كثيرًا على نعمه الكثار وعطاياه المدرار, أحمده جلّ وعلا حمد من شكر, وأذكره ذكر من أناب واستغفَرْ وأقبل على ربِّه ومولاه, وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيُّه وخليله, وأمينه على وحيه ومبلغ الناس شَرعَهُ, وأشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ, وجاهد في الله حقَّ جهاده حتى أتاه اليقين, فما ترك خيراً إلا دلَّ الأمة عليه, ولا شرا إلا حذرها منه صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
معاشرَ المؤمنين عبادَ الله اتقوا الله جلّ وعلا, وراقبوه مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعُه ويراه, واعلموا رعاكم الله أن تقوى الله جلّ وعلا أساس السعادة وسبيل الفلاح في الدنيا والآخرة, وهي خير زاد يبلغ إلى رضوان الله كما قال جلّ وعلا: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الألْبَاب﴾ البقرة: ١٩٧, وهي وصية الله جلّ وعلا للأوّلين والآخرين من خلقه ,كما قال عزّ وجل: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ﴾ النساء: ١٣١, وهي وصيةُ نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم لأمته, وهي وصية السلف الصالح فيما بينهم, فاتقوا الله عبادَ الله واعلموا أنَّ تقوى الله جلّ وعلا هي العملُ بطاعةِ الله على نورٍ من الله رجاءَ ثوابِ الله ,وتركُ معصيةِ الله على نورٍ من الله خيفةَ عذابِ الله.
ثم عباد الله إنَّ هذه الصلاة المباركة, والجمع المبارك الذي منَّ الله به علينا صبيحَةَ هذا اليومِ بالاجتماع لَه, إنها صلاةٌ عظيمةٌ شرعت في الإسلام عندَ جدبِ الديارِ والحاجَةِ إلى الأمطارِ والرغبة في سُقيا الماء, بأن يُقبِلَ المسلمون على الله جلّ وعلا إِقبالاً صادقا تائبين منيبين, خاضعين متذلّلين بين يدي الغفارِ الرحيم الجواد المحسن المنانِ العظيمِ سبحانه وتعالى, الذي يَقبَلُ التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات, ويجيب الدعوات, يجيبُ المضطرَّ إذا دعاه ويكشف السوءَ, وأزمةُ الأمور بيده جلّ وعلا فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن, ولا حول ولا قوة إلا بالله جلّ وعلا: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ﴾ فاطر: ٢.
فالغرضُ عباد الله أن نُقبِلَ على الله جلّ وعلا إقبالاً صادقاً, نستغفر إلى الله جلّ وعلا من ذنوبِنا وخطايانا, ونتوب توبةً صادقةً ونَمُدُّ أَيْدِيَ الدعاء إلى الله جلّ وعلا, سائلين مُلِحِّين أن يَقبَلَ توبتنا وأن يُقبِلَ عثرتنا, وأن يتجاوز عن خطيئتنا, وأن يرحم ضعفنا وأن يتقبل منا, فإنه جلّ وعلا لا يرد عبدا دعاه, ولا يُخَيِّبُ مؤمنا ناجاه, وهو القائل سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ البقرة: ١٨٦.
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ,اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا ,اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دِقَّها وجِلَّها, اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا أنت المقدم والمؤخر لا إله إلا أنت, اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات, اللهم اغفر ذنوبَ المذنبين من المسلمين, وتب على التائبين من المسلمين, اللهم اغفر ذنوبَنَا وتَقَّبلْ توبتنا, اللهم اغفر لنا وارحمنا يا غفور يا رحيم, اللهم إنا نستغفرك إنك كنتَ غَفَّارَا فأرسل السماء علينا مدرارا, اللهم أرسل السماء علينا مدرارا ,اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غَرقٍ, اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ,اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من اليائسين, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم غيثا مغيثا هنيئا مريئا سَحًّا طبقا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل, اللهم أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر, اللهم سقيا رحمةٍ لا سقيا هدم ولا عذاب ولا غرق, اللهم إنا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنك أنت الله لا إله إلا أنت, يا من وَسِعْتَ كل شيء رحمت وعلما, يا من يجيب المضطر إذا دعاه, يا من يُغيثُ الملهوف ويجبُر الكسيرَ, يا غني يا رحيم يا جواد يا كريم يا محسن يا منّان, اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم اسقنا وأغثنا, اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك, اللهم لا تؤاخذنا بما فعله السُّفهاء منا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم هذه أيدينا إليك مُدَّتْ, ودَعْواناَ إليك رُفعت, وأنت يا الله لا ترد عبدًا دعاك, ولا تُخَيِّبُ مؤمناً ناجاك, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم أغثنا, اللهم رحمتَكَ نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين, اللهم لا تكلنا إلا إليك, اللهم لا تكلنا إلا إليك, اللهم لا تكلنا إلا إليك, لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين, لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين, لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين, وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين, وتأسَّوْا بنبيكم في قلب الرداء, تفاؤُلاً بتغير الأحوال بإذن الله جلّ وعلا, وصلى الله وسلّم وبارك وأنعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
خطبة استسقاء أخرى
الحمد لله الولي الحميد يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد له الأسماء الحسنى و الصفات العليا وله الحمد و التمجيد، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمّداً عبده و رسوله الدّاعي لكلّ عمل صالح و قول سديد صلى الله و سلم عليه و على آله وأصحابه أجمعين أما بعد؛
معاشر المؤمنين عباد الله، اتقوا الله وراقبوه في السر و العلانية مراقبة من يعلم أن ربَّه يسمعه و يراه.
عباد الله، يقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ، إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ، وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ﴾ [فاطر: 15 ـ 17].
عباد الله، ما أعظم العبد عندما يستشعر ذلّه و خضوعه و انكساره و فاقته واحتياجه إلى ربِّه و مولاه و سيده جلّ و علا مالك الملك و مدبر الخلائق المتصرف في هذا الكون عطاءً و منعاً خفضاً و رفعاً عزّاً و ذلاً حياةً و موتاً غنىً و فقراً إلى غير ذلك من أنواع التدبيرات و التصرفات في هذا الكون العظيم، فما أجمل بالعبد عباد الله أن يستشعر فاقته إلى الله و افتقاره إليه جل و علا من كل وجه فيقبل عليه إقبال عبد ذليل خاشع منكسر مستشعر بالفاقة و الافتقار يرجو رحمة الله و يخاف عذابه.
عباد الله، إنّ الله جلّ و علا غنيٌّ عن العباد يقول جلّ و علا في الحديث القدسي: ((يا عبادي لو أنّ أولكم و آخركم و إنسكم و جنّكم كانوا على أتقى قلب رجل منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، ولو أنّ أوّلكم و آخركم و إنسكم و جنكم كانوا على أفجر قلب رجل منكم ما نقص من ملكي شيئا)).
فهو جلّ و علا لا تنفعه طاعة من أطاع و لا تضرّه معصية من عصى: ﴿ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ [يونس: 108]. ومع كمال غناه سبحانه فإنه يدعو عباده يدعوهم جلّ و علا ليتوبوا إليه و يدعوهم سبحانه و ليستغفروه و ينيبوا إليه و يدعوهم جلّ و علا ليدعوه و يسألوه من فضله ومن خيري الدنيا و الآخرة و هم فقراء إليه جلّ و علا في ذلك كله فقراء إليه في أن يتوب عليهم و أن يغفر ذنوبهم و أن يحقِّق رجاءهم و أن يعطيَهم سُؤْلَهم و لا غنى لهم عن ربِّهم و مولاهم طرفة عين.
ثم عباد الله، يجب على كل من أقبل على الله راجياً حاجته الدينية و الدنيوية أن يستشعر أنّ عطاء الرّب كلام و منعه كلام: ﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾ [يس: 82]. و أنّ خزائنه جلّ و علا ملآ لا يغيضها نفقة سحّاء الليل و النهار يقول جل و علا في الحديث القدسي: ((يا عبادي لو أنّ أولكم وآخركم وإنسكم وجنّكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئاً إلا كما ينقص المخيط إذا غُمس في اليم)).
عباد الله، علينا في حاجتنا هذه و في كلّ حاجاتنا وجميع شؤوننا أن نحسن التّوجه إلى ربِّنا صادقين في السؤال طامعين في النّوال معظمّين ربَّنا جلّ وعلا ذي الجلال نرجوا رحمته و نخاف عذابه.
نتوجه إليه - عباد الله - في مقامنا هذا بتوبة نصوح من كلّ ذنب و خطيئة مستغفرين الله تبارك و تعالى من ذنوبنا و خطايانا راجين منه جلّ و علا مؤمّلين أن يقبلَ توبتنا و أن يغفر زلَّتنا و أن يكفِّر خطيئتنا و أن يهدينا إليه صراط مستقيما و أن يعطينا سؤلنا و أن يحقق رجاءنا فهو جلّ و علا لا يخيب من دعاه و لا يرد من ناداه و هو القائل جل و علا: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [غافر: 60]، وهو القائل سبحانه: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ [البقرة: 186].
اللّهمّ لك استجبنا و بك ءامنّا و إليك أنبنا، اللّهمّ لك أسلمنا و بك ءامنا و عليك توكلّنا، اللّهمّ إنّا نتوجه إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا وبأنّك أنت الله لا إله إلا أنت يا من وسعت كلَّ شيء رحمةً و علماً يا غفور يا تواب يا رحيم.
اللّهم اغفر لنا ذنوبنا و كفر عنا سيئاتنا و تب علينا، اللّهمّ اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا و ما أسررنا و ما أعلنا و ما أنت أعلم به منا، اللّهمّ اغفر لنا ذنبنا كله دقه و جله أوله و أخره سره و علنه، اللّهمّ اغفر لنا و لوالدينا و للمسلمين و المسلمات و المؤمنين والمؤمنات، اللّهمّ إنا نستغفرك إنك كنت غفّاراً فأرسل السماء علينا مدراراً.
اللّهمّ اسقنا و أغثنا، اللّهمّ اسقنا وأغثنا، اللّهمّ اسقنا وأغثنا، اللّهمّ إنّا خلق من خلقك و عبيد من عبادك اللّهمّ فلا تمنع عنّا بذنوبنا فضلك، اللّهمّ لا تؤاخذنا بما فعله السفهاء منا.
اللّهمّ أغثنا اللّهمّ أغثنا اللّهمّ أغثنا، اللّهمّ سقيا رحمة لا سقيا لا هدم ولا عذاب ولا غرق، اللّهمّ إنّا نسألك غيثاً مغيثاً هنيئاً مريئاً سحّاً طبقاً نافعاً غير ضارّ، اللّهمّ أغث قلوبنا بالإيمان و ديارنا بالمطر، اللّهمّ رحمتك نرجوا، اللّهمّ رحمتك نرجوا، اللّهمّ رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللّهمّ لا تكلنا إلا إليك، اللّهمّ لا تكلنا إلا إليك، اللّهمّ لا تكلنا إلا إليك، اللّهمّ لا تردّنا خائبين، اللّهمّ حقِّق لنا رجاءنا، اللّهمّ أعطنا سؤلنا اللّهمّ تقبّل دعواتنا، اللّهمّ تقبَّل دعواتِنا، اللّهمّ تقبّل توبتنا اللّهمّ وأنزل علينا الغيث و لا تجعلنا من القانطين، اللّهمّ اسقنا الغيث و لا تجعلنا من اليائسين، اللّهمّ أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر، اللّهمّ أغث قلوبنا بالإيمان و ديارنا بالمطر، اللّهمّ أغث قلوبنا بالإيمان وديارنا بالمطر.
اللّهمّ اسقنا و أغثنا، اللّهمّ اسقنا و أغثنا، اللّهمّ اسقنا و أغثنا، اللّهمّ أعطنا و لا تحرمنا و زدنا ولا تنقصنا و آثرنا و لا تأثر علينا.
اللّهمّ صلِّ على نبيّك محمّد صلى الله عليه و سلم، اللّهمّ صلِّ على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
عباد الله، أكثروا من الدعاء و أقلبوا الرداء اقتداءً بالنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم تفاؤلاً بتغيّر الأحوال.
و آخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين و صلّى الله و سلّم و بارك و أنعم على عبده و رسوله نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين.
|