للمُتَكَشِّفَاتِ بِلا عَاهَاتٍ
إِنَّ الْحَمْدَ للهِ ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا .
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
اتَّقُوا اللهَ - عَزَّ وَجَلَّ - ، فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ سُبْحَانَهُ فَقَالَ : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ عِبَادِهِ الْمُتَّقِينَ .
أَيُّهَا الْإِخْوَةُ الْمُسْلِمُونَ :
فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ - رَحِمَهُ اللهُ - قَالَ : قَالَ لِيَ ابْنُ عَبَّاسٍ: ألَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِن أهْلِ الجَنَّةِ؟ قُلتُ : بَلَى، قَالَ : هذِه المَرْأَةُ السَّوْدَاءُ؛ أتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَقَالَتْ: إنِّي أُصْرَعُ، وإنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي، قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ ولَكِ الجَنَّةُ، وإنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ » ، فَقَالَتْ: أَصْبِرُ، فَقَالَتْ: إنِّي أتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللَّهَ لِي أَلَّا أَتَكَشَّفَ، فَدَعَا لَهَا صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ . يَقُولُ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : فَكَانَتْ تُصْرَعُ وَلَا تَتَكَشَّفُ .
فَانْظُرُوا يَا عِبَادَ اللهِ وَتَأَمَّلُوا وَاعْتَبِرُوا ؛ امْرَأَةٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ بِدَعْوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هَمُّهَا عِنْدَمَا تُصِيبُهَا نَوْبَةُ صَرَعِهَا ، وَتَصِيرُ فِي غَيْبُوبَةٍ تُفْقِدُهَا وَعْيَهَا ، أَلَّا تَتَكَشَّفَ ، أَلَّا تُرَى عَوْرَتُهَا ، أَنْ لَا يَظْهَرَ شَيْءٌ مِنْ جَسَدِهَا ، أَلَّا يَرَى النَّاسُ شَيْئًا لَا تَجُوزُ رُؤْيَتُهُ مِنْهَا ، هَمُّهَا ذَلِكَ وَهِيَ بِغَيْرِ وَعْيِهَا ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلَاثٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّغِيرِ حَتَّى يَكْبَرَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ أَوْ يُفِيقَ » . فَهِيَ الْعِفَّةُ وَالسَّتْرُ يَا عِبَادَ اللهِ ، الَّتِي تَتَحَلَّىْ وَتَمْتَازُ بِهِمَا الْمَرْأَةُ الْمُسْلِمَةُ ، وَلَا تَتَخَلَّى عَنْهُمَا الْمُؤْمِنَةُ مَهْمَا كَانَتْ أَحْوَالُهَا ، وَقَدْ صَحَّ عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : كُنْتُ أَدْخُلُ بَيْتِيَ الَّذِي فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنِّي وَاضِعَةٌ ثَوْبِي وَأَقُولُ : إِنَّمَا هُوَ زَوْجِي وَأَبِي ، بَيْتُهَا ؛ حُجْرَتُهَا الَّتِي دُفِنَ فِيهَا زَوْجُهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُوهَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، فَكَانَتْ لَا تَتَحَرَّجُ مِنْهُمَا ، فَهُمْ مِنْ مَحَارِمِهَا ، زَوْجُهَا وَأَبُوهَا ، وَمَدْفُونَانِ تَحْتَ التُّرَابِ . تَقُولُ : فَلَمَّا دُفِنَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَهُمْ ، فَوَاللَّهِ مَا دَخَلْتُهُ إِلَّا وَأَنَا مَشْدُودَةٌ عَلَيَّ ثِيَابِي ؛ حَيَاءً مِنْ عُمَرَ . تَجْمَعُ ثِيَابَهَا عَلَى جَسَدِهَا لَا تَخْلَعُ مِنْهَا شَيْئًا ، حَيَاءً مِنْ عُمَرَ الْمَدْفُونِ تَحْتَ الْأَرْضِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مَحْرَمًا لَهَا .
لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ؛ مُؤْمِنَةٌ لَا تَخْلَعُ ثِيَابَهَا فِي بَيْتِهَا حَيَاءً مِنْ مَيِّتٍ مَدْفُونٍ تَحْتَ الْأَرْضِ ، وَأُخْرَى مُصَابَةٌ بِصَرَعٍ تَصْبِرُ عَلَيْهِ تُرِيدُ الْجَنَّةَ ، وَلَا هَمَّ لَهَا إِلَّا أَنْ لَا يَرَى النَّاسُ شَيْئًا مِنْ جَسَدِهَا ، فَأَيْنَ ذَلِكَ مِنْ بَعْضِ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ فِي هَذَا الزَّمَانِ ، فَلْتَحْذَرِ الْمُسْلِمَةُ أَنْ تَسْتَهِينَ بِشَيْءٍ مِنْ حِجَابِهَا ، فَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ : اسْتَيْقَظَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ : « سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ ؟ ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ ؟ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ » .
رُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا ، هِيَ تَعْتَقِدُ أَنَّهَا كَذَلِكَ ، وَقَدْ تُنْفِقُ عَلَى كِسْوَتِهَا الْمَبَالِغَ الطَّائِلَةَ ، وَلَكِنَّهَا كَالْعَارِيَةِ بِسَبَبِ ضِيقِهَا وَشَفَافِيَتِهَا ، بِسَبَبِ تَحْجِيمِهَا لِجِسْمِهَا وَوَصْفِهَا لِمَفَاتِنِهَا ، عَارِيَةٍ مِنْ تَقْوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ لِأَنَّهَا اخْتَارَتْ وَرَضِيَتْ لِنَفْسِهَا لِبَاسًا مُخَالِفًا لِشَرْعِهِ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما : قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ، وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا، وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وَكَذَا » .
أَيُّ وَعِيدٍ - يَا عِبَادَ اللهِ - لِمَنْ تَبَرَّجَتْ وَخَرَجَتْ كَاسِيَةً عَارِيَةً ، وَقَدْ تَكُونُ مُتَطَيِّبَةً يَشُمُّ الرِّجَالُ رَوَائِحَ طِيبِهَا ، فَعَنْ مُوسَى بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : « أَنَّ امْرَأَةً مَرَّتْ بِهِ تَعْصِفُ رِيحُهَا مِنَ الطِّيبِ فَقَالَ : يَا أَمَةَ الْجَبَّارِ ! الْمَسْجِدَ تُرِيدِينَ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : وَلَهُ تَطَيَّبْتِ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، قَالَ : فَارْجِعِي فَاغْتَسِلِي ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : « مَا مِنِ امْرَأَةٍ تَخْرُجُ إِلَى الْمَسْجِدِ تَعْصِفُ رِيحُهَا فَيَقْبَلُ اللهُ مِنْهَا صَلَاةً حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهَا فَتَغْتَسِلُ » . وَفِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَنْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : « أَيُّمَا امْرَأَةٍ أَصَابَتْ بُخُورًا ، فَلَا تَشْهَدْ مَعَنَا الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ » ، اللهُ الْمُسْتَعَانُ - أَيُّهَا الْإِخْوَةُ - تُنْهَى الْمَرْأَةُ وَتُمْنَعُ مِنَ الطِّيبِ وَالْبُخُورِ ، وَهِيَ ذَاهِبَةٌ لِلصَّلَاةِ فِي بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللهِ ، لِتَقِفَ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَكَيْفَ بِمَنْ تَتَطَيَّبُ وَتَتَبَخَّرُ ، وَتَخْرُجُ لِيَشُمَّ الرِّجَالُ رَوَائِحَهَا الْفَاضِحَةَ الْوَاضِحَةَ ، فِي الطُّرُقَاتِ وَالْأَسْوَاقِ وَبَعْضِ الْمَرَافِقِ الْعَامَّةِ ، فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاحْذَرُوا وَحَذِّرُوا ، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ ، بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ ، فَإِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .
الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوَانِهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.
أَمَّا بَعْدُ ، فَيَا عِبَادَ اللهِ :
فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ ؛ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « كُلُّ أُمَّتي مُعافًى إلَّا المُجاهِرِينَ » أَيْ : كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ إِذَا ارْتَكَبَ مَعْصِيَةً، يُرْجَى لَهُ عَفْوُ اللهِ وَمَغْفِرَتُهُ، وَالنَّجَاةُ مِنَ النَّارِ، «إِلَّا الْمُجَاهِرِينَ» بِالْمَعَاصِي، فَلَا يُعَافَوْنَ، وَلَا شَكَّ أَنَّ التَّبَرُّجَ وَالسُّفُورَ ، وَمُخَالَفَةَ أَمْرِ اللهِ وَالْفُجُورَ ، وَاسْتِعْرَاضَ الْمَرْأَةِ لِمَفَاتِنِهَا بَيْنَ الرِّجَالِ الْأَجَانِبِ ، مِنَ الْمُجَاهَرَةِ الَّتِي يُخْشَى عَلَى مَنْ تَوَرَّطَ بِهَا أَنْ لاَ يُعَافَى مِنْ عَذَابِ اللهِ وَغَضَبِهِ وَمَقْتِهِ ، فَقَدْ تُسْلَبُ الْمُتَبَرِّجَةُ الْمُجَاهِرَةُ الْعَافِيَةَ ، وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : « لَمْ تُؤْتَوا شَيْئًا بَعْدَ كَلِمَةِ الْإِخْلَاصِ مِثْلَ الْعَافِيَةِ ؛ فَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ » ، وَالْعَافِيَةُ قَالُوا : هِيَ السَّلَامَةُ فِي الدِّينِ مِنَ الْفِتْنَةِ ، وَفِي الْبَدَنِ مِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ وَشِدَّةِ المِحْنَةِ . فَلْيَتَّقِيَنَّ اللهَ النِّسَاءُ الْمُسْلِمَاتُ ، وَلْيَمْتَثِلْنَ لِأَمْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَلْيَحْذَرْنَ مِنَ ارْتِكَابِ مَا نَهَى عَنْهُ سُبْحَانَهُ : ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ .
أَسْأَلُ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَهْدِيَ ضَالَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَنْ يَرْزُقَنَا جَمِيعًا الْفِقْهَ فِي الدِّينِ ، وَأَنْ يَجْعَلَنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ لَا ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ إِنَّهُ قَرِيبٌ سَمِيعٌ مُجِيبٌ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَافَ وَالْغِنَى ، اللَّهُمَّ أَحْيِنَا سُعَدَاءَ وَأَمِتْنَا شُهَدَاءَ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْأَتْقِيَاءِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مَغْفِرَةَ ذُنُوبِنَا ، وَذَهَابَ غَيْظِ قُلُوبِنَا ، اللَّهُمَّ أَعِذْنَا مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾.
عِبَادَ اللهِ :
﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ . فَاذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ ، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ ، وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .